|
|
 Re: مقومات النزاع الاثني في السودان.. و مالات الوحدة و الانفصال 1_______4 موسي عثمان عمر (بابو (Re: آدم جمال أحمد)
|
مقومات النزاع الأثنى فى السودان---و مآلات الوحدة و الأنفصال
3----4
فى هذا الجزء نتناول العنصرالثانى اللأزم لنشؤ و تطور الأثنيات و الأعراق المتعددة فى السودان ,أملا فى اضفاء الضؤء على بعض المفاهيم التى نحسبها تقعد بهويتنا و انتمائنا القومى و بكينونتنا كأمة سودانية قابلة للبقاء و التطور , وفق معايير الولاء للوطن اولا و اخيرا ,دون اقصاء للأحد بسبب العرق او الدين .
و فى هذه العجالة استميح القارئ الكريم عذرا , و انا ادلف معه لتعريف سقط سهوا من مجموعة التعاريف التى اثرناه فى الحلقة الأولى ,,, وهو تعريف المنبتين البيض و بقايا الحماريط , ونسبة لدورهم الأجتماعى و السياسى و الأقتصادى كان لابد من تعريفهم و الوقوف على اثارهم فى التاريخ السودانى الحديث ....
** من هم المنبتين البيض و بقايا الحماريط ؟؟؟
هم بقايا الأتراك , الأرناؤوط , الأكراد , البوسنيين , المجر , الغجر و بقايا اليهود , و بقية من آل ... و آل ....الخ من الذين وفدوا الى السودان اما مع جيوش الفتوح التركية والأنجليزية او مع قوافل التجارة و تجار الرق عبر الحقب التاريخية المختلفة , و تقطعت بهم السبل عن اصولهم العرقية , ففقدوا لغاتهم و اكتسبوا خصائص الثقافة العربية و الأسلامية و تصاهروا مع بعض القبائل العربية السودانية و طاب لهم المقام بمدن السودان الكبرى والصغرى , ساعدهم فى ذلك بياض اللون , فكما تعلمون ولع السودانيون ببياض البشرة الذى يعتبر معيار للمفاضلة لدى الكثير منهم .. وبذلك صاروا جزء من المنظومة العرقية (النحن) , و لكونهم يجيدون كثيرمن الصفات المطلوبة فى فنون الحياة ودهاليز السياسة , تسنم جلهم مفاصل الخدمة المدنية , و اداروا الدولة السودانية بما يحقق لهم اهدافهم المرئية و الغير مرئية... بل بعضهم تمادى فى غيه و طالب صراحة بأختزال السودان فى اطروحة السودان المحورى , دولة تقوم على فرضية التجانس العرقى و الدينى .. رغم انه ليس من ذات العرق .. و لعل ذلك وجد هوى فى نفوس ترزية المشروع الحضارى ببعده العربى و الأسلامى , فتلقفوا الفكرة و انتظموا فى منبر اعاد الناس الى عصبية القبيلة ,فضاعت القومية السودانية ايدى سبأ ... و لخطورة أمثال هؤلاء يجب النظر بوعى تام لأطروحاتهم ,فهم الصخور التى تقف دائما أمام انصهار أهل السودان فى بوتقة الأمة الواحدة ,بما يدسونه من سم فى الدسم ...
2—الأعتراف بالهويات المميزة لبعض الأثنيات :--
ان الهوية الأثنية للفرد هى كالهوية القومية بالنسبة الى الوطن , لا يمكن اختزالها او المساومة عليها , فالتباين الدينى والتعدد العرقى فى السودان يجب ان لا يكون مصدر شقاق او خلاف اذا ما خلصت النوايا و تكاملت عناصر الهوية السودانية وائتلفت مع ارادة سياسية صادقة يسندها حكم رشيد , ولكى يتم ذلك يجب ان يكون الهدف لدى كل انسان سودانى ان يقبل الآخر بخصائصه و مميزاته التى حباها الله له دون وكس او نقص ,يجب ان نقبل بعضنا بعضا اذا أردنا العيش بسلام و أمن وطمأنينه فى كنف دولة السودان الواحد , مع اعتراف الدولة بالتعدد الأثنى و الدينى فى السودان فعلا لا قولا ....
ما هى الهوية ؟؟؟
هى مجموعة الأفكار و القناعات والمعتقدات التى يؤمن بها الفرد والجماعة فى حيز جغرافى معين و قد تتمد الفضاءات الجغرافية الى رحاب اوسع , و تكون متميزة عن هويات اخرى مشابه او مماثله لها من حيث القيمة النسبية والأبعاد. و قد تتباين هذه الأبعاد او تتقارب احيانا , كالبعد الجغرافى , البعد العرقى , البعد الدينى , اللغوى والتراثى ....الخ و هو ما يظهر المجتمع المعين بلون مغاير عن المجتمعات الأخرى القريبة و البعيدة ....
ان ممارسة التهديد الأمنى بأقسامه و عدم الأعتراف بالهويات المميزة لبعض الأثنيات ادى الى تمسك (الهم) بخصوصياتهم اللغوية و الثقافية خوفا من الأضمحلال و الذوبان فى الغير الناكر لوجودهم , الغير معترف بحقهم فى الأختلاف , يقاتلهم من اجل ألحاقهم فى ثقافته او تهميش وجودهم , فركنوا الى وسائل الحماية الذاتية , مع ان الحل سهل يتمثل فى الأعتراف بالآخر و مساعدته فى تأكيد ذاته و بالتالى ينفتح على الآخر تفاعلا و تواصلا ...
عناصر الهوية السودانية:--
1—العرق 2---الدين 3--- اللغة 4---الأرض 5--- التاريخ 6-- المكون الثقافى (الملبس , الطقوس الحياتية ) . 7—السمات المميزة للمجتمع (خصال حميدة او ذميمة ) , وهذه قيم تتشارك فيها معظم القبائل السودانية مع اختلاف فى تراتيب تلك القيم او السمات ....
الهوية السودانية :--
شهد السودان حقبا تاريخية متعددة , تعرض فيه لهجمات عنيفة تحكى عنها كتب التاريخ , فيه تفاعلت الأعراق بالهجرات المختلفة سلبا و ايجابا , و تباينت الديانات و تعددت بدأت بالوثنية وكريم المعتقدات , فالمسيحية ثم الأسلام , و نتيجة لذلك فأن الهوية السودانية عبارة عن كوكتيل هويات تشكلت تبعا لتغير عناصر الهوية المذكورة اعلاها , مهما حاول (النحن) اختزال ذلك الأرث الأنسانى فى هوية تقوم على التجانس العرقى و الدينى .....ان من المحزن جدا اصرار كل الحكومات المتعاقبة ألباس الهوية السودانية البعد العربى و الأسلامى فقط , و فعل المستحيل من اجل استبعاد (الهم) , و عدم الأعتراف بحقهم فى الأختلاف الثقافى و العرقى و الدينى , ولعل الأمر بلغ منتهاه فى حكومة الأنقاذ حيث مارست كل سياسات الأغتيال المعنوى و المادى لهؤلاء (الهم) , و لأول مرة فى التاريخ الحديث يتهم رئيس دولة و هو لا يزال فى دست الحكم بجرائم حرب و الحقت بها اخيرا الأبادة الجماعية ضد شعبه ... و لعل هذه التهمه تقدح فى اهلية و مسئولية الرئيس و كل من تلطخت يده بدماء هؤلاء الأبرياء ...ان اعتدال الحال و معالجة الأمور تقتضى رؤية علمية و عملية سليمة وواضحة وحكم رشيد يعنى ما امكن البحث عن عناصر الهوية الجامعة للشتات الذى بدأ يدب فى اوصال الجسد السودانى ...و ايضا تعمل على التلاحم و الأحترام المتبادل للآخر بعيدا عن الألغاء و الأقصاء و التهميش المنظم و العنصرية العرقية و العنصرية المؤسسية , فأن التمكين الأقتصادى و الأجتماعى و السياسى الذى مارسته حكومة الأنقاذ طوال العقدين الماضيين فى وسط منسوبيها , و تغليب هوية واحدة على حساب الهويات الأخرى , قد ولد نوعا من الأحتقان النسبى بين مكونات الشعب السودانى (الفضل)... فان الشعور بالدونية والمذلة و احساس انك مواطن درجة ثانية , مهدد فى وجودك المادى (الآلة العسكرية وسياسة الأرض المحروقة ) و مهدد فى وجودك المعنوى ( الهوية و عناصرها ) , مع طغيان (النحن) , حتما ستجعل ( الهم ) يفكرون كثيرا عن جدوى الأنتساب الجغرافى للسودان الواحد (المواطنة المنقوصة) , من غير الأنتساب الى معتقداتهم و معاييرهم الأنسانية , و هو ما يولد فى اوساط ( الهم) محاولة خلق كيانات جغرافية جديدة يحسون فيها بذاتهم الغير معترف بها و هوياتهم المنقوصة , و هاهى البداية تلوح فى الأفق ... فقد ايقن هؤلاء صعوبة حل المشاكل بمجرد الأنتماء الجغرافى .... و لنا فى الأتحاد السوفيتى السابق عبرة لمن يعتبر ...
هل يمكن مطابقة العلاقة بين الوطن و الهوية ؟؟؟
نعم يمكن مطابقة العلاقة بين الوطن و الهوية اذا طبقنا معايير الدولة المدنية ( دولة الحقوق والواجبات) التى يحس فيها كل منا بكينونته الذاتية دون ان يتغول على حقوق الغير .. وان نعمل معا لنؤكد ان ( الهم و النحن) وجهان لعملة واحدة يكملان بعضهما بعضا ...
اما فى الوضعية السودانية الحالية مع تعدد الهويات و فرض هوية واحدة و تغليبها , ذلك ادى الى تفاقم النزعات الأنفصالية شعور بعضهم بأن هوياتهم منقوصة , مهيمن عليها , وبالتالى استحالة مطابقة العلاقة بين الوطن و الهوية ...و بالتالى اما حدث التوحد بطريقة عنيفة , تخمد النزعات الأنفصالية حينا فى انتظار الظروف المواتية لحدوث المراد مالم يتدارك الأمر الحادبين على السودان... الوطن الواحد و تستعر حينا مما يؤدى الى التمزق و الأنفصال و ايضا بصورة عنيفة و بالتالى ينتفى مفهوم الدولة الوطنية , و يبدأ عهد الدويلات المبنية على فرضية التجانس العرقى و الدينى , و التى ايضا تحمل بذور الفناء داخلها , و لنا فى باكستان عبرة لمن يعتبر ...
سؤال برئ جدا :
من المعروف ان الأرض هى اهم عناصر الهوية و اغلها , فهى التى تحتضن الأنسان بعقيدته , عرقه ,مكنونه الثقافى و جميع صفاته و سماته .. و فى ظل سياسات حكومة الأنقاذ المتعنته و دفعها ( للهم) نحو فضاءات الأنفصالات المتعددة و حقوق تقرير المصير المتتالية , أسأل اساطين الأنقاذ سؤالا لله ..
ما هى جدوى الهوية من غير ارض تحتضنها ؟؟؟؟؟؟؟
و الى اللقاء فى الحلقة القادمة
موسى عثمان عمر على (بابو) ________استراليا –ولاية كوينزلاند –بريسبن
2010—08--15
|
|
 
|
|
|
|
عثمان نواي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست