و بدأت الشرارة الأولى ..... ثورة ثورة حتى النصر !!!

Quote: اللعب بالنار!!. حذّرنا من شجر يسير، فظنّ القوم ذلك خطرفة متشائمين، لكن ها هي ظلال الشجر؛ قاب قوسين أو أدنى، و نوّهنا إلى أنّ اتفاق الشريكين في الأسبوع الماضي لا يعدو أن يكون تكتيكاً من المؤتمر الوطني بغرض عزل الحركة الشعبية من امتدادها في الشمال، ومن قوى إعلان جوبا، توهم البعض؛ في سكرة النصر المتوهم أنّ الجميع يتقن لعبة المناورات، ويجيد فن حياكة المؤامرات، وما أدركوا أنّ من بين اللاعبين من يتآمر على الوطن كله، من أجل كرسي سينكسر يوماً لا محالة مثلما انكسرت كراسي القياصرة والأباطرة، على مرّ تاريخ البشر. ويوم أمس كان حلقةً أخرى من حلقات مسلسل مسرح العبث، واللامعقول بعد أن نكص المؤتمر الوطني؛ كالعهد به عن اتفاقه مع الحركة الشعبية قبل أن ترفع الأقلام، وقبل أن تجف الصحف، لتدخل بلادنا في دوامة المجهول، و تغطت سماؤنا بضباب كثيف، ولا عاقل في حزب السلطة يرفع صوته، ولو همساًً، ولا حكيم يمكن اللجوء إليه كي ينزع الفتيل قبل الانفجار، إنّه حزب غريب؛ تتلفت يمنة ويسرة، وتنظر أعلى وأسفل، ويرتد بصرك وهو حسير، إذ لا تبصر سوى الشجر الذي يسير بسبب اللامبالاة، والتسلط، والبرونويا التي أصابت هذا الحزب الحاكم حتى رأى كل الناس صغاراً، واعتبر كل الأمور تافهةً، وأنّ كل القضايا التي تمسه ليست ذات جدوى؛ سوى البقاء فوق دسة الحكم..! وبمثلما يستمر القوم في لا مبالاتهم، ندرك نحن حجم الخطر؛ فالتلاعب في قوانين الاستفتاء هي؛ لعب بالنار، وصب للزيت فوق اللهيب المشتعل، وهو ما يجعل الطريق ممهداً؛ أمام احتمال وقوع أسوأ السيناريوهات، والمتمثلة في:- أن تودع الحركة الشعبية قوانين الاستفتاء فوق منضدة مجلس تشريعي جنوب السودان لإجازتها بالأغلبية الميكانيكية، وبرغم أنّ ذلك انتهاكاً لاتفاق السلام الشامل، و الدستور الانتقالي، فالحجة هي أنّ البادئ أظلم. أو إعلان استقلال جنوب السودان من داخل برلمان الجنوب، وما تجربتنا نحن في السودان ببعيدة عن الأذهان..! أو أن تتجدد نيران الحرب، وأن تدخل كل البلاد في حالة من الفوضى، أو التشظي، وبالطبع فإنّ السيناريو الأول، وكذا الثاني؛ يفتحان الباب أمام السيناريو الثالث لأنّ المؤتمر الوطني لن يقبل أياً منها، وهذا يعني أننا على مرمى حجر من دوامة عنف جديد؛ ما لم ينهض العقلاء، أو ترجح كفة الحكمة؛ وأمامنا من تجارب؛ نعيش مشاهده ا من بعيد في (الصوملة)، و (الأفغنة). هي كلها افتراضات تظل أبوابها مشرعةً، و دروبها سالكة، ومرحلة تخلقها جاوزت مرحلة الأجنة.. وسؤالنا لكل السودانيين أين هو الحل؟. وكيف هو المخرج؟.. هي دعوة للحوار. فايز الشيخ السليك رئيس التحرير بالإنابة،،،،،