و بدأت الشرارة الأولى ..... ثورة ثورة حتى النصر !!!

Quote: الاستاذ أبيل ألير رئيس المفوضية القومية للانتخابات أخاطبك اليوم والسودان يمر بأخطر منعطف في تاريخه فالسودان اليوم في مفترق طرق بين أن يكون أولا يكون وذلك نتيجة لتفاقم الأزمة واستمرار الاحتقان السياسي وعدم الاستقرار إضافة إلى تردي الأحوال المعيشية. وعلى الرغم من أن اتفاقية السلام الشامل قد حددت إطارا مقبولاً للحل ولتحقيق التحول الديمقراطي إلا أن الأمور لا تسير في هذا الاتجاه حيث لم يتحقق السلام ولم تحل مشكلة دارفور ولم تحدث أي خطوات تجاه التحول الديمقراطي المنشود. ما دعاني لكتابة هذه الرسالة لك ترؤسك للمفوضية القومية للانتخابات التي يفترض فيها الحياد والاستقلال وأن تعمل على إجراء انتخابات حرة ونزيهة وشفافة حتى تجد القبول من الشعب وقواه السياسية.، ولكن ومما يؤسف له فان كل الدلائل الماثلة أمامنا تشير إلى أن هذه الانتخابات لن تكون حرةً ولا نزيهةً، ولذلك فإننا وبدافع المحبة والتقدير الذي يكنه لك ملايين السودانيين الذين يتطلعون إلى تحول ديمقراطي حقيقي يعيد الحكم إلى الشعب ويؤدي إلى زوال الشمولية ودولة الحزب الواحد وإقامة دولة الوطن، دولة الجميع، ولأننا نقدر لك دورك الوطني وتاريخك الناصع ومواقفك المشرفة طوال السنوات التي قضيتها في العمل العام فإننا نرجوك أن تستقيل فوراً من رئاسة هذه المفوضية حتى لا تلوث تاريخك بالاشتراك في الجريمة النكراء التي يرتكبها المؤتمر الوطني بإجراء انتخابات بدأت ممارسات التزوير بائنة للعيان ولا يمكن نكرانها سواء داخل السودان أو خارجه. وإذا ما قامت الانتخابات بهذه الطريقة فسوف تكون نتائجها وبالاً على السودان وستؤدي حتماً إلى المزيد من العنف وتجدد الحرب و إلى انهيار الدولة وتفككها. لقد عرفك السودان ابناً باراً، ورجلاً وطنياً من الطراز الأول، ومواقفك تشهد لك بذلك. فقد بدأت حياتك قاضياً تبسط العدل عندما كان هناك عدل ودولة يسود فيها القانون. ثم اخترت الاستقالة من منصبك بعد أن اختارك الأخوة في الجنوب لتمثيلهم في مؤتمر المائدة المستديرة بعد ثورة أكتوبر 1964 انطلاقاً من أيمانك بضرورة البحث عن حل سلمي لمشكلة الجنوب عن طريق الحوار. وعلى الرغم من كراهيتنا للنظام المايوي الذي كنت من المشاركين الأساسين فيه إلا أن الحقيقة يجب أن تقال بأنك وعلى عكس الكثيرين من المثقفين لم تشارك بدافع الانتهازية ونيل المناصب والثراء بل كانت مشاركتك نتيجة لإصدار النظام الجديد إعلان 9 يونيو الذي اعترف فيه النظام بأن مشكلة الجنوب أعمق من أن ينظر إليها على أنها تمرد على المركز ولا بد من الاعتراف بأن أسباب المشكلة تكمن في التهميش السياسي والاقتصادي ولذا لا بد من محاولة إيجاد حلول للمشكلة عبر الحوار . وكان لك القدح المعلى مع الدكتور منصور خالد والمرحوم الدكتور جعفر محمد علي بخيت وآخرين في الوصول إلى اتفاقية أديس أبابا 1972 التي أوقفت الحرب وحققت سلاماً دام عشر سنوات قبل أن تندلع الحرب مرةً أخري بعد خرق النميري للاتفاقية في 1983. كذلك لن ننسى لك موقفك الرافض لقوانين القمع والإرهاب في حق الشعب السوداني التي أصدرها نميري في سبتمبر 1983 وسماها زوراً وبهتاناً بالقوانين الإسلامية. ملخص القول أن مواقفك المشرفة هذه وغيرها جعلتنا نكن محبة وتقديراً خاصاً يشاركنا فيه ملايين السودانيين في الشمال والجنوب الذين عانوا ما عانوا من نظام الإنقاذ تقتيلاً وتشريداً، وتعذيباً في بيوت الأشباح وقمعاً وار هابا وفقراً جعل الصحة والتعليم ترفاً يتمتع به أهل النظام ومنسوبي المؤتمر الوطني والمنتفعين من النظام. وقد خرجت هذه الملايين لاستقبال الراحل قرنق وهي يحدوها الأمل في تحول ديمقراطي يعيد الحكم للشعب كما تنصّ الاتفاقية، ولكن يصر المؤتمر الوطني على قتل أخر أمل لدينا بإصراره على إجراء الانتخابات تحت ظل القوانين المقيدة للحريات العامة وللعمل الحزبي والنقابي حيث يمنع جهاز الأمن قيام الندوات السياسية. كما يسيطر المؤتمر الوطني على أجهزة الدولة بما في ذلك أجهزة الإعلام القومية الآمر الذي يجعل قيام انتخابات حرة ونزيهة في مناخ مثل هذا من رابع المستحيلات. كذلك فان القرارات التي أصدرتها المفوضية فيما يتعلق بالتسجيل تقدح في مصداقيتها وأصبح هنالك شك في استقلاليتها وحيادها. ومنذ البداية كانت تساورنا الشكوك في استقلالية المفوضية التي ضمت ضمن عضويتها أحد أرباب الشمولية نائباً للرئيس والذي لم يعرف عنه أبداً الإيمان أو الالتزام بالديمقراطية ولم ينحز يوماً للديمقراطية بل شارك في دكتاتورية مايو حتى النهاية وبعد انقلاب الجبهة الإسلامية ومصادرتها للديمقراطية أصبح ممثلاً لنظامها الجديد في واشنطن. مدافعاً عن انتهاكات حقوق الإنسان والتعذيب الوحشي الذي مارسه النظام في بداية عهده كإستراتيجية للتمكين. كما تضم المفوضية جنرالات لم نعرف عنهم إيمانا أو التزاماً بالديمقراطية وبطبيعة الحال لا يملكون المعرفة والخبرة لإجراء انتخابات تعددية ديمقراطية، فكل ما عرفوه وخبروه انتخابات الحزب الواحد والرئيس القائد الملهم. وعلى الرغم من ذلك فقد أحسنّا الظن بالمفوضية لأننا كن نظن بأنك وأنت القاضي العادل والوطني الغيور على وطنه وشعبه صاحب التاريخ الناصع والمواقف التي تحدثنا عنها، لن تسكت ولن تسمح بما رأيناه من تجاوزات في الداخل والخارج نتيجتها حتماً ستكون انتخابات مزورة وغير نزيهة ولكن وضح لنا وبما لا يدع مجالاً للشك أن المفوضية قد أصبحت ألعوبة في يد المؤتمر الوطني يسيرها حسبما يشاء وهي لا تملك السلطة المعنوية للوقوف في وجهه ولذلك لن تستطيع منع هذه التجاوزات وما أكثرها في الداخل والخارج كالسيطرة على لجان الانتخابات في الداخل من قبل الولاة ومساعديهم، وتسجيل القوات النظامية في أماكن عملهم بدلاً عن وربما بالأضافة الى أماكن سكنهم وفي الخارج حرمان الملايين من التسجيل وسيطرة القناصل وموظفي السفارات المحسوبين على المؤتمر الوطني على العملية برمتها، لذلك فمن الخير لك أن تستقيل فوراً وألا تشارك في هذه الجريمة النكراء انتصاراً للوطن ولماضيك المشرف وتاريخك الناصع ، وإلا فستتحمل الوزر والمسؤولية عن إجراء انتخابات مزورة ستعطي المؤتمر الوطني شرعية زائفة لن تنال رضا وموافقة الشعب نها ستؤدي أيضاً إلى انهيار الوطن وتفتته، والتاريخ لا يرحم ولا يستثني أحداً ولك منا خالص التحية والاحترام.