عذبتنــــــا يا شـداد

Quote: عذبتنا يا شداد * استميح القراء عذراً بإحتلال هذه الزاوية بإذن صاحبها المشغول بمتابعة مباريات الدوري التي تقام متأخرة في رمضان مما يصعب عليه كتابة العمود بعد منتصف الليل.. * أولاً أرجو المعذرة لأنني لست بصحافي ولا كاتب هاو ولا "فيلسوف" ولا "خبير" بل أنا مشجع أنتمي لشعب يعشق كرة قدم ولم يعد قادراً على السكوت بعد أن طفح الكيل! * رغم الغربة لكن عشقنا للكرة يجعلنا نتابع كل ما يحدث في وطننا.. ولكننا لا نشاهد كرة قدم في السودان بل نتابع مسلسلات مكسيكية ممجوجة في الصراعات والتحديات وتصفية الحسابات وإبراز العضلات.. والجدل البيزنطي.. ونشعر بالفارق المهول والخجل عندما نقارن بين ما يحدث في بلدنا وما نشاهده في دولة إقامتنا والدول من حولنا.. * أصابنا الملل والضجر.. نعيش الموسم كله وسط المشاكل والأزمات والصراعات المزمنة.. أزمة بين الاتحاد والمريخ.. أزمة بين الاتحاد والهلال.. أزمة بين الاتحاد والأندية المقهورة.. أزمة بين الاتحاد والإعلام.. أزمة بين الاتحاد والاتحاد!! * مشاكل وأزمات بين إداريي الأندية فيما بينهم.. ومشاكل وأزمات وصراعات بين الإدارات والشخصيات المعارضة.. ومشاكل بين الإدارات واللاعبين.. وبين الإداريين والأجهزة الفنية.. ومشاكل بين الإداريين والإعلاميين.. ومشاكل ومهاترات بين الإعلاميين أنفسهم!! * متى تتخلص بلدنا من مستنقع مشاكل أهل الكورة المزمن؟ نحنا ذنبنا شنو في الجوطة واللخمة دي كلها؟ الكورة السودانية تدور في حلقة فارغة؟ عذبتنا يا خلف الله؟ خلف الله ذاتو ذنبو شنو؟ راجل مسكين.. والصحيح القول: عذبتنا يا شداد!! * نحن جمهور ليست لنا معرفة شخصية برئيس اتحاد كرة القدم السوداني "المزمن"!! ولكننا دوماً نراه القاسم المشترك في كل الأزمات والصراعات والتناحر المتعلق بكرة القدم السودانية! * نشكر الدكتور كمال شداد على تحمل أعباء رئاسة الاتحاد السوداني لكرة القدم في كل العقود السابقة ونشكره على كل اجتهاداته رغم الضياع والعذاب وخواء الإنجازات.. نشكره على فلسفته التي لا يفهمها إلا هو وإصداره الكثير من القوانين واللوائح والفتاوي التي لم ولن نسمع بها في أي دولة من العالم في الزمن القريب ولا البعيد من أجل تطوير اللعبة!! * وضعت بعض القوانين حتى لا يتسبب الديناصوران الهلال والمريخ في إضعاف الفرق الأخرى المقهورة.. وبفلسفة الدكتور الذي يتحدث عن العدالة وحماية الفرق الضعيفة نجده هو أول من يخرق قوانين الحماية فيزيد قهر الفرق الضعيفة لأجل حسابات شخصية تتعلق بحماية موقعه في رئاسة الاتحاد.. * القوانين واللوائح الكثيرة التي صدرت لتقوية المنافسة الوطنية مجرد هراء.. فنلاحظ في بداية الدور الثاني من الدوري الممتاز الفرق بين الأول والثاني "المريخ والهلال" من جهة وصاحب المركز الثالث "الخرطوم" من جهة أخرى 14 نقطة بالتمام والكمال، والفرق بين المركز الثالث والمركز الأخير 14 نقطة أيضاً!! فتأملوا هذه المفارقة العجيبة. * السودان هو البلد الوحيد في العالم الذي يتنافس على بطولته القومية فريقان فقط وفي كل سنوات المنافسة دون أن ينازعهما على المركز الثاني أي فريق!! * هزائم الهلال والمريخ من الفرق الأخرى في الدوري الممتاز خلال خمسة أعوام أقل من هزائم برشلونة خلال عام واحد.. مما يعني وبفلسفة الدكتور شداد، إن الهلال والمريخ أفضل من برشلونة!! * إحتكار المريخ والهلال لبطولات الممتاز دون منازع وبفارق هائل من النقاط من بقية الفرق في وجود كم هائل من اللوائح التي تعمل على "إضعاف" فريقي القمة من أجل تقوية المنافسة دون جدوى، يؤكد عشوائية وخطل الإدارة الكروية في السودان.. * المريخ والهلال قويان بالمال والقواعد الجماهيرية ولا يمكن إضعافهما.. كما أن سياسة "الإضعاف" في حد ذاتها تعني إن الإدارة الكروية متخلفة في تفكيرها، فسياسة الإضعاف تقودنا إلى كرة ضعيفة! ويفترض أن تكون السياسة العامة للتطوير هي تقوية الأندية الضعيفة حتى تقترب من قوة القمة فتنازعها على البطولات على الأقل، ويصبح التنافس من موقع القوة لا موقع الضعف.. مثلما يحدث في مصر الشقيقة بوجود فرق الشركات والمؤسسات الكبيرة وفرق القوات النظامية. * الفيلسوف شداد قتل فرق الشباب ودوري الشباب فقتل كل الأندية الفقيرة التي كانت تعتمد على الشباب ولا تستطيع مجاراة ناديي القمة في حشد اللاعبين الوطنيين بالمال وفي التعاقد مع المحترفين الأجانب.. مثل فريق الموردة الذي كان يمثل بعبعاً خطيراً لفريقي القمة عندما كان يعتمد على شبابه، ويا حليل موردة عصام عباس وحسن حامد ومغربي وحضرة وعماد كرة وموردة بريش والنور وعصمت الامتداد والجقر ونميري سكر وكابو ومحمد آدم ذلك الفريق الذي كانت تخشاه القمة لأنه كان يجرعها كؤوس الهزائم عنوة واقتداراً. * ضاعت الموردة وضاعت الكرة السودانية بتنظيرات وفلسفة وعناد الدكتور.. * أبرز لاعب صاعد في الدوري الممتاز بدلاً من أن نسمع به يحترف في الدوري الاسباني أو الإنجليزي أو الفرنسي، أو كأضعف الإيمان الاحتراف في الدوري السعودي أو الإماراتي أو القطري أو المصري نسمع به يحترف " يخزن" في شندى!! بسبب قوانين الدكتور.. وبعدها يبارك الدكتور انتقاله لفريق العرضة أمدرمان!! * أين نجوم جمهورية الفيلسوف شداد من نجوم غانا وساحل العاج ومالي ونيجيريا والكاميرون الذين تحتشد بهم الدوريات الأوروبية؟! * أين وصل مستوى التحكم في السودان؟ وأين الحكم السوداني من المحافل العالمية؟.. لا نحلم أبداً بمشاهدة المنتخب الوطني في كأس العالم ولكننا نحلم بمشاهدة حكم راية سوداني في كأس العالم! وهذا للأسف أيضاً أصبح من الأحلام في جمهورية الكرة التي يحكمها الدكتور البروف الفيلسوف كمال شداد!! * قبل عقدين من الزمان كان السودان يتميز بمشاركة فرق الشباب والناشئين والمدارس في المحافل الدولية وكانوا يحققون آمال الشعب السوداني الفقير وينتزعون البطولات الدولية.. زمان تشوف مباراة أولاد السودان والبرازيل فلا تعرف السودان من البرازيل إلا بالقمصان.. أين هم الآن يا شداد؟ * يا حليل الفريق المدرسي بطل العرب ويا حليل منتخب الناشئين في مونديال العالم بايطاليا 90 ويا حليل عاكف عطا وابراهومة وخالد احمد المصطفى ومحمد عقيد وعيسى صباح الخير وإبراهومة المسعودية وغيرهم ممن تم تصعيدهم للقمة من الاشبال مجاناً وأصبحوا أعمدة المنتخب الوطني، قبل أن يدمر الدكتور كل شيء فيجبر الأندية على الإعتماد على اللاعبين النيجييريين القادمين لبلادنا كالطوفان سواء بالطائرات أو باللواري عن طريق كانو!! * كفاية يا شداد أذهب لترتاح واترك الراية للشباب وأصحاب أفكار التطوير دون فلسفة وعناد.. حتى نرى كاكي واسماعيل كرة القدم يرفعان علم السودان بفخر في كل بقاع العالم. عمار أبوشيبة.. الإمارات