|
الشعب السوداني بين سندان الأحزاب ومطرقة الحكومة العسكرية المتأسلمة
|
لا شك أن الكل يعلم بأن الشعب السوداني يعاني أشد المعاناة في كل نواحي حياته السياسية والاجتماعية والاقتصادية لأنه لا يجد ما يبتغيه خلال فترات الحكم الديمقراطي المتقطعة وفترات الحكومات العسكرية الدكتاتورية, فمنذ استقلال السودان عام 1956م لم ينعم شعب السودان بفترة مستمرة تحكمها الأاحزاب المتصارعة على انفسها سوى سنتين من عام 1956 إلى عام 1958م وبعدها جاء الرئيس الراحل ابراهيم عبود ومجلسه العسكري, والتاريخ الحديث يقول بأنه لم يسع للسلطة بإحداث انقلاب عسكري وأن رجال الأحزاب السياسية هم الذين سئموا هم أنفسهم من الصراعات الحزبية الضيقة ولعدم فهمهم لمعاني الديمقراطية السامية وكيفية تطبيقها بالصورة الصحيحة وقاموا بوضع السلطة طائعين مختارين في طبق من ذهب وقدموه للجيش الذي كان يقوده الرئيس عبود , وعلى الرغم من أن عبود كان عسكريا ومجلسه الإداري كله كان من العساكر لكنهم وضعوا شعارا لحكمهم لو طبقه أ ي نظام حكومي بنزاهة لكان الشعب السوداني أكثر شعوب العالم رخاءاً ونعيما وتقدما ألا وهو:" احكموا علينا بأعمالنا" . وجاءت الديمقراطية الثانية من عام 1964 إلى عام 1969م وبدأت بثورة اكتوبر حيث بدأت الشرارة الأولى من جامعة الخرطوم التي كان بها نوع من حرية الممارسة الديمقراطية داخل حرم الجامعة فقط وعندما خرجت هذه الحرية خارج الحرم الجامعي سقط نظام الرئيس عبود ولكن الديمقراطية الثانية ولدت وهي تحمل عناصر فنائها في داخلها حيث أن الأحزاب السياسية والتي لم تستفد من تجاربها وأخطائها خلال الفترة الأولى بدأت الصراعات الحزبية الضيقة من أجل المصالح الشخصية من أول شهر, وأصبح , كما هو عليه الحال الآن, قلة قليلة من الشعب يتمتعون بخيرات البلد وهم الدائرة الضيقة المحيطة برؤساء الأاحزاب والمقربين من البرلمانيين, وعهندما سئم الشعب السوداني ممارسات الأحزاب , كره الديمقراطية العرجاء ورحب بأول بيان عسكري أذاعه الرئيس الراحل السابق جعفر النميري, والحقيقة تقال أن الفترة الأولى من حكم الرئيس النميري كان حكما عسكريا ولكن بمعاونة حزب واحد ولكن بعد عام 1976م كان رجال الأحزاب كلهم يشاركون في الحكم من خلال حزبه الوحيد الاتحاد الاشتراكي, ما عدا هذا الحزب الواحد الذي ساعده في بداية الحكم, وعندما حاول تطبيق الشريعة الاسلامية بدون أسس مدروسة وتهيئة الشعب لها ولكن بايعاز من حزب الجبهة الاسلامية بدأت الأحزاب الأأخرى تحاربه من الداخل وشنت عليه هجوما إعلاميا شرسا وألبت عليه الدول الغربية, بما في ذلك الولايات المتحدة التي كانت سندا له بعد قضائه على الشيوغيين في البلاد, وعندما علم رجال حزب الجبهة الاسلامية بقرب سقوطه وتكاثر المؤامرات حول نظام حكم النميري هرعوا لمعارضته من الداخل ليدفعوا الرئيس النميري باعتقالهم قبل فوات الأوان , ووقع الرئيس النميري في الشرك وقام باعتقالهم وبذلك نجوا من غضبة الشعب عند سقوط النظام عقب انتفاضة ابريل 1985م وبدعم من العسكر أنفسهم بثيادة الرئيس الذهبي سوار الذهب. وجاءت فترة الديمقراطية الأخيرة من عام 1986م إلى عام عام 1989م ولكنها بدأت متعثرة كسيحة لأن الأحزاب السياسية لم تبدأ البداية الصحيحة بترسيخ مفهوم الديمقراطية وسط اتلشعب السوداني وبدأت ممارساتها السلبية داخل البرلمان وأصبح الحزبين الحاكمين يحتلفان حتى في السياسات الخارجية والداخلية, ويخرج حزب إلى المعارضة ويأتي حزب إلى الإئتلاف الحكومي وهكذا دواليك وانتشرت المحسوبية وخرجت العدالة والانصاف والشفافية من الشباك تجر أذيال الخيبة والإحباط. ونواصل.....
|
|
|
|
|
|