تتابع جبهة المقاومة السودانية الحملة العسكرية التي تشنها مليشيات النظام البائد في السودان ضد القرى الآمنة في جبل مرة بوسط دارفور فيما تزعم هذه المليشيات إن هجومها على المدنيين هناك جاء ردا على هجوم قامت به قوات حركة عبدالواحد وسط صمت مطبق من المجموعات المتفاوضة للمساومة في جوبا و تكتم إعلامي من قبل الإعلام الرسمي للحكومة الإنتقالية في السودان، الأمر الذي يعكس حقيقة نوايا الطرف الحكومي و عدم جديته في إحراز سلام حقيقي خارج نطاق سياسة الأنظمة البائدة التي تهدف إلى إضعاف قوى الثورة من خلال إستيعابها لبعض المجموعات الراغبة في التنصب و التي تتمسك فقط بقضايها الذاتية أو كما أسماها حكومي بارز في وفد الحكومة المفاوض "مجموعات الأهداف المتواضعة"، حيث لا ترى هذه المجموعات الهجوم على جبل مرة في مناطق كترونق و غيرها أثناء الحديث عن ملف الترتيبات الأمنية مع الطرف الحكومي أمر ذات أهمية. و مع أن نظرة قوى الحكومة الإنتقالية في السودان على قضايا الحرب و السلام لا تختلف كثيرا عن نظرة الحكومات السابقة لها بما فيها حكومة نظام البشير و ما قبلها، إلا أنه يظهر أن هذه القوى لا تدرك حساسية الوضع السياسي الراهن و مدى أهمية تحقيق سلام حقيقي بعيدا عن المساومات الجزئية، كما أنه عليها أن تدرك - خصوصا إذا كان أمر الحرب و السلام ليس بيدها - أن إحداث حالة من الإختلال الأمني سواء أكان ذلك مع قوى الثورة أو مع أي من دول الجوار و خصوصا الشقيقة إثيوبيا يهدف إلى خلق أجواء تمكن الذين بيدهم أمر الحرب و السلام من السيطرة على السلطة، سيما بعد أن أدركت هذه الجهات أن الحرب الخارجية مكلفة جدا، حتى و لو بقيت أجزاء واسعة من السودان تحت الإحتلال الأجنبي كما في حلائب و شلاتين، لذا كان الحرب على المواطنين العزل في جبل مرة أمر في غاية السهولة لأجل خلق مورد سياسي يمكنها من تحقيق أهدافها في الإستمرار في السلطة و هو ما تخطط له القوى المضادة للثورة. كما أن التصعيد غير المبرر مع الجارة الشقيقة إثيوبيا و الحرب الدائرة الآن في جبل مرة هي امتداد لمحاولات زعزعة الأمن و الإستقرار وخلق الفتن بين المجتمعات السودانية من قبل القوى المضادة للثورة كما حدث في كسلا و بورتسودان و القضارف و كادوقلي و الدامر في وقت سابق و ما يدور هذه الأيام في منطقة لقاوة بغرب كردفان. و بناء على ما تقدم فإن جبهة المقاومة السودانية تود ان تلفت انتباه قوى الحرية و التغيير و شريكها العسكري في الحكم الانتقالي بأن السيطرة على المزيد من المواقع أو كل المناطق المحررة لا يمكن أن يجلب السلام البتة، كما تحمل جبهة المقاومة السودانية الحكومة الإنتقالية و أطراف التفاوض في جوبا، مسئولية أمن و سلامة المواطنين في جبل مرة، و تجدد في الوقت ذاته موقفها الرافض لأي مساومة غرضها التنصب على حساب حياة المواطنين، كما تجدد جبهة المقاومة السودانية موقفها الثابت من عملية السلام التي تتطلب تشخيص المشكل السوداني قبل الحديث عن حلول مجافية للواقع و بعيدة عن جوهر الأزمة السودانية التي تتطلب بالدرجة الأولى معالجة قضايا الهوية و العدالة و العلمانية و قضايا الحكم و الأجهزة الأمنية و التي تهدف برمتها إلى إعادة هيكلة الدولة بما يضمن وقف الحرب و بناء السلام و الإستقرار.
محمد صالح رزق الله المتحدث الرسمي بإسم جبهة المقاومة السودانية التاريخ ٧ يونيو ٢٠٢٠م
العنوان
الكاتب
Date
بيان من جبهة المقاومة السودانية حول هجوم القوات الحكومية على جبل مرة
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
بيانات سودانيزاونلاين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست