* لم تتنازل يوماً عن المقاومة وظللنا نثابر في ميادينها المختلفة
* تشكيل الحكومة الحالية يفضح أكذوبة ابتعاد المؤتمر الوطني عن الحكم!!
* تجمع المهنيين أوضح أسباب اعتذاره عن اجتماع باريس!!
* لا يمكن للحوار أن يتم تحت ظل سيف البطش والتنكيل بالخصوم السياسيين!!
* هذا هو تفسير شعار (تسقط بس)!!
في حوار مع (الجريدة) اجاب خلاله على العديد من النقاط الساخنة، تلك المتصلة بالحزب أو تحالف (نداء السودان)، وضع رئيس حزب المؤتمر السوداني عمر يوسف الدقير، العديد من النقاط على الحروف، وذلك بعد أيام على خروجه من المعتقل، في وقت لا يزال عدد من عضوية حزبه بين القضبان، مابين رفض لقاء الرئيس البشير وزيارة السفير البريطاني في الخرطوم واجتماع باريس، طرحنا العديد من الأسئلة على الدقير، والذي أجاب عليها بكل اريحية.
حاوره: عبدالهادي الحاج
** خرجت مؤخراً من المعتقل، حمدلله على سلامتك، كيف تقييم هذه التجربة؟ الله يسلمك، أنا بخير والحمد لله، الخروج من المعتقل هو حق وليس هبة من النظام، لكنه حق منقوص، لأني تركت خلفي عدداً كبيراً من المعتقلين الذين لم يفعلوا غير المطالبة بالحرية والحياة الكريمة، أدعو شعبنا وأنصار الحرية في العالم أجمع لتصعيد الضغط على النظام لإطلاق سراحهم دون قيد أو شرط. ** لماذا بادر حزبكم بإصدار بيان برفض لقاء الرئيس البشير معك بعد إطلاق سراحك، رغم أن ذلك لم يُعلن رسميا؟ بادر الحزب بإصدار البيان بعد تسريب إعلامي عن الزيارة قبل أن أصل منزلي، كان واضحاً أن الغرض من هذا التسريب هو زعزعة الثقة في، وبين، منظومات قيادة الثورة، سبق وأن قلنا في غير ما مرة أن النظام غير جاد لمقابلة استحقاقات الحوار الحقيقي، وهو لا يعرف غير المراوغة سبيلاً ولم يقرأ من كتاب فقه السياسة إلا فقرات المرواغة والمناورة ، ليس لدينا باب يمكن أن يدلف منه النظام إلى ما ينال من صلابة التزامنا بشعار (تسقط بس) الذي طرحه الشعب السوداني ، رأى الحزب أن يرد بضاعة النظام إليه قبل أن يتحول الأمر إلى معركة من معارك طواحين الهواء التى تصرفنا عن واجبات الثورة. ** ما هو تعليقكم على الحكومة الجديدة التي أعلنها رئيس الوزراء محمد طاهر إيلا الأربعاء الماضي؟ لا جديد في هذه الحكومة، لقد أعلنت رأيي فيها بعيد إعلانها وقلت أن تشكيلها يعكس تجاهل النظام للأزمة الوطنية الشاملة وازدراءه للشعب السوداني واستخفافه بمطالبه ، هذه حكومة محاصصة سياسية - يسيطر عليها المؤتمر الوطني - وليست حكومة كفاءات كما يشاع، وهي حكومة لتعميق الأزمة وليس لحلها لأن الشيء من معدنه لا يُسْتغرَب ، الأزمة لا يحلها استبدال أحمد بحاج أحمد، وإنما يحلها الإستجابة لإرادة الشعب المطالِب برحيل النظام لمصلحة سلطة انتقالية تَعْبُر بالوطن إلى بر الأمان وتقوده على درب الخلاص بإرادة جماعية. ** لكن المؤتمر الوطني يقول إنه لم يعد حزباً حاكماً، وأن الحكومة الحالية هي حكومة كفاءات؟ تشكيل الحكومة الحالية يفضح أكذوبة ابتعاد المؤتمر الوطني عن الحكم، إذ أنه احتفظ برئاستها والنسبة الأكبر من مقاعدها - والباقي للموالين له - بجانب احتفاظه برئاسة الجمهورية والهيمنة شبه المطلقة على البرلمان واستمرار سيطرته على كل مفاصل الدولة من خلال سياسة التمكين الحزبي البغيضة ، المؤتمر الوطني حزبٌ مستولد بأنبوب في رحم الدولة، وظل منذ ولادته يعيش على الرضاعة من ثديها ، وإذا كان حَمْل الجنين وفصاله "ثلاثون شهراً"، كما ورد في القرآن الكريم، فإن ثلاثين عاماً لم تَكْفِ المؤتمر الوطني من الرضاعة من ثدي الدولة ولا تزال شفتاهُ تتلمّظ للمزيد. ** لماذا لا تستجيبون لدعوات الحوار التي أطلقتها الحكومة وتجلسون معها لإيجاد مخرج لأزمة الوطن؟ لا يمكن للحوار أن يتم تحت ظل سيف البطش والتنكيل بالخصوم السياسيين، ولا يمكن لعاقلٍ أن يقبل دعوات الحوار الحكومية ومئات المعتقلين في عتمة الزنازين وقانون الطواريء يحرم أي نشاط سلمي معارض ، وقبل ذلك فإن شعبنا قد حسم أمره وهو الآن يحاور النظام بالمقاومة الجماهيرية السلمية في الشوارع، ويتمسك بالمطالب التي حواها إعلان الحرية والتغيير وحشدها تحت عنوان رحيل النظام وتسليم مقاليد الأمور لسلطة مدنية انتقالية يقودها عقل وطني جماعي ، نحن نقف بإيمانٍ وصلابة مع مطالب شعبنا ولن نحيد عنها. ** حزب المؤتمر السوداني وبريطانيا علاقة متينة، دفعت سفير الثانية بتسجيل زيارة لك بعد اطلاق سراحك، هي زيارة لها دلالاتها ما تعليقك؟ هذه فرصة لشكر السفير البريطاني وكل سفراء البعثات الدبلوماسية الذين تكرموا بزيارتي بعد إطلاق سراحي ، الشكر ايضاً لرموز الفكر والإعلام والسياسة والنشطاء وجميع السودانيين الذين طوقوني بالمحبة ، ظلت أواصر التواصل مع المجتمع الدولي والمؤتمر السوداني نابعة من قناعتنا بأن مقاومة النظام مقاومة شاملة تعني ألا نترك ميداناً لنبارزه فيه الا ودخلناه ، ندرك أن أحد ميادين المقاومة السلمية هو المجتمع الدولي والاقليمي، لذلك ظللنا من خلال التواصل الدبلوماسي ننقل رؤي حزبنا ونستقطب الدعم لقضية لشعبنا في المنابر الدولية والإقليمية على أساس الالتزام بالقيم الإنسانية من حرية وديمقراطية وحقوق إنسان وحريات - من أجل العبور إلى سودان مستقر يوفر حياةً كريمة لجميع أهله، ويساهم في ترسيخ هذه القيم وفي دعم الامن والسلم على مستوى الإقليم والعالم. ** نداء السودان سوف يجتمع في باريس، وانتم جزء رئيس في التحالف، ماذا تتوقع أن يخرج به الإجتماع بخلاف التأكيد على إسقاط النظام؟ هدف الاجتماع ليس التأكيد على إسقاط النظام، لأن هذا مفروغ منه ولا يحتاج إلى اجتماع ، هدف الاجتماع هو تعزيز فرصه وتمتين العمل المشترك بين قوى إعلان الحرية والتغيير والترتيب الجيد للفترة الانتقالية. ** الهبوط الناعم اصبح مصطلحا مكرورا، وفي أغلب الأحيان وصمة عار في وجه القوى السياسية، إلى أي مدى يمكن أن يساهم اجتماع باريس في تكرار ما قبل 19 ديسمبر؟ إذا كان المقصود بالهبوط الناعم هو مشاركة النظام في السلطة لمساعدته في إعادة إنتاج نفسه بنسخة أخرى دون تغيير سياساته فقد كان ذلك من أيسر الأمور على نداء السودان، ولكنه لم يفعل ذلك وظل ملتزماً بمطلب التغيير الشامل وتأسيس وضع انتقالي كامل ، ليس هنالك هبوط ناعم ولا يحزنون ، قوى نداء السودان - وتحديداً المؤتمر السوداني - لم تتنازل يوماً عن المقاومة وظللنا نثابر في ميادينها المختلفة ونساهم بما نستطيع من أجل الوصول لما يحدث الآن ، الآن هنالك ثورة تغيير مطالبها واضحة فصّلها إعلان الحرية والتغيير الذي وقعت عليه قوى نداء السودان - ضمن كيانات معارضة اخرى - وشاركت في صنعه وعملت على الأرض على دعم مطالبه وقضاياه ولا مجال للمزايدة في ذلك. ** برايك لماذا رفض تجمع المهنيين، وهو حليفكم في تحالف قوى التغيير والحرية، الحضور لباريس؟ تجمع المهنيين أوضح أسباب اعتذاره عن اجتماع باريس في بيانين صادرين عنه ، أرجو أن أؤكد أن تجمع المهنيين، وكل القوى الموقعة على إعلان الحرية والتغيير، تعمل بتناغم فيما بينها وتدير نقاشاتها وتتخذ قراراتها بروح الفريق الواحد والهدف المشترك. ** إلى أي مدى تعتقد أن قوانين الطوارئ قد ساهمت في اخماد الإحتجاجات؟ بالعكس، ساهمت فى تأجيج الاحتجاجات ، بعد إعلان الطوارئ اتسعت رقعة المظاهرات داخل أحياء العاصمة وغيرها من المدن، وظلت مستمرة رغم اعتقال ومحاكمة أعداد كبيرة من المشاركين فيها. ** خاض الشعب السوداني تجارب عدة في ما يتعلق بالعصيان المدني، ماهو تقييمك لتجارب العصيان خلال الفترة الأخيرة الماضية؟ أعتقد أن التقييم إيجابي ، هذا نظام جثم على صدور شعبنا لمدة ثلاث عقود مارَس خلالها مستوىً غير مسبوق من ثنائية الاستبداد والفساد، ومكّن حزبه الحاكم من السيطرة الكاملة على كل مؤسسات الدولة، ولذلك فإن هزيمته بالمقاومة السلمية بحاجة إلى مثابرة وأساليب متنوعة ، ومع ذلك كانت هناك استجابة مقدرة للعصيان المدني الذي دعت قوى إعلان الحرية والتغيير لتنفيذه يوم الأربعاء الماضي، ونعتبر ذلك خطوة جيدة في طريق التعبئة وتراكم فعاليات الحراك الجماهيري السلمي وصولاً لحسم الصراع لمصلحة التغيير الذي ينشده الشعب السوداني. ** الشعار الأكثر ترديداً خلال الاحتجاجات الحالية هو (تسقط بس)، ماذا يعني هذا الشعار؟ هذا الشعار صاغته الجماهير الثائرة في الشوارع، وهو شعار يُعبِّر عن إرادة التغيير ، كلمة "بس" تعني ألّا خيار غير رحيل النظام، ولكنها أيضاً تتضمن إرادة إعادة البناء على أسسٍ جديدة وسليمة ، كما أن مفهوم التغيير أشمل من المطالبة بإسقاط النظام وإزاحة تشكيلة جهازه السياسي والإداري من سدة الحكم ، المطلوب إسقاطه - مع النظام - هو المفاهيم وأنماط التفكير والسياقات التي أفرزت النظام بشخوصه وسياساته ومكّنتهم من إفساد الواقع، لأن النظام وشخوصه وسياساته يمكن أن يُعاد إنتاجهم إذا لم تسقط معهم جملة المفاهيم والسياقات التي أفرزتهم. الجريدة
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
صحيفة الجريدة السودانية
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست