درب الفيل...شبابنا بين مخالب المخدرات (لابد من التوظيف)...أصحي يا دولة...

Quote: قبل بضعة اشهر حدث معي وعيالي موقف غريب، عندما كنت أهم بأخذهم معي لمستوصف شهير - قريب من البيت - لبعض التحاليل، حيث ركبنا مع سائق ركشة لغياب زوجي في سفر، وطلبنا منه أن يوصلنا للمستوصف الذي يقع جهة الجنوب من الشارع، ولكن الشاب انطلق بنا شمالا .. كنت احسب انه يريد ان يعود للخلف من الـ (يو تيرن) ولكنه واصل السير حتى نبهته لخطئه، فتوقف في حيرة وتوهان حتى وجهته للعودة، فدار بالركشة بسرعة حتى (هوّت من الارض) وكادت تطيح بنا تحت اقدام السيارات المندفعة من الاتجاة الآخر .. لم يهتم صاحبنا بل انطلق عائدا لا يلوي على شيء وتجاوز المستشفى ونحن نصيح به أن (أقيف يا زول)، وعندما توقف كان قد قطع بنا (سابع بلد) فطلبنا منه العودة شمالا لانه تجاوز المستوصف بمسافة كبيرة .. لم يعترض بل نظر إلينا بعينين تائهتين واندفع شمالا حتى تجاوز المستوصف مرة أخرى ونحن نصيح عليه بـ (أقيف يا زول) حتى وصل بنا لشارع بيتنا، حيث اسرعنا بالنزول منه ونحن (نرجف من راسنا لـ رجلينا) ونحمد الله ان غنمنا سلامة الإياب بعد طول دودوة .. عاد تاني بنجي الحفلة ؟!! بطبعي الذي يميل للدروشة وقلة التركيز وفطّ السطر، تحرص اخواتي وزوجي دائما على تنبيهي لمستجدات الأمور، التي تحدث من حولنا وتغيب عني بسبب وهدبتي المعهودة، لذلك عندما حكيت لهم الموقف الذي كنت احسبه طريفا، انزعجوا بشدة واوضحوا لي انني وعيالي قد نجونا من ميتة محققة، وذلك لأن سائق الركشة ـ حسب وصفي -كان (هاي) وهو مصطلح غربي يعني في لغة الراندوك ان صاحبنا كان يركب (فيلا) لعله من النوع (أبو زلومة) لفرط الزهللة التي بانت عليه !! ليس هذا وحسب بل ان احدى معارفنا حذرتني من خطورة التنقل وسط الاحياء وحيدة بواسطة مركبات الاجرة الخفيفة .. ما دايرة احدد منعا للشبك، وان حدث فعليك مغادرة العربة بسرعة اذا ما استأذنك قائدها لبضع دقائق يتوقف بها لتناول غرض من أحد البيوت في طريقكم، وذلك لان الغرض المعني الذي يرغب في حمله، غالبا ما يكون من مغيبات العقول من (بدرة وخدرة وحبوب)، والتي تمارس تجارتها بكثافة وسط الاحياء بواسطة تلك المركبات !! لم اصدق يومها تحذير صاحبتي واعتبرته نوعاً من التهويل حتى صفعتني التقارير وحملات التوعية الاعلامية التي تحذر من تفشي المخدرات وسط الشباب خاصة طلاب المدارس والجامعات، وكيف ان هذا الداء قد استشرى بصورة تدعو لدق جميع نواقيس الخطر .. وفي اجازة العيد جمعتني جلسة ونسة ببعض قريباتي باحد احياء ام درمان، ودار الحديث عن فرصة ذهبية لمن يسارع باهتبالها، الا وهي عرض احد الجيران بيته للبيع بمبلغ يكاد يكون بـ (بلاش) لموقع البيت وميزاته التفضيلية، ولكن انبرت احداهن للقول بان السبب في انخفاض السعر لان صاحبه يرغب في الهروب بجلده من الحي الموبوء بالمخدرات، واغلب شبابه مبتلين بـ (ضرب الخضرة) التي يجتمعون لتدخينها في الاماسي داخل (زرائب الحدائق) امام البيوت، والتي تحولت لاوكار للتعاطي، امام اسماع وانظار و(شمومة) انوف اولياء الامور المغلوبين على امرهم من عظم الابتلاء .. ولكن سارعت احدى الضيفات للقول بان صاحب البيت سيفر من نار إلى نار اخرى، لان هذا هو الحال في اغلب الاحياء الخرطومية .. الغريبة، ان الاحياء الشعبية التي يعاني سكانها لاجل توفير لقمة العيش هي الاكثر اصابة بالوباء .. ده من شنو يا ربي ؟!! حدثتني قريبتي تلك انها ظلت وستظل (تلفح توبها وتزازي) خلف ابنها البكر المراهق، فكلما غادر البيت بعد عودته من المدرسة في العصير، سارعت للبحث عنه للاطمئنان على ابتعاده عن شلة الانس في الحي، حتى صار الصغير يعاني من العقد ويتذمر من شدة متابعتها له التي تشعره بانه مازال طفلا امام اقرانه .. اوصيتها بان لا تلقي بالا لاحتجاجاته ولو ادى الامر لان يتهمه اقرانه بانه لا يزال يتناول حليبه من (البزّة) !! اللهم ارفع عن شبابنا البلاء واحمهم من فتن الزمان ما ظهر منها وما بطن .. قولوا آمين يا عيال.

Quote: لم يعترض بل نظر إلينا بعينين تائهتين واندفع شمالا حتى تجاوز المستوصف مرة أخرى ونحن نصيح عليه بـ (أقيف يا زول) حتى وصل بنا لشارع بيتنا، حيث اسرعنا بالنزول منه ونحن (نرجف من راسنا لـ رجلينا) ونحمد الله ان غنمنا سلامة الإياب بعد طول دودوة .. عاد تاني بنجي الحفلة ؟!!