التجني على الإسلام... من الذي اختطف الإسلام في السودان؟؟

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 10:26 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-04-2010, 04:23 PM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التجني على الإسلام... من الذي اختطف الإسلام في السودان؟؟ (Re: اميرة السيد)

    العزيزة أميرة السيد ... تحياتي
    شكرا لك على هذه الكتابة المتأملة . ففي غياب فرز موضوعي بين الإسلام في نصوصه المؤسسة وفهمه المعرفي الذي حدث مرة في التاريخ ويمتلك قابيلة الحدوث مرة أخرى، سيظل الخلط بين الاسلام وتأويلات المسلمين المؤدلجة والمتخلفة لاسيما في هذا الزمن مصدرا يضخ الكثير من ردود الأفعال المؤدية إلى انتاج رؤى تطابق بين الاسلام والارهاب . لاسيما في الغرب . والحقيقة أن هذا الفرز يحتاجه المسلمون قبل الغربيين . إذ أن الحجاب الحاجز بين اسلام واعي وموضوعي ومنفتح على الغرب هم المسلمون أنفسهم بتأويلاتهم المتخلفة للإسلام .
    مرفق أدناه مقالا لي نشر بصحيفة الحياة اللندنية بعنوان (المسلمون والغرب : الصورة الغائبة) كمساهمة معك في هذا البوست الذي أرجو أن يلقى اهتماما في هذا المنبر
    مودتي
    محمد جميل
    Quote: المسلمون في الغرب : الصورة الغائبة محمد جميل أحمد*

    هناك مقايسة مجازية مضللة في خصوص تذويب الفروق بين صورة الإسلام في نصوصه المؤسسة ، وبين فهوم المسلمين التي بالضرورة قد لا تكون على نمط واحد من تمثلهم لمفاهيم الإسلام بمعانيه المعرفية الكلية المتصلة بواقعهم المخصوص ، إلا في صور العبادة العامة . والحال أن تلك التمثلات التأويلية لنشاط المسلمين ، هي بالأصل نابعة من ضبابية الرؤية المعرفية تجاه حقيقة الإسلام ومفاهيمه العامة المتصلة بوضعهم في بلدانهم كما في بلدان الغرب وبالتالي فإن التأويلات الأيدلوجية لتمثلات المسلمين بالإمكان فرزها معرفيا وتأكيد تناقضاتها مع صريح المفاهيم الكلية للإسلام. وهذه حقيقة ستقودنا إلى أن التخلف الثقافي والديني الذي يشكل نمطا ملحوظا إزاء فهم المسلمين لدينهم ـ سواء في بلدانهم أو بلدان المهجرـ إنما هو المأزق الأصلي الذي يجب الانتباه إليه في حال قراءة واقع المسلمين في الغرب .
    غير أن هذا الحكم العام إزاء علاقة المسلمين بدينهم لا ينبغي أن يكون تنميطا معمما لحال المسلمين في الغرب . ذلك أن الخوف المشروع للمجتمعات الغربية من صور العنف والإرهاب الذي تستخدمه بعض الجماعات الإسلاموية المتطرفة كالقاعدة هو خوف مشروع ، ومن حقه أن يطرح الكثير من الأسئلة التي تحتاج إلى إجابات موضوعية ومعرفية من طرف المختصين حول ما إذا كان العنف الإرهابي موضوعة بنيوية في الإسلام ، أم لا ؟
    ومع التأكيد على أن هذا الخوف خوف مشروع ، لكن في نفس الوقت لابد من ملاحظة أن هذا الخوف الناشئ من توقع حدوث أعمال إرهابية في المجتمعات الغربية، هو نفسه الخوف الذي يطاول البلدان والعواصم الإسلامية ذاتها ؛ فما حدث في الرياض والرباط والقاهرة واندونيسيا وباكستان ، من أعمال إرهابية تسببت في قتل المئات من مسلمين وغير مسلمين من أبرياء ، دل تماما على أن الجماعات الإسلاموية الإرهابية لا علاقة لتصوراتها العنيفة في فهم الإسلام بتصورات عموم المسلمين الذين لا يتبنون العنف الإرهابي في فهمهم التقليدي للإسلام . ومع ذلك فإن عدم تعميم الصورة النمطية للمسلمين ، لا ترفع عنهم الكثير من حالات التخلف المتصلة بواقعهم الأصلي في بلدانهم ومجتمعاتهم والمعبرة عن صورة فهمهم للإسلام ؛ وهذا هو الذي يعطي الانطباع الغالب لدى الغربيين في استطلاعات الرأي ، من أن الإسلام دين ماضوي ، ومضاد للحداثة ومرتبط بالعنف ؛ ما سيعني أنه من الصعوبة بمكان تغيير هذه القناعات لدى الغربيين لأن الذي يحجب رؤية إسلام عصري متسامح ومعبر برؤية أصيلة عن جوهره الإنساني ؛ هم المسلمون أنفسهم لا في البلدان الغربية فحسب ، بل وفي بلدانهم الأصلية كذلك !؟
    دون أن يعني ذلك أن الفهم التقليدي بالضرورة تأويلا من تأويلات أيدلوجيا العنف الإرهابي للإسلام .
    فحين ندرك أن إرهاب الجماعات الإسلاموية المتطرفة كالقاعدة ، لا يفرق بين الحواضر الغربية والإسلامية وإنما يوزع القتل المتنقل على الجميع في نيويورك ولندن ومدريد والرياض والقاهرة وبغداد وإسلام أباد ؛ هذا الإدراك سينزع ذلك التنميط المتصل بوصف المسلمين عامة كأدوات للعنف والإرهاب في الكثير من التغطيات والبرامج الإعلامية والصحافية في الغرب . وبما أن صورة الإسلام الحقيقية التي تحيل عليها القراءة الموضوعية لنصوصه المؤسسة، غائبة أصلا في بلدان المسلمين، فلذلك ستكون الجهود المعرفية لإقرار وبيان هذه الصورة الأصلية، جهودا تخص المفكرين المسلمين في المقام الأول. وسيطال الغربيين ضرب من العذر الضروري في الكثير من انطباعاتهم الأولية حيال الإسلام بسبب غياب تلك الصورة عن المسلمين أصلا، وفقا للمقولة التي تقول (فاقد الشيء لا يعطيه) .
    هناك إذن علاقة جدلية تتصل بواقع أن الهجرة إلى أوربا هي في الكثير من تعبيراتها نتيجة لواقع التخلف ومفاعيله في بلدان المسلمين الأصلية، والانسدادات التي أعاقت حياتهم الطبيعية بفعل القهر والاستبداد هي التي اضطرتهم إلى الهجرة ، هذه الحقيقة أيضا تحيل على أن المأزق الأصلي للمسلمين إنما هو الاستبداد والتخلف، وأن هذين الأخيرين لا يتصلان للإسلام بصلة . فهناك الكثير من الشواهد التاريخية على عدم الصلة بين الإسلام والتخلف؛ منها أن الحضارة الإسلامية التي أنتجت أكبر المدونات المكتوبة في التاريخ الإنساني وعرفت أكبر حقبة تاريخية من التسامح والتعايش المشترك بين أتباع الديانات التوحيدية الثلاث (الإسلام والمسيحية واليهودية) في أسبانيا طوال القرون الوسطى ؛ هي حضارة انبثقت أصلا من النص القرآني المؤسس للإسلام.
    وإذا كان الكثيرون يستخدمون الآيات التي تتعلق بالعنف في تسويق مشروع الجماعات الإرهابية المتطرفة كتأويل مغرض للإسلام ، فإن هذا لا يمكن أن يؤدي معرفيا إلى بنيوية العنف في الإسلام ، فبقدر ورود تلك الآيات في القرآن ، فقد وردت آيات أخرى في التسامح والحرية وقبول الآخر والدعوة إلى السلم والحوار. بمعنى آخر أن التساؤل حول : ما إذا كان العنف الإرهابي موضوعة بنيوية في الإسلام أم لا ، لا يمكن استنتاج إجاباته من مجرد ورود تلك الآيات المجتزأة من سياقاتها ، بل من خلال قراءات موضوعية ضمن قواعد علم النص وتطبيقاته في دلالة تلك الآيات بمجموعها على موضوعة العنف ، وهو ما سينحو بدلالة قطعية على أن العنف ليس بنيويا في النصوص المؤسسة للإسلام . بل أن هناك مساهمات جادة ورائدة في الفكر الإسلامي المعاصر نشطت في مواجهة موضوعة العنف لدى الجماعات الإسلاموية في زمن مبكر ؛ مثل كتاب :(مذهب ابن آدم الأول) حول أطروحة اللاعنف في العمل الإسلامي للمفكر الإسلامي السوري " جودت سعيد " (منذ ستينيات القرن الماضي) التي اتخذت من الآية القرآنية على لسان ابن آدم الأول لأخيه الواردة في القرآن : (لئن بسطت يدك إلى لتقتلنى ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك) مشروعا حركيا كاملا لفكرة اللاعنف في العمل الإسلامي وكذلك كتابات تلميذه المفكر خالص جلبي .
    والسؤال الذي سيطرح نفسه بقوة : هل الخوف من انتشار المسلمين في الغرب ناشئ من يقين بأن الإسلام لا يسوغ لهم الاندماج في المجتمعات الغربية ، وبالتالي فإن وجودهم سيتحول بالضرورة إلى وجود مواز؟
    أم هو الخوف على أمن تلك المجتمعات من العنف والإرهاب الذي تصوره أجهزة الدعاية الإعلامية في أذهان الغربيين كشرط عضوي لعلاقة المسلمين بدينهم ؟
    أعتقد أن الإجابة على هذين السؤالين بصورة دقيقة ستلعب دورا كبيرا في إعادة النظر الإيجابي تجاه المسلمين في الغرب بعيدا عن التنميط الإعلامي المغرض . والواقع أن الإجابة على هذا التساؤل معنية بوعي المسلمين لحقيقة دينهم من ناحية ، ولطبيعة وجودهم في الغرب من ناحية ثانية ؛ لكن جزء من الجواب على هذا التساؤل سيرتد على المجتمعات الغربية، فيما إذا كان شرطها لاندماج المسلمين يتضمن تخليهم عن شعائرهم الدينية مثلا ، أم هو فقط لمجرد الاطمئنان إلى وجودهم الفاعل والمتواصل مع المجتمعات الغربية بعيدا عن العنف سواء أتضمن ذلك الوجود التزاما بالشعائر أم لا ؟ وهذا التساؤل سيعود بدوره إلى مدى قدرة دولة القانون العلمانية على استيعاب حياة المسلمين وخصوصياتهم المتعلقة بتنظيم شعائرهم الدينية ضمن الحريات الأصلية لحقوق المواطنين والمقيمين المنبثقة عن حقوق الإنسان؟ بحيث لا يكون مجرد تطبيق الشعائر الدينية للمسلمين علامة على عدم الاندماج . وبالرغم من حقيقة أن المسلمين يعرفون أن مساحات الحرية التي تتوفر لهم في بلدان الغرب لا تقارن بمساحتها في بلدانهم الأصلية ، وهذا في حد ذاته سيسمح لهم باحترام ذلك المجتمع بمرور الزمن ، إلا أن هذا لا يعني بالضرورة تصور أن فكرة الاندماج ترتبط عضويا بتخلي المسلمين عن شعائرهم الدينية ، كما أن سوء الفهم عادة لا ينشأ من مجرد التزام المسلمين بشعائرهم الدينية ، وارتباطهم بعلاقات عضوية في سوق العمل والتعليم والحياة العامة في الغرب ، بل ينشأ من التعبيرات والتصورات الأيدلوجية لأفكار الجماعات الإسلاموية المتطرفة منها وغير المتطرفة ، التي تنشط على هامش تلك الحريات ، وهي جماعات صعد نجمها في البلدان الإسلامية بصعود ما يسمى بالصحوة الإسلامية التي بدأت منذ ثمانينات القرن الماضي ، ولقد كان انعكاس ذلك الصعود في حياة المسلمين في الغرب أمرا طبيعيا ، زاد منه : أن طبيعة الاحتكاك بالآخر عادة ، تدفع الجماعة المغتربة إلى وعي ذاتها بصورة متميزة عنه .
    ومن الأهمية بمكان إدراك صعوبة الفرز والتمييز مثلا عند الغربيين في ظاهرة الحجاب بين كونها ذات منحي أيدلوجي وبين كونها التزام فردي. ولذلك فإن التركيز على التفكيك المعرفي للمقولات الأيدلوجية للجماعات الإسلاموية السياسية في أوساط المسلمين في الغرب والمطروحة على أنها فهم أحادي أوتوقراطي للإسلام ـ وهو فهم يغذي الكثير من أجهزة الدعاية والإعلام الغربية والصحافة ـ وكشف علاقاتها الموهومة بالفهم الصحيح للإسلام من طرف المختصين عبر مناقشات إسلامية معرفية وحرة ؛ ستلعب دورا في إزالة ذلك الالتباس الأيدلوجي الذي يرهن الوعي بالإسلام في أوساط المسلمين في الغرب بمقولات اطلاقية معادية للغرب والحداثة بطريقة مؤدلجة ومنتجة لمشاعر العداء ، دون أن تكون قادرة على الفرز بين المجتمعات الغربية وحرياتها وبين سياسات دولها الخارجية مثلا .
    ولذلك فكما أن من واجب المجتمعات الغربية عدم رهن تطبيقات الشعائر الإسلامية ذات الطبيعة الجماعية المتكررة (الصلاة في المساجد والصوم في رمضان... ألخ) بفكرة عدم الاندماج ، كذلك على المسلمين التحرر من ذلك الفهم الأيدلوجي إزاء حياة الغربيين الحرة في حرية اللباس والخيارات الشخصية ، وعدم النظر إليها عبر ذلك التأويل الأيدلوجي في كونها حياة تستحق النفور والازدراء ، قياسا على فهم أيدلوجي آخر يقلل من شأن المسلمات اللواتي لا يلتزمن بالحجاب في البلدان الإسلامية مثلا ؟
    ففكرة احترام الآخر المختلف هنا واحترام خياراته هي فكرة أصلية في جوهر تعاليم الإسلام ، لكن ذلك الوعي الأيدلوجي للجماعات الإسلاموية الذي يفهم مفاهيم الإسلام بصورة مجتزأة من ناحية ومطلقة من ناحية أخرى، أي بصورة لا تاريخية ، يسعى إلى تعويم تلك المواقف الأيدلوجية إزاء حياة الغربيين وحرياتهم بصورة تخلق ردود أفعال مستفزة ، ظنا منه بأن ذلك الإحساس هو ضرب من تطبيق موقف إسلامي إزاء " الكافرين" فيقع ذلك الفهم المتخلف بسبب التأويل الإسلاموي الأيدلوجي في العجز عن إدراك الفارق الضروري والمهم بين احترام الآخر ، وبين النظر إليه من زاوية ضيقة وعدائية بناء على فهم خاطئ لمفهوم العلاقة مع الآخر.
    هناك إذن تعويم متبادل للآيدلوجيا في الحالات التي تقع خلفياتها على ذلك النمط من الفهم ، وهو في الحالتين فهم أيدلوجي لا يمكن أن يكون تعبيرا عن العلمانية الموضوعية بالنسبة للمجتمع الغربي ، ولا عن الإسلام في معانيه الكلية الدقيقة بالنسبة للمسلمين .
    ولعل من أهم الأسباب التي تحيل على حالة المسلمين التقليدية والسلبية إزاء طبيعة الحياة في الغرب ، هي أن الهجرة في العقود الثلاثة الأخيرة كانت هجرات اضطرارية ونزوحات قسرية بسبب الإنسدادات التي طالت حياة المسلمين في بلدانهم الأصلية من القمع والحروب الأهلية والتخلف والأحوال الاقتصادية المتردية والمتمثلة إجمالا في عجز الدولة الوطنية عن تحقيق مشروع التنمية المستدامة لمجتمعاتها ؛ كل هذه الأسباب تركت مفاعيلها على وضع المهاجرين المسلمين في الغرب . فالكثير من حالات الانكفاء والانعزال في مجتمعات المسلمين في الغرب هي انعكاس لتلك الهجرات الاضطرارية أي تلك الحالات التي تؤدي إلى استبدال اضطراري للعيش في وسط شديد الاختلاف وتصل حالات الاندماج فيه إلى حدود الصدمة والقطيعة مع التصور التقليدي للحياة في البلد الأصلي ، بمعنى أن الرغبة والاستعداد لقابلية الاندماج في مجتمعات الغرب لم تكن من أسباب تلك الهجرات ، فقابلية الاندماج تنشأ من الهجرات الطبيعية كالدراسة مثلا أو الرغبة الفردية الحرة للعيش في بلد الهجرة ، وما إلى ذلك .
    أما الهجرات الاضطرارية فتنعكس كصدمات تطال المهاجرين في ردود أفعالهم مع حياة لم يألفوها وتعكس اختلافا جذريا عن الحياة في بلدانهم الأصلية.. وهكذا حين نتأمل في تفاعل ردود أفعال الهجرة الاضطرارية للمهاجرين المسلمين في البلدان الغربية والتي أصبحت واقعا قارا ومستداما ويشهد ازديادا في التدفق مع وتيرة ازدياد الأسباب الطاردة من البلدان الأصلية والمرشحة للمزيد من التدهور مستقبلا بسبب استمرار حالات العجز والاختناق ؛ نجد أن معنى الهجرة في ذاته ينوس بين الرغبة في تحسين الأوضاع المعيشية والأمن ، تصاحبها رغبة في الانكماش عن نمط الحياة في بلدان الهجرة .
    إزاء ذلك لعبت عوامل أخرى كثيرة في تغذية أزمات واقع الهجرة كثورة الأنفوميديا (الاتصالات والمعلومات) التي لعبت دورا كبيرا في نقل الأحداث وأصداءها عبر وسائط شديدة التأثير كالفضائيات ، وهكذا كان لحدث إرهابي كارثي مثل 11 سبتمبر في نيويورك مفاعيل وردود أفعال لامتناهية عبر تسريع النقل الصوري للحدث وخلق بلبلة في حياة الناس في الغرب إزاء المسلمين ، يتم توظيفها عبر الكثير من التغطيات الإعلامية المنحازة بأسلوب غير موضوعي . يأخذ سمته من تلك الصورة المنمطة للمسلمين في أجهزة الدعاية وماكينة الإعلام المغرض أو الجاهل للكثير من حقائق الأشياء.
    في مقابل ذلك التنميط يلعب تخلف المسلمين الذي يظهر ضبابية تقليدية في التعبير عن الإسلام عبر تلك الفهوم الموجودة أصلا في بلدانهم الأم ـ في مثل هذه المواقف المعقدة ـ دورا في غموض نظرة الآخرين إلى تعبيراتهم التقليدية أو المتطرفة عن الإسلام ، ومن ثم يضيع ذلك الوجه الطبيعي والحقيقي للإسلام في كونه دينا متسامحا يمتلك نظرة موضوعية للحياة تسمح لأتباعه أن يكونوا أفرادا فاعلين ومسالمين كأعضاء أصليين في ذلك المجتمع . فليس في معاني الإسلام الحقيقية ما يحيل على جوهرانية متصلة بأتباعه ، ففكرة الانفتاح وقابلية المسلمين لأن يكونوا من كل الأجناس تسمح بالتواصل مع كل المجتمعات .
    والواقع أن السيولة الإعلامية هي التي تختطف معنى الإسلام الموضوعي لحساب نظرة نمطية سلبية عنه في وسائل الإعلام الغربية ، تغذيها تعبيرات أيدلوجية عنيفة تمارسها تنظيمات متطرفة مثل القاعدة لترفد المشهد الإعلامي بكل ما يضخ الجدل حول (الاسلاموفوبيا).
    ستمر مياه كثيرة تحت الجسر وزمن طويل للإصغاء إلى معان وصور أخرى للإسلام أقرب للموضوعية في وعي المجتمعات الغربية ، لكن لابد أن يكون ذلك عبر الصبر على الإحباط الذي يصيب دعاة العقلانية الإسلامية اليوم . فمن حقائق التاريخ الإسلامي أن جماعات العنف والتطرف والعصبية التي ازدهرت في بدايات تاريخ الإسلام كانت هي الأقصر عمرا وتلاشيا في مجرى التاريخ كجماعات الخوارج بما فيها من قابلية للتدمير الذاتي .
    إن بقاء جماعات المسلمين من الشيعة والسنة وغيرهم على امتداد التاريخ كان بسب قدرة أصولها الفكرية والمعرفية على استيعاب ظاهرة المرونة والسلم والتسامح في الإسلام . بيد أن مأزق المسلمين اليوم إنما هو في التقليد المتصل بالتخلف وهو مأزق من طبيعته إنتاج ذهنيات جامدة لا ترى في الشروط المعقدة للعالم الحديث إلا حالة تدفعها للمزيد من التشبث بالماضي وهو تشبث يعيق معرفة الذات وبالتالي معرفة الآخر أيضا .
    ـ
    * كاتب سوداني


    نقلا عن صحيفة الحياة اللندنية ـ السبت 24/7/2010م
    http://international.daralhayat.com/internationalarticle/165579
                  

العنوان الكاتب Date
التجني على الإسلام... من الذي اختطف الإسلام في السودان؟؟ اميرة السيد08-04-10, 02:04 PM
  Re: التجني على الإسلام... من الذي اختطف الإسلام في السودان؟؟ اميرة السيد08-04-10, 02:16 PM
    Re: التجني على الإسلام... من الذي اختطف الإسلام في السودان؟؟ محمد جميل أحمد08-04-10, 04:23 PM
      Re: التجني على الإسلام... من الذي اختطف الإسلام في السودان؟؟ اميرة السيد08-04-10, 04:33 PM
        Re: التجني على الإسلام... من الذي اختطف الإسلام في السودان؟؟ عوض أبوجديرى08-04-10, 05:51 PM
          Re: التجني على الإسلام... من الذي اختطف الإسلام في السودان؟؟ Mohamed Khalil08-04-10, 06:58 PM
  Re: التجني على الإسلام... من الذي اختطف الإسلام في السودان؟؟ Mohamed Khalil08-04-10, 05:37 PM
    Re: التجني على الإسلام... من الذي اختطف الإسلام في السودان؟؟ محمد علي شقدي08-04-10, 05:53 PM
      Re: التجني على الإسلام... من الذي اختطف الإسلام في السودان؟؟ Mohamed Khalil08-04-10, 07:10 PM
        Re: التجني على الإسلام... من الذي اختطف الإسلام في السودان؟؟ اميرة السيد08-04-10, 07:53 PM
          Re: التجني على الإسلام... من الذي اختطف الإسلام في السودان؟؟ محمد جميل أحمد08-05-10, 12:44 PM
            Re: التجني على الإسلام... من الذي اختطف الإسلام في السودان؟؟ اميرة السيد08-05-10, 01:57 PM
              Re: التجني على الإسلام... من الذي اختطف الإسلام في السودان؟؟ اميرة السيد08-06-10, 01:55 PM
                Re: التجني على الإسلام... من الذي اختطف الإسلام في السودان؟؟ د.محمد حسن08-06-10, 02:02 PM
                  Re: التجني على الإسلام... من الذي اختطف الإسلام في السودان؟؟ اميرة السيد08-06-10, 03:09 PM
                Re: التجني على الإسلام... من الذي اختطف الإسلام في السودان؟؟ Mohamed Khalil08-06-10, 05:44 PM
                  Re: التجني على الإسلام... من الذي اختطف الإسلام في السودان؟؟ اميرة السيد08-06-10, 07:59 PM
                    Re: التجني على الإسلام... من الذي اختطف الإسلام في السودان؟؟ جمال محمود08-06-10, 11:48 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de