|
بدعة الاعلان: فى السودان لماذا يتم الاعلان عن الوظائف الشاغرة باللغة الانجليزية (دال,زين) مثال؟
|
مقدمة:
بايجاز شديد وتساؤل ملح نقول فى تصنيف دول العالم يدرج اسم السودان كواحد من دول
العالم الثالث الفقيرة النامية ومن الاسباب الكثيرة التى يعتمد عليها فى هذا التصنيف
هى فرص العمل التى تبين نسبة دخل الفرد التى تقارن بدورها بمستوى دخول باق دول العالم
والمعروف ان نسبة دخل الفرد فى السودان استنادا لموقع الوكابيديا انخفضت الى اقل من 50%
من العام الماضى وبالتالى انخفضت معها معدلات النمو والوظائف فى السودان اى ان حلم
الحصول على وظيفة اصبح من رابع المستحيلات فى سوق العمل الذى صار يسيطر علية الاجنبى ولا
يعتمد على قوانين مفعلة تحمى الايدى العاملة الوطنية.
بعد هذة المقدمة الموجزة اتسأءل لماذا تطالعنا بعض الصحف اليومية باعلانات عن وظائف
شاغرة فى السودان الذى يعتمد اللغة العربية كلغة رسمية باعلانات عن وظائف شاغرة نحن
فى حوجة لها باللغة الانجليزية اكرر لماذا الاعلان عن الوظائف الشاغرة فى دولة عربية
باللغة الانجليزية ولماذا تعتمد شركات القطاع العام والخاص على مواقع الكترونية باللغة
الانجليزية فى الاعلان عن وظائفها فى السودان ومن المفروض ان هذة الشركات هى شركات وطنية
وعمود للاقتصاد الوطنى ؟؟؟؟؟..
هل الاعلان عن الوظائف الشاغرة فى السودان باللغة الانجليزية بدعة جديدة ؟؟
امثلة :
موقع مجموعة دال
http://www.careers.dalgroup.com/jobsearch
موقع شركة زين الكويتية من العربى الى الانجليزى
http://careers.zain.com/careers/zaingroup/home.aspx
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: بدعة الاعلان: فى السودان لماذا يتم الاعلان عن الوظائف الشاغرة باللغة الانجليزية (دال,زين) م (Re: cantona_1)
|
كانتونا
سلامات
ياخ ما ممكن البيحصل فى الشركات دى اصلو ما ممكن
عندما تعلن فى صحيفة وطنية توزع مالايقل عن 250 الى 300 الف
مطبوعة يوميا اذا انت تخاطب عامة القوة العاملة فى السودان
وهذة القوة العاملة لغتها الاولى والثانية عى العربية وليست العنجليزية
اذا لماذا التلكف والتعالى ولماذا تعلن عن وظيفة فى بلدك العربى الافريقى بلغة اخرى
اعلن عنها بلغتك الاصلية وضع الشروط حسب حوجتك يا اخ ..
ابناء البلد فى حوجة الى هذة الوظائف فبها ستعمر البيوت التى قاربت على الخراب
وستتماسك الاسر التى قاربت على التفكك وسيتزوق صاحبها طعم اللقمة التى غابت عنة
..................
احح انا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بدعة الاعلان: فى السودان لماذا يتم الاعلان عن الوظائف الشاغرة باللغة الانجليزية (دال,زين) م (Re: Hisham Amin)
|
يا عزيزي هشام ....
حتي الدول العربية تماما تعلن الوظائف باللغة الانجليزية لانها لغة العمل والصناعة الاوسع انتشارا في العالم .... اجادة اللغة الانجليزية هي من اهم ادوات العمل .. فالعربية ليست لغة صناعة وعلوم كما كانت قبل اكثر من الف عام والقاموس العربي يضاف اليه دوريا كلمات مستعارة من لغة انجليزية لتعريف اجهزة او انشطة ليس للغة العربية فيها مرادف ....حتي متطلبات الوظائف وووصف نوع العمل عندما تترجم الي العربية تفقد كثير من معانيعا ..... الصيمن اليوم وبعد انفتاحها علي العالم ورغم انها دولة صناعية كبري ترسل اعدادا من طلابها وموظفيها الي دول اخري لتعلم الانجليزية كما ان التعليم بالانجليزية ينتشر في جامعاتها ....
اللحاق بركب الصناعة يستوجب هذه اللغة الانجليزية كاداة مثلما كل الادوات التي نستعملها في حياتنا اليومية منها التقنية التي نتواصل من خلالها الان .....فشل الناطقون بالعربية خلال القرون الست الماضيات في تاكييد ريادة اللغة العربية في مجالات العلوم والصناعة كما كانت قبل ذلك ....
تعاني الاجناس التي تجاهلت اللغة الانجليزية كاداة للعمل والعلوم من عدم قدرة علي التنافس للحصول علي وظائف مناسبة في كل الدول العربية ... ماليزيا المزدهرة عانت عندما اصرت علي تعليم بلغتها الخاصة بدلا عن الانجليزية والان تريد العودة الي الانجليزية ...
امل ان ننظر الي الامر من منطلق استعمال "اداة" ضرورية للعمل والتعلم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بدعة الاعلان: فى السودان لماذا يتم الاعلان عن الوظائف الشاغرة باللغة الانجليزية (دال,زين) م (Re: Hisham Amin)
|
Quote: لماذا الاعلان عن الوظائف الشاغرة فى دولة عربية
باللغة الانجليزية ولماذا تعتمد شركات القطاع العام والخاص على مواقع الكترونية باللغة
الانجليزية فى الاعلان عن وظائفها فى السودان ومن المفروض ان هذة الشركات هى شركات وطنية
وعمود للاقتصاد الوطنى ؟؟؟؟؟..
|
الاخ العزيز هشام تحية واحترام
غالبا ما تكون تلك الشركات متعددة الجنسيات وتدار عن بعد اقصد المستويات الادارية العليا
بالاضافة لذلك فان اللغة الانجليزية هي لغة العلوم في كل انحاء العالم وهي الاوسع انتشارا
اضف لذلك عدم وجود مرادفات للكثير من المصطلحات والتسميات في اللغة العربية
اعتقد ان تلك الشركات محقة في الاعلان عن وظائفها باللغة الانجليزية
لان من متطلبات تلك الوظائف تحدث الانجليزية بطلاقة
ومن لا يستطع ان يقرأ ذلك الاعلان فمن الاحسن له ان يوفر جهد التقديم لتلك الوظيفة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بدعة الاعلان: فى السودان لماذا يتم الاعلان عن الوظائف الشاغرة باللغة الانجليزية (دال,زين) م (Re: عبدالله ابوشوارب)
|
الفاضل ابو شوارب
كل ما تفضلت بة صحيح ولكن من غير المقنع
ان كل الوظائف فى السودان والتى يتم الاعلان عنها
ترغب فى موظفين يتحدثون الانجليزية ومن غبر المغنع
ان خدمات هذة الشركات موجه فقط للعالم الخارجى وليس السودان
ففى السودان المصانع وفى السودان الاستهلاك وفى السودان سوق كبير
لهذة الشركات.
ومن غير المقنع ان تعلن هذة الشركات عن وظائفها بالانجليزى لانها تتعامل مع
رموز واداريين خارج السودان فالموظف العادى لا يتحدث مع الادارين فى شؤن الادارة
واخيرا اقول انها بدعة بدعة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بدعة الاعلان: فى السودان لماذا يتم الاعلان عن الوظائف الشاغرة باللغة الانجليزية (دال,زين) م (Re: Hisham Amin)
|
عزيزي هشام
احترم وجهة نظرك وغيرتك علي لغة تعتبرها لغتك الرسمية ولسان امك ....انا مثلا تعلمت العربية والانجليزية في المدارس ولم امارس العربية في عملي الذي طال اربع عقود الا هامشيا وفي بلادا ليست "عربية-افريقية" متعدده الالسن والاثنيات كما السودان وانما بلاد عربية لسان كل اهلها هي العربية واعلانات الشركات الخاصة فيها بالانجليزية ويكون في بعض منها شرط واضح " تعلم في جامعات غربية" وشرط اساسي لا جدال فيه "Bilingual " اي يتحدث العربية والانجليزية اذا كانت الوظيفة قيها تعاملات مع جهات حكومية ....المكاتبات بالانجليزية اليكترونيا وورقيا وحين تكون لمخاطبة جهة حكومية فهي بعربية وانجليزية معا والعقود الحكومية كذلك باللغتيين .... الشركات المتعددة الجنسيات كدال مثلا حيث يكون بعض مديريها لا يتحدثون العربية ومعظم تعاملات المجموعة مع جهات تمثلها هي في السودان غربية ( الولايات المتحدة-بريطانيا-استراليا ..الخ )او شرقية ( اليابان مثلا) توظف من يجيد الانجليزية مع لغته العربية .... كما بينت في مداخلتي الاولي اللغات ادوات تواصل واجادة اكثر من واحدة مهم في دنيا اتسمت المعاملات فيه "بعولمة"..... في السودان اخوان واخوات لنا يحملون السمة السودانية اصلا وميلادا( الجنوب مثلا ) فربما كان الاعلان موجها اليهم .....
افضل ان ننظر الي اللغة الانجليزية كاداة للعمل ضرورية في عالم هيمنت فيه هذه اللغة علي العلوم والصناعة والتقنية والطب ..الخ ...
الموضوع مفيد وتبادل الراي فيه ضروري مودتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بدعة الاعلان: فى السودان لماذا يتم الاعلان عن الوظائف الشاغرة باللغة الانجليزية (دال,زين) م (Re: Hisham Amin)
|
يا هشام يا عزيزي ما تحرق رُزّك ساكت.. هاك دي. ذهبت لبنك بغرض تمويل منتجي الصمغ العربي في منطقتنا فهذا مجال أعمل فيه منذ ان كنت تلميذاً ونحن الجيل الثالث فيه في الأسرة والقبيلة. يعني عملية الإنتاج كيف ومتى ولماذا ممكن يدونا فيها دكتوراة. قابلنا الشخص المسؤول، وبكل (سرور) طلع عربي من شمال أفريقيا. (نحن لمن بنك باركليز فتح فرع في الخرطوم- كل الدول العربية ماعدا لبنان والمغرب مافيش دولة منها مستقلة، ناهيك يكون فيها بنوك). عمره ما شاف شجرة صمغ ولا عنده فكرة عن الصمغ وطرق إنتاجه واستخداماته. الزول مسكني ومعاي أخوي لأكثر من ساعتين يشرح لينا في كيفية هذه العملية. طبعاً كلامه ما بجيب دخل. سألته لماذا تعطينا هذه المحاضرة الطويلة؟ ردّ قائلاً: أنا خبير في طرق الإنتاج.(قالها بالإنجليزية). بدأت أتحدث معه الإنجليزية. حاول إدخال اللغة الفرنسية. رددت عليه بالفرنسية. عندها سألني: إنت بتشتغل شنو؟ قلت له: أخصائي أمراض نساء وتوليد. إستغرب !! قلت له: بتكلّم معاك في الصمغ وإنتاجه وتجارته، وتسألني سؤال مثل هذا؟ لازم أقول ليك إجابة من جنس سؤالك. أفهم أنك خبير في البنوك وتوابعها. لكن لا يمكنك أن تعطيني فكرة عن إنتاج الصمغ العربي وقد ورثته عن أبي عن جدي. في قطاع السكر الما سبقتنا عليه دولة في أفريقيا بخلاف مصر.. عندنا موظفين في مكتب كنانة في الخرطوم غير سودانيين .. أفارقة .. عرب .. هنود .. باكستان. البلد ما عندها وجيع وكثير ما تجد الرجل المِناسب في المكان غير المٌناسب وكله عند العرب صابون. تحياتي.
كبـــّـاشي الصـــّافي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بدعة الاعلان: فى السودان لماذا يتم الاعلان عن الوظائف الشاغرة باللغة الانجليزية (دال,زين) م (Re: cantona_1)
|
هشام امين تحياتي،،
اولا: أنا كباحثة عن وظيفة لما القى اعلان باللغة الانجليزية بتحمس أكتر للتقديم ، نظرا لانه الشركة التي تعلن عن وظائفه باللغة الانجليزية ، تطلب سيرة ذاتية باللغة الانجليزية ومن صياغة السيرة الذاتية ، تحدد الشركة تضرب ليك للمعاينة أم لا ،،صدقني.
ثانيا: زي ما قال ليك الزميل ان الشركات دي ملتيناشونال ، وتعاملاتها مع اجانب ، فبالتالي تشترط اللغة الانجليزية،،فمثلا شركات دال وكيل لشركات عالمية فشيء طبيعي تشترط اللغة الانجليزية ،، وهكذا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بدعة الاعلان: فى السودان لماذا يتم الاعلان عن الوظائف الشاغرة باللغة الانجليزية (دال,زين) م (Re: abubakr)
|
الفاضل ابوبكر كل التحايا والاحترامات
والشكر اجزلة لك ولمشاركاتك الفعالة
لقد اكدت من قبل ان ما تفضلت انت بة صحيح 100% ولكن وحسب خبرتى او حسب درايتى
ان عولمة الشركات تتم على المستوى الادارى ومستوى توزيع الانتاج الخارجى والدعاية والاعلان
والتى تتطلب دراية والمام بلغة اخرى وليست على مستوى القاعدة التى تدير دفة العمل
فلا يعقل ان تطالب عامل يدوى او موزع خطابات او مراسلة (بتاع قهو شاى) او موزع انتاج
وموزع مبيعات وامين مخازن او رجل مبيعات فى السودان ان يتحدث اللغة الانجليزية فهذا
ما لا يغتفر .
ولى عودى لتكملة التعليق باذن الله
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بدعة الاعلان: فى السودان لماذا يتم الاعلان عن الوظائف الشاغرة باللغة الانجليزية (دال,زين) م (Re: Hisham Amin)
|
يا عزيزي هشام شكري واحترامي .. انا افهم حسن مقصدك ولا اشكك مطلقا في ذلك ..وحقيقة لا علم لي بان دال او غيرها من الشركات الكبيرة في السودات تطلب من صغار العامليين ان ييتحدثو بالانجليزية وبالتالي تعلن مثل تلك الوظائف بالانجليزية فان فعلو ذلك يكون سوء تقدير .. والان راجعت موقع دال ووجدت ان الوظائف المعلن عنها هي : Resident Architect DAL Property Development Co. Ltd. 20/09/2010 25/09/2010 Chefs Sayga Investment Co. Ltd. 20/09/2010 20/10/2010 Technician (B2B) Sayga Investment Co. Ltd. 20/09/2010 20/10/2010 Electrical Technician (Operations) Sayga Investment Co. Ltd. 20/09/2010 20/10/2010 Senior Accountant Khartoum International Community School 18/09/2010 02/10/2010 Senior Settlement Accountant Sayga Investment Co. Ltd. 16/09/2010 16/10/2010 Warehouse Manager Sayga Investment Co. Ltd. 16/09/2010 16/10/2010 Warehouse Supervisor Sayga Investment Co. Ltd. 16/09/2010 16/10/2010 Inventory Controller Sayga Investment Co. Ltd. 16/09/2010 16/10/2010 Quality Assurance Officer DAL Property Development Co. Ltd. 15/09/2010 25/09/2010
وهذه وظائف بالتاكييد تتطلب لغة انجليزية ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بدعة الاعلان: فى السودان لماذا يتم الاعلان عن الوظائف الشاغرة باللغة الانجليزية (دال,زين) م (Re: abubakr)
|
Quote: عزيزي هشام ..شكرا لللاضافة .. من واقع عملي حاليا ولسنوات طويلة علي راس اعمال كثيرة فيها ادارات مختلفة فمعظم هذه الوظائف اعرفها جيدا واقوم بكتابة مصوغات وظيفتها وهي تحتاج حقيقة الي معرفة باللغة الانجليزية فمفردات ادائها لعملها هي التي تستوجب ذلك .. |
نحترم الخبرة وسنسعى للاستفادة منها دون الافصاح عن خبرتنا ان لم \يكن هناك ما يمنع
فى وظيفة امين المخازن التى تفصل وتطلب من المتقدم لها ان يعمل على حراسة ونظافة
المخزن وتطالبة بالحفاظ على العهدة ومراقبة العمال والمخزون فى دولة عربية اين تاتى
الحوجة لاستعمال اللغة الانجليزية هنا؟؟
وستاتى الاسئلة تباعا حسب الوظائف والردود
تقبل تحياتى واكيد احتراماتى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بدعة الاعلان: فى السودان لماذا يتم الاعلان عن الوظائف الشاغرة باللغة الانجليزية (دال,زين) م (Re: Hisham Amin)
|
Quote: وثانيا 3\4 الشعب السودانى لا يجيد اللغة الانجليزية فلما لا يتواضعون ويعلنون
على الاقل عن هذة الوظائف باللغتين على الاقل ؟؟؟؟؟ |
تعرف ياهشام .. هذا من منغصات ونواقص العمل في السودان ... اللغة العربية لم تطور لتكون لغة انتاج وصناعة لغياب الانتاج والصناعة في بلاد العرب والمستعربيين .. دول تستهلك انتاج وصناعة الغير مجبرة علي استعمال المفردات والمسميات لما تستهلكه .. اللعة العربية رغم عظمتها وقوة الكريزما التي لها ليست لغة عمل وعاصرت الاف من جنسيات غير عربية عاشت وعملت في بلاد عربية ولم تتعلم العربية لذات السبب بينما العربي لو عاش شهورا يعمل في بلد اخر يضطر الي ان يتحدث لغة اهل البلد وغالبا انجليزية او فرنسية ليعمل ويعيش .. المشكلة ليست في اعلان وظائف بلغة عربية ولكن في ان تجبر اللغة العربية الناطق بغيرها علي تعلمها ليعمل ....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بدعة الاعلان: فى السودان لماذا يتم الاعلان عن الوظائف الشاغرة باللغة الانجليزية (دال,زين) م (Re: Hisham Amin)
|
عزيزي هشام ...تهيالي انني ارسلت هذا الموضوع المقتبس فتبين لي الان انني لم افعل .. معضلة اللغة العربية اكبر من استعمالها في اعلانات عمل ...
اللغة العربية بين الخطر الخارجي والتهميش الداخلي يرى باحثون أن 3000 إلى 4000 لغة قائمة اليوم، ستختفي خلال القرن الجاري، ويعتقدون مثلا، أن ما مجموعه 73 لغة من أصل 123، في القارة الأوروبية، بنسبة 59.35%، في طريقه إلى الاختفاء، وذلك رغم الإجراءات التي اتخذتها المجموعة الأوروبية لحماية لغاتها باعتبارها جزءا اللغة وظيفة عضوية، وملكة إنسانية، وظاهرة اجتماعية، تمثل البعد الرمزي الذي يرجع إليه تميز الإنسان، فهي الشجرة التي تثمر الفكر والوعاء الذي يحتضنه، والآلة التي بها يعمل، فينتج العلم والمعرفة.
فهي لذلك محرك نشاط الأفراد والجماعات، ومحدد الحدود النفسية والاجتماعية والسياسية بين القوميات والسلالات، والمستويات الاجتماعية؛ وهي الحامل الأبرز لكل خطة سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية .
كما أنها أداة كل مخطط للهيمنة والاحتواء والاستئثار والإقصاء، وهو ما جعلها محل اهتمام علماء الاجتماع والإناسة والسلالات واللسانيات والاقتصاد والسياسة على حد سواء.
وجعل منها النقطة المركزية في كافة إصلاحات التعليم وصناعة الإنسان في كل البلدان، وعلى أساسها تشكلت أغلب الأحلاف السياسية الحديثة: الكومنولث البريطاني، منظمة الدول الناطقة بالفرنسية، منظمة الدول الناطقة بالأسبانية، جامعة الدول العربية .
مستقبل لغات العالم
ويرى باحثون أن 3000 إلى 4000 لغة قائمة اليوم، ستختفي خلال القرن الجاري، ويعتقدون مثلا، أن ما مجموعه 73 لغة من أصل 123، في القارة الأوروبية، بنسبة 59.35%، في طريقه إلى الاختفاء، وذلك رغم الإجراءات التي اتخذتها المجموعة الأوروبية لحماية لغاتها باعتبارها جزءا من التراث الإنساني تجب حمايته.
وفي دراسة عن لغات العالم تشرف اليونسكو على إعدادها منذ سنوات ، أن 5500 لغة من أصل 6703، ستختفي خلال قرن. ويرجح (جون دانييل) - اعتمادا على رأي خبراء- أن هناك ثلاث لغات ستقتسم العالم في حدود 2200 م، هي الإنجليزية والعربية والصينية، وأن الحركية اللغوية التي يدفعها تساقط قلاع الحدود اللغوية اليوم أمام مد الثورة الإعلامية والمعلوماتية، تجعلنا نعيش «مجزرة لغوية».
كل ذلك يشهد أن هناك خطرا فعليا من قبل نظام العولمة، يهدد وجود الكثير من لغات العالم، ومن ضمن اللغات المهددة، رغم ما تقدم، اللغة العربية، ولا يخفي أن اللغة العربية المعيارية المكتوبة (نسبة الأمية في الناطقين بها قد تصل إلى60%)، ظلت عبر تاريخها تستند في قدرتها على البقاء، إلى العامل الديني والقومي، وهاتان الدعامتان الآن، مستهدفتان من قبل نظام العولمة، لأنه يعتبرهما حجر العثرة الأبرز في طريقه.
والمقصود باللغة العربية هو اللغة التي بها نزل القرآن الكريم فيما بين سنة609-632م، يوم كانت لهجة غير مكتوبة، ضمن العديد من اللهجات في شبه الجزيرة العربية، يتكلم بها سكان الحجاز ونجد وما جاورهما، والتي قادت العناية بالقرآن وحاجات الدولة الإسلامية التي انبثقت منه، في القرن الأول والثاني الهجريين/السابع والثامن الميلاديين، إلى كتابتها، وتدوين معجمها، واستنباط قوانينها التركيبية والشكلية الصوتية الصرفية، وأساليبها المعيارية والعدولية؛ وتم كل ذلك في فترة وجيزة، فسيطرت على الحياة الثقافية في العالم العربي الإسلامي، وأصبحت منذ عهد الأموي عبد الملك بن مروان(65-86هـ/685-705م)، لغة التميز، تحتكره لمن يتقنها، فلا حق لمن لا يتقنها في المناصب القيادية، وأصبحت من أقوى اللغات عالميا (سياسيا، عسكريا، ثقافيا، لسانيا، وربما ديموغرافيا واقتصاديا) خلال القرون(8-11)، فاحتكرت المنابر الثقافية في كل مكان يدخله الإسلام. قبل أن تتراجع منذ القرن12م إلى19م، وتنزوي في دوائر ضيقة، وإن ظلت إلى اليوم، تحتفظ بمكانة خاصة لدى أتباع الديانة الإسلامية، لأنها لغة مصدري التشريع الأساسيين في الإسلام: القرآن الكريم، والأحاديث النبوية الشريفة، ولا تتم الصلاة في الإسلام إلا بإتقان بعض من كلمات هذه اللغة، وهي لغة طقسية رئيسية لدى عدد من الكنائس المسيحية في العالم العربي، كما كتب بها الكثير من أهم الأعمال الدينية والفكرية اليهودية في العصور الوسطى، وأثرت في كثير من اللغات الحديثة: كالتركية والفارسية والألبانية والعديد من اللغات الأفريقية، واللغات الأوروبية كالروسية والإنجليزية والفرنسية والأسبانية والايطالية والألمانية.
ثم شهدت حديثا خلال القرنين الماضيين، (13-14/هـ19-20م) تطورا على مستوى الإبداع الأدبي على الأقل، لم تكد تعرفه من قبل، لكنها مع ذلك، لم ترق إلى رتبة لغة التميز في أي من الدول العربية، رغم أنها نظريا هي اللغة الرسمية في كل تلك الدول، وأنها تدرس بشكل رسمي أو غير رسمي في الدول الإسلامية والدول الأفريقية والآسيوية المحاذية للوطن العربي (تشاد، مالي، السنغال، أريتيريا... إيران، تركيا... ) .
وعبر هذه التحولات القديم منها والحديث، ظلت اللهجات الموازية لها، تتطور وتنتشر، وتحتكر عنها البيت والشارع والسوق والحديث الشفهي التداولي عموما، إلى اليوم.
لكنها اللغة الوحيدة التي يزيد عمرها اليوم باعتبارها لغة ثقافة وإلى حد ما لغة عمل وتداول- على أربعة عشر قرنا، ومازالت حية، بحيث يفهم شداتها أغلب نصوصها الأقدم دون عناء كبير، ولا دربة خاصة.
مكانة اللغة العربية
تحتل اللغة العربية الآن الموقع الثالث في لغات العالم، من حيث عدد الدول التي تقرها لغة رسمية، والسادس، من حيث عدد المتكلمين بها، والثامن من حيث متغير الدخل القومي، في العامل الاقتصادي، وهي متأرجحة من حيث المنزلة في العوامل الأربعة الأخرى: (الثقافي، اللساني، الاقتصادي العسكري).
ففي جانب النشر الإجمالي من العامل الثقافي، تحتل عالميا الرتبة22، و42 في النشر العلمي خاصة، وهي إحدى اللغات الست الرسمية في أكبر محفل دولي: منظمة الأمم المتحدة، وتهيمن على جزء من الإعلام العربي، ولها حضور في النظام التعليمي، و حضور أقل في النظام الإداري والتنظيمي.
وبذلك فهي إحدى اللغات الإحدى عشرة الأكثر انتشارا في العالم، ( حسب ترتيب عدد المتكلمين بها: الصينية، الإنجليزية، الأسبانية، العربية، الهندية، الروسية، البرتغالية، البنغالية، الألمانية، اليابانية، الفرنسية)، كما أنها من الثماني، من بين هذه اللغات الإحدى عشرة، التي تكاد تقتسم المعمورة فيما بينها، وتحتفظ كل منها لنفسها بقاعدة جغرافية راسخة: (الماندرين في آسيا الوسطى، الأسبانية والبرتغالية في أمريكا الجنوبية، الإنجليزية في أمريكا الشمالية، العربية في شمال إفريقيا والشرق الأدنى، الهندية والبنغالية في أغلب القارة الهندية، الروسية في أوروبا الشرقية)، كما أنها من بين اللغات الست التي يعرف الناطقون بها تزايدا ديموغرافيا أكثر من غيرها، وهي حسب الترتيب: (الأسبانية والبرتغالية والعربية والهندية والسواحلية والماليزية)، لكن كل تلك المقومات لا تخفي أوجه قصور موضوعية وذاتية لا تني تفت في عضدها، أبرزها:
- محاصرة هذه اللغة بلهجات تحتكر عنها نبض الحياة اليومية لأبنائها، من جهة، ومحاصرتها بلغات أجنبية منتجة للحضارة الحديثة، تحتكر عنها مجال العلم والتكنولوجيا وتسمية أشيائهما الجديدة من جهة أخرى، مما يشتت جهود أبنائها بين:
لغة فصحى : تفرضها الهوية والانتماء الديني والقومي وامتلاك الموروث الثقافي للأمة، والتفرد عن اللهجات بكل ما هو مكتوب ومقروء، وبنسبة عالية، عن اللغات الأجنبية المهيمنة على الجديد في العلم والتكنولوجيا والتقانة، ولكنها بعيدة عن لغة التخاطب ونبض الحياة اليومية، وعن إنتاج مفاهيم العلم الحديثة، وتعاني من تقصير بارز من قبل الساسة والعلماء في خدمتها.
لهجات فرعية: تحتكر التخاطب ونبض الحياة، لكنها غير مكتوبة، وغائبة عن الموروث الثقافي وعن ميدان العلم الحديث.
لغة أجنبية: تسيطر على كل ما هو جديد في العلم والتكنولوجيا فلا يكاد يصل منه إلى اللغة العربية إلا ما مر عبر صمام الترجمة، ولكنها غائبة أو تكاد، عن التخاطب ونبض الحياة، وعن الموروث الثقافي الذي يشكل مرجع الفهم والاستيعاب لدى أبناء اللغة العربية، وتختص بجماعة محدودة من المتمدرسين، وهي عند أغلبها سميكة لا تمكن المستخدم من استعمالها وسيلة طيعة للإبداع، لأنها حاجز أمام الأفكار والمفاهيم، والمحصلة في النهاية هي عجز اللغة عن أداء وظيفتها كأداة طيعة للتفكيرالإبداعي.
- ارتفاع نسبة الأمية بين أفراد القوة الديموغرافية الداعمة له ا(422 مليون)، لدرجة قد تصل إلى 60%.
- افتقادها شيئا فشيئا لرابطتها بالدين الإسلامي، باعتبار أن ثلثي المسلمين اليوم على الأقل لا يعرفونها أصلا.
- صعوبات ذاتية خاصة بهذه اللغة مثل، إهمالها لكتابة الصوائت وانعدام خدمة معجمية حديثة ذات مصداقية تدعمها، وتعقيد نظامها النحوي، وابتعادها عن لغة التخاطب ونبض الحياة اليومية. وغيابها الكلي أو الجزئي كلغة عمل، في الوزارات المالية والفنية والمؤسسات المصرفية والفنية التابعة لتلك الوزارات في الدول التي تتخذها لغتها الرسمية الوحيدة أو مع غيرها.
- أن السياسات التربوية والمناهج الدراسية النظرية، انطبعت بهنات كثيرة: عدم عناية المدرس باستخدام اللغة العربية الصحيحة، مع تلاميذه وطلابه، والافتقار إلى أدوات للقياس الموضوعي في تقويم التعليم اللغوي، وقلة استخدام التقنيات الحديثة في تعليمها، والخلط الكبير في درس النحو بين ما هو وظيفي وما هو غير وظيفي ولا ضروري، قدم الطرق المستخدمة في توصيفها، وعدم وضوح طرق تدريس المبتدئين، واضطراب المستوى اللغوي من كتاب منهجي لآخر، وكون دراسة الأدب والنصوص لاتصل التلميذ بنتاج حاضره وتراث ماضيه وصلا يظهر أثره في حياته، وتبقى تحوم حول النص غالبا دون أن تخترق حصنه، وطغيان مضامين الحياة المفارقة على هموم الحاضر والمستقبل في تدريس الأدب، ونقص عدد المعلمين المختصين وانخفاض مستواهم في أغلب مراحل التعليم.
وبعد اللغة التي يتعلمها التلاميذ في المدارس عن فصحى العصر، واستبعادها في أغلب الأحيان من درسي العلوم التطبيقية والمهارات العلمية، واعتماد المناهج على التلقين بدل الاستقراء والوصف والاستنباط، التي تعلم كيفية التفكير والروح النقدية.
- أن الممارسة العملية، رغم شعارات سيادة الدولة ودعاوى الاستقلال وجعل اللغة العربية اللغة الرسمية الوحيدة لكافة الدول العربية، والثانية في بعض الدول الأخرى، جعلت اللغة الأجنبية هي المهيمنة على القطاعات الحساسة في الدولة، وخاصة القطاع المالي، وصيرتها مركز الجذب الأول للباحثين عن الوظائف، مما أعطى الصدارة لتعلم اللغة الأجنبية، وجعلها لغة الامتياز، وفرغ اللغة العربية من مضمون كونها لغة رسمية.
هذه الهنات إن لم يتم تلافيها، قد تجعل مع الزمن، هامش مقدرة الدارس العربي على تجاوز حاجز اللغة نحو الإبداع، محدودا لدرجة لا تكاد تتعدى اختيار الاندماج الكلي في حضارة لغة أجنبية في بيئتها الأم، وهو اختيار فردي في المقام الأول، يقتضي ممن يقرره الانبتات من بيئته الخاصة.
ظلم ذوي القربى
إن اعتبار اللغة العربية لغة رسمية في دول الجامعة العربية، وفي أكثر من دولة أخرى، هو دعم سياسي لها لا غنى عنه، ولكنه لا يمكن أن يخفي أن لغة التميز التي يحتكر بها المهيمنون على الشأن العام في البلدان العربية امتيازاتهم غير اللغة العربية، وهو ما يفرغ هذا الدعم من مضمونه، ويعطيه نتيجة عكسية، إذ يدفع النشء إلى النفور منها، واعتبارها ضيفا ثقيلا، لأنه يستنفد وقته وجهده في دراستها، ثم لا تفيده شيئا في الترقي إلى المراكز المهمة التي يطمح إليها، وذلك ما سيزيد من شللها وتهميشها، وجعلها عقيمة، لا إبداع فيها، ولا فكر ولا أصالة، وأي شعب يتوقف عن استعمال لغته في الأنشطة الحيوية، ويستعيض عنها بلغة أخرى، فإنه يكون قد دق أول إسفين في نعشها، ومعروف عند المختصين، أن عملية الطرد هذه تمر بأربع مراحل: أولاها مرحلة ازدواجية النخبة: أو استعمال النخبة للغة غير لغة الأغلبية في الأنشطة الرسمية والإنتاجية والعلمية والإعلامية، بحيث يكون من لا يتقنها غير مؤهل للمشاركة في الأنشطة الحيوية، حتى تكون مصدر امتياز النخبة عن العامة، وبالتالي، تكون مصدر حرمان الأغلبية، وثانيتها مرحلة ازدواجية عامة أهل المركز (المدينة)، وذلك عندما يتهافت أهل المدينة على لغة النخبة، حتى يكون لهم الحق في الحصول على نصيب مما تمتاز به النخبة، وبالتالي، يبقى المحيط(الريف) يمثل الفئة المحرومة، لأنه لا نصيب له في سر الامتياز، وثالثتها مرحلة تحول العامة من أهل المحيط إلى اللغة الجديدة، وانحسار الازدواجية في جماعات قليلة هنا وهناك، وأخيرا مرحلة اختفاء اللغة الأصلية جملة؛ ولا أحد يماري في أن رحلة ازدواجية اللغة هذه باتت تكتسح الآن، معاقل اللغة العربية، وأنها لم تعد في مراحلها الأولى، ولكن حياة اللغة كحياة الأمم، تعرف دائما صعودا وهبوطا، إلا أن مرضها يظل قابلا للعلاج، بل إن موتها يختلف عن موت الكائنات البيولوجية، التي لا سبيل لبعث أصحابها قبل يوم الحساب، فهي دائما قابلة للانتشال من براثين الموت، وللانبعاث بعد الموت، بالقرار السياسي المعزز بجهود العلماء وخبرات المختصين، وبالوسائل المادية واللوجستية الضرورية، والشواهد على ذلك متنوعة، فاللغة العبرية بعثت بجهود الباحثين وأصحاب القرار بعد 17 قرنا من موتها وانطماس معالمها، وهي اليوم حية على مستوى الخطاب التداولي والعلمي والأدبي، وأصبحت اللغة الأم لمجتمع لم تكن اللغة الأم لآبائه ولا أجداده. وخلاصة القول أن تحديات العولمة والزحف الامبريالي للغتها الإنجليزية، قائمة وجدية، ولكنها ليست خاصة باللغة العربية، فكل اللغات القوية في العالم، تعاني منها، ولكنها تتحداها وتواجهها بالقرار السياسي والعمل الجاد الذي تتضافر فيه جهود أصحاب القرار وعلماء اللغة نفسها، ومن الأمثلة البارزة على هذا النشاط الذي تقوم به المنظمة الفرانكفونية.
أما التحدي الأخطر الذي يواجه اللغة العربية اليوم، ولعله يميزها عن غيرها، فهو الاتفاق غير المعلن، وربما غير الواعي، بين واضعي السياسات العامة في كل بلدان اللغة العربية وبين علماء اللغة نفسها، على تهميشها وإضعافها، فواضعو السياسات يؤكدون في قراراتهم تكريسها لغة وحيدة في أغلب بلدانها، ويعملون في ممارساتهم اليومية على تحنيطها وعزلها عن الحياة، وعلماء اللغة يشتكون من تهميش الساسة لها، في الوقت الذي يعززون ذلك التهميش بكسلهم عن خدمتها، وضعف إرادتهم في تطويرها وتحديثها وربطها بالحياة المتجددة، وهو تمالؤ غبي وكسول وضار، ولعله أخطر بكثير من زحف العولمة ومن كل عامل خارجي.
صحيح أن هناك قرارات، ومؤسسات ومراكز بحث وجامعات، عربية وإقليمية، ولكن وجودها فيما يتعلق باللغة، لم يتجاوز الوجود بالقوة إلى مستوى الوجود بالفعل، لأن القرارات بلا تطبيق والمؤسسات بلا فعل، جعجعة بلا طحين، وذر للرماد في العيون. الفرات
http://www.akhbaralaalam.net/[/B]
| |
|
|
|
|
|
|
|