ان العيش فى روتين ممل يجعل الانسان ينظر للحياة بمنظار اسود قاتم .. فكيف ان كانت حياتك عبارة عن سلسلة من الافعال المتكررة تستيقظ الساعة الخامسة صباحا تستحم و بعدها تشرب قدح قهوتك و تخرج للعمل . فى الطريق تجد نفس الوجوه التى رأيتها امس او اول امس او حتى الشهر الماضى ...نفس الطرقات التى تسلكها نحو وجهتك المشؤمة - أصلاَ - فى فكرك..هى نفسها طرقات عودتك .... تتمدد فى مهدك الذى هو لحدك المؤقت ...تجتر افكارك و أعمالك لهذا اليوم ........ ثم تستيقظ مجددا فى الساعة الخامسة
تستحم و ...للتغيير تعتريك فكرة ان تأخذ قهوتك معك على أمل احتساءها فى الطريق ...تروق لك الفكرة أولا ثم لا يلبث ان يرفضها باطن عقلك ...لكونها فعل متكرر تم منذ عهد ليس بالبعيد ...اول أمس. تحاول ان تسلى نفسك و انت فى طريقك للعمل بالنظر فى الوجوه ...انه نفس الشخص من عشرين عام ...نفس الهيئة "العامة " مع ان الزمن لم يترك فى وجهه شئ و تكور باقى جسده ..أتعجب و أسأل نفسى محاورا لها كيف يحافظ على نفس الرداء طوال هذه المدة ..... نفس البقعة فى نفس المكان .....حتى ان الرداء ايضا لعبت به اصابع الزمن و لكنه نفس الرداء الذى رأيته اول يوم لى ..... كل الوجوة من حولى هى نفسها ..يركبون معى نفس العربة من امد بعيد و ان كان يتبادلون المقاعد من حولى ...هنا عرفت اننى الشخص الوحيد الذى لم يفارق مقعده طوال هذه الفترة ..... ثم استيقظت من جديد عند الخامسة ....
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة