|
Re: هل عرف النبى والصحابة شعار الإسلام هو الحل ؟ (Re: Sabri Elshareef)
|
هذا نبي لا جدال في نبوته ويقول لنا القرآن أن دينه كان الإسلام ،و مع ذلك عندما سأله الفرعون عن حل المشكلة لم يقل للفرعون أن الاسلام هو الحل ، و إنما طرح عليه حلولا دنيوية عملية حسابية و هندسية ،اجتهد فيها و فكر و قدم منتجا نفع به البلاد و حماها من المجاعة , نعم كان الحل مؤقتا بزمن يوسف فقط , لكنه أفاد جيلا بكامله و حل مشكلة اقتصادية كبرى . اليوم نحن في أزمة طاحنة و لا يمكنا استحضار النبي يوسف ليحل لنا مشاكلنا , و الاخوان لا يمكن أن يكونوا بديلا ليوسف فلا أحد فيهم يوسف و لا أحدا منهم قدم مشروعا تنمويا كمشروع يوسف . اليوم لدينا بديل آخر معاصر للنبي يوسف , هو العلم الإنساني البحثي المخبري الذي لا يقوم به الكسالى و المقعدين إنما أهل الهمة الذين يشقوا و يجهدوا وراء بحوثهم و سعيهم و يتعرضوا للأمراض و الأخطار في سبيل الارتقاء بالمجتمع و الأمم . يوجد لدينا فعلا بدائل ليوسف واضحة للعيان و صنعناها بأيدينا بقوانين العلم الإنساني وحده ، فأقمنا السد العالي بمعاونه من بلاد السوفيت الملاحده ، و بهذا السد تم منع المجاعة عن مصر ليس لمرة واحدة كما حدث مع يوسف .... و لكن للأبد , لقد وهبنا العلم ما لم تهبه السماء للأنبياء و رغم ذلك ندير له مؤخراتنا ، منتظرين محلقين في المجهول ظهور المخلص المنتظر و مجئ صلاح الدين جديد أو المهدي أو أى علامة و نحن قعود ... فنحن هاهنا قاعدون .يكفينا أداء الفرض الدينى والباقى على الله لم يخبرنا القرآن أن يوسف نادى في المصريين الوثنيين أن عليهم إعلان التوحيد فورا و أن الاسلام هو الحل حتى ينقذهم الله ،و هو كما نعلم نبي مسلم عاش في وسط وثني بالكلية و لم يطابهم بصلاة الاستسقاء و لا القنوت و الدعاء و لاالتهجد الباكي طلبا للفعل السماوي , و لم يستغل مركزه هذا و انتشار اسمه وشعبيته بين المصريين كمنقذ ليقفز على كرسي الحكم , و كانت فرصته كاسبة بالتأكيد لو أراد ، لكن يوسف لم ينقلب على الفرعون و لم يطلب التسليم له بالقيادة في شؤن الدين أو الدنيا، لسبب بسيط أنه كان نبيا صالحا و لم يكن إخوانيا طالب حكم و مصالح . لقد علم سلفنا الصالح أن هناك علوم دين وهناك علوم دنيا لذلك عملوا وفق هذا المبدأ ، فهذا ميدان و ذاك ميدان و لا يتداخلان , و اليوم دولة العلم هي العلمانية الحديثة الليبيرالية التي نرى منجزاتها متحققه أمامنا تخزق العيون و تلطم قفى المتنطعين , و لأن أوضاعنا لا تسر أحدا فعلينا الاقتداء بسنة هؤلاء المتفوقين , و أخذ المنجز الإنساني الذي تقدمت به الأمم دون أن نمرره أولا على أصحاب الفضيلة ليحللوا و يحرموا فيما لا يعلمون أو يفقهون , و تدل كل الشواهد على جهلهم الشديد فيما يكتبون من تقارير حول الكتب و الأفلام التي يمنعونها ، فتشعر أن كاتب التقرير هو شخص لا يعيش بيننا و لا يفكر مثلنا .... تشعر أن كاتبها هو إنسان الكهف الأول. لذلك لا حل سوى منع رجل الدين من أي تدخل ليس في العلم فقط و ليس في السياسة فقط بل أن يخرج من المجال العام والمشترك الاجتماعي كله ، لأن هذا المجال هو مشترك اجتماعي لأصحاب ملل و نحل و أعراق و أديان مختلفة ، فكما لا يصح أن يتدخل الدين بأي همس في شأن كهندسة الجينات ، فأيضا لا يتدخل في المشترك الاجتماعي العام الذي هو محكوم بالقانون المدني وحده ، و على كل الملل و النحل و الأعراق و الأديان أن تخضع للقانون المدني ، و أن يحترم كل مواطن اخية المواطن الآخر و يلزم حيزه و مكانه فلا يتخطاه. بقوة القانون وهيبة الدولة . إن شعار الاسلام هو الحل شعار جميل لكنه كاذب و شرير ، بينما الاسلام بدايته تصديق و منتهاه عدالة ، و أن رافعي هذا الشعار غير صادقين و غير عدول لأن شعارهم استخدام ردئ لدين كريم .... هو كلمة حق يراد بها باطل الأباطيل . و إذا كان مطلوبا اقامة دولة أو إمارة اسلامية على غرار الخلافة الأولى ، فهل ترانا نجد بين الإخوان كادرا قرشيا , لأن القرشية هي شرط الخلافة الأول ؟ و هل خص القرآن الإخوان كما خص المهاجرين و الأنصار بحمل دعوته و الدفاع عنها و نشرها ؟ أم تراهم يعملون بحديث النبي ( ص ) :" قد ينصر الله دينه بالرجل الفاجر " ؟!!! لقد أكدتم شروط الخلافة و كفرتم من أنكرها و أسميتموهم الروافض و هم بالملايين ، تأكيدا منكم و تصديقا لحديث أبي بكر , الذي لم يسمعه من النبي أحد سوى أبي بكر : " الخلافة في قريش " , فلماذا اسقط الاخوان هذا الشرط ؟ !!! و في المقابل مادام بإمكانهم اسقاط شرط معلوم فى ديننا بالضرورة هو شرط قرشية الخليفة لعدم توفرها فيهم ، فإن من حقنا أن نسقط بقية الشروط و نرفض الخلافة كمنظومة سياسية عتيقة توفاها الله بعد ان شاخت وتساقطط وفاضت روحها . إن الإخوان يشوشون علينا ديننا فينافحون عن حديث أبي بكر الصديق ثم تراهم لا يلتفتون لحديث الصديق بالمرة ، كأنهم ينكرون صدق الصديق ، لأن الشعار الإسلامي الصحيح هو ( الخلافة في قريش ) و ليس ( الاسلام هو الحل ) . أترونهم غيانا بيانا يزورون عليكم دينكم و يغضون الطرف عن قواعده لصالحهم دون أن يبالوا و بكل استهانه ، فتراهم ماذا سيفعلون بنا و بدين الله إذا لاقدر الله وحكموا مصرنا ؟ . في هذا الشعار لاتجد على مستوى الواقع لا إسلاما و لا مسلمين , هو شعار يركب الدين و يستخدمه دابة قدسية و يلبسه لجاما يوجهه كما يريد في سبيل الوصول إلى حكم البلاد و العباد . و هو شعار ضد العلم , لأنه لو كان هناك حل واحد لكل مشاكل الدنيا موجود في ديننا و هو الحل الوحيد , فمعنى ذلك أن على المسلمين تركيز النظر في الاسلام وحده و عدم البحث في الحلول و النماذج التي صنعتها الأمم , معنى ذلك هو بطلان كل الحلول , هو شعار ضد أي تفكير و ضد أي بحث , هو ضد الاسلام , هو سياسة و ليس دينا , سياسة تريد الغاء التعددية في الوطن و الغاء التعددية في السياسة و الغاء التعددية في التصويت نفسه ، لأن الشعار يعني أن من لا يرى أن الاسلام هو الحل فإنه لا يملك إلا حلولا كافرة و مزيفة و ضد المسلمين ، بهدف إلغاء التعددية بالمرة . إنهم يريدون لنا العودة لزمن نركب فيها البغال و الحمير و الجمال , و نترك السيارة و الطائرة و المصنع و المستشفى , و يجعلون الدين هو الوسيلة لإصلاح سياسة دنيوية , و هو الأمر الخطر على أي دين , لأنه لو وضعنا الدين كبرنامج سياسي فمعنى ذلك أن يخضع للبحث و النقد و الفحص مثل غيره من البرامج المطروحة حتى يختاره الناس أو يختاروا غيره بالمقارنة النقدية و بالفرز و التجنيب و هم على بينه . و هم بذلك يخضعون ديننا الكامل بسموه للمفاضلة و الاختيار بينه و بين البرامج الأخرى البديلة و ذلك على يد من يزعمون أنهم وحدهم الإسلام . إنهم يهينون اسلامنا مقابل سلطان دنيوي زائل , و نحن نرفض هذا الامتهان ، لأن اسلامنا دين جامع لكل الأديان , و كل الخلق فيه عبيد لله لا يفرق بين أحد منهم , و نص القرآن على أن الله عندما خلقنا جعلنا شعوبا و أجناسا و قبائلا و أعراقا و أديانا مختلفة عن بعضها بقصد من ذاته العلية ورغبة وإرادة , و بين هدفه الرباني من هذه التعددية أنها كي نتعارف و نتحاب و نتعاون رغم اختلافنا ، و ليس لنكره بعضنا بعضا و نقتل بعضنا بعضا لتحقيق دمج المختلفين في توحد متشابه بالقوة القاهرة , على غير رغبة وقرار الله بأن خلقهم مختلفين و يعلم أنهم سيظلوا مختلفين , و لذلك خلقهم , حتى يبعثون و يحاسب كل منهم على اختياره . كان القرا الالهي خلق البشر مختلفين ليتدافعوا و يتزاحموا و يتنافسوا فيصنعوا مزيدا من الحضارة و التقدم و ليس مزيدا من الكراهية و الخراب . إن إدخال اسلامنا في منافسه مع برامج انتخابية لأحزاب بشرية هو مصيبة أخلاقية و كارثة إسلامية و عار على أي مصري مسلم أو غير مسلم أن يسمح بها , أو يشاهدها أولو الأمر و يسكتوا عنها , و لا أقل من فضحها و تجريسها حتى يعلم المسلم البسيط رجل الشارع الطيب ، كيف لا يقع عند الاختيار في خديعة الإخوان فيذهب ليدلي بصوته للأنفع و الأصلح , وليس لمن التحى ولبس المسوح ، و كى يعلم أن صندوق الانتخاب ليس مكانا يثبت فيه إيمانه بالتصويت للإخوان , فهذا إثبات إسلام ليس مضطرا إليه ، فقد سبق واثبت إسلامه بالبقاء مسلما منذ ميلاده ، ولأن الإخوان ليسوا لجنة استماع إلهية لتقييم الإيمان ووزنه بالكيلو او بالرطل عبر صندوق سياسي ، و لا هم وكلاء رب الإسلام في الأرض ، ولا هم حتى أهل إيمان صادق ، بل هم أشد أعداء هذا الدين باستثمارهم لة بكل رخص وابتذال . وهم الأشد كراهية لاسم مصر وما تعنية مصر !! http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=225298
التحية والاجلال للدكتور القمني في تحليلاته الجيده
|
|
|
|
|
|