و بدأت الشرارة الأولى ..... ثورة ثورة حتى النصر !!!

Quote: حاطب ليل الانفصال من داخل البرلمان عبد اللطيف البوني لئن كنا نحتفل وبزهوٍ كل عام في 19 ديسمبر بإعلان الاستقلال من داخل البرلمان، فإننا اليوم أمام يوم يناقض تماماً ذلك اليوم التاريخي وهو الانفصال من داخل، فاليوم الاثنين 28 ديسمبر 2009 وعلى حسب ماهو متفق عليه بين الشريكين الحاكمين (المؤتمر الوطني والحركة الشعبية) يُفترض أن يعيد البرلمان (المُعيَّن بموجب اتفاقية نيفاشا) التصويت وفي مرحلة القراءة الثالثة والأخيرة على النسخة الأخيرة من مشروع تقرير المصير لجنوب السودان، وبعد ذلك يصبح المشروع قانوناً واجب النفاذ بعد أن يوقِّع رئيس الجمهورية عليه (وهذا يعتبر إجراءً شكلياً) لينتظر (ناس السودان) منتصف عام 2011م ليصوت (ناس الجنوب) لواحد من خيارين.. البقاء في دولة السودان القديمة أو الانفصال بإعلان دولة جديدة في أرض جنوب السودان الحالية. نظرياً يمكننا القول علينا الصبر حتى ساعة الاقتراع في الجنوب، فقد يختار الجنوبيون الوحدة، فالشغلانة مثل كرة القدم لن تُعرف نتيجتها إلا بعد فرز بطاقات آخر صندوق اقتراع، ولكن الواقع يقول بغير ذلك، فكل الدلائل تشير إلى أنّ (الفراق واقع) فمجرد المطالبة بحق تقرير المصير يعني أنّ النيِّة للاستقلال هي الغالبة، وهذا ما أثبتته كل التجارب العالمية اللهم إلاّ حالات شاذة، والشاذ لاحكم له. أمّا القول أنّ تقرير المصير الهدف منه قيام وحدة طوعية، فهو قول لا مكان له في دنيا السياسة(فيا عزيزنا دكتور الواثق كمير إنّ منصة تأسيس الحركة كانت قبل فرضها لمبدأ تقرير المصير في أسمرا 1995). فترة الست سنوات التي أقرتها اتفاقية السلام الشامل، ثبت أنّ الهدف منها كان تجهيز الدولة الجديدة، فالشكل الكونفدرالي الذي تمخّضت عنه الاتفاقية، كان واضحاً ليس الهدف منه الرجوع للخرطوم إنّما تعصيم (جعلها عاصمة كاملة الدسم) جوبا فهناك جيش خاص وعلم خاص وسلام جمهوري خاص ونظام تعليمي خاص، ونظام اقتصادي خاص وعلاقات دولية خاصة(ياخسارة مئات الملايين التي ضاعت في سبيل العملة الجديدة). أمّا آخر محطة و(منها فك البيرق) هي قانون تقرير المصير الذي سوف يُجاز اليوم في أمدرمان عند ملتقى النيلين، هذا إذا لم تحدث(خرخرة) فهذا القانون جاء كما تريد الحركة، أي سوف تُقر نتيجته بالأغلبية البسيطة. أمّا حكاية تصويت ستين في المائة من المسجلين فهي(فشوش) لأنه إذا لم يكتمل النصاب سوف يُعاد التصويت وبمن حضر(إن شاء الله خمسة أشخاص فقط) علاوة على ذلك فالحركة هي المتحكمة في عملية التسجيل بحكم الأمر الواقع (برضو تقول وحدة جاذبة؟). إذا تركنا كل النشاط السياسي الذي قام به زعماء الحركة، الذين هم حكام الجنوب والذي يوضح لكل (رمدان) أنهم ساعون نحو الاستقلال(طبعاً هذا السعي لا يخالف الدستور ولو في شولة) إذا تركنا كل هذا جانباً، فإنّ مشروع القانون الذي سوف يُجاز اليوم موجه للانفصال وبالتالي يمكننا أن نعتبر أنّ إجازته هي أكبر خطوة نحو الانفصال(حقو نقول الاستقلال مش؟). لئن كان يوم إعلان الاستقلال (19 ديسمبر) من داخل البرلمان (المنتخب) يوم إجماع وطني نادر، فاليوم (28 ديسمبر) سوف يجمع البرلمان(المعيّن) إجماعاً من نوع آخر، وبعدين معاك يا الثلث الأخير من ديسمبر؟ إن شاء الله لدينا كلام كثير في قصة الطريق إلى 28 ديسمبر، وسوف يتضح لنا أنّ الذين ساقوا البلاد إليه ليسوا دعاة الانفصال في الجنوب أو الشمال، إنّما هم مَنْ كانوا يتشدقون بالوحدة ولا حول ولا قوة إلا بالله. التيار

ونواصل