التحية لشعبنا الثائر ضد الظلم والطغيان، المطالب بحقه في العيش الكريم، التواق للعدل والحرية والكرامة.
ثلاثة عقود مضت ووطننا الحبيب السودان يعاني من عدم الاستقرار السياسي والانهيار الاقتصادي والانفلات الأمني في ظل نظام جانح وإقصائي، نصّب نفسه وصياً على الشعب والدين والوطن. وبسبب سوء إدارته للبلاد والفساد المالي والإداري وانعدام الشفافية واتباع سياسات غير رشيدة فقد تعرض الوطن خلال هذه العقود الثلاثة إلى استنزاف موارده البشرية والمادية، وخراب مؤسساته القومية الوطنية، ودمار مشاريعه الزراعية الكبرى، وتردٍ في الخدمات الصحية والتعليمية، وانهيار البنية التحتية التي كان اقتصاد البلاد يرتكز عليها. أما الخدمة المدنية فقد حُطّمت بتشريد الكفاءات نتيجة لاتباع سياسة التمكين. كما أن جنوح النظام وتبنيه شعارات مستفِزة وسياسات حمقاء تجاه العالم الخارجي أدت لعزلته دولياً وسياسياً واقتصادياً. كما فشل النظام في معالجة المشاكل والأزمات الداخلية بتبنيه الحلول العسكرية مع إثارة العصبية الدينية والنعرات الإثنية والقبلية والجهوية والتي نتج عنها انفصال البلد إلى دولتين تعانيان الحروب والأزمات الاقتصادية، مع اندلاع حروب جديدة جعلت بعض أجزاء الوطن تحت الوصاية الدولية، ورئيسه معزول دولياً. كل ذلك فاقم الأزمة الاقتصادية وزاد من معاناة المواطن ووضع الدولة على حافة الانهيار. فتفجر الشارع ثائراً في وجه الظلم ومطالباً بحقوقه في الحرية والعدالة والعيش الكريم، والذي جابهه النظام بالقمع والقتل في المواكب أو بالتعذيب داخل المعتقلات. ونحن كفئة من مكونات الشعب السوداني لسنا بمنأى عن مطالبه بإسقاط النظام القائم الآن وتكوين حكومة انتقالية تفضي إلى دولة القانون والحكم الراشد المستند على مبادئ الحرية والعدالة والمساواة على أساس المواطنة.
وعليه نحن الموقعون أدناه:
1. نرفض أعمال القتل والعنف والاعتقالات والتعذيب التي تمارسها قوات النظام الأمنية ضد شعبنا الذي خرج في تظاهرات سلمية مطالباً بحقه في الحرية والعدالة والعيش الكريم.
2. نقف صفاً واحداً مع أسر الشهداء وذويهم، ونطالب بالقصاص ممن تورط في أعمال القتل والعنف ضد الشعب السوداني. ونطالب فوراً بإطلاق سراح كل المعتقلين من المتظاهرين والسياسيين، والإعلاميين، والنشطاء الحقوقيين، والطلاب، والمهنيين، ومنهم زملاؤنا المهندسون، الذين لا يزالون قيد الحبس التعسفي.
3. نعلن تأييدنا ودعمنا للمبادرة الصادرة عن أساتذة جامعة الخرطوم في يناير 2019م، وإعلان الحرية والتغيير الصادر عن تجمع المهنيين السودانيين والقوي المتحالفة معه في الأول من يناير 2019م.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة