و بدأت الشرارة الأولى ..... ثورة ثورة حتى النصر !!!

Quote: هيئة علماء السلطان ... بقلم: ماهر ابوجوخ تحليل اخباري يوم أمس اصدرت (هيئة علماء السودان) بياناً حول تجمع القوى السياسية الذي كان من المقرر تنظيمه امام ساحة المجلس الوطني صباح يوم امس الاول. ورغم اشارة البيان لصدوره لتبيين الحقائق للناس حول ما يراد بالبلاد هذه الايام (فالأمر ليس أمر سياسة محضة بل هو أمر دين في المقام الأول ثم أمر دولة) حسب ما جاء فيه. ولكن عند الاطلاع والتمعن جيداً في نصوص ومحتويات ولغة البيان جيداً نجد (السياسة) تطل من بين ثنايا سطوره ويعبر عن موقف حزب سياسي هو (المؤتمر الوطني)، واستشهد بالآيات والاحاديث النبوية لدعم تلك الوجهة، ولم تتورع الهيئة في إطلاق النعوت والصفات على المشاركين حينما تصف بعضهم (ممن ينتسب للإسلام) فمن اعطاها الحق في إصدار (فرماناتها) لتحديد المنتسبين للإسلام حقاً من اولئك (المدعين)؟؟! ومن الامور المثيرة للاهتمام التي وردت بالبيان تعمده اثارة الفتنة عمداً، فحتى اختيار يوم الاثنين للمسيرة يعتبر متعمدا لتزامنه مع اليوم الذي تم فيه التنكيل بالمسلمين حسب البيان – ويربطونه هنا بأحداث الاثنين التي تلت مقتل د.جون قرنق في اغسطس 2005م- وهذا تحريك للضغائن والفتنة التي يدعي البيان انه (يسعى لكبح جماحها)، ثم تطرق لعلاقاتـ(نا) في شمال السودان مع الحركة الشعبية. ويبقى التساؤل ما شأن الهيئة بالعلاقات بين القوى السياسية سيما المحكومة باتفاقيات؟ وهل تعبر عن كل السودان ام عن (شمال السودان)؟ ثم من اعطاها الحق لتتحدث باسم شمال السودان وعلاقته مع الحركة الشعبية؟؟ فالهيئة التي اختارت لنفسها أن تعبر عن (السلطان) وتفتي له بما يشاء فتعتبر الخروج في التجمعات السلمية (فتنة وفوضى) من الواجب على الحكومة شرعاً – والتي اختزلتها في (المؤتمر الوطني) فقط وهي تجهل أن الحركة الشعبية التي تقدحها وتذمها في البيان هي الشريك الثاني فيها- سد الباب أمام المفسدين وتفتي بحرمة مشاركة المسلمين فيها رغم أن تلك التجمعات والتظاهرات حق دستوري منصوص عليه في الدستور الانتقالي للبلاد. ولعل كل من اطلع على البيان توصل للخيط الرفيع الذي زج بوطننا في اتون الجحيم جراء تلك الذهنية، فلعل مثل تلك الفتوى هي التي دفعت الحكومة وعند بداية ازمة دارفور بوجوب (سد الباب أمام المفسدين) ومهدت الطريق لتفاقم كارثة دارفور حتى باتت على كل لسان واصدر بسببها مجلس الامن قرارات متتالية ضد السودان واحال ملف التجاوزات للمحكمة الجنائية الدولية، وجعلت الحريق يشتعل في كل انحاء دارفور وقضى على الاخضر واليابس والتي مرت جميعها دون كلمة حق عند (السلطان) تطالبه بأن يتوخى الحكمة بدلاً عن العنف، ولعله صمْت وعدم صدح بالحق وتبصير بمآلات العنف ونهايته كان خوفاً على (ذهب) السلطان ومن (سيفه) في ذات الوقت، ولكل ذلك نسأل لبلادنا السلامة. نشر بصحيفة (السوداني) بتاريخ الأربعاء, 09 ديسمبر 2009م، ونقلاً عن موقعها الالكتروني