و بدأت الشرارة الأولى ..... ثورة ثورة حتى النصر !!!

Quote: جنوب الوجع الخرافي استيلاقايتانو هو مسلسل الموت المجاني .. ينفذ بدم بارد ليس لشئ سوى أنك من قبيلة معينة ، ومن ثم تصدر الأحكام ومن ثم يأتي عدم قبولك – شكلاً ومضموناً-. الصراع القبلي في جنوب السودان هو جرح مفتوح ونازف ونار تحرق الأخضر واليابس وتخطف أرواح ناس يُعتمد عليهم للأخذ بيد الجنوب الخارج تواً من حرب أتت على كل شئ ، فكما يموت الناس هناك ، تموت الحقائق هنا ولا يُشبع خبر صغير يمر عبر شريط أسفل الشاشة في قناة أخبارية - عطشك الدامي من أجل الحصول على التفاصيل ولو مجرد أن تعرف أن هناك ما يستحق أن يموت من أجله أكثر من مائة وستين إنسان هكذا (سمبلة ساكت) ولا يسعك سوى أن تقلب تلك الجملة (في إشتباكات قبلية) على كل أوجهها ولا تخرج سوى بمزيد من الألم ويشغل رأسك الكثير من الهموم والتي لا تستطيع أن تتركها وتتدمدم تنوم وأنت تحس في أعماقك أن مسقط رأسك ليس بالخير الذي تظنه وأن أخيك أو أمك أو أبوك أو جدك أو أحد أقربائك سوف تسمع عنهم ما يفجعك. ومن المؤسف أن يصبح الإقتتال القبلي شئ عادي في نظر المسؤولين وربما كل ما يريد قوله المسؤول هو محاولة أبعاد أسباب الإقتتال عنه ، بالقول أن الحروب بين القبائل شئ عادي في الجنوب حتى قبل مجئنا.!! كيف يصبح الموت قتلاً عادياً ؟ في ظل فشل نزع السلاح من المواطنين وكيف تنزع سلاح من مواطن لا يحس بالأمان سوى من عوامل خارجية مثل جيش الرب أو داخلية مثل قبيلة معادية أو نهباًَ من العصابات التي بينهما عاداءات قديمة؟ كيف يسلمك سلاحه وأنت لم تشعره بالأمان وتحسسه بالحماية المطلوبة ولم تعطيه ضمانات الحياة دون أن يموت مغدوراً؟ يجب أن يسأل المسؤولون أنفسهم في الجنوب أسئلة حقيقة عن أسباب القتال بين القبائل ومحاولة حلها حل جذري. بدل أن تعلق إخفاقات المسؤولين على عاتق تجار الأسلحة ومروجي الحروب وهذا لا ينفى مساهمة هذه الجهات في النزاعات القبلية ولكن إذا لم يجد هؤلاء أرض خصبة لنمو الفتن لبارت تجارتهم وإذا كانت أرضية التعايش السلمي ثابتة بين القبائل إذا تمت المصالحات الجادة بينهم لما صمدت الإستفزازات القبيلة التي ينتج عنها إطلاق رصاص على أحدهم ومن ثم إنخراط الكل في دوامة الغارات القبلية ، وضياع الأرواح ، ومن الصعب أن تقنع إنسان - قُتل من يحب أمام عينيه- بأن ينسى ويغفر .. يصبح ذلك أكبر تحدى خاصة إذا طلب من شخص عادي في إدراكه ويعتمد في حياته على التفاعل المباشر ورد الفعل السريع دون إعمال العقل والمنطق الذي في الغالب قد أعماهما الغضب والحقد والإنتقام. وتبدأ الحلول دائماً عندما نسأل أنفسنا أسئلة حقيقية ومباشرة ومحاولة الإجابة عليها ، كما تسأل هامش البلاد الآن المركز ، بكل ما تحمل من قوة وقسوة ، تسأل عن الإستعلاء والتهميش وعدم العدالة والمساواة والسلطة والثروة ، والآن نحصد الأجوبة في شكل إتفاقيات والإعتراف الضمني بالحقوق والسعى الجاد لتغير السياسات وخطف ثمرات التعايش السلمي على أسس جديدة ، هل ما بين القبائل المتناجرة ما هو أعمق وأشد من ما كان بين الشمال والجنوب وكنقيضين رغم وجودها (أي القبائل) في كتلة واحدة إذا جاز التعبير من حيث الجغرافيا والثقافة والعرق؟ هل خلافات المتشابه أقوى وأشد من خلافات المختلف؟ ربما !!!. اجراس الحرية