و بدأت الشرارة الأولى ..... ثورة ثورة حتى النصر !!!

Quote: هناك فرق آخر العلاج (الكَي) ..! منى ابو زيد قبل سنوات ـ عندما كنت على أعتاب القفص إياه! ـ قالت صاحبة مركز تجميل العرائس .. وهي ترمقني بنظرة الصانع الخبير الذي يضع درج التصنيف الاجتماعي لـ (المشتري) .. قبل تقييم الجهد الذي سيبذله في (صقل القطعة) : ـ "العريس محلِّي و لا مغترب ؟! " .. تضاحكت صديقاتي في مماحكة .. بينما حاولتُ أن أغلف ضجري بالدخول في (دور العروس) ..! إنما فات علينا أن السيدة المعتادة ـ بحكم مهنتها ـ على ضجر العرائس ومماحكة الرفيقات، لم تكن تنتظر إجابة بالمعنى المفهوم .. فسارعت متبرعة بسرد إحدى حكاياتها المدخرة لإنعاش مزاج الزبائن وتمضية الوقت ..! وهكذا .. بلا مقدمات - وعلى طريقة رواة السيرة الهلالية في المقاهي الشعبية – روت على مسامعنا وهي تعقد حاجبيها على نحو يوحي بالخطورة .. الحكاية التالية .. (.. يومها كنت أقف في انتظار زوجي بصالة الوصول بمطار أبو ظبي عندما اقتربت مني شابة جميلة في مقتبل العمر .. سألتني أن أساعدها في الاتصال بزوجها الذي ظلت تنتظر قدومه لساعات .. لا أثر أو خبر ..! وعندما ألححت في السؤال عن مدى ثقتها في علمه بوصولها .. قالت بأنها أخطرته بقدومها عن طريق الفاكس الخاص بمكتبه في إحدى شركات أبو ظبي الكبرى حيث يعمل مهندساً .. لأنه موضوع لحاقها به كان مثار جدل .. حسمته هي بفرض سفرها عليه .. كأمر واقع ! بعد أن ظللنا نحاول الاتصال بأرقام هواتف الزوج دون جدوى .. اقترحتُ عليها أن ترافقني إلى بيتي .. وهناك على مائدة العشاء عرفت قصة العروس .. كانت تؤدي مهامها الوظيفية بأحد البنوك ذات صباح خريفي .. عندما وقف الرجل طالباً سحب بعض مدخراته المالية الوفيرة .. مظهره الأنيق سهل مهمة (كيوبيد) على نحو عملي يليق بإمرأة تكسب عيشها من حساب الأموال .. فتم الزواج سريعاً .. دونما " شورة " أو سؤال ..! بعد أن صدق حدسي واكتشفنا زيف العنوان ـ والكلام ما يزال للسيدة الثرثارة راوية الحكاية ـ اقترحت على زوجي أن يقوم بالبحث عن العريس الهارب، بمساعدة صور الزفاف التي كانت بحوزتها .. وبعد جولة لا بأس بها بين بيوت (العزابة) .. ظهرت الحقيقة .. عرفنا مكان وهوية العريس الذي تبين أن لا يعرف عن الهندسة إلا اسمها .. لأنه ببساطة يعمل غسال ملابس بأطراف مدينة أبو ظبي .. فأوصلنا العروس المخدوعة حتى باب بيته المتهالك .. ثم ولينا الأدبار ..! ثم بعد مرور عام .. قابلت العروس المخدوعة في أحد الأسواق مصادفةً .. كانت تبدو في أحسن حال .. على كتفها رضيعة جميلة .. وحول معصميها أساور ذهبية كثيرة وثمينة .. أدهشتني مظاهر الثراء التي كانت بادية عليها .. فسألتها لماذا لم تعد أدراجها إلى السودان ..! حدثتني بفخر أنها تعمل بجهد وتكسب مالاً وفيراً .. فلماذا تعود ؟! .. سألتها بفرح : ـ (بالله اشتغلت ؟! .. كويس والله .. في ياتو بنك) ؟! .. أطلقت ضحكة ساخرة ـ لن أنساها ما حييت ـ قبل أن تهتف في حبور .. ( بنك شنو ؟! .. شغالة مع زوجي .. غسيل ومكوة ) ..! ـ (...........) ! التيار