كوامـــــــــر المريخ

Quote: منذ أن انطلقت صرخة ميلاده الأولى بحي المسالمة العريق بالعاصمة الوطنية أمدرمان وقوي عوده وأصبح أملاً للوطن وللشعب وهو يهدي أمته أفضل الإنجازات على مستوى الأندية تعاقبت الكثير من الأجيال التي وضعت بصماتها على مسيرته وكتبت اسمها بأحرف من ذهب وما زالت في الذاكرة. منذ ذلك الزمن ظل محبو المريخ يرفعون طموحهم وهم يحلمون بجيل جديد يعيد المجد التليد ذكرى بريمة وسامي وأبوعنجة وسانتو ورفاقهم من الذين أدوا الرسالة وزادوا عليها بللوا الملاعب بعرقهم فأنبت وأثمر بطولات محلية وخارجية دون أن يطالبوا أو يأخذوا أو حتى يشترطوا لأنهم يتعاملون مع المريخ بروح البيت وابن الأسرة الذي يرضى بكل شئ ويجتهد لإسعاد الفرح في وسط الأسرة. ولكن جاء جيل جديد بدلاً من أن يضيف لمجد المريخ خصم منه الكثير وتلاعب بسمعته رغم أن ما وفر لهذا الجيل لم يجد واحد على مائة منه من سبقوهم فأصبح المريخ قاهر العمالقة الذي تنهار أمامه أقوى الفرق لمجرد دخول لاعبيه الملعب أو رؤية شعاره أصبح ملطشة للأقزام ومضحكة للمنافسين وتريقة ######رية للآخرين. جيل حول أفراح المريخ الى مآتم وسعادته الى عذاب، بل خصم من رصيد محبيه وأثر على الأجيال الجديدة التي اختارت غيره لأنها لم تجد ما يجذبها ويشجعها للانتماء اليه وليس غريباً أن يحدث تفوق في القريب العاجل بين عشاق المريخ ومنافسه التقليدي الهلال. وأمس عاشت جماهير المريخ عذاباً جديداً والفريق يسقط ويودع البطولة أمام فريق مغمور وتستقبل شباكه هدفين بنفس طريقة هدفي الذهاب كدليل على أن اللاعبين والمدرب لا يستفيدون من أخطائهم وأن كل ما قيل عن وعود من المدرب واللاعبين هي وعود من لا يملك القدرة على الوفاء بها. وعندما قلنا عقب مباراة الذهاب إن المريخ ودع البطولة لم تكن لنا مشكلة مع اللاعبين أو المدرب أو نتمنى ذلك، ولكننا نتعامل بالواقع والواقع الذي كان أمامنا يؤكد أن هذا الفريق غير مؤهل لتعويض النتيجة وغير مؤهل لتحقيق أي إنجاز للمريخ لأنه يفتقد كل شئ مهما وفر له من معينات سواء بالسفر بطائرة خاصة أو حتى لو خصصت طائرة لكل لاعب على حدة وأنزلته داخل الملعب. مجلس الإدارة أضاع وقته وماله في مجموعة لاعبين لا يملكون الإحساس ولا الروح ويتعاملون مع المباريات وكأنها تقضية وقت وهو دليل على الفوضى وعدم الانضباط خارج وداخل الملعب والمؤسف أن يتبعوا سوء الأداء بسوء السلوك وهم يتحرشون بالحكم، وإن سلمنا أنه صرف ركلة جزاء فماذا فعلوا في التسعين دقيقة ؟؟ أسفي على حال المريخ وقلبي مع جمهور المريخ الذي قام بدوره كاملاً ولكن وضح أنه أضاع جهده في من لا يستحقون. تعالوا شوفوا الهلال وإن كنت قد وصفت مباراة الهلال أمام كابس يونايتد الزيمبابوي التي كسبها بخماسية بيضاء بأنها محاضرة من لاعبي الهلال للاعبي المريخ فإننا موعودون اليوم بمحاضرة جديدة من فرسان الهلال الذين عودونا في السنوات الأخيرة على رفع راية الوطن وأمام أقوى الفرق لأنهم يلعبون بروح الأسرة الواحدة وبروح الانتماء للشعار. اليوم يؤدي الهلال أولى مبارياته الإعدادية لدوري المجموعات ممثلة في مباراة الإياب أمام كابس يونايتد بعد أن حسم أمر الصعود بملعبه ومهما كانت معجزات كرة القدم ورغم غياب الهداف سادومبا والمدافع بيري ديمبا فإن البديل موجود وبنفس الروح. الهلال أصبح الأمل وهو مؤهل ليس في الوصول الى مراحل متقدمة ولكن مؤهل أكثر من أي وقت مضى للفوز باللقب مقارنة بفرق البطولة وبما يملكه من لاعبين وجهاز فني قادر على توظيفهم وجمهور محب وأتمنى فقط أن يتكاتف رجال الهلال لحل المشاكل المالية للاعبين والجهاز الفني حتى يكون الفريق مهيأ نفسياً للبطولة. دعواتنا اللاعبين بالعودة بدون إصابات أو بطاقات وسنكون معهم ومن خلفهم حتى يتحقق الحلم بالفوز باللقب. حروف خاصة حذرنا من شطب أمير دامر وإعارة الباشا وقد فقدهما المريخ خاصة أمير دامر الذي كان يمثل سداً منيعاً يدافع ويصحح أخطاء زملائه. داعبت أمس الأول الدكتور كمال شداد بعد أن اتصلت به وذكر لي أنه في الطريق عائد من مدينة أبي حراز برفقة الأستاذ محمد الشيخ مدني السيد محمد حمزة الكوارتي بعد أن شاركوا صديقهم صديق أبو إدريس أفراحه بزواج ابنه فقلت له: (أوعى تكون شلت معاك هدايا للعريس؟) فضحك بعد أن فهم ما أقصد. غداً بإذن الله أتحدث عن قناة الشروق والاستديو التحليلي وعن قطعة الأرض التي منحت لشداد. لم يعد المريخ في حاجة لكاربوني وشلته، بل ليس في حاجة لكل الأجانب وعلى رأسهم الثلاثي التونسي.