و بدأت الشرارة الأولى ..... ثورة ثورة حتى النصر !!!

لكم منا التحية و التجلة، وأنت تدخلون في مرحلة جديدة من مراحل النضال من أجل صناعة واقع جديد لكم
كأطباء . واقع تتوفر فيه كل ملامح الكرامة و الإكتفاء.. مادياً و معنوياَ .. هذا أبسط ما يجب على الدولة أن توفره
لكم، إذ انحاز كل فرد منكم لهذا الوطن الأبي، مقاطعاً لكل خيارات الحلول الفردية ،من هجرة لخارج البلاد أو تكسب
متهالك على كل دنيا بداخله.

اليوم يكمل إضرابكم يومه السادس، وأنتم أكثر قوة و تماسكاً و وحدة، لمسناها بجلاء مبهج في اجتماع جمعيتكم
العمومية اليوم الأحد 21 مارس.. لقد أكد لنا اجتماع اليوم ما نحن على يقين به، من أن القضية قد صارت في قلب
كل طبيب و عقله .. هذا اليقين الذي يدعنا لا نبالي أي مصير نمضي إليه، ما دام الحق صار بيد أصحابه ، الذين
صاروا أكثر و عياً و تمسكاً به من أي وقت مضى، و أكثر استعداداً لكل تضحية و بذل..

لقد أكدنا منذ بدء هذا الإضراب، أننا إنما لجأنا له كوسيلة المضطر، و لذا فإننا لم ندع طريقاً للحل إلا سلكناه..
فجلسنا مع نفر من أساتذتنا أسموا لجنتهم بلجنة الحكماء.. أطلعناهم بقضايانا التي من اجلها أضربنا، و المظالم
التي تعرضنا لها ، و السيوف المسلطة على رقابنا ممن أعلن علينا الجهاد، و الشرطة التي تحيط بنا من كل صوب ..
تلك الشرطة التي بلغ بها العسف حد نزع صيواننا الذي يؤوي اجتماعاتنا، و التلويح للأطباء بالسوط، و العصا.. بل
و ضرب البعض بهما فعلا... أبنا لهم كل ذلك، و طالبنهم بأن يقفوا موقفاً تأريخياً، ينتزع للطبيب حقه، و يرجع له
كرامته.. وانتظرنا منهم فعلاً، على حسب ما وعدوا ، فما وجدنا في صبيحة اجتماعنا بهم، سوى أن الشرطة ضاعفت قوتها
، و منعت ساكني الميز من دخوله، و رغم كل ذلك تمسكنا بوساطتهم، تقديراً لهم، و وفاءاً لفضلهم، فما كان منهم إلا
أن روجوا ما نحن منه براء من التعصب، و الإشتطاط في المطالبة، ثم الحياد عن الحقوق إلى غايات السياسة.

ثم جاءتنا بعد ذا وساطة أخرى أنفقنا معها جهداً مقدراً،و لمسنا من أصحابها صدقا يجعلنا نرجو منها خيراً كثيرا.
هذا رغما عن أن بعض تفاصيل ما إنتهينا إليه قد ظهر في وثيقة منسوبة لإتحاد الأطباء، زعم أنها جهده في حل
المعضلة و إعطاء الحقوق، و هذا بالطبع ما يكشفُ كَذِبَه صمتهم المطبق قبيل إضرابنا هذا، و مواقفهم السالبة
المتواطئة على مصالح الأطباء ، إننا لعلى يقين بأن هذا الإتحاد إنما يبغي سرقة حقنا الأدبي، و قطف ما سهرنا
لغرسه آناء الليل وأطراف النهار.. و نحن في هذا المقام نعلن أن هذا الإتحاد إنما يلفظ أنفاسه الأخيرة، و إننا
لعلى إقتلاع جذوره لقادرون...و لا نكشف سراً إذ نقول أننا بدأنا فعلياً في جمع التوقيعات لسحب الثقة منه ، وهو
ماسيكتمل في الأيام القليلة المقبلة..

إننا نؤكد بانفتاحنا على كل حل عادل ، أن كل جهد مخلص لنصرة قضايانا هو ضالتنا أنى وجدناها ، كنا أولى الناس
به.. إن إضرابنا بحمد الله يسير بإيقاع ثابت، و يمضي إلى غاياته الأكيدة , و هي إحقاق حقوق الأطباء التي طال
إنكارها عليهم من تحسين لبيئة العمل وللأوضاع المعيشية و المهنية ..

و اليوم نعلن لكم قرارنا بتمديد الإضراب بشكل مفتوح دون سقف مالم تتم الإستجابة لمطالبنا بقرار لا لبس فيه و لا
تسويف قبل ختام اليوم السابع و الأخير من الإضراب الحالي.. كما نعلن عزمنا على الدخول في خطة تقضي بسحب فئات
الأطباء(( الإمتياز، العموميين، النواب و الإختصاصيين )) تدريجياً ، إنتهاءاً إلى تقديم الإستقالات الجماعية
للأطباء.. كحل أخير لكل من يلقي السمع و هو شهيد..

لكم كل التجلة و الإحترام و أنتم تملئون الصدور فخارا و شرف و تنتصرون على المرجفين و المهددين
و أولي الغرض