*-* الهــجرة الى العاصــمــة و علاقتــها بالتهمــيش فــى الــسودان *-*

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-28-2024, 02:33 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-22-2010, 10:21 AM

moaz elsir
<amoaz elsir
تاريخ التسجيل: 09-13-2008
مجموع المشاركات: 1652

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
*-* الهــجرة الى العاصــمــة و علاقتــها بالتهمــيش فــى الــسودان *-*

    مـقـــدمــــة:
    قبل الحديث عن موضوع التهميش فى السودان لابد من اخذ خلفية تاريخية عن العاصمة الخرطوم من حيث عدد السكان وزيادة الكثافة السكانية فى العاصمة الخرطوم نتيجة للهجرة وعلاقة هذه الهجرة بالتهميش والعنصرية التي يتحدث عنها اهل الجنوب واهل دارفور:
    السكان
    شهدت الخرطوم نمواً مطرداً منذ تأسيسها، فقد تضاعف عدد السكان 70 مرة في الفترة مابين عامي 1900 م و 1990 م؛ حيث أصبح عدد السكان 3,6 مليون نسمة بعد أن كان 50 ألف نسمة. وبالرغم من أن الزيادة الكبيرة في سكان العاصمة ناجمة عن الزيادة الطبيعية والهجرة؛ إلا أن الهجرة أدت دورًا حاسمًا في الزيادة السكانية. وقد شهدت الخرطوم الكبرى أكبر تيارات للهجرة البشرية خلال تاريخها الحديث؛ وبخاصة في العقد المنصرم (1983 – 1993 م).

    اسباب الهجرة الي الخرطوم
    من أهم الأسباب التي ساعدت على تدفق المهاجرين بهذه الأعداد الكبيرة
    * القحط والمجاعة في غربي السودان.
    * الحرب الأهلية في جنوبي البلاد.
    * عدم التوازن في التنمية الإقليمية الذي لازم البلاد منذ بداية القرن العشرين.
    المهاجرون إلى الخرطوم الكبرى لايأتون فقط من داخل البلاد، ولكن وفدت أعداد كبيرة منهم عبر الحدود الدولية، حيث تعاني دول مجاورة مثل أوغندا وأثيوبيا و[إرتريا] وتشاد ظروف الجفاف والمجاعة وانتشار الحروب الأهلية. وتشير الإحصاءات الحديثة إلى أن سكان الخرطوم قد تضاعف عددهم خلال الفترة مابين عامي 1983 م و1990 م من 1,3 مليون نسمة إلى 3,6 مليون نسمة، الأمر الذي أدى إلى تفاقم المشكلات من اقتصادية واجتماعية وصحية. وقد تتضح أبعاد المشكلة إذا علمنا أن نصف هؤلاء السكان يعيشون فيما يعرف بالسكن العشوائي الذي ينتشر على هيئة طوق حول الحاضرة الأصلية، فبالإضافة إلى الآثار الديموجرافية للهجرة، فإن انتشار البطالة يشكل كارثة اقتصادية، كما أن تزاحم هذا العدد الكبير من السكان على الخدمات أدى إلى تدنّ كبير في كثير من الخدمات الضرورية؛ مما حدا بالسلطات المحلية والقومية إلى اتخاذ بعض التدابير التي من شأنها تصحيح هذه الأوضاع حتى تستعيد العاصمة السودانية وجهها الحضاري اللائق بها.

    السكان والعمران
    إن السكان والعمران تأثرا بثلاث حقب زمنية، كان لكل منها بصماتها الخاصة على الأوضاع الديموجرافية في مدن العاصمة.

    في فترة المهدية (1885 – 1898 م)، ظل الاهتمام بمدينة أم درمان كبيرًا لدرجة أنها نمت من قرية صغيرة لايتعدى عدد سكانها 200 نسمة إلى مدينة كبرى فاق عدد سكانها 150 ألف نسمة بحلول عام 1886 م. وبدأت العاصمة المهدية تتحول من المعسكرات المؤقتة إلى المباني الثابتة، حيث شُقت الطرقات، وأُعدت الساحات، وبُني السور حول قلب المدينة المتمثل في بيت الخليفة وبعض المرافق المهمة.
    وقد ظل موقع الخرطوم طوال هذه الفترة خاليًا من السكان والعمران، بينما كانت الخرطوم بحري ما تزال قرية صغيرة.

    الفترة الثانية فتُعرف بفترة الحكم الثنائي (1898 – 1956 م) وقد زاد الاهتمام في هذه الفترة بمدينة الخرطوم التي حظيت بالمباني الحكومية والسكنية الحديثة، كما لقيت مدينة الخرطوم بحري بعض الاهتمام، وبخاصة بعد وصول الخط الحديدي إليها، ثم بناء الميناء النهري وإنشاء بعض المصانع. أما مدينة أم درمان فقد أُهملت من قِبل الحكام الجدد. فبينما نمت مدينة الخرطوم، من أطلال غير مأهولة عام 1898 م، إلى مدينة تنبض بالحركة والنشاط عام 1913 م حيث وصل عدد سكانها إلى 25 ألف نسمة، ظل سكان مدينة أم درمان في تناقص بعد هزيمة الجيوش المهدية في موقعة كرري (1898 م) وتقلص عدد سكان المدينة من 150 ألف نسمة عند بدء المعركة إلى مايقرب من 50 ألف نسمة خلال الأيام القليلة التالية.
    فترة الاستعمار الانجليزي وبعد أن استقرت الأوضاع للمستعمرين؛ بدأت المدن الثلاث في النمو المطرد، بحيث وصل عدد سكان هذه المدن، مع الاستقلال وبدء التعداد الأول للسكان عام 1956 م إلى مايقرب من 250 ألف نسمة. أما فترة الاستقلال التي بدأت عام 1956 م فقد شهدت نموًا كبيرًا في سكان العاصمة السودانية، وكان معظم هذه الزيادة ناتجًا عن الهجرة التي تسببت فيها العوامل سالفة الذكر. بالإضافة إلى هذا، ظل اهتمام الحكومات الوطنية المتعاقبة بالعاصمة كبيرًا؛ الأمر الذي زاد من الفجوة بينها وبين أقاليم البلاد المختلفة، ومن ثم زاد من تيارات الهجرة إليها. فقد وصل سكان الخرطوم الكبرى وفق التعداد الثاني للسكان عام 1973 م إلى 800 ألف نسمة، وعندما تم التعداد الثالث عام 1983 م كان عدد السكان 1,3 مليون نسمة، أما في التعداد الخاص بالعاصمة القومية عام 1990 م، فقد بلغ عدد السكان 3,6 مليون نسمة ، اما فى تعداد سنة 2009 فقد بلغ عدد سكان ولاية الخرطوم (5,274,321) نسمة .
    يلاحظ أن الكثاقة السكانية داخل المدن الثلاث متباينة، ليس فقط بين مدينة وأخرى، ولكن أيضًا داخل المدينة الواحدة وتظل الفوارق في الكثافة السكانية كبيرة في مدينة الخرطوم مقارنة بمدينتي الخرطوم بحري وأم درمان، وذلك لتعدد الطبقات الاقتصادية والاجتماعية فيها، لهذا تراوحت الكثافة في مدينة الخرطوم ما بين 500 نسمة/كم² في مناطق الإسكان الراقي، و27,000 نسمة/كم² في مناطق الإسكان الشعبي. وإذا أخذنا في الاعتبار أن معظم المباني في العاصمة من نوع الطابق الواحد، بالإضافة إلى المساحات المخصصة للساحات والملاعب والطرق والمرافق العامة، لأمكننا أن ندرك حالة الاكتظاظ السكاني الذي تعيشه العاصمة السودانية وبخاصة في مناطق الإسكان الشعبي والعشوائي، حيث تصل الكثافة في هذه المناطق إلى أكثر من 30,000 نسمة/كم².

    وصلت عملية استـغلال الأرض في الخرطوم الكبرى إلى درجة عالية من التعقيد، وذلك لتعدد الوظائف التي تقوم بها المدن الثلاث. وقد زاد من حدة هذه المشكلات سرعة نمو المدن وتوسعها الأفقي في كل اتجاه. ويعتبر الاستـغلال السكني أهم أنواع الاستغلال حيث إنه يستحوذ على 80% من الأرض الحضرية. ومن الاستخدامات الرئيسية الاستخدام الإداري، ويتركز معظمه في مدينة الخرطوم، حيث توجد دواوين الحكومة والاستخدامات الصناعية، ويوجد معظمها في مدينة الخرطوم بحري، والاستخدامات التجارية، وهي موزعة بين المدن الثلاث.

    أما الاستخدامات الخدمية والترويحية فتشغل مساحات أصغر نسبيًا. ومن الأسباب التي ساعدت على التوسع الأفقي للمدن كبر المساحة المخصصة للسكن الواحد، إذ إنها تتراوح مابين 300م² في حالة الإسكان الشعبي، وأكثر من 1,000م² في حالة الإسكان الراقي أو مساكن الدرجة الأولى. وقد قُسِّمت المناطق السكنية منذ فترة الاستعمار إلى ثلاث درجات بناء على المساحة المخصصة، ومواد البناء. فالمساكن في الدرجتين الأولى والثانية خُصِّصت لها المساحات الأكبر ومواد البناء الثابتة الحديثة، بينما مساكن الدرجة الثالثة خُصِّصت لها المساحات الأصغر وتبنى من الطوب والطين. وفي الوقت الحاضر، يمكن اعتبار السكن العشوائي سكنًا من الدرجة الرابعة، حيث تتدنى مساحة المسكن فلا تزيد على مساحة الغرفة الواحدة التي غالبًا ماتُبنى بمواد مؤقتة.

    ومن اللافت للانتباه في العاصمة السودانية صغر المساحات المخصصة للساحات والمتنزهات والحدائق العامة مقارنة مع حجم السكان، ومما لاشك فيه أن الظـروف المناخية السائدة المتمثلة في المناخ المداري الجاف تستدعي تخصيص مساحات أكبر من الساحات الخضراء تكون متنفسًا لتلك الأعداد الكبيرة من السكان.

    تأسست الخرطوم على يد محمد بك الدفتردار زوج ابنة محمد علي باشا في عام 1821م. ثم ازدهرت كعاصمة لإقليم السودان. وفي عام 1882، سقطت تحت الاحتلال البريطاني مع باقي مصر (والسودان). القوات التابعة للمهدي بدأت حصار الخرطوم في 13 مارس 1884 ضد المدافعين بقيادة الجنرال البريطاني تشارلز جورج گوردون. الحصار نتج عنه مذبحة للحامية الأنجلو-مصرية.

    سقطت المدينة المدمرة في أيدي المهديين في 26 يناير, 1885. أم درمان كانت مسرح معركة دموية في 2 سبتمبر, 1898, التي في أثنائها انتصرت القوات البريطانية بقيادة هوراشيو كيتشنر على قوات المهدي المدافعة عن المدينة.

    وفي 1899, أصبحت الخرطوم عاصمة السودان الإنجليزي المصري. ومع استقلال السودان في 1956, أصبحت عاصمة البلد الجديد.

    تشير بعض الدراسات الأثرية إلى أن ملتقى النيلين الأبيض والأزرق ظل موطنًا للإنسان منذ عهود سحيقة. وقد بينت هذه الدراسات وجود مستوطنات بشرية على موقع الخرطوم الحالي، نحو عام 4000ق. م، كما عُثر في الموقع نفسه على بقايا مستوطنات يرجع تاريخها إلى عهد نبتة ومروي (750ق.م – 350م) وكذلك العهد النصراني (540م – 1504م)، مما يدل على أن ملتقى النيلين كان مأهولاً بالسكان عبر فترات متصلة منذ أزمنة سحيقة. كما عُثر على أدوات يرجع تاريخها إلى العصر الحجري في كل من خور أبي عنجة في مدينة أم درمان، وكذلك في قرية الشهيناب على بعد 50كم شمالي المدينة نفسها. كل هذا يشير إلى أن الإنسـان عرف منذ زمن بعيد الأهمية الإستراتيجية لهذا الموقع المتميـز عند ملتقى النيلين. ويمكنـنا القـول إن الخرطوم الكبرى التي نراها اليوم تقف على أرض تمتد جذور تاريخها الحضري إلى عصور قديمة تعود إلى فترة نشأة المدن الأولى في التاريخ.

    التاريخ الحديث
    التاريخ الحديث للخرطوم؛ فيبدأ بتأسيس أول نواة للاستيطان في جزيرة توتي في منتصف القرن الثاني الميلادي، ومنها انتشر العمران في مواقع الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان. وعندما حكم الأتراك السودان؛ قاموا باختيار الخرطوم عاصمة لهم عام 1821 م. أما أم درمان، فقد اختارها الإمام المهدي عاصمة له عام 1885 م. ويبدأ التاريخ المعاصر للعاصمة السودانية بفترة الحكم الثنائي (1898 – 1956 م) عندما بدأ لورد هربرت كتشنر بتنفيذ مخططه لبناء مدينة الخرطوم على طراز المدن الغربية.
                  

07-22-2010, 10:43 AM

moaz elsir
<amoaz elsir
تاريخ التسجيل: 09-13-2008
مجموع المشاركات: 1652

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: *-* الهــجرة الى العاصــمــة و علاقتــها بالتهمــيش فــى الــسودان *-* (Re: moaz elsir)

    من خلال هذا السرد التاريخي لتاريخ العاصمة الخرطوم نجد ان معظم سكان الخرطوم ومنذ قيام الثورة المهدية ظل يقطنها سكان القبائل النيلية وقبائل كردفان وذلك بحكم ارتباط هذه القبائل بالثورة المهدية وبحكم قرب هذه المناطق من امدرمان مركز الثورة المهدية ، لكن رغم اللتحاق قبائل دارفور بالثورة المهدية بعد ذلك الا ان بعد المسافة الجغرافية عن مركز الثورة المهدية لم يسهل حركة سكان هذا الاقليم الى امدرمان بعد ذلك.
    بينما نجد من ناحية تاريخية ان المواطن الجنوبي لم يقطن العاصمة القومية الا فى فترة الثمانينات بعد اندلاع التمرد فى عام 1983 ، والسبب الرئيسي فى عدم انتقال سكان الجنوب فى وقت مبكر للعاصمة الخرطوم هو الاستعمار الانجليزي الذي كان يحكم السودان فى ذلك الوقت عن طريقة سياسة المناطق المقفولة ، ونتيجة لهذه السياسة اغلق الجنوب ومنع سكان الجنوب من التحرك شمالاً طوال فترة الاستعمار .
    اذا و مع تضاعف عدد سكان بطريقة غير طبيعية خلال فترة وجيزة لم تقابلها زيادة مماثلة فى الخدمات بكافة اشكالها من قبل حكومة ولاية الخرطوم نتيجة للظروف الاقتصادية السيئة التى كان يعيش فيها السودان لم تتمكن الحكومة من توفير الخدمات اللزمة من " كهرباء ، ماء ،صحية ، تعليمية الخ .. مما خلق نظام طبقي فى العاصمة القومية نتيجة لوجود طبقة تعيش منذ فترة طويلة فى العاصمة لها مصادر دخل ثابته وكذلك تتمتع بكافة الخدمات التي توفر لها عيش حياة كريمة من دون مشاكل .
    بينمانجد ان هنالك طبقة اخري جديدة تتمثل فى النازحيين من الولايات الجنوبية والغربية التي تقطن اطراف العاصمة من دون وجود مصدر دخل ثابت نتيجة للعمل فى الاعمال الهامشية ، ودون التمتع بالخدمات الاساسية للعيش الكريم من " كهرباء ، ماء ، صحة ، تعليم الخ ..
    ونتيجة لوجود هذا النظام الطبقي نتيجة لظروف الهجرة من غرب السودان وجنوب السودان اصبحت هنالك مطالبة من قبل هولاء النازحين بمساواتهم بالاخرين.
                  

07-22-2010, 11:33 AM

moaz elsir
<amoaz elsir
تاريخ التسجيل: 09-13-2008
مجموع المشاركات: 1652

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: *-* الهــجرة الى العاصــمــة و علاقتــها بالتهمــيش فــى الــسودان *-* (Re: moaz elsir)

    هنالك اسئلة مرتبطة بالتهميش فى السودان :
    1. هل كان بامكان جميع الحكومات المتعاقبة على السودان فى ظل ظروف حرب الجنوب التي استمرة حوالي ربع قرن من الزمان وفى ظل شح الموارد ، هل كان بامكانها من رفع المستوي المعيشي لكافات المواطنيين السودان فى بلد مساحتها حوالي مليون ميل مربع؟
    2. هل ميزت كافة الحكومات المتعاقبة على السودان المواطن الشمالي عن المواطن الجنوبي او مواطن دارفور بتوفير سبل الحياة الكريمة للمواطن السوداني فى الشمال ، بينما حرمت المواطن فى الجنوب والغرب من هذه السبل ام انهم كانوا الظلم سواسية؟
    3. هل بامكان حكومة ولاية الخرطوم خلق وظائف لحوالي 3 مليون شخص هم عدد المواطنيين الجدد الذي قطنوا الخرطوم بعد عام 1983 ، مع العلم بان نسبة 99% منهم اميين؟
                  

07-22-2010, 12:30 PM

moaz elsir
<amoaz elsir
تاريخ التسجيل: 09-13-2008
مجموع المشاركات: 1652

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: *-* الهــجرة الى العاصــمــة و علاقتــها بالتهمــيش فــى الــسودان *-* (Re: moaz elsir)

    Quote: بقلم تاج السر عثمان
    جذور التهميش :-
    قطع الاحتلال التركي للسودان (1821-1885)التطور الطبيعي والباطني للمجتمع السوداني , وأصبح اقتصاد السودان متوجهاً للخارج أو لخدمة محمد علي باشا في مصر الذي كان يستنزف قدرات السودان الاقتصادية والبشرية لخدمة أهداف النظام في مصر .
    وكان ذلك جذرا أساسيا من جذور تخلف السودان الحديث , رغم ارتباطه بالسوق الرأسمالي العالمي ورغم دخول بعض ثمرات الثورة الصناعية الأولى للسودان مثل : السكك الحديدية , النقل النهري , الزراعة الحديثة وإدخال المحاصيل النقدية , التعليم المدني , القضاء المدني , ...الخ .
    وكان للحكم التركي آُثاره المدمرة علي البلاد حيث أرهق كاهل المواطنين بالضرائب والظلم والقهر . امتدت آثار الحكم التركي إلى دارفور بعد ضمها عام 1874م , وكان للحكم التركي أثاره المدمرة على إقليم دارفور , وشهدت دارفور أسوا فتراتها , فقد تميزت تلك الفترة بالسلب والنهب والتي أطلق عليها المواطنون (أم كواكية) التي تعني السلب والنهب والفوضى .
    وبالتالي كانت شعوب دارفور ساخطة على سياسات الحكم التركي التي تميزت بالقهر والضرائب التي كانت فوق طاقة المواطنين كما تم تدمير النسيج الاجتماعي الذي كان متوازناً من عهود السلاطين . وخسر المواطنون في دارفور عالمهم القديم دون كسب لعالم جديد .
    فترة المهدية ( 1885 – 1889 ) :-
    هكذا كانت دار فور تربة خصبة للثورة , وفي بداية الثورة المهدية ساندت قبائل دارفور الثورة وكانت من الأسباب الأساسية لانتصارها .
    كما كانت هنالك حركات معارضة أو انفصالية ضد الخليفة عبد الله مثل ثورة السلطان يوسف إبراهيم في يناير 1888م و حركة أبي جميزة ضد الخليفة عبد الله والتي فشلت لقد تعرضت قبائل دارفور إلى القمع مثلما تعرضت القبائل الأخرى للقمع في الشمال مثل : الجعليين , الحمدة , الهبانية , والشكرية , ...الخ .
    وكانت الصراعات التي اكتنفت الإقليم من أسباب عدم الاستقرار ومن أسباب تهميش الإقليم وعرقلة تطوره حتى تم الاحتلال الإنجليزي للسودان .
    فترة الحكم الإنجليزي (1898-1956) :-
    في فترة الحكم الإنجليزي لم ينعم إقليم دارفور بالاستقرار والتنمية , ومنذ بداية ذلك الحكم استطاع السلطان على دينار إعادة السلطنة السابقة (1898-1916) وخوفاً من الصراعات على الحدود مع الفرنسيين , ومساندة السلطان علي دينار للأتراك في الحرب العالمية الأولى , أسرع الإنجليز بإسقاط السلطنة , وتم ضم دارفور عام 1916م .على أن مقاومة قبائل دارفور للحكم الاستعماري كانت مستمرة مثل مقاومة قبائل السودان الأخرى في الشمال والجنوب , وكان من ابرز الانتفاضات انتفاضة عبد الله السحيني 1921م , واستقلال سلطنة المساليت .
    وبعد ثورة 1924م والانحسار العام الذي حدث في المد الوطني , تم إدخال نظام الإدارة الأهلية في السودان ومن ثم إلى دارفور .
    كما تم إدخال إقليم دارفور إلى المناطق المقفولة مثل الجنوب وجبال النوبة وجنوب النيل الأزرق ... الخ , مما زاد وعمق من عزلتها وتخلفها , كما فرض الإنجليز ضريبة الدقينة على قبائل وشعوب دارفور , تلك الضريبة المذلة للكرامة البشرية .
    وفي فترة الحكم الاستعماري لم ينعم الإقليم بمشاريع للتنمية وكرس الاستعمار التنمية غير المتوازنة وحسب مصلحة الاستعمار الذي كان يهدف إلى تحويل السودان إلى مزرعة قطن كبيرة لمد مصانعه في لانكشبر بالقطن الخام وفق علاقة تبادل غير متكافئة , وبهذا الشكل ارتبط السودان بالنظام الرأسمالي العالمي , وقامت مشاريع القطن في الجزيرة والنيل الأبيض والفاشر وطوكر وجبال النوبا لخدمة ذلك الهدف الخارجي . وكانت سياسات الاستعمار البريطاني من الأسباب التي ساهمت في تهميش الإقليم .
    بعد الاستقلال :-
    بعد الاستقلال وفي ظل الحكومات المدنية والعسكرية المتعاقبة لم يحدث تجديد في حياة الناس , وكان لذلك أثره على إقليم دارفور في اتجاه ضغوط الحركة الجماهيرية التي كانت تطالب بالتنمية والتعمير تم إدخال المدارس الثانوية في دارفور, وتم إدخال سكة حديد نيالا عام 1960م ، .... الخ .
    وبعد ثورة أكتوبر 1964م , تم تأسيس جبهة تحرير دارفور في مواجهة حملات الإقصاء الذي تعرضت له المجموعات العرقية من غير العرب . وكان الهدف الأساسي للجبهة هو حماية مصالح سكان دارفور وسط عمليات الصراعات والتنافس السياسي الذي عانى منه مركز الحكم في الخرطوم .
    كما طالب أبناء إقليم دارفور بالتنمية : التعليم , الصحة , خدمات المياه والكهرباء , العناية البيطرية للماشية , وحكم أبناء دارفور لأنفسهم وكانت الصدامات القبلية قبل وبعد الاستقلال تحل بطرق سلمية عن طريق مؤتمرات الصلح والأعراف التي توارثها أهل دارفور منذ عهود السلاطين .
    ولكن التدهور ازداد بمتوالية هندسية بعد انقلاب مايو 1969م , بسبب الاضطراب في سياسات النظم الإدارية التي بدأت عام 1971م , بالحل المتسرع للإدارة الأهلية , وتم تقسيم دارفور إلى ثلاثة مناطق : منطقة جنوب غرب دارفور , ومنطقة شرق دارفور , ومنطقة شمال غرب دارفور , ولكن الإدارة الأهلية أطلت برأسها من جديد في هذه المجالس , واستمرت التنمية غير المتوازنة وضعف التعليم والخدمات البيطرية .
    كما جاء قانون الحكم المحلي 1980م , الذي نص على إن إقليم دارفور يتكون من مديريتين شمال دارفور وجنوب دارفور .
    وبعد انقلاب 30 يونيو 1989م , تفاقم الوضع في دارفور بسبب التقسيمات الإدارية التي كرست التنافر القبلي , وتم تقسيم إقليم دارفور إلى ثلاثة ولايات هي : شمال وجنوب وغرب دارفور وكانت هذه التقسيمات الإدارية من أسباب تفاقم المشكلة .
    ومنذ عام 1970م , بدأت الصراعات القبلية تطل برأسها في الإقليم بشكل متواتر نتيجة لسياسات نظام مايو العشوائية في الزراعة الآلية على حساب المراعي وبالقطع الجائر للأشجار .
    أدى ذلك إلى الجفاف والتصحر والمجاعة التي عمت البلاد وما أدت له من نزوح (1982م -1984م) , وما نتج عن ذلك من شح المراعي وموارد المياه والنزوح من الشمال إلي الجنوب , ادى ذلك إلى احتكاكات وصدامات بين بعض القبائل العربية والفور ومحاولات طرد الفور من أراضيهم الخصبة هذا إضافة للعامل الأجنبي مثل الحرب التشادية أو دخول بعض القبائل من تشاد والمتداخلة مع القبائل السودانية ودخولها بأسلحة متطورة زادت من فداحة الخسائر في الممتلكات والمواشي .
    وبعد انتفاضة مارس –ابريل 1985م , كانت الصراعات القبلية في دارفور قد وصلت إلى ذروتها وخاصة في الفترة : (1986-1989م) , مما أدى إلى قيام مؤتمر الصلح القبلي بين الفور وبعض القبائل العربية في الفترة : 15/4/1989م – 8/7/1989م . وتوصل إلى توصيات وقرارات سليمة ، وبعد 1989م ، عقدت مؤتمرات صلح لو نُفذ جزء من التوصيات والقرارات لما تدهور الوضع الأمني والسياسي والاجتماعي في دارفور وأدت إلى بروز معارضة مسلحة إنفجرت من جبل مرة .
    وجاء ملتقى الفاشر – فبراير2003م , بعد انفجار الأحداث وتوصل إلى توصيات وقرارات في مجملها سليمة مثل :
    - الإسراع بتكميل طريق الإنقاذ الغربي مع توفير تمويل أجنبي ومكون محلي له .
    - إنشاء مفوضية لتنمية ولايات دارفور .
    - تأهيل مرافق الصحة والمياه والتعليم وتأمين الحد الأدنى من الخدمات للمواطنين في دارفور ووضع خطة عاجلة لمعالجة التردي في الخدمات .
    - تقوية الأجهزة الإدارية للدولة حتى تستطيع التصدي للانفلات الأمني .
    - كما حمّل الملتقي الحكومة مسئولية خلق كيانات إدارية جديدة والاستغلال السياسي للقبيلة والاعتماد علي التوازنات القبلية في التعيينات السياسية .
    وكان مدخل الملتقي سليماً في حل المشكلة سلمياً عن طريق التفاوض ، ولكن الوضع تفاقم بعد محاولات الحل العسكري ، ومما أدي إليه من خسائر في الأرواح والمعدات ونزوح الآلاف من المواطنين داخل وخارج البلاد وحدث التدخل الدولي .
    لقد أكد تطور الأحداث ضرورة حل قضية دارفور في إطار قومي شامل وضرورة قيام مؤتمر جامع تشترك فيه كل القوي السياسية ومنظمات المجتمع المدني ، وحل القضية عبر الحوار الجاد والوسائل السلمية بين الحكومة وأطراف النزاع . بما يؤدي إلي وقف الحرب والاقتتال وتحقيق التنمية في الإقليم ، ومعالجة جذور المشكلة .
                  

07-22-2010, 12:37 PM

moaz elsir
<amoaz elsir
تاريخ التسجيل: 09-13-2008
مجموع المشاركات: 1652

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: *-* الهــجرة الى العاصــمــة و علاقتــها بالتهمــيش فــى الــسودان *-* (Re: moaz elsir)

    Quote: جذور التهميش فى الجنوب بقلم تاج السر عثمان:
    فترة الاستعمار البريطاني (1898 - 1956) م :
    في السنوات الأولي للحكم البريطاني ، قاومت قبائل الجنوب الحكم الجديد ، ورفضت دفع ضريبة الدقنية المذلة للكرامة الإنسانية ، ولم يتم إخضاع قبائل الجنوب إلا في عام 1932م ، وبعد اندلاع ثورة 1924م واشتراك أبناء الجنوب في قيادة الثورة ، عمل الاستعمار علي عزل قبائل الجنوب عن الشمال وشرع في تنفيذ قانون المناطق المقفولة الذي وُضع عام 1922م لتعميق الفوارق الثقافية والدينية والأثنية بين الشمال والجنوب تمهيداً لإضعاف الحركة الوطنية والشعور القومي الموحد ولفصل الجنوب عن الشمال ، وخاصةً أن الاستعمار البريطاني توجس خيفة من أن بعض قادة ثورة 1924م كانوا من قبائل الجنوب ، وبالتالي عرقل الاستعمار التطور السياسي والاقتصادي والثقافي لقبائل وشعوب الجنوب ، مما كان له الأثر في تمرد 1955م مع أسباب أخرى .
    ورغم جهود الاستعمار في تعميق الفوارق بين الشمال والجنوب مثل : قانون المناطق المقفولة ، السياسة اللغوية في مؤتمر الرجاف 1928م (جعل اللغة الإنجليزية لغة رسمية) ، انفراد المبشرين بالتعليم في الجنوب حتى بداية الحكم الذاتي ، عدم المساواة بين الموظفين الشماليين والجنوبيين ، رغم تلك الجهود إلا أن مؤتمر جوبا عام 1947م ، ورغم تدخل وضغوط الإداريين الإنجليز جاء ليؤكد رغبة الجنوبيين في الوحدة مع الشمال وقيام مجلس تشريعي واحد في السودان .
    ومع اشتداد عود الحركة الوطنية بعد الحرب العالمية الثانية وفي أواخر الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي وظهور مؤتمر الخريجين والأحزاب السياسية ، نال الجنوبيون بعض حقوقهم مثل :-
    1. الحقوق والحريات الديمقراطية والمدنية .
    2. كسر طوق المناطق المقفولة .
    3. المشاركة في الانتخابات البرلمانية .
    4. الأجر المتساوي للعمل المتساوي بين الموظفين الشماليين والجنوبيين .
    5. زيادة في التعليم والخدمات الصحية والاجتماعية.
    6. قيام بعض مشاريع التنمية مثل مشروع الزاندي الذي توقف بعد تمرد 1955م .
    بعد الاستقلال :-
    مع بداية الاستقلال كان وعد الأحزاب الحاكمة للجنوبيين بالفيدرالية في أول برلمان سوداني ولم يتم وفاء بذلك العهد والوعد وعلي سبيل المثال جماعة بولين الير (1954م – 1955م) التي وثقت بشكل مطلق في الحزب الوطني الاتحادي الذي لم ينجز وعودها ومطالبها التي كانت تتلخص في الأتي :-
    - التنمية الاقتصادية ، الأجر المتساوي للعمل المتساوي مناصب معقولة في السودنة ، إلغاء ضريبة الدقنية ... الخ. وكان ذلك أسباب تمرد 1955م .
    وخلال ديكتاتورية الفريق عبود (1958م – 1964م) ، كانت هناك مصلحة للجماهير في الشمال والجنوب في إسقاط النظام العسكري الذي قهر الشمال وبشكل أفظع الجنوب ، وفشلت ديكتاتورية عبود في فرض الحل العسكري ، وفرض الإسلام واللغة العربية بوسائل قسرية ، وكانت النتيجة هي تعميق المشكلة واتساع رقعتها بدلاً من حلها .
    واستمرت المقاومة في الشمال والجنوب حتى قامت ثورة أكتوبر 1964م التي كانت مشكلة الجنوب أحد أسبابها الأساسية وبعد ثورة أكتوبر انعقد مؤتمر المائدة المستديرة ، والذي كان تعبيراً عن الرغبة في حل سلمي ديمقراطي للمشكلة ورغم فشل المؤتمر ، إلا أنه كان خطوة هامة لتعرف الأحزاب الشمالية والجنوبية علي أفكار بعضها البعض من خلال الحوار .
    وبعد انقلاب 25 مايو 1969م فشل النظام الشمولي في حل مشكلة الجنوب رغم اتخاذ التدابير الآتية :-
    - بيان 9 يونيو 1969م ، الذي أكد علي ضرورة الاعتراف بالفوارق بين الشمال والجنوب والحل السياسي الديمقراطي للمشكلة ، إلا أن نقطة الضعف أو كعب أخيل ، كان النظام الشمولي الديكتاتوري الذي لم يوفر أبسط مقومات الحل السلمي الديمقراطي وهي الديمقراطية ، أي أن الحل جاء بواسطة انقلاب عسكري صادر الديمقراطية والحريات الأساسية في الشمال والجنوب فكيف يقدم هذا النظام حلاً ديمقراطياً سلمياً للمشكلة ؟!
    - اتفاقية أديس أبابا في مارس 1972م ، رغم ترحيب أهل السودان والدوائر الخارجية بوقف نزيف الدم الذي استمر لأكثر من 17عاماً ، إلا أنها كانت تحمل عناصر فنائها في داخلها وهي أنها صادرة من نظام ديكتاتوري شمولي غير مؤتمن علي المواثيق والعهود لإفتقاره للشرعية ولغياب الديمقراطية وسيادة حكم الفرد .
    فكانت النتيجة أن انفجر التمرد مرة أخري في 1983م وبشكل أوسع من التمرد السابق الذي انفجر وبدأ في أغسطس 1955م .
    وبعد انتفاضة مارس – أبريل 1985م ، كانت هناك مقترحات الحلول المختلفة التي صدرت من الأحزاب والهيئات والأفراد مثل مبادرة (الميرغني - قرنق) وكادت أن تؤدي لحل المشكلة لو لا أن قطعها انقلاب 30 يونيو 1989م فزاد الجرح عمقاً والخرق اتساعاً في حرب لا تبقي ولا تذر لواحة البشر ، لم يشهد لها تاريخنا السابق من ناحية الخسائر ونزيف الدم والتكاليف الباهظة لتلك الحرب علي حساب المواطنين وخدمات التعليم والصحة وتوقف التنمية .
    كما أن مقترحات الحلول التي قدمها نظام الإنقاذ مثل (الحكم الفيدرالي) ومبادرة السلام السودانية ، والتي ولدت ميتة لأنها افتقرت لأبسط مقومات الحل وهو الديمقراطية والحقوق والحريات الأساسية في الشمال والجنوب ، وأخيراً تم توقيع اتفاقية السلام في نيفاشا بتاريخ 26/5/2004م .
    اتفاقية نيفاشا وضمانات السلام :-
    أكدت التجارب ضرورة الحل الشامل لكل قضايا ومناطق السودان، وربط الحل الشامل بالتحول الديمقراطي وتوفير الحريات والحقوق الأساسية: حرية التعبير والتنظيم والنشر وإلغاء قانون الطوارئ والاعتقال التحفظي.
    كما أكدت التجارب ضرورة التنمية المتوازنة بين كل أقاليم السودان، وإعطاء الاعتبار للمناطق الأكثر تخلفاً.
    كما أن السلام يعني توفير احتياجات المواطن الأساسية في التعليم ، الصحة فرص العمل ، الأمن والطمأنينة ، وترقية مستوي المعيشة ، وإعادة تأهيل مرافق الخدمات ومشاريع التنمية : مثل السكك الحديدية ، مشروع الجزيرة ، والمشاريع الزراعية الأخرى ، وتوفير فرص العمل بغض النظر عن اللون أو العرق أو المعتقد الديني أو السياسي ، واحترام حقوق الإنسان وحرياته الأساسية ودولة المواطنة والواقع أننا عندما نتحدث عن المناطق المهمشة لا نغفل حقيقة التخلف العام في البلاد ، وبعد 47 عاماً من الاستقلال كان حصاد التنمية الرأسمالية التي قادتها الفئات العسكرية والمدنية كالأتي :-
    - انهيار البنيات الأساسية والمشاريع التي خلفها الاستعمار مثل مشروع الجزيرة والسكك الحديدية والنقل النهري والخطوط الجوية السودانية والخدمة المدنية التي كانت تتميز بدرجة عالية من الكفاءة والانضباط.الخ..
    - عجز غذائي ومجاعات ونزوح لا مثيل له منذ فترة المهدية من الأرياف للمدن بسبب الحروب وانهيار خدمات التعليم والصحة والضرائب الباهظة علي المزارعين والرعاة وخاصةً في فترة الإنقاذ.
    - توسيع وتعميق حرب الجنوب وخاصةً بعد انقلاب 30 يونيو/ 1989م حتى أصبحت الحرب تشمل دارفور ومناطق الشرق وجنوب النيل الأزرق وجبال النوبة ، مما أدي للتدخل الأجنبي وفقدان البلاد لسيادتها الوطنية .
    - انهيار خدمات التعليم والصحة والإنتاج الصناعي والزراعي.
    - عدم الثقة بالنفس وتزايد الاعتماد علي الغير والهبات والمعونات.
    - تركز الثروة في يد فئة قليلة ، وإرهاق كاهل المواطنين بالضرائب الباهظة دون تقديم خدمات مقابل لها ، وثم إفقار المواطنين بعد سياسة الخصخصة التي اتبعها نظام الإنقاذ منذ سنواته الأولي ، حتى أصبحت نسبة الفقر 94% وحتى بعد أن تم استخراج البترول والذهب كان من الممكن أن ينعكس علي حياة المواطنين اليومية وعلي تطور الإنتاج الزراعي والصناعي ، ولكن ذلك لم يتم .
    وفي الجنوب وبعد توقيع اتفاقية السلام ، نواجه تحدي توحيد الوطن علي أسس طوعية وديمقراطية ، والذي يتطلب توفير العدالة والمساواة والتنمية المتوازنة والاعتراف الفعلي بالتعدد الديني والعرقي والثقافي والديمقراطية الحقيقية ، كما نواجه تعمير الجنوب وإصلاح ما دمرته الحرب ، وضرورة قيام البنيات التحتية مثل : الطرق ، السكك الحديدية ، البواخر النهرية ، خدمات المياه والكهرباء ، خدمات التعليم والصحة ، خدمات البنوك والتسويق .
    إضافةً للإمكانيات الواسعة للتنمية في الجنوب بتطوير الزراعة والثروة الحيوانية وثروة الغابات (الأخشاب) ، والتصنيع الزراعي وتوفير العناية البيطرية للماشية ، وتطوير السياحة فالجنوب به ثروات زراعية وحيوانية وغابية إضافةً للبترول تجعله في حالة السلام والاستقرار السياسي في حالة تنمية وازدهار ، كما نواجه ضرورة التحالف الواسع العريض وتوسيع قاعدة التجمع الوطني الديمقراطي لمواصلة النضال عبر صندوق الانتخابات لتصفية الشمولية وتحقيق دولة المواطنة ، الدولة المدنية الديمقراطية التي تضمن وحدة البلاد .
                  

07-22-2010, 05:10 PM

moaz elsir
<amoaz elsir
تاريخ التسجيل: 09-13-2008
مجموع المشاركات: 1652

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: *-* الهــجرة الى العاصــمــة و علاقتــها بالتهمــيش فــى الــسودان *-* (Re: moaz elsir)

    @
                  

07-23-2010, 08:26 AM

moaz elsir
<amoaz elsir
تاريخ التسجيل: 09-13-2008
مجموع المشاركات: 1652

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: *-* الهــجرة الى العاصــمــة و علاقتــها بالتهمــيش فــى الــسودان *-* (Re: moaz elsir)

    عمل الاستعمار علي عزل قبائل الجنوب عن الشمال وشرع في تنفيذ قانون المناطق المقفولة الذي وُضع عام 1922م لتعميق الفوارق الثقافية والدينية والأثنية بين الشمال والجنوب تمهيداً لإضعاف الحركة الوطنية والشعور القومي الموحد ولفصل الجنوب عن الشمال ، وخاصةً أن الاستعمار البريطاني توجس خيفة من أن بعض قادة ثورة 1924م كانوا من قبائل الجنوب ، وبالتالي عرقل الاستعمار التطور السياسي والاقتصادي والثقافي لقبائل وشعوب الجنوب ، مما كان له الأثر في تمرد 1955م مع أسباب أخرى .
    ورغم جهود الاستعمار في تعميق الفوارق بين الشمال والجنوب مثل : قانون المناطق المقفولة ، السياسة اللغوية في مؤتمر الرجاف 1928م (جعل اللغة الإنجليزية لغة رسمية) ، انفراد المبشرين بالتعليم في الجنوب حتى بداية الحكم الذاتي ، عدم المساواة بين الموظفين الشماليين والجنوبيين ، رغم تلك الجهود إلا أن مؤتمر جوبا عام 1947م ، ورغم تدخل وضغوط الإداريين الإنجليز جاء ليؤكد رغبة الجنوبيين في الوحدة مع الشمال وقيام مجلس تشريعي واحد في السودان .
                  

07-25-2010, 04:10 PM

moaz elsir
<amoaz elsir
تاريخ التسجيل: 09-13-2008
مجموع المشاركات: 1652

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: *-* الهــجرة الى العاصــمــة و علاقتــها بالتهمــيش فــى الــسودان *-* (Re: moaz elsir)

    .
                  

07-27-2010, 06:49 AM

moaz elsir
<amoaz elsir
تاريخ التسجيل: 09-13-2008
مجموع المشاركات: 1652

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: *-* الهــجرة الى العاصــمــة و علاقتــها بالتهمــيش فــى الــسودان *-* (Re: moaz elsir)
                  

07-27-2010, 08:06 AM

حماد الطاهر عبدالله
<aحماد الطاهر عبدالله
تاريخ التسجيل: 06-29-2006
مجموع المشاركات: 2159

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: *-* الهــجرة الى العاصــمــة و علاقتــها بالتهمــيش فــى الــسودان *-* (Re: moaz elsir)

    الأخ/ معاذ السر

    تحياتي

    لعلك إتبعت نفس أسلوب المزوراتية من كتبة تاريخ السودان، وبدأت تتحدث عن مشكلة بصورة غير دقيقة ومتحيزة ولا

    تدعم وحدة السودان، فذكرت أول الأسباب
    Quote: * القحط والمجاعة في غربي السودان.
    ، فأي الهجرتين بدأت

    أولا هجرة أهل شمال السودان للخرطوم أم هجرة أهل الغرب للخرطوم؟؟؟ أم إن هجرة أهل الشمال للخرطوم لا تعتبرها

    هجرة، وهي شملت كل أنحاء السودان بما فيها دارفور.....، ثم لماذا يهاجر الناس أصلا للعاصمة، سواء كانوا من

    الشمال أو الغرب أو الجنوب، ولنؤجل تناسيك لهجرة أهل الشرق؟؟؟؟! أليس الغرض مرض.....

    أظنني أتفق معك جزئيا بأن النقطة الثالثة هي اس المشكلة
    Quote: * عدم التوازن في التنمية الإقليمية الذي لازم البلاد


    ولم يزل عدم التوازن مستمرا، فتكريس الصحة والتعليم والصناعة والخدمات كلها بالعاصمة، هو السبب الجوهري للهجرة

    للعاصمة المثلثة، وهي مشكلة لم تعيها الحكومة حتي هذه اللحظة، فمثلا بنك تنمية دارفور، عندما يتم منحه أرض مجانية

    بالخرطوم، ألا ترى بأن كل من يعمل بإدارة هذا البنك من دارفور سينتقل للخرطوم أم يؤدي عمله بالمراسلة؟ وهكذا لا يقوم

    مشروع يخدم منطقة أو إقليم إلا وتتشبث به الخرطوم، فكيف لا ينتقل لها الناس مهاجرين ونازحين وغيره من المسميات المهببة...

    لا يصح إلا الصحيح فيجب أن تعالج الدولة كل تلك الأخطاء، معالجة جذرية بتأمين تنمية متوازنة بالأقاليم، وقبلها الأمن

    وحينها سترى الهجرة العكسية التي لم تسمع بها....

    (عدل بواسطة حماد الطاهر عبدالله on 07-27-2010, 08:26 AM)

                  

07-27-2010, 11:09 AM

moaz elsir
<amoaz elsir
تاريخ التسجيل: 09-13-2008
مجموع المشاركات: 1652

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: *-* الهــجرة الى العاصــمــة و علاقتــها بالتهمــيش فــى الــسودان *-* (Re: حماد الطاهر عبدالله)

    الاخ حماد الطاهر
    لك التحية والاحترام ،،،
    اولا: شكراً كتير على المشاركة فى اثراء النقاش .

    ثانياً: ليس هنالك تزوير للتاريخ ، وانما هنالك حقائق مثبته نعم فالتاريخ يتحدث ان الخرطوم كعاصمة ومنطقة جازبة بدا سنة 1821 عندما اختارها الاتراك كعاصمة لهم ، ثم تبعهم الانجليز عام 1899 ، ثم بعد الاستقلال تم اختيارها كعاصمة عام 1956.

    ثالثا:انا لم اقول ان سكان الشمال هم سكان الخرطوم الاصليين ، وانما قلت ان اهل الشمال هم الذين استوطنوا الخرطوم اولاً .

    رابعا: اذا قمنا بعمل مقارنة بين هجرة اهل الشمال للعاصمة وهجرة اهل دارفور او اهل الجنوب نجد الفرق فى ان الهجرة من الشمال الى العاصمة كانت على فترات زمنية طويلة بداءت منذ عهد الاتراك ثم المهدية ثم الانجليز وحتي تاريخنا الحاضر ، بينما الهجرة من اقصي الغرب و الجنوب بداءت فى عام 1983 نتيجة للجفاف والتصحر الذي ضرب غرب السودان فى ذلك الوقت والحرب فى جنوب السودان وباعداد كبيرة.

    خامساً: ونتيجة لنزوح هذه الاعداد الكبيرة فى وقت وجيز كان من الصعب ان يتم توفير سبل العيش الكريم فى وقت وجيز من قبل الحكومة.

    سادساُ: طالما هنالك فرق حوالي 50 الى 100 عام بين هجرة اهل الشمال وهجرة اهل الغرب وهل الجنوب ، لابد ان يكون هنالك فرق فى مستوي المعيشة بينهم.
                  

07-27-2010, 02:57 PM

حماد الطاهر عبدالله
<aحماد الطاهر عبدالله
تاريخ التسجيل: 06-29-2006
مجموع المشاركات: 2159

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: *-* الهــجرة الى العاصــمــة و علاقتــها بالتهمــيش فــى الــسودان *-* (Re: moaz elsir)

    الأخ/ معاذ

    تحياتي

    أشكرك على حوارك الهادئ.

    Quote: رابعا: بينما الهجرة من اقصي الغرب و الجنوب بداءت فى عام 1983 نتيجة للجفاف والتصحر الذي ضرب غرب السودان فى ذلك الوقت والحرب فى جنوب السودان وباعداد كبيرة.


    من قال لك هذا الكلام فقد خدعك.

    عام 1983م ما هو إلا تاريخ لبداية نظرة جديدة فقط، وإلا فكيف ومتي نشأ حي الملازمين، ود نوباوي، الموردة... وكثير من أحياء أم

    درمان بما فيها حي الأمراء...كذلك أحياء الخرطوم جنوب والديوم خاصة، كلها كانت لموطنين من غرب السودان، قبل الهجرة العكسية

    بعد سقوط المهدية، ....

    أخي الفاضل هذه القضية لا ينظر لها بأي الهجرتين أولي، فالبداية كانت واحدة، ثم جاءت عوامل أخري جعلت الناس يهاجرون من الشمال

    تحديدا للغرب، ودونك مدن الفاشر ونيالا والجنينة بل حتى مدين برام والضعين، ثم تغيرت الظروف وهاجر الناس معا من الغرب للعاصمة

    فمثلا كل معظم سكان اللاماب ناصر هم نازحين أو مهاجرين، سمهم كماشئت، جاءوا من مدن الغرب وهم خليط أصلهم من الشمال والشرق، لذلك

    فإن مثل هذه التغيرات تتم معالجتها بالتنمية المتوازنة وتحقيق أقصى درجات العدالة في توزيع السلطة والثروة وحينها سيستقر سكان

    كل منطقة بمنطقتهم وهي الأحب لديهم من كل بقاع الدنيا.......
                  

07-27-2010, 03:30 PM

moaz elsir
<amoaz elsir
تاريخ التسجيل: 09-13-2008
مجموع المشاركات: 1652

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: *-* الهــجرة الى العاصــمــة و علاقتــها بالتهمــيش فــى الــسودان *-* (Re: حماد الطاهر عبدالله)

    Quote: أشكرك على حوارك الهادئ.

    */* والله حماد ربنا يديك الصحة والعافية ويكتر من امثالك فى سودانيزاونلاين استوعبت الكلام العاوز اقوله من غير شرح او تطويل!
    Quote: أحياء الخرطوم جنوب والديوم

    */* راح امسك احياء الديوم " الديم وسط ، الديوم الشرقية ، ديم سلمان وغيرها من الاحياء المجاورة لنا فى الامتداد للمعلومية فى جزء كبير سكان الامتداد والصحافات برضوا من غرب السودان يعني بالمختصر المفيد انا اتربيت فى الامتداد وعاشرت اهلنا من غرب السودان يعني كان في تهميش لناس الامتداد او الديم او الصحافة معناها كلنا مهمشين.
    */* بما انك اعترفت بان سكان الديوم من اهل الغرب، وبما ان سكان الديوم يعاملون كمواطنيين من الدرجة الاولي فى الخرطوم بحكم انهم سكنوا الخرطوم منذ ازمان بعيدة ، فيجب عليك الاقرار بان سكان اطرف الخرطوم هم الذين عانوا من التهميش بغض النظر عن مناطقهم قدومهم ، اي الذين جاوءا الي الخرطوم في الفترة ما بعد عام 1983.
    */* يعني يمكنك المقارنة بين اهل الغرب الذين يسكنون الديوم ودنوباوي والملازمين والموردة ، هل من الممكن ان نقارنهم بالذين يسكنون الاحياء الطرفية مثل زقلونا او دار السلام وسوبا الاراضي وغيرها من الاحياء الطرفية؟
                  

07-27-2010, 03:44 PM

فتح الرحمن عثمان
<aفتح الرحمن عثمان
تاريخ التسجيل: 09-14-2009
مجموع المشاركات: 129

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: *-* الهــجرة الى العاصــمــة و علاقتــها بالتهمــيش فــى الــسودان *-* (Re: moaz elsir)

    الأعزاء:
    معاذ السر..
    حماد الطاهر عبدالله..

    لكم الشكر.. ومعكم نستمتع ونستفيد..

    في انتظار المواصلة..!
                  

07-28-2010, 07:15 AM

moaz elsir
<amoaz elsir
تاريخ التسجيل: 09-13-2008
مجموع المشاركات: 1652

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: *-* الهــجرة الى العاصــمــة و علاقتــها بالتهمــيش فــى الــسودان *-* (Re: moaz elsir)

    .
                  

07-29-2010, 07:25 AM

moaz elsir
<amoaz elsir
تاريخ التسجيل: 09-13-2008
مجموع المشاركات: 1652

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: *-* الهــجرة الى العاصــمــة و علاقتــها بالتهمــيش فــى الــسودان *-* (Re: moaz elsir)

    Quote: الانفصال ليس الحل للمسألة القومية في السودان ..... بقلم: تاج السر عثمان
    الاثنين, 24 مايو 2010 08:37
    معلوم أن المسألة القومية تنشأ نتيجة للشعور بالاضطهاد القومي سواء كان ذلك بالاحتلال المباشر وقهر شعب لشعب اخر أو اضطهاد قومي أو اثني داخل الدولة الواحدة، بمعاملة شريحة من المواطنين باعتبارهم مواطنين من الدرجة الثانية.كما أن المسألة القومية اتخذت في كل بلد طابعا يميزها عن البلدان الاخري.

    علي أن المسألة القومية تنشأ نتيجة للتطور المتفاوت بين الشعوب ، واتخذت طابعها الحديث مع تفكك النظم الاقطاعية في اوربا، وبروز نمط الانتاج الرأسمالي ، وبعد تحول الرأسمالية الي احتكار واتجاهها للتوسع في بقية بلدان العالم الثالث بهدف تصدير نمط الانتاج الرأسمالي واستعمار شعوب اخري بحيث تظل بلدان المستعمرات منتجة للمواد الخام ومستهلكة للسلع الرأسمالية من البلدان الرأسمالية المتطورة ، وبالتالي وقع علي شعوب المستعمرات التحرر من الاضطهاد القومي بالنضال من اجل الاستقلال السياسي ، والمضي الي ابعد من ذلك باستكمال الاستقلال السياسي بالاستقلال الاقتصادي.

    ما هي سمات وخصائص تطور المسألة القومية في السودان؟.

    مهم أن نتابع خصائص وسمات المسألة القومية في السودان بذهن مفتوح ومن خلال تحليل ملموس للحقائق والاوضاع التاريخية التي تجلت فيها، لأن ذلك يساعد في الاقتراب من حلها لمصلحة وحدة السودان من خلال تنوعه.

    معلوم أن السودان شأنه كبقية الامم شهد تكوينات ماقبل الرأسمالية في السودان، والتي تدرجت من التكوينات العشائرية التي تربطها صلة القرابة والدم الي القبيلة التي توحد مجموعة من العشائر المعينة في رقعة معينة من الارض، حيث عرفت في البداية الملكية الجماعية للارض والتقسيم البدائي للعمل بين الرجال والنساء، ونظام الامومة، كما اوضحت حضارات المجموعة(أ)، (ج) التي اكتشفها علماء الآثار، والتي بدات تعرف بدايات الزراعة وتربية الحيوان.

    مع اكتشاف الزراعة وتربية الحيوانات بدأت تعرف تلك القبائل الفائض الاقتصادي، والذي أدى الي نشوء اقدم مملكة سودانية: مملكة كرمة والتي شهدت التفاوت الطبقي والدولة والجيش وتطور الزراعة والصناعات الحرفية، والتبادل التجاري مع البلدان المجاورة مثل: مصر، كما اوضحت اثار تلك الفترة، وهذا يعكس أن الدولة تنشأ نتيجة لوحدة قبائل معينة في رقعة معينة من الارض مما مهد الطريق لنشؤ المسألة القومية، ثم بعد ذلك تم التوسع في تطور الدولة السودانية في السودان القديم: كما هو الحال في ممالك نبتة ومروى، وفي السودان الوسيط الذي شهد قيام ممالك النوبة المسيحية(نوباتيا، المقرة، علوة)، الممالك الاسلامية(الفونج، الفور ، تقلي، المسبعات).

    شهدت تكوينات ماقبل الرأسمالية في السودان نشأة الدولة التي وحدت مجموعة من القبائل، وبالتالي ظهرت المسألة القومية، اذ ان القومية تضم مجموعة من القبائل، كما عرفت هذه الدول أو الحضارات المدن، اقتصاد السلعة – النقد ، التجارة الداخلية والخارجية، كما شهدت تطور حرفة الزراعة والرعي، وتطور اللغة المكتوبة: حيث حدث تطور لغوي من اللغة المصرية القديمة(الهيرولوغلوفية) الي استنباط ابجدية محلية بدأت باللغة المروية ، ثم اللغة النوبية في الممالك المسيحية، ثم اللغة العربية، كما تفاعلت الثقافات التي شكلت حضارات السودان المختلفة ، ونتج من هذا التفاعل الثقافة أو الهوّية السودانية والتي تتميز بالوحدة والتنوع، كما نتج من هذا التفاعل تاريخ مشترك أو تنوع تاريخي وثقافي.

    كما عرفت تكوينات ما قبل الرأسمالية في السودان نظم الرق والاقطاع بخصوصيات وسمات معينة، تمت معالجتها بتفصيل في مؤلفات لكاتب هذه السطور( انظر: تاج السر عثمان: تاريخ النوبة الاقتصادي الاجتماعي، دار عزة 2003، لمحات من تاريخ سلطنة الفونج الاجتماعي، مركز محمد عمر بشير 2004، تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي، مكتبة الشريف الاكاديمية 2005م).

    كانت حضارات أو تكوينات ماقبل الرأسمالية في السودان، تنفي بعضها ديالكتيكيا، بمعني أن كل حضارة كانت تستند علي منجزات الحضارة السابقة وتضيف لها الجديد الذي يكسبها قوة ومنعة واتساعا، وهذا ما نلمسه في الامثلة التالية:

    1- في ممالك النوبة المسيحية بدأ الشعور القومي بالوحدة يتنامي، كما يتجلي ذلك في اتحاد مملكتي نوباطيا والمقرة في مملكة دنقلا(المقرة)، والتي وصفها المؤرخون، بأنها كانت عظيمة.

    2- نلاحظ في ممالك النوبة المسيحية ، وان لم تنتشر المسيحية بشكل اوسع وشعبي في السودان، الا ان الديانة المسيحية الجديدة وحدت قبائل مختلفة علي أساس الدين الجديد ، وبالتالي خلقت بذور الشعور القومي المشترك ، فضلا عن الدفاع عن الوطن والذي عبر عن نفسه في الدفاع عن العقيدة، كما تجلي ذلك في مقاومة حملة عبد الله بن ابي السرح، والتي نتجت عنها اتفاقية البقط بين الدولة المسيحية في المقرة، ودولة الخلافة الاسلامية.

    3- اما السلطنة الزرقاء أو سلطنة الفونج فقد كانت ميلا اوسع نحو الوحدة، اذ نلاحظ انها ضمت الرقعة التي كانت تضم ممالك النوبة المسيحية(المقرة وعلوة)، كما بدأ الشعور القومي يتسع، حيث نجد الطريقة الصوفية توحد افراد من قبائل مختلفة علي اساس الانتماء للطريقة بدلا من القبيلة.

    كما شهدت السلطنة الزرقاء تطورا غير متوازن بين شعوبها وقبائلها، اضافة لنظام الرق الذي كان سائدا وكتشكيلة اقتصادية- اجتماعية استغلالية عرفتها كل شعوب العالم،مما شكل الخلفية التاريخية لبروز المشكلة القومية في السودان.

    4- علي أن التطور الكبير الذي شهده السودان في تطوره نحو امة ، باعتبار أن الامة تضم مجموعة من القوميات في مساحة أو رقعة جغرافية اوسع، كان في فترة الحكم التركي- المصري (1821- 1885م)، والذي شهد تكوين السودان بشكله حيث ضم دارفور ، المديريات الجنوبية، اقليم التاكا(كسلا)، وظهر السودان بحدوده الحالية تقريبا.

    كما بدأ الشعور القومي يزداد وتنداح دائرته، كما نلمس ذلك في ظهور طرق صوفية اوسع مثل الختمية التي وحدت قبائل من شرق وشمال ووسط السودان.

    علي أن اللافت للنظر في تلك الفترة ظهور بذور نمط الانتاج الرأسمالي الذي تجلي في ارتباط السودان بالتجارة الخارجية عن طريق سلعتي( العاج والصمغ)، واتساع التعامل بالنقد نتيجة لظهور المحاصيل النقدية مثل: القطن، النيلة، الخ، اضافة لظهور العمل الماجور، نتيجة لاقتلاع الالاف المزارعين من اراضيهم وسواقيهم بسبب الضرائب والجبايات الباهظة، ليجدوا أنفسهم عمال ماجورين في مصانع ومؤسسات الحكم التركي.وبالتالي بدأ يظهر نمط الانتاج الرأسمالي الذي يضم كادحين من قبائل واصول مختلفة يعملون في المشاريع الزراعية والصناعية للحكومة أو الافراد بأجر، ويجمهم الشعور المشترك بالظلم والقهر والنضال من اجل تحسين مستوى المعيشة ، وهذا ما كان يظهر في انتفاضات العاملين في عمل السخرة والمؤسسات التي كان يديرها الاحتلال التركي. كما تزايد الشعور القومي والاحساس المشترك لشعوب وقبائل السودان بالاضطهاد والقهر الذي كان يمارسه الاحتلال وخاصة في جباية الضرائب والنهب المنظم لقدرات البلاد الاقتصادية والبشرية لمصلحة دولة محمد علي باشا في مصر. اضافة لمقاومة القبائل في الجنوب وجبال النوبا وجبال الانقسنا لحملات جلب الرقيق الجائرة.

    كما تم التوغل في جنوب السودان بهدف تجارة الرقيق التي شهدت توسعا كبيرا في تلك الفترة ، اضافة لتجارة العاج ، حيث تم اقتلاع قبائل بكاملها من مواقعها. كما قاومت قبائل وشعوب الجنوب الاحتلال التركي وحملات صيادي الرقيق ، ومن هنا جاءت جذور المسألة القومية في الجنوب والتطور غير المتوازن بين الشمال والجنوب وجذور التخلف في الجنوب وجبال النوبا، وجبال الانقسنا، وجنوب دارفور..الخ.

    لقد ادى التطور غير المتوازن الي مركزية الثقافة العربية الاسلامية و تهميش القوميات التي شكلت حزاما حول الوسط مثل: النوبا في الشمال، البجا في الشرق، والانقسنا في جنوب النيل الازرق ، الجنوب، جبال النوبا،..الخ، اضافة للتهميش علي المستوى الاقتصادي والاجتماعي والثقافي(راجع:تاج السر عثمان: الجذور التاريخية للتهميش في السودان، مكتبة الشريف الاكاديمية 2005م).

    كان الشعور القومي طاغيا في بداية الثورة المهدية، التي وحدت القبائل في الشمال والجنوب والشرق والغرب ضد المستعمر(شاركت حتي قبائل الدينكا والشلك في الثورة).

    علي أن سياسة الخليفة عبد الله التي عملت علي تهجير قبائل باكملها من الغرب الي الشمال ، والسياسة الحربية التي ادت الي قيام معسكرات في اطراف ووسط البلاد، ادت الي المزيد من دمج وصهر القبائل، وبالتالي، عمقت التصاهر والتمازج القومي وخاصة في المدن السودانية مثل ام درمان، القضارف وغيرهما.

    ولكن سياسة الخليفة عبد الله التعايشي في ايامه الأخيرة التي كرّست الهيمنة وحكم الفرد وضرب القبائل التي قاومت القهر والتعسف في الشمال والجنوب والغرب والشرق ، اضعفت الشعور القومي وفتت من عضد السودانيين كامة، وبالتالي، كان السودان لقمة سائغة للاحتلال الانجليزي – المصري عام 1898م.

    5- شهدت فترة الاحتلال البريطاني للسودان توسعا في الشعور القومي المشترك والذي اهمه الشعور بالاحتلال الأجنبي للسودان، والذي بدأت المقاومة له: بالمقاومة القبلية في الشمال والجنوب والغرب والشرق، والمقاومة من من منطلقات دينية، حتي قيام التنظيمات الحديثة التي وحدت افراد من قبائل مختلفة علي اساس سياسي واجتماعي وثقافي ورياضي وفني، مثل: قيام جمعية الاتحاد السوداني وجمعية اللواء الابيض، ومؤتمر الخريجين والاحزاب السياسية بعد الحرب العالمية الثانية، اضافة الي اندية الخريجين واندية العمال والاندية الرياضية والثقافية والنقابات والاتحادات.

    كما وحدت المشاريع الزراعية والصناعية والخدمية التي انشأها المستعمر بعد سياسة تحرير الرقيق ، والتي كان هدفها تحويل البلاد الي مزرعة قطن كبيرة ، وحدت العاملين في تلك المؤسسات والمشاريع والورش ، والتي ضمت ابناء قبائل من مناطق مختلفة ، كما تطورت وتوسعت المدن والحركة التجارية واقتصاد السلعة- النقد ، اضافة للتعليم المدني الحديث الذي ضم طلابا من قبائل وشعوب مختلفة مما عمق الشعور القومي ، اضافة للمدن التي انصهرت واندمجت فيها القبائل المختلفة.

    علي أن سياسة المستعمر وخاصة بعد ثورة 1924م، عرقلت ذلك التطور الموضوعي، عندما ادخلت الادارة الاهلية، وسنت قانون المناطق المقفولة، والسياسة اللغوية في الجنوب(مؤتمر الرجاف)، وتقليص التعليم في الجنوب ، وتعميق الصراع بين الشمال والجنوب بتصوير العرب فقط هم تجار الرقيق ، علما بأن تجارة الرقيق كانت تجارة كونية، قام بها شماليون وجنوبيون ومصريون واوربيون..الخ.

    كما عمق الاستعمار سياسة التنمية غير المتوازنة، علي سبيل المثال في الجنوب: لم يتم اى مشروع غير مشروع الزاندي والذي توقف بعد احداث 1955م، هذا اضافة لضريبة الدقنية والاجر غير المتساوى للعمل المتساوى بين العمال الشماليين والجنوبيين، وغير ذلك من القنابل الموقوتة التي خلفها الاستعمار والتي عمقت الصراع القومي بين الشمال والجنوب والتطور غير المتوازن في البلاد.

    علي أن عمق وتطور الحركة الوطنية كان ترياقا ضد السياسة الاستعمارية ، وكان الشعور القومي طاغيا في معركة الاستقلال، حتي اجلاء القوات الاجنبية عام 1956م.

    وبعد الاستقلال لم يتم تعزيز الاستقلال السياسي باستقلال اقتصادي وتنمية متوازنة بين اقليم السودان المختلفة، وسارت الحكومات المدنية والعسكرية علي خطى التمية الرأسمالية الاستعمارية التي عمقت الفوارق الطبقية والتفريط في السيادة الوطنية، وتكريس الفقر وتعميق التخلف الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، والاستعلاء الديني والعنصري والقهر والتسلط باسم الدين، وعدم الوفاء بالعهود والمواثيق.

    كل ذلك ادى الي تعميق مشكلة الجنوب التي انفجرت عام 1955م، وانفجرت مرة اخري بشكل اوسع بعد فشل اتفاقية اديس ابابا عام 1983م. كما انفجرت الحركات الاقليمية في دارفور وجبال النوبا، واتحادات شمال وجنوب الفونج، بعد ثورة اكتوبر 1964م، وقبل ذلك كان مؤتمر البجا الذي تأسس عام 1958م. طالبت تلك الحركات بمطالب مشروعة تتلخص في : تطورير وتنمية مناطقها وتوفير الخدمات الاساسية لمواطنيها(التعليم، الصحة، الخدمات-كهرباء، مياه - ، العناية البيطرية...الخ). وكانت تلك الحركات ظاهرة صحية حركت سكون وركود تلك المناطق وجذبتها الي حلبة الصراع السياسي والقومي والاثني، وطالبت بالاعتراف بهويتها الثقافية.

    علي أن المسألة القومية انفجرت بشكل اعمق واوسع في فترة الانقاذ التي عمقت الفوارق الطبقية والتنمية غير المتوازنة والاستعلاء الثقافي واللغوي والديني، حتي اتسع نطاق الحرب الذي شمل الغرب والشرق وجبال النوبا وجنوب النيل الازرق..الخ.حتي تم توقيع اتفاقية نيفاشا التي اكدت علي الاعتراف بالفوارق الثقافية والتحول الديمقراطي والتنمية وتحسين احوال الناس المعيشية ، ولكن حتى الآن لم يتم تنفيذ الاتفاقية مما يهدد بالعودة لمربع الحرب مرة اخري.

    وخلاصة ما نود أن نقوله في هذا المقال:

    • الوحدة والتنوع والاندماج والانصهار القومي والثقافي والاثني في السودان، هي نتاج تطور تاريخي.

    • الحل لايكمن في الانفصال وتمزيق اوصال البلاد، كما يبشرنا بذلك غلاة الانفصاليين في الشمال وفي حركات الاقليات القومية في المناطق المهمشة، هذا فضلا عن أن ذلك ضد التطور التاريخي للمسألة القومية في السودان، والذي عبرت عنه حضارات وثقافات السودان المتنوعة، ولكن الحل يكمن في التكامل والتطور المتوازن والحكم الذاتي والعدالة في توزيع الثروة والسلطة، والوحدة من خلال التنوع وعلي أسس المساواة الحقيقية بين كل الاعراق والاثنيات ونبذ فكرة المواطن من الدرجة الثانية.

    • الدولة المدنية الديمقراطية التي تسع الجميع هي الضمان ضد التشرذم والتفتت والانفصال والذي تكرّسه الدولة الدينية.




                  

07-29-2010, 03:27 PM

moaz elsir
<amoaz elsir
تاريخ التسجيل: 09-13-2008
مجموع المشاركات: 1652

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: *-* الهــجرة الى العاصــمــة و علاقتــها بالتهمــيش فــى الــسودان *-* (Re: moaz elsir)

    Tahmish.com
                  

08-05-2010, 12:28 PM

moaz elsir
<amoaz elsir
تاريخ التسجيل: 09-13-2008
مجموع المشاركات: 1652

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: *-* الهــجرة الى العاصــمــة و علاقتــها بالتهمــيش فــى الــسودان *-* (Re: moaz elsir)

    *
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de