|
|
 الوحدة وحصــاد اللامبالاة
|
الوحدة وحصاد اللامبالاة
كم ستعتري مشاعر الغالبية من أبناء هذا الشعب السوداني المخاوف علي ما تبقي من رفات الحُلم بالوطن الواحد الموحد باذن الله وكم سنعتصر الاحزان ونتحسر علي الممكن الما كان ونوجه اصابع الاتهام الي الجهه الاخري ونلجاء في اًخر الامر الي مصاطب النسيان
ونحن في الرمق الاخير نكتشف هشاشة الواقع المذدوج التي لا تحتمِحل أكثر من تفسير واحد وان تعددت الاسباب ونحن ما عدنا نحتمل المذيد من الهزايم والمذيد من الشتات مرورا بمحطات اللجوء السياسي وموظفي اليونايتيد نيشن بحثاَ عن الهبات وعبوراً الي مطارات الوداع المؤجل ولو الي حين نتايج الاستفاء القادم لبتر ما تبقي من جسد الوطن لان حذاء ابو القاسم الطنبوري ضاق علينا فحاولنا التخلص منه بكل الطرق واخيراَ قررنا ان نبتر الساق بدل ان نوسع الوعاء الفكري خوفاً من سدنة الحرس القديم من تكالب الصقور والبوم المابرضي إلا بي الخراب ونحن في انتظار ( دار ابوك كان اتشـلعَت وولعَت ) شيلك شيلة ودار أم بادر يا حليله
والي ذاك الحين سيخيم الحزن ويجسم ويتجول بساقين وعصاة ليهش بها بقايا الحالمون في المرابد و الاسواق والشوارع وفي قاعات المؤتمرات ولن يقادر الي يوم البعث المنظور
ستعترينا المخاوف لمجرد فكرة أن جنوب الوطن قد يسوط من أجل الانفصال بعد أن صار خِضاباً في يدي المؤتمر الوطني لا يهم مَن كان السبب لان سبب واحد لا يكفي وعدت اسباب عسي و لعلي ولكن مجمل الاسباب كانت قاصمة الظهر لان نلطم الخدود في الاستفتاء الموعود ونعزف علي وتر الفراق الاختياري بحكم أننا كشعب واحد جمعتنا التناقضات وفرقتنا اللامبالاة فهذا حصاد الواهمون ريح ياتي بريح وبعد كتمت النفس لا زلنا نبحث عن شهيق تحت هذا الهواء الطلق تحاببنا وتحاربنا عهوداً من زمان الوصل والانقطاع عن النضال السلمي فلنحصد حصاد اللامبالاة ونتحسر علي ما ضيعنا من الامال ولا نلوم إلا هؤلا اللامبالون بمصير امه سلمت امرها مكرهة علي التسليم وعاشت تبذل النفس والنفيس في سبيل وحدة الوطن بالقوة و استشهد
الشهداء في مواكب الاعراس وماتوا من اجل الوطن وما تزوجوا وأنجبوا من أجل الحياة.. نعم قاتلوا و إقتتلوا من أجله ولم يطراء بذهنهم أن يتزوجوا وينجبوا جيل التألف والوئيام من أجل ما تبقي من الوطن ابكي يا وطني العزير اليوم مع استيف بيكو وغداً يوم يؤرخ الكٌتاب معجزة انكسار السيف في عَزم الرقاب وانتصار العشب في الارض اليباب والامنيات علي المدرعات والامال علي كاسحات الالغام .. كم تاخر فرحكم ولكنه أتي بلا ريب .. فخذوا من الطفل البندقية و من الجُند الحراب .. هذا ما سيكون عليه وطنكم ولن يصير خِضاباً علي شعس الدقون فليسطر التاريخ
هذا الوطن حمل بزور التناقضات منذ ميلاد الحلم السوداني الهش الذي اعتمد علي دعوات الصالحين من اولي الالباب نستخيرهم ونترجاهم أن يدعوا الله نيابة عنا ولكان الله يميل الي تفضيل الوساطة ويستجيب لعبد بدعوة عبد ومن أجل الداعي وليس المدعي عليه وبتلك العقلية الوسايطية تركنا الجمل بما حمل لكل جبار متجبر ولم تعقَر هذه الامة السودانية من إنجاب شهداء الحق ولا من القادة الملهمين وبرغم ذلك تعثرنا في كل المسارات وكان هذا هو الحصاد عقلية لم تتقن فنون التعلم من تجارب الاخرين لم تترك حتي لغتها العامية في بلاد الاغتراب ناهيك عن تاثيرها في دول الجوار والتي والي العهد القريب كان السودان موطناً لكل المهمشين من ابناء القارة السوداء احتلي وجدانهم الرخو بعذب الاغاني والسموء والكرم الفياض فتغنوا مع وردي وسيد خليفة وزيدان ابراهيم وكنا بمثابة البوصلة الوجدانية لامال الشعوب وكنا القدوة في الملاعب والمناصب تقاسمنا معهم موية الفول زمن القحط وصفوف البنزين وتوارت السحنات واللهجات في حواري ام درمان و أحياءالخرطوم فتكلم بالعامية الهندي والارمني و ابن الهوسي والمصري واليمني والحلبي والنجيري فكيف نفقد مثل ذاك البريق ؟ زمن تدفق البترول وامتدادات الكهارب وارتفاعات الجسور الشواهق والشوارع المسفلتة كيف يخبو وينطفي وهج الشموس من فضاء الوطن العـريق ؟ كان يمكن ان نكون أمة تحت عباءتها تحتضن الامم .. تحت راية هذا العلم وكل قبايل التماس و خطوط الطول والعرض مناطق اًمنة ومطمئينة لهذا الوطن الوعاء الجامع لكل الاجنة ولكن ويا لللاسف .. لقد كان هذا هو الحصاد فعلاما الندم وعلاما النحيب يا بني وطني وعلام النواح ؟ فمنذ متي كان الموت غير الموت وكان الجرح متكي لغير الرماح وكان السيف يصنع لغير البتر في درب الكفاح .. و لمن غير ذاك الموت دقت الغابات الطبول في يوم الصفاح ؟
فمتي بكينا حينما مات اطفال الجنوب قبل هذا اليوم وهل الموت ليس هو الموت أم اتخذ حيزاً أكبر في زاكرتنا المسقوبة ؟
لا يزال البعض يتحسر علي عدم قدرة المؤتمر الوطني لحسم الوحدة بالدهاء والمكر .. ولكن عندما كان الموت استشهاد في سبيل الحور العين وكان الدين في اسمي اياته ينظر للجنوب كمعبر للجنان وموكب للستشهاد علي جماجم الاطفال والنساء الحوامل ألم يكن الموت هو الموت نفسه ؟ ام اتخذ الان شكل الاخطبوط !!وصار خضاباً في ايادي الجميع لذالك وجب فرض البتر للساق التي كبرت علي حذاء القوانين الضيق ولان التخلص من حذاء أبو القاسم الطنبوري صار امراً واضحاً كالشمس في عين الجميع والمجتمع الدولي ينتظر النضوج المبكر لثمار الحل السلمي ويتلهف للعتراف بدولة الجنوب والكل في شوق لمعرفة أمر صاحب الحذاء وهل سوف يقف امام القاضي لما سببه حذاءه من اضرار باطراف اخري واضرار بكل اهالي السودان العريض .. نقف ويعترينا الخوف ليس فقط علي الجنوب والحذاء بل وعلي ما تبقي من وطن الجدود
حينما خاض المؤتمر الوطني المعركة ليكسر شوكة الجنوب فخسر .. وحينها خسر السودان كله نتيجة لمكره السي ( ولا يحيق المكر السي إلا باهله ) وخسرنا لان الديمقراطية لا تتقسم الي كيمان هذا للشمال وهذا للجنوب ولان مراحل تطور الصراع المرير لم تقف عند تخوم وتخطت اشواق الهوامش ( العرجاء لي مراحها ) للقفز من المطالب السياسية الي التلويح بالكونفيدرالية وما وقَر في القلب كان الانفصال الصريح ( ولا الرفيق الفَسِل ) و لاننا لم نبالي بما حملته لنا الاتفاقية ولا سيوف التتار الجدد ونواجز التجار بكل اسم واثم التي لا تحمل مثقال رحمة في قلبها ولا شفقِة في صدرها ولا فكرة في عقلها لحل كان في ايادي غير مخضبة بدماء الابرياء وزنوب الامهات الحوامل في ساحات الدماء الطاهرة من كل عهر ..التي سالت دفاعاً عن حصن وحضن ومرعي وخيام وغابات وابار وعشب طري
خسروا وسيخسر السودان رافده الافريقي ولكان النيل الذي يجري لمستقر له في شمال الوادي لكان النيل اول الخاسرين كم روي العشب والنخيل محبتاً في الارض واهلها الصابرين اللامبالين بما تحمله لهم الرماح والسيوف والافكار والاحذية الضيقة حينما تضيق و نفكر في بتر الساق بدل تغير الحذاء وتحمل وزره وتبعات ما صنعت يداه بكل شرف ونذاهة فلينفصل الجنوب او يتَحِد لقد صار عندي سيان لا فرق بين التوحد والانفصـال إلا في موقع مع أي من الطرفين تقف !! وباي منظور تنتظر النتاج .. فليتحد أو ينقسم فهذا هو تحصيل المحصل واختلاف النتايج عن المسببات ولا تكفي تهمة واحدة لكسب قضية يخسر فيها مَن يكسب ويكسب خاسرها ولن يربح فيها السودان القاتل والمقتول بطعنة ايديه المخضبة بالدماء ودموع الاطفال و الارامل و نزيف الحوامل من نساء الاقتتال سنيناً منسية فليحدث ما يحدث ولكن كل هذه المبررات لن تكفي لحقن الدماء !! وكل هذه المبررات لا تكفي لبتر ساق الوطن الواحد الموحد !! وكل هذه المبررات لا تصمد لمنطق العقل والحكمة في سودان سيكبر بالتساع الارض وفيض الانتماء وابراز الهوية بصدر رحب وقوانين اشمل واعظم من التعالي المستفز والشمولية المزدرية بالاخرين وتعويض المتتضررين من القتال .. نعم فلينفصل الجنوب ولنبكي لميلاد الامة الجنوبية التي جسدت روائع الحلم علي ارض الواقع المفروض بقوة السيف ولعمري كيف لشعب ان يستمد الحق الالهي لسلخ جلد اخيه كما تسلخ الشاه ولا يعتريه الخوف من يوم الحساب ويبكي علي اطلال امبراطورية قامت علي مقابر الامنين الابرياء ولم يستوعب امالهم وطموحاتهم لمدة ستون عام لعمري كيف نبكي و كيف نفرح لعمري ماذا سنفعل بفيض المشاعر الكذوبة والامال المنهوبة.. المستنسخة من جماجم الاطفال في يوم الوعيد قبل يوم الاستفتاء القريب .. خبروني لاعد العدة واجهز العتاد فانا من رحم ذاك الجيل المنفعل .. احمل زاكرة اتعبها الغناء العذب وأرهقها الحنين زاكرة ترسم علي الوجه الشلوخ وتحيا لكي تهب الشموخ لهذا الركن المنزوي تحت الصدور وطناً يحيط باجمل الانهار خصره اًمن مضمئن .. لا يحتمي بجدار .. ولم ينحني لمقاصل ولم يختفي خلف الشموس بريقه وسط النهار ... زاكرة تمتلي بصور الاوفياء الشرفا الاشواس من رموز الصحوة والوك مرارة حزني كالعلكة واجتر مرارة حرماني واحلم بالوطن الكبير الوعاء الجامع المتسع …... بالسودان الذي هو اكبر من طموح الاثرياء واعرض من شقاء القانتون ودعوات الاولياء
خبروني كيف ابكي حينما يسطر التاريخ ويزين جدرانه بحروف من لهب واشواقِِ من عهود الرق والاقطاع لان يحياء حراً بين ارض روتها الدماء الطاهرة البرية عشقاً في التخلص من سيوف المستعمرين .. من عصور الظلم يحلم بالخلاص .. من كجور المعجزات أخرج من شظي الجرح الرصاص وحارب كي يعيش وينتصر ومن ينتظر ومَن يموت بطعنة ظَهرِ سيموت واقفاً ولا ينكسر ..سيختار مصيره مخيراً وليس مسيراً فكيف يختار مكانه وسط شعوب القارة الافريقية ؟ ولو علي مضض وعلي حياء واستحياء … سنزوق الحنظل كما تجرعوه علي مدي السنوات لنحصد حصاد اللامبالاة وتانيب الضمير المتحجر ولكم .. أخرنا .. نحنا ميلاد هذا الفرح الصبي ولماذا لم نبكي لموت اطفال الجنوب قبل الان ؟ اليس الموت هو الموت !! ولمي نبكي ورب اخ لم تلده امك يفرح بالدموع للاجل ذاك اليوم احفظ ماء وجهي للبكاء فما عاد الموت يتخذ ستاراً او يسدل علي الجرح القطاء .. خبروني كيف تلتئيم الجراح ؟ وهل بنمو المذيد من الخلاياء ام بعتصارات الدماء ؟ خبروني فما عاد البكاء هو البكاء وما عاد لجرح بميت ايلام ..فلماذا نبالي ونحن في الرمق الاخير ولماذا تهيج الزكريات ومدفع علي عبد الفضيل وصوت .. العطبراوي وسيد خليفة ووردي ومحجوب عبد الحفيط واوتار العميري وكل الصادقين تئن في اذني وتصدح بالقصيد وتبكي علي ما تبقي وكل ما تبقي من الوطن عمامة وحذاء فعلاما نبكي ولاجل مَن سالت كل أنهار الدماء فلتنُم يا وطني مطمئيناً فما عاد يا وطني فوق ارضك يرتعد صدر السماء
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الوحدة وحصــاد اللامبالاة (Re: محمد الفاتح خالد حسون)
|
الشاعر الأمدرماني محمد الفاتح خالد يثري بوسطون إبداعا:
قصيدته سمحة ونقية:
مرقت جاتني من ضي الافق
سمحة ونقية
مارقة تتناثر الق
جارية قدامي الشقية
فوق راسها ختت
شوقي طاقية وصفق
تجري وتنتتط في التراب
قلبي من شافها ابتهج
ودع طشاش مدن الزهج
فرهد شدر ارض اليباب
الف حروف اسمك كتاب
اتمطي نجمك ب الوهج
فارق ملامح الاكتئاب
شتت الورد السحاب
اتمدي موجك في البحر
بي جيتك الحزن انتحر
انخفض ضو المكان
من طلتك
من طلعتك
لهبة وحنان
لهفة وشهيق
ومن توهج نجمة اذدادت بريق
داعبت ليل العواتم
كمنجة في اخر الفريق
لاحت معالم خطوتك
سطوتك
صحوة الحلم العميق
داعبت اوتاري فكرة
ماعوتي حكرة
ولا رفيق
يا الزمانك جاي من الماضي بكرة
من يوم اشتياقك اتنحت في خاطري جوا
واشعلتي في اعماقي قوة
اذدتي روعة واكتمال
اذدنتي لوعة
ميل عليك حزن الجبال
وشك اتوهج بريق
اه أنا من حبك أوعي
قبلما وعيك يفيق
ويطفي جواي الحريق
فرقت لقاك
فرقت نخيلك لي السبيط
فرقة لقاك
نجمة صفاك
ما فيها لمعة
زحمة رحيلك
حرقة قتيلك
البيني بينك
بقي هيلي وببقي هيلك
ما بروي عطشك إلا نيلك والسراب
مرقت نجومك ل السحاب
صرخة نجاك
رحلة دماك
في كلي حتة وفي سماك العالي ملتا
بسمتك طفحت اصيل
بسمتك فتحت كتاب عمري والزمن الجميل
الجيتي منو علي مهل
ركض الغياب فوق المحل
اشتدي التهاب الجرح جمبك للوجيع
طفحت ملارية شوقنا للزول الرحل
كيف تقدر مشاعري بلاك تواجه الاحتمال
كيف تقدر تواجه المحتمل
يا الجيتي جبتي معاك فرح
نورتي دنياي بي المرح
فتحتي ابواب المعتقل
وفتحتي ابواب البرج
فتشتا عنك في القصايد في الدرج
عاينت لي سكة نقد
يا ضلام الهم مفارق وبكرة تحلمي يا العوينات السقد
يا شجيرة النيم ابوركي فوق بابنا اتحتي السنط
يا بنية البامية بي المفراك افوركي
الغني اليابس محنط
الغني المهزوم وبنزف
وانتي في صاجك تكردي
فتشتا عنك في مسام قمر القوافي الانبسط
في اللحظة ديك اشتدي وهج النجمة جمبك واشتعل
إذدادت بريق
اذدتي روعة
اه انا من حبك اوعي
قبلما وعيك يفيق
تذداني لوعة
وتطفي جواي الحريق
محمد الفاتح خالد
[email protected]
| |
|
|
|
|
|
|
| |
محمد الفاتح خالد حسون
سيف اليزل برعي البدوي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست