كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: إنها ثورة الحقوق : عن النظام العام والهندسة الاجتماعية وطارق الأمين وبيت الفنون ... (Re: Abdel Aati)
|
لقد كتبنا من قبل عن هذا :
ورغم ان السودان الحديث قد نشأ في ظروف التخلف التاريخي الذي ضرب باطنابه على الشرق والجنوب منذ القرون الوسيطة؛ ورغم انه ظل في موقع التابع للمراكز الاستعمارية الشرقية والاوربية – مصر؛ تركيا؛ انجلترا- الا انه مع اكتساب الاستقلال السياسي في العام 1956 ؛ كان يمكن له استشراف ثورة ثقافية كبيرة تغير جامد الحياة فيه؛ وتنقله الى مصاف الامم التي تعتمد العلم والتفكير طريقا للتنمية والتطور. ذلك لان تطور العالم ووسائل الاتصال اتاحت للمم المتاخرة ان تلحق بركب التقدم؛ عبر استيعاب المنجزات الحضارية للشعوب السابقة لنا؛ بدلا من تكرار تجاربها او اعادة اكتشاف النار بدق الاحجار مع بعضها مرة اخرى؛ في زمن تتوفر فيه القداحة وعلبة الكبريت.
** الا ان ضعف القيادات الفكرية والسياسية التي حكمت السودان منذ الاستقلال وتصوراتها القاصرة للدولة المدنية الحديثة؛ قد جعلتنا نتراجع القهقرى؛ حيث عمدت باسم مختلف الدعوات القومية والدينية والطائفية؛ الى عزلنا عن العالم وعن مجري التطور العاصف من حولنا؛ والى اعادة انتاج القديم وصب الخمر القديم في كؤوس جديدة. وفي حين تطور العالم كله من حولنا؛ نجد اننا في الربع الاول من القرن الحادي والعشرين نناقش قضايا اباحة تزويج غير البالغ وتخرج المظاهرات مطالبة باعدام البشر في قضايا تتعلق بالفكر؛ وتدعو احزابنا "الوسطية" الى الجمهورية الاسلامية؛ و يكسو القبح حياتنا عندما تتلثم الفتيات وتنثلم العقول ويرتج على الافكار الجديدة ابوابا ثقالا وتكون على القلوب اقفالها .
** وكما أن الطبيعة لا تعرف الفراغ؛ فان المجتمع نفسه لا يعرف الفراغ. لذلك ففي غياب الفكر العلمي وامام انكسار المثقفين ومهانة الفكر الحر في السودان؛ كان لا بد لتيارات الظلام والتفكير والعودة لعصور البربرية ان تعشعش وتبيض وتفرخ في السودان؛ فاتت الينا مختلف التنظيمات والمناهج التفكيرية والرجعية مستوردة من واقع التخلف الذي يحيطنا؛ فترعرعت الدعوة الكيزانية وانتشرت الوهابية وسط الشباب؛ وتفرخت تيارات للتكفير والهجرة تطل برأسها في كل أزمة؛ وتظل قنابل موقوتة في جسد شعبنا ومجتمعنا تهدده بالانفجار في اي وقت.
* انني احمل النخب السياسية والفكرية السودانية مسؤولية هذا الانهيار الكبير؛ ومسؤلية دخول تلك الثقافة التكفيرية الفاشية لبلادنا وترعرعها فيها: فقد انشغلت تلك النخب بقضايا الصراع السياسي الفوقي وبالقشور الثقافية وبمغازلة التقليدي من مكونات المجتمع . ولا غرو؛ فان تلك النخب قد اخترات خيانة خيارات الثقافة والمثقفين في الدعوة للعلمية والعلمانية والديمقراطية والتنوير؛ حينما انضمت للقيادات الطائفية او انكسرت للبيروقراطية العسكرية او ركضت خلف مختلف مهووسي المشاريع الايدلوجية اليمينية واليسارية؛ والتي كانت فيها في موقع التابع الناقل؛ لا موقع المنتج الاصيل.
راجع النص الكامل هنا: ثقافة التفكير لا ثقافة التكفير : خطوط اساسية للتغيير ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إنها ثورة الحقوق : عن النظام العام والهندسة الاجتماعية وطارق الأمين وبيت الفنون ... (Re: Abdel Aati)
|
كما كنا قد اجزنا - كحزب ليبرالي سوداني (سابقا) التالي؛ في اطار تحويل المعركة مع النظام الى معركة حقوق :
2. الصراع القانوني والدستوري من أجل الحقوق:
يشكل الصراع القانوني والدستوري احد أهم أدوات التغيير الليبرالية؛ حيث إن الدول الحديثة تضطر إلى إجازة دساتير وقوانين تحاول بها إن تنخرط في المجري الرئيسي للحضارة العالمية والنظام الأخلاقي والقانوني الكوني . ان الكثير من هذه القوانين – والتي تلتزم بها الدول الديمقراطية وتحاول التحايل عليها الأنظمة الديكتانورية – تعطي المواطنين الكثير من الحقوق؛ ولكنها تظل معطلة لعدم معرفة المواطنين بحقوقهم؛ ومن ثم عجزهم عن المطالبة بها واستغلالها لتحسين أوضاعهم المختلفة.
كما أن مختلف الأنظمة وخوفا من العزلة العالمية تضطر إلى التوقيع على الكثير من المعاهدات الدولية التي تحمي حقوق الأفراد والجماعات؛ وتفعل ذلك بغرض تخفيف الضغط العالمي عليها. إن هذه المعاهدات المجازة يجب ان تستغل في تشديد الضغط الداخلي على تلك الأنظمة؛ عبر تحويل موادها من مواد ميتة مجهولة للعامة؛ لأسلحة في معركة التغيير السياسي والاجتماعي؛ كون تلك المعاهدات في الغالب تشكل أفضل الخيارات والحلول التي توصل لها الفكر القانوني العالمي في مجال إدارة النظم والمجتمعات.
إن نظام الإنقاذ الحالي قد اضطر – تحت الضغط العالمي والداخلي – إلى إجازة دستور يخالف طبيعته؛ والى تغيير كثير من القوانين في اتجاه اقل شمولية وتسلطا؛ وان كان يحاول الانقلاب عليها في الممارسة .
لذلك يجب استخدام الدستور القائم وما يتوفر من حقوق لمصلحة المواطنين وضد الممارسات المخالفة للدستور والقانون. وخصوصا في مجال انتزاع الحريات الأساسية ووقف انتهاكات حقوق المواطنين وغل يد الدولة عن القمع والإرهاب. كل ذلك في إطار حملات شعبية كبيرة يلعب فيها أهل القانون دورهم المقدر والمطلوب.
إلا إن العمل لاستغلال ما يتوفر من القوانين الحالية ومواد الدستور القائم من اجل المواطنين؛ لا ينبغي إن تعطل جهودنا من اجل إجازة دستور ديمقراطي فيدرالي علماني لا تشوبه الشوائب؛ وقوانين منحازة كليا للمواطنين. هذه الجهود يجب إن تنتظم في إعمال تعبؤية وفكرية وتنظيمية طويلة المدى؛ تهدف ليس فقط لرفع الوعي القانوني؛ وإنما لإدخال مهام الإصلاح الدستوري والقانوني في أجندة حياة الناس اليومية؛ وإقناعهم بضرورتها كأداة لضمان حقوق الناس وللمزيد من التحول الديمقراطي والتغيير الاجتماعي.
إن إجازة دستور ديمقراطي علماني يتبني الفيدرالية؛ وإصلاح قوانين النشاط الاقتصادي والاستثمار والقانون المدني والقانون الجنائي وقوانين الأحوال الشخصية والأسرة وقوانين العمل والقوانين التي تحمي الحريات الأساسية تحتل عندنا مكانا مقدما؛ في برامجنا من اجل الإصلاح القانوني والدستوري في السودان؛ في طريق التغيير السياسي والاجتماعي وبناء دولة المواطنة.
Re: نحو تأسيس حلف المواطنين وبناء دولة المواطنة / إسترا...لليبرالي للتغيير /
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إنها ثورة الحقوق : عن النظام العام والهندسة الاجتماعية وطارق الأمين وبيت الفنون ... (Re: Abdel Aati)
|
Quote: ومع ذلك فأن هناك املا كبيرا بالتغيير ؛ ورفضا لواقع القبح والعنف الكيزاني؛ وخصوصا وسط الشباب الذي يظنه البعض لا منتمسيا وفارغا؛ وفيه كل الامل. ولكن كل هذا مربوط بتحول حالات الاعتراض العفوي الى عمل منظم من اجل ثورة للحقوق : الحقوق الشخحصية والاجتماعية والاقتصادية؛ ووجود برنامج علمي علماني يقوم على احترام كرامة الانسان؛ وتقليص هيمنة الدولة؛ وتقليم مخالب اجهزة القهر والقمع ؛ واشاعة ثقافة التفكير بدلا من التكفير؛ الجمال بدلا من القبح؛ العقل بدلا من النقل؛ الاجتهاد بدلا من الجهاد. |
عادل ازيك وان شاء الله عافية ,,, تسلم ويسلم قلمك الذي عبر عني بصورة ريحتني جدا جدا جدا وما من السهل ان اكتب معبرة مثل ما عبرت عنا جميعا شكرااااا عميـــــــــــــقا ياخ
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إنها ثورة الحقوق : عن النظام العام والهندسة الاجتماعية وطارق الأمين وبيت الفنون ... (Re: اسماء الجنيد)
|
اسماء يا صديقة
Quote: عادل ازيك وان شاء الله عافية ,,, تسلم ويسلم قلمك الذي عبر عني بصورة ريحتني جدا جدا جدا وما من السهل ان اكتب معبرة مثل ما عبرت عنا جميعا شكرااااا عميـــــــــــــقا ياخ |
تسلمي يا عزيزتي .. والمعركة في المقام الاول معركة فكرية ومعركة برامج ومشاريع؛ وفي قول منسوب للاستاذ عبد الخالق محجوب عن الاخوان المسلمين في الستينات انه قال ان المعركة النهائية ستكون معهم من طرف - مدعومين بالقوى الرجعية - والقوى الديمقراطية من الطرف الثاني - كان يعتقد انها سستجمع حول الحزب الشيوعي.
بغض النظر عن مآلات الحزب الشيوعي؛ فان الرؤية الثاقبة لعبد الخالق محجوب قد تحققت؛ اذ اصبح معسكر الرجعية والقبح والعنف في السودان ممثلا بالكيزان وسلطتهم ومن يواليهم؛ بينما لا يزال المعسكر المقابل لهم - الديمقراطي العلماني الانساني - في طور التبلور؛ لكن براعمه قد تفتقت .
لك الود والاحترام ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إنها ثورة الحقوق : عن النظام العام والهندسة الاجتماعية وطارق الأمين وبيت الفنون ... (Re: Abdel Aati)
|
يسلم قلمك أستاذ عادل دى كتابة جيدة وعميقة وملهمة , وتساهم بشكل فعال فى رفع الوعى الجماهيرى وفتح البصيرة على قبح النظام الذى رفع يده تماما عن قضايا الوطن الكبيرة مثل الوحدة والتنمية وغيرها , وغض الطرف عن سرقة المال العام والفساد بأشكاله , وأصبح هم قياداته ومنسوبيه الثراء بأى شكل كان , وملاحقة شعب أعيته الحيلة والعوز فى ملبسه وطرق كسب عيشه , وقد فات على هؤلاء الأوباش ان الانتفاضة صنعها المواطن الغلبان وليست الأحزاب التى سطت عليها ونسبتها اليها , فان أفلحو فى تدجين الاحزاب فقطعا لن ينجحوا فى تدجين شعب يعرف طريقه جيدا نحو الخلاص , هم بهذه الرعونة يقودون شعب طفح به الكيل نحو ثورة عارمة تقتلع نظامهم وترميه فى مزبلة التاريخ . تشكر يا رجل .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إنها ثورة الحقوق : عن النظام العام والهندسة الاجتماعية وطارق الأمين وبيت الفنون ... (Re: فيصل عثمان الحسن)
|
صديقي الجميل قيصل
Quote: يسلم قلمك أستاذ عادل دى كتابة جيدة وعميقة وملهمة , وتساهم بشكل فعال فى رفع الوعى الجماهيرى وفتح البصيرة على قبح النظام الذى رفع يده تماما عن قضايا الوطن الكبيرة مثل الوحدة والتنمية وغيرها , وغض الطرف عن سرقة المال العام والفساد بأشكاله , وأصبح هم قياداته ومنسوبيه الثراء بأى شكل كان , وملاحقة شعب أعيته الحيلة والعوز فى ملبسه وطرق كسب عيشه , وقد فات على هؤلاء الأوباش ان الانتفاضة صنعها المواطن الغلبان وليست الأحزاب التى سطت عليها ونسبتها اليها , فان أفلحو فى تدجين الاحزاب فقطعا لن ينجحوا فى تدجين شعب يعرف طريقه جيدا نحو الخلاص , هم بهذه الرعونة يقودون شعب طفح به الكيل نحو ثورة عارمة تقتلع نظامهم وترميه فى مزبلة التاريخ .
|
ليس في وسعي ان اضيف اي شي لمختصرك المفيد ؛ ولكن دعني اهديك هذه النبؤة الصادقة؛ والنظرة الثاقبة؛ لشهيد الفكر والحرية
قال الاستاذ محمود محمد طه عن هؤلاء الاوباش :
وقد تحقق الجزء الاكبر من هذه النبوءة ؛ وبقى منها القليل الذي سيتحقق لا محالة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إنها ثورة الحقوق : عن النظام العام والهندسة الاجتماعية وطارق الأمين وبيت الفنون ... (Re: عبد الواحد أبراهيم)
|
الاخ العزيز عبد الواحد
تحياتي الطيبة ....
شكرا لك وانت تقدم لنا هذا الرصد الدقيق من قلب الحدث :
Quote: تعرف يا عادل المعسكر الديمقراطى العلمانى الانسانى تجاوز تفتق البراعم وكسر حاجز
الخوف الذى رسم له ، اضرابات الاطباء حركة الصحافيين ، اعتصامات المفصولين ، اضرابات المعلمين
مظاهرات المغتربين ، نقابات اساتذة الجامعات وقضايا الحقوق والمطالبة بالحقوق الفدرالية
هى حركة تنتظم البلاد وببطء ولكنها فى نهاية المطاف حركة جماهير تجاوزت اساليب عمل الاحزاب
المعهودة .
حتما ستنجح هذه الحركة الجماهيرية وسننجح ونهزم الظلم والظلام . |
كلي اكيدة في ذلك؛ ولنعمل جميعا من اجل تنسيق هذه الحركة ورفع سقوفها ؛ ليس المطلبية فقط؛ وانما الفكرية والبرامجية في المقام الاول .
وحتما ستتحول هذه الزهور الى ثمار .
لك ودي المقيم ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إنها ثورة الحقوق : عن النظام العام والهندسة الاجتماعية وطارق الأمين وبيت الفنون ... (Re: Abdel Aati)
|
حركة حماس التي تحكم غزة بالحديد والنار ؛ بدلا من التركيز على ما يفيد؛ تشتغل بالفارغة على عادة الاسلامويين؛ في الوهلة الاولى ؛ ولكن الامر ليس فارغا عندهم؛ لأنه يبتعلق بآليات التسلط والسيطرة الاجتماعية؛ ومن ذلك قوانينهم المتخلفة عن منع النساء - والنساء فقط من تدخين الشيشة ؛ وتنظيمهم لشرطة اداب تجوب الشواطي وتراقب البشر في خصوصياتهم؛ وكأنما هذه قضايا وهموم الغزاويين .
هنا بضع مقالات عن الامر :
Quote: النرجيلة والحصار
حسام كنفاني لا تكفّ حكومة «حماس» عن مفاجأتنا بقرارات لا تنمّ إلّا عن عدم نضج أو مراهقة سياسية، رغم فترة حكمها لقطاع غزة التي تجاوزت السنوات الأربع. فترة لا بد أن تكون كفيلة ببلورة مفهوم واضح من الحكم الذي تريده الحركة الإسلامية، أو الذي تسعى إلى ترسيخه. مفهوم بات واضحاً أنه ذو توجّه إسلامي متزمّت. لكن المشكلة أنّ «حماس» تصر على نفي ذلك، رغم أن كل ما تتخذه من قرارات أو تصدره من أوامر، وخصوصاً في فترة الصيف، يصبّ في هذه الخانة.
آخر قرارات الحكومة «الحمساوية» كان منع النساء من تدخين النرجيلة في المقاهي، وعلى شاطئ بحر غزة بذريعة «الحفاظ على القيم والتقاليد». قرار دائماً ما تُتبعه حكومة إسماعيل هنيّة بآخر ينفي إنشاءها شرطة «أمر بالمعروف ونهي عن المنكر»، على غرار تلك القائمة في المملكة العربية السعوديّة. إذا كان الأمر كذلك، فمن نصّب الحكومة حارسة على «العادات والتقاليد»، هذا إذا صدق أنّ تدخين النرجيلة منافٍ لهذه العادات والتقاليد.
من المعلوم أنّ وظيفة الحكومة في أيّ مكان في العالم، وقطاع غزة جزء من هذا العالم، رغم واقعه الفريد، هي السهر على تطبيق القوانين القائمة، أو العمل على اشتراع قوانين في المجلس التشريعي تتوافق مع توجهاتها السياسية أو الدينية. لكن في غزّة خصوصاً، وفي أراضي السلطة الفلسطينية عموماً، لا وجود لمثل هذا المجلس بفعل حال الانقسام القائم بين حركتي «حماس» و«فتح»، ما فتح الباب على مصراعيه أمام قرارات بلا حسيب ولا رقيب، سواء من حكومة غزة أو تلك القابعة في رام الله. على هذا الأساس تأتي مشاريع سلام فيّاض لقيام الدولة أو غيرها، التي تثير الكثير من الاعتراض من أطراف داخل منظمة التحرير. وعلى هذا المنوال، تُصدر حكومة هنية قرارات «الأسلمة» تحت غلاف العادات والتقاليد.
وبالعودة إلى قرار النرجيلة الأخير وتطبيقه، فمن المؤكّد أن لا نص قانونيّاً يجيز لـ«حماس» منع النساء من تدخين النرجيلة في العلن. الحركة لجأت إلى قرار من وزارة الداخلية، غير خاضع للمساءلة، لتطبيق هذا الأمر. تماماً كما لجأت في السابق إلى قرار فرض الحجاب على المحاميات، الذي ما لبثت أن تراجعت عنه، وحتى تنصّلت منه، تحت ضغط الاعتراضات.
الاعتراضات على القانون الجديد ستبدأ، لكن أثرها سيكون أقل من تلك الخاصة بالمحاميات، على اعتبار أنها تطاول شريحة اجتماعية لا ناظم لحراكها، باستثناء هيئات حقوق الإنسان، التي أطلقت مجموعة من الانتقادات من دون أن تغيّر، إلى الآن، في واقع الحال شيئاً.
اللافت في القانون الجديد هو استهدافه النساء دون غيرهن من الفئات الاجتماعية. استهداف تضاربت تبريرات مسؤولي الحكومة في غزة بشأنه بصورة مضحكة. أحد المسؤولين يشير إلى «أنّ القرار اتُّخذ لأنّ (تدخين النساء للنرجيلة)، يتنافى مع العادات والتقاليد والأوضاع الاجتماعية في قطاع غزّة، وأنه من غير اللائق، أن تضع المرأة قدماً على قدم وتدخّن النرجيلة أمام الناس، في مشهد يضر بصورة شعبنا الذي يعاني وطأة الحصار وتداعياته التي طاولت جميع مناحي الحياة».
تبرير عبقري يربط بين تدخين النساء، وفقط النساء، للنرجيلة ووطأة الحصار. كأنّ هذه الوطأة ستخفّ إذا منعت هذه «الآفة». أمّا الرجال، فلا علاقة لتدخينهم بالحصار، بل ربما يجد مسؤولو «حماس» أن تدخينهم يُعدّ جزءاً من تنفيث الهموم الناتجة من الحصار.
من هنا يمكن التطرّق إلى التبرير الثاني، الذي أعلنه مسؤول آخر في حكومة الحركة الإسلامية. هذا المسؤول يضع القرار الأخير في إطار المقارنة بقرارات الدول الأوروبية، وغير الأوروبية، بمنع التدخين في الأماكن العامة. مقارنة محقّة في الإطار المنطقي، لكن فات المسؤول الإشارة إلى أنّ المنع كان عاماً، ولم يقتصر على جنس دون آخر من باب أنّ «تدخين المرأة للنرجيلة عورة». كما أنّ القرارات الأوروبية، وغير الأوروبية، لم تستهدف النرجيلة دون غيرها من العادات التدخينيّة. وإذا كانت الحركة حريصة إلى هذا الحدّ على الصحة العامة في غزة، فالأجدر بها منع التدخين منعاً عاماً، وما كان لأحد حينها أن يعترض على قرارها، ولا أن يضعه في إطار تمييزي أو إسلامي.
لكن الأمر لا هو في إطار الحفاظ على الصحة ولا المحافظة على وطأة الحصار، إنه جزء من «العادات والتقاليد»، لكن وفق منظور وتفسيرات الحركة الإسلامية. منظور حالي يأتي استكمالاً لما بدأ الصيف الماضي عبر حملة «نعم للفضيلة». حملة تتابَع اليوم عبر جولات المشايخ على الشواطئ، وملاحقات «خيّالة الشاطئ» لأي شبهات «خادشة للحياء».
قرار النرجيلة جزء من أسلوب حكم، ومن غير الجائز ربطه بالعادات والتقاليد، وكأنّ هذه مستجدة على الوضع الاجتماعي في القطاع، وهو ليس نابعاً من ثقافة المقاومة وكسر الحصار، التي لا يمكن أن تستمر من دون هامش واسع من الحريّة. |
http://www.al-akhbar.com/ar/node/198974
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إنها ثورة الحقوق : عن النظام العام والهندسة الاجتماعية وطارق الأمين وبيت الفنون ... (Re: Abdel Aati)
|
Quote: ملابس النساء تدخل أجندة حماس السياسية والدينية!
ميدل ايست اونلاين - وضعت الشرطة التابعة للحكومة المقالة التي تديرها حركة حماس، ضوابط للمحلات التي تبيع الملابس النسائية، في إطار خطة لها تقول انها تحافظ فيها على الآداب العامة في الشارع.
وقال الناطق الرسمي باسم الشرطة الرائد أيمن البطنيجي الأربعاء إن الشرطة قررت وضع ضوابط للمحلات التي تبيع الملابس النسائية.
وأضاف "على أصحاب هذه المحلات ابقائها مفتوحة ويمنع عليهم وضع بيرسون على الزجاج، إضافة إلى ضرورة عدم وجود أماكن مغلقة داخل محلاتهم".
وأكد البطنيجي بأنة يمنع معا باتا وضع أي أداة تصوير داخل المحل، ويمنع عرض "الملابس الفاضحة" أمام المحلات.
وكان كتاب ليبراليون سبق أن اتهموا حماس بأنها تحاول أن تفرض أجندتها الإسلامية على المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة.
وسبق وأن اعلن ناطق باسم وزارة الداخلية في الحكومة الفلسطينية المقالة التي تديرها حركة حماس انه تم منع النساء من تدخين النرجيلة في الاماكن العامة في قطاع غزة.
وقال ايهاب الغصين ان "الشرطة قررت منع تدخين النساء للنرجيلة (الشيشة) في الاماكن العامة المفتوحة فقط لمنافاتها للعادات والتقاليد والاعراف الاجتماعية".
وتلقى اصحاب استراحات ومقاه عدة خصوصا على شاطئ بحر غزة اولا امرا من الشرطة بعدم تقديم خدمة الشيشة، قبل ان توضح الشرطة ان الامر يتعلق بالنساء والصبية دون سن الثامنة عشر من العمر فقط.
وقال ابو احمد وهو صاحب استراحة ومقهى على شاطئ مدينة غزة "تلقينا تعليمات من افراد من الشرطة بعدم تقديم الشيشة بدون شرح اي تفاصيل".
واوضح ضابط في الشرطة في الحكومة المقالة ان "القرار يشمل فقط النساء والاطفال".
واضاف "ربما حصل سوء فهم من بعض افراد الشرطة اثناء ابلاغ بعض اصحاب الاستراحات ".
واوضح ابو احمد الذي طلب عدم ذكر اسم عائلته "اعتقد ان منع الشيشة سيضر باوضاع الاستراحات والكوفي شوب على شاطئ البحر لانها تشكل عائدا جيدا بالنسبة لنا".
وتابع "نحن مع منع الشيشة كليا للاطفال والصبية لكن بالنسبة للنساء فيمكن ان يدخن الشيشة داخل الخيمة".
ومع بدء الاجازة الصيفية تنتشر عشرات الاستراحات والمقاهي على طول شاطئ البحر في قطاع غزة وتقدم غالبيتها النرجيلة والمشروبات الخفيفة للزبائن حيث يرتادها مئات الزبائن يوميا.
ويعمل مئات من الصبية والشبان في هذه الاماكن خلال فترة العطلة الصيفية.
|
http://news.maktoob.com/article/4892110/%D9%85%D9%84%D8...AC%D9%86%D8%AF%D8%A9
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إنها ثورة الحقوق : عن النظام العام والهندسة الاجتماعية وطارق الأمين وبيت الفنون ... (Re: Abdel Aati)
|
هذا واحد من اجمل المساهمات التي وجدتها في البورد عن الموضوع :
نظام عام ... أم تواصل مع فكرة القهر والشمولية؟
الناظر لأوضاع الشارع السوداني، منذ أن عقدت الإنقاذ عهد نيفاشا، يرى أن جل الرياح المسمومة والممارسات القمعية، تسربت عبر نافذة النظام العام. وهي نافذة إختارت الإنقاذ أن تدعها مفتوحة، لتقنع نفسها أنها ما تزال بكامل إهابها التاريخي ومجمل دعواها المعلومة وحالة سريان مشروعها الحضاري.
ورغم علم الإنقاذ بأن تجاوز مقدرات الدستور الإنتقالي يلقي على عاتقها بمذمة فادحة وبأنصال التنصل (ال)صريح عن العهد، وبتجاوز يعتدي التناقض إلى الإنقلاب. لكن الإنقاذ مجبورة على العيش في هذا الجو الخانق الضروس. فهي ما تزال تقدم غلاة مشروع الإسلام السياسي على كافة الجماهير وعلى كل عهد وميثاق. وهي في واقع الأمر ما تزال تتماهى في فقه الضرورة. وكأن ما حصل من وفاق مع آخرين لا يتجاوز كونه حيلة سياسية، لتدع العاصفة تمر فتعود مجددا إلى أصلها وفصلها.
والشاهد أن الإنقاذ ما تزال تعتمد في خطابها السياسي كل الشعارات والمحركات ذات الطابع الديني، الذي إجتذبت من خلاله مؤيديها ومناصريها عبر التاريخ. لهذا فأنا لا أستبعد إطلاقا أن يكون تواثق الإنقاذ على الديمقراطية، رهينا بوجودها الدائم في السلطة، وإلا فسوف تقلب الطاولة بعنف وبدم كثير. ولأن ثمة مواجهة غير مستعبدة، فالإنقاذ تريد أن تحتفظ بقوة الدفع الآيدلوجي الديني، وأن تحتفظ كذلك بالكوادر والجماهير التي تربت على أيديهم ومن خلال المسوغات آنفة الذكر. أي أنهم يتحسبون للأسوأ ويعملون على ترسيخ عمقهم الآيدولوجي . حتى ولو على أعتاب التحول الديمقراطي { المفترى عليه }.
ومعلوم في تاريخ الحركة الإسلاموية السودانية عموما ضمور بذلها لجهة بناء المجتمع والإرتفاع بمقاديره، كعملية إجتماعية مستمرة ومتفاعلة مع الزمن. فهم لا يعبأون مثلا بالتنمية إلا حينما يتدفق ريعها في جيوبهم. وهم ليسوا بحريصين على توفير الخدمات التعليمية والصحية لكافة الناس، بقدر ما يهتمون بتعليم وتحسين أوضاع خاصتهم ومنسوبيهم { أنظر كيف تحول التعليم والصحة إلى تجارة وإستثمار بالغ الكلفة في عهدهم } وأن أمن المواطن ينخفض درجات كثيرة من أمنهم وسلطتهم . بل أن العنف والتسلط بشكل عام، هي فرضيات جبارة ومتحكمة في متن وتفاصيل مشروعهم النظري وفي ممارستهم العملية وتجربتهم التاريخية.
وإذ هذا حالهم، فكل متنفذاتهم في الحكم تقوم على الوصايا على أخلاق الناس، لهذا تلاحظون أن معظم تجاوزات ما يسمونه بالنظام العام هي مداهمات، تكون فيها المرأة دوما هي الشريك الأعظم، والمرأة كما تعلمون هي عقدتهم الكبرى، فهم لا يعبئون بتعليمها ورفع كفاءتها الذهنية والإجتماعية، لتشارك بقدر أكبر في بناء مجتمعها، لكنهم ينهمكون بشدة في تحديد طول فستانها وكثافة غطاء رأسها. مع التدخل السريع لإنهاء الحفلات العامة في تمام الساعة الحادية عشر مساء.
فلأجل عاليه، فهم يسخرون النظام العام للقيام بالمهمة، مهمة تذكير الناس أنهم ما يزالون على لواء الشريعة وحاضرين في الشارع لتهذيبه وتقويمه وفق مفاهيمهم وتصوراتهم، وليس وفق القانون، فالقانون المرعي {والذين هم سدنته على الورق } لا يسمح بما يفعلون. بل ليس في هذا القانون ما يسمى بشرطة بالنظام العام، بقدر ما هي إمتداد لجماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. كأحد الأذرع القمعية المنتسبة لتاريخهم وأفعالهم.
والشاهد أن شرطة النظام العام وهي تندفع آيدلوجيا وقمعيا بين الناس، فقد جلبت للإنقاذ سمعة أسوأ من سمعتها السيئة أصلا، فأنظر في مجمل القضايا التي كان طرفها النظام العام، ستجد أنها قضايا إستخفافية تهجمية غير مسنودة بقانون، فكم سودت الصحف بمداهمات وإعتقالات وتحرشات في أحوال كثر، منها قضية لبنى وكثير من أشباهها ومنها قضية بيت الفنون الرائجة هذه الأيام. وكلها حالات طلعت براءة أو بأحكام شكلية { لحفظ ماء الوجه، كما في قضية لبنى } حينما يتم الإحتكام للقانون المحروس بجنده في مقامات القضاء الجالس والواقف.
وبالتأكيد فإن الأوضاع في السودان تسترعي إهتمام الكثيرين في هذا العالم، من دول وفعاليات سياسية ومنظمات وناشطين وأكاديميين وحقوق إنسانيين، ولا بد وأن أي تجاوز هو مكشوف ومعروض لكل العالم، فهذه حقيقة جوهرية لا أعتقد أن أهل السلطة في الخرطوم ينكرونها، بل يعرفون في هذا الشأن أكثر من غيرهم. فليس من مصلحتهم إستمرار هذه الظواهر المرتبطة بتجاوز القانون والمرتبطة بالإعتقال والتعذيب وما يتصل، فكلما تظهر حالة من هذه الشاكلة، يفتح الناس ملف التعذيب كركن في تاريخ الإنقاذ، فيما تحاول الإنقاذ مداراته وتجاوزه. إذن . فشرطة النظام العام تجلب المصائب لحكومتها، قبل أن تفرض النظام على الشارع.
المهم في الموضوع، أن جند النظام العام هم تشكيل خارج النظمية الموكل لها حفظ الأمن دستوريا، وأعني هنا الشرطة، وليس من سبيل غير حل كيان النظام العام وكل الأذرع الغير رسمية التي تدعي قوامتها على الأمن، لكي تتولى الشرطة السودانية كامل مسئوليات الأمن في البلاد.
فلتتضافر حملة قومية كبرى لإسقاط بدعة النظام العام . وإلى الأمام.
حيدر أبو القاسم
تجميعا من بوسته : نظام عام ... أم تواصل مع فكرة القهر والشمولية؟
| |
|
|
|
|
|
|
|