تراقب حركة جيش تحرير السودان /المجلس الانتقالي بعين فاحصة ما يدور علي الساحة السياسية السودانية و بالأخص ما يحدث في ربوع دارفور ، فمنذ السطو علي الثورة السودانية من قبل مجموعة الهبوط الناعم وحلفائهم في اللجنة الأمنية و مليشيات الجنجويد والحركة الإسلامية وأحزاب النخب النيلية ، فلم يتوقف مسلسل الدم المراق في دارفور يوما واحدا ، وبالأخص بعد تكوين حكومة الإنقاذ ( 2) و تهافت رفاقنا في الجبهة الثورية نحو المناصب و استغلال قضايا الشعوب العادلة من أجل الكسب الرخيص ، فأزدادت حدة العنف في دارفور بوتيرة متسارعة ، واستخدمت مليشيات الجنجويد شرعيتها فصارت لا تخشي أحدا و اوغلت في غيها بالقتل والاغتصاب و ترويع للمواطنين العزل المسالمين وارتكاب المجازر مجزرة تلو الاخري ، ولم تحرك ما أطلق عليها حكومة الثورة للفترة الانتقالية ساكنا ، و لكن العجب العجاب رفاقنا في الجبهة الثورية و الذين ملاؤوأ الدنيا صياحا و ضجيجا بالسلام الشامل العادل فلم يهشوا حتي ذبابة ، رغم انهم في حالة مستمرة من الاستنفار و إجتماع يعقبه إجتماع ، وكأن الوضع لا يعنيهم في شئ ، وكل همهم ان يكسبوا رضاء سيدهم الجديد ، فإن صرحوا فمحتوي تصريحهم لا يتعدي الملآمة والتذكير ، علي نهج و نمط المنظمات الخيرية و التي تنصح كل الأطراف بضبط النفس و وقف التصعيد . فسؤالنا لرفاقنا في الجبهة الثورية ، أي سلام تسعون له ؟ ، و مع من سوف تعقدون اتفاقية سلامكم هذا ؟ و باسم من سلامكم ؟ و لمن ؟ الوضع في السودان لم يتغير قيد أنملة بالنسبة لأهل دارفور ، بل هنالك محاولة منكم لسرقة قضية اهل دافور و استغلالها لمصالحكم الشخصية من مناصب و محاصصة مع سلطة الانقاذ ( 2 ) كما فعلتم في الماضي القريب فلم ينيب أهل دارفور من فعلتكم الماضية إلا مزيدا من القتل والاغتصاب والتجويع والذل والمهانة ، و من هنا نعلمكم ونعلنها لكم رفاقنا ان شعب دارفور ليس يتما ولا مجهول الهوية و لا قاصرا حتي تتبنونه فمن خلفه رجالا لا يخشون في الحق لومة لائم . و نقدر عاليا مواقفكم و دورك النضالى فيما مضى من الزمن وهذا حق نلتموه بما قدمتموه من تضحيات وهو حق محفوظ و لن ينكره أحد عليكم ، ولكن حينما يصبح هم الرفاق المساومة بالثورة وقضايا الشعوب فلم يعد لهم حظ مع شعوبهم التي لم تزل ترزح تحت القهر والقتل والاغتصاب والاستبداد و الاستعباد ، فالشعوب باقية و الوظائف لن تدوم و التاريخ لا ولن يرحم من باع القضية وتنكر للمبادئ الثورية و دنس تاريخية بالخيانة . فالقضية هي القضية الي ان تنال شعوبنا حقوقها العادلة و ان طال الزمن ، والثورة مستمرة وأن تبدل الرفاق ، وطريق الثورة التحررية شائك وملي بالمنعرجات و المنعطفات ، و الرفاق الصامدين سيكملون المشوار ولن تلن لهم قنا الي ان تشرق شمس الحرية و الانعتاق و يقبر الظلم والاستبداد.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة