في يوم الجمعة الموافق 4 أكتوبر 2019م، أقامت منظمة نسوة بلندن في اجتماعها الأسبوعي الراتب ندوتين في برنامج واحد، الأولى كانت عن صناعة النسيج في السودان والثانية عن الوضع الراهن في السودان. وقد شهدت الندوة حضوراً كبيراً من السينيورز والشباب من الجنسين واحتشدت بهم القاعة، وقد كانت مشاركة الجنس اللطيف كبيرة في النقاش ورائعة في الضيافة حيث قمن كعادتهن بتقديم كل ما لذ وطاب من مأكولات ومشروبات للحضور وبعد ذلك القيام بنظافة الصالة والمطبخ وهذا عمل شاق ومجهد يشكرون عليه. قدمت الفعالية الأستاذه سهير شريف أمين عام منظمة نسوة بلندن فشكرت الحضور على استجابتهم للدعوة، ثم شكرت الضيوف الذين شرفوا الندوة ومنهم وزير الخارجية في الانتفاضة وحرمه وسعادة سفير السودان ببريطانيا والأستاذ أنور علي الحسن عبدالله وشقيق الأستاذ جعفر فضل والأستاذ مصطفى الإعلامي العراقي والأستاذ أحمد التجاني وآخرين لا يسع المجال لذكرهم. ثم قدمت الأستاذه سهير السفير فاروق عبدالرحمن ليدير الندوتين. تحدث في الندوة الأولى المهندس المرموق كمال العوض عن صناعة النسيج في السودان وقد عاصرها في عصرها الذهبي حتى اضمحلالها وزوالها. قال المهندس كمال: إن مصنع النسيج السوداني الأمريكي لصاحبه المليونير الأفريقي الأمريكي جون ثيودركلوبلوس تم افتتاحه العام 1962، ومساحته الكلية 105 فداناً. والمصنع مكتمل المراحل من غزل وتحضيرات نسيج ونسج الأنوال والتطريز والطباعة إلى غير ذلك من المراحل.وطاقته التصميمية 14700 طن من الغزل و50 مليون يارده سنوياً. تحول المصنع إلى مصنع النسيج السوداني في العام 1967م، بواسطة الدكتور خليل عثمان ضمن شركة الخليج العالمية كاستثمار خليجي كويتي. وفي السبعينات ارتفع الانتاج إلى 80 مليون يارده سنويا. وكان يعمل في المصنع 13 ألف عامل، يقدم لهم المصنع خدمات مجانية منها الترحيل والعلاج والتدريب والملابس والبعثات الخارجية وغيرها. ومن الكفاءات السودانية التي عملت بالمصنع في منصب المدير العام كل من السادة إبراهيم منعم منصور ودفع الله الحاج يوسف ومحمد سيدأحمد سوار الدهب. وبعد قيام إنقلاب الإنقاذ قام السيد صلاح كرار ببيع المصنع بمبلغ 30 مليون دولار أمريكي ووجدت به قطع غيار في صناديق المستودع قيمتها 25 مليون دولار. وأضاف المهندس كمال بأن صناعة النسيج تعتبر من أقدم الصناعات التي مارسها الإنسان واشتهر السودان بانتاج أجود الأنواع من القطن ويعتبر الدولة الثانية في انتاج القطن سابقاً بعد جمهورية مصر. وقد بدأت زراعة القطن في دلتا طوكر وجبال النوبة، وصناعة النسيج من أقوى الصناعات، ويعد من الأستثمارات ذات الجدوى الاقتصادية العالية بما تعطيه من قيمة اضافية للمواد الخام في انتاج (الزيوت والأعلاف) ولها دور هام في ترجيح الميزان التجاري. وأول مصنع افتتح في السودان كان في العام 1945م، في مدينة أنزارا بجنوب السودان، وقد انتشرت في شمال السودان صناعة النسيج اليدوية للفراده في شندي والنوراب (مصنع كمال الدين). ثم تعرض المتحدث بعد ذلك للمشاكل التي حدثت بعد توقف مصنع النسيج السوداني من تشريد للعمال وإفقار لألاف الأسر التي كانت تعيش من وراء العمل في مصنع النسيج السوداني. وقد استفادت دول عديده من الكفاءات التي كانت تعمل في هذا المصنع. وفي بداية القسم الثاني من البرنامج قدم السفير فاروق عبدالرحمن السفير إبراهيم طه أيوب، وزير الخارجية في الانتفاضة ليتحدث عن الوضع الراهن في السودان بصفته قادم من السودان ومن المشاركين في الثورة التي اقتلعت النظام البائد، كما أنه أحد المشاركين في ثورة أكتوبر المجيدة وانتفاضة أبريل وله خبرة طويلة في العمل الوطني والدبلوماسي والدولي، وقد عانى الكثير من الحكومات الدكتاتورية بسبب نشاطه الوطني. بدأ السفير إبراهيم طه أيوب، وزير الخارجية في الانتفاضة، حديثه قائلاً: بأن هناك تخوف من بعض الناس مما سيحدث ومن عودة النظام البائد وأضاف بأن هذا التخوف لا مبرر له فإن الثورة مؤمنة بالشارع الذي جاء بها وهو الذي يقرر مع الحكومة المستقبل الباهر للسودان بالرغم من الظروف غير الطبيعية التي يمر بها حالياً، وتحدث عن ثورة أكتوبر وقيام جبهة الهيئات بكل شيء وأن الأحزاب لم تشارك فيها ولا في الثورة الحالية وليس لها أي دور في الثورتين. وقد كان من رأي ألا يعطى للأحزاب أي دور في المرحلة الأولى لذا استبعدنا الأحزاب وهو ما يحصل الآن. وعن الاتحاد الأفريقي قال إنه قدم تحذيراً للمجلس العسكري بتسليم السلطة للمدنيين في ظرف ثلاثة أسابيع ثم تم تغيير المدة إلى شهرين. وذكر إبراهيم بأنه طلب من مندوب الاتحاد الأفريقي تعريف الحكومة المدنية من وجهة نظرهم، فكان الرد بأن أي حكومة يقبلها الشعب هي حكومة مدنية. وذكر طه بأن هناك جهات إقليمية كانت لها مصالح وتحالفات مع النظام البائد تحاول إعادته. وأضاف أن المندوب الموريتاني جاء السودان لتسليم السلطة للمدنيين ولكنه عمل تحالف بين المدنيين والعسكريين يتحكم فيه الأخيرين بكل شيء. ولكنه متفائل بأن الشارع يقف مع الثورة. وأنه عرف أن الوطنيين في الجيش لن يفرطوا في الثورة لأنهم كما فهم منهم تضرروا كثيراً من النظام البائد. وعن رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب فإن ذلك كما عرف هو يتطلب من تسعة إلى تسعة عشر شهراً ولن يحصل في القريب العاجل. وعن الحكومة الحالية ذكر بأن لها برنامج جيد لكنس آثار النظام البائد ولكنها تحتاج لبعض الوقت إذ أن هنالك الكثير من الدمار والفساد الذي استمر لمدة ثلاثين عاماً ولا يمكن إزالته بين يوم وليلة وعلى الشعب الذي تحمل النظام الدكتاتوري ثلاثين عاماً أن يعطي الحكومة فرصة لتقوم بواجباتها وهي لديها الكثير من الكفاءات للقيام بعملها. بعد ذلك فتح باب النقاش والأسئلة التي أجاب عليها السفير إبراهيم. وإنتهت الفعالية بعد أن قضى الحضور ليلة ليلاء، وانصرفوا على أمل اللقاء مرة أخرى في نادي السينيورز الذي تنظمه منظمة نسوة. وقد شكر الحضور هذه المنظمة خاصة الشابات اللائي لم يقصرن في توفير الراحة والخدمات للحضور. A��
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد علي ـ لندن
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست