اقامت الجالية النوبية جبال النوبة ببريطانيا حفل عشاء فاخر فى احد مطاعم لندن الفاخرة والفخمة يوم الاحد الموافق الثالث عشر من يناير الجارى تكريما للدكتور توم كتينا الامريكى على قام قام وما يقوم به فى جبال النوبة جنوب كردفان فى خدمة شعب جبال النوبة من علاج وعلميات جراحية للرجال والنساء والاطفال ضحايا الحرب الدائرة للاكثر من عقدين من الزمن الذين اصابتهم القنابل وصواريخ الطيران الحربى التابع للنظام الرئيس عمر البشير الذى كان يقذف الابرياء العزل فى مدنهم وقراهم ومدارسهم ومزراعهم وحتى هم سائرين فى الطرقات. ولم توجد مستشفى او حتى شفخانة يمكن ان يلجوا اليها للعلاج الا ان جاء الدكتور توم كتينا من أمريكا واقام هذا المستشفى الصغير والوحيد وسط الادغال والغابات من اجل شعب جبال النوبة فى جنوب كردفان. قد ضحى هذا الرجل العظيم بكل ما يملك حتى حياته الكريمة فى امريكا وجعل من نفسه كباش فداء. لا يخشى الطيران الحربى السكاوى الروسى الصنع الذى يحلق فوق راسه يوميا ليلا ونهارا يرمى القنابل والصورايخ فوق روؤس المواطنين الابرياء وكان يشاهد كل ذلك من داخل مستشفاه الصغير وهو يؤدى واجبه الانسانى تجاة النوبة الابرياء الذين اختارهم وفضلهم على حياته الكريمة فى امريكا ليضع حياته تحت رحمة الطيران الحربى الذى يقذف كل جبال النوبة يوميا دون توقف . لقد اسقط الطيران الحربى قنابل وصواريخ مرات عديدة بالقرب من مستشفاه الصغير الذى هو دائما بداخله يجرى العمليات الجراحية الخطيرة على المواطين الذين سقطوا من جراء القذف الطيران ففهيم من فقدوا حياتهم رجال ونساء واطفال وفيهم من كانت جراحهم بليغة وخطيرة للغاية. ولكنه كان يقوم بواجبه رغم الامكانيات القليلة والمحدودة للغاية التى كانت بحوزته. ولكنه رغم هذا الشح فى الامكانيات لم يقصر فى القيام بواجبه اطلاقاً.لم يبخل بوقته اطلاقاً لهولاء المواطين الابرياء الذين راء نفسه جزءاً منهم ولايمكن اطلاقاً الفرار وتركهم وحدهم انما قرر البقاء مهما بلغ الوضع من الخطورة. لانه دفع حياته مسبقاً فى سبيل هولاء المواطنين الابرياء. فظل مقاوما قويا شجاعا جسوراً لايخشى لومة تلائم . كهذا هو الدكتور توم كتينا الذى اختار جبال النوبة جنوب كردفان موطناً ثانياً له واتخذ من شعب جبال النوبة اهله حتى تزوج منهم واصبح منهم. الدكتور توم كتينا يعرف تاريخ وحضارة شعب جبال النوبة وكما يعرف ايضا انهم منحدرون من الامم النوبية القديمة كوش وايضا الاسرة الخامسة والعشرون التى حكمت مصر بوادى الملوك جنوب مصر. كما ان العالم باسره على معرفة تامة بان حضارة مصر خرجت من رحم حضارة النوبة بلاد النوبة سودان اليوم. ولا شى يخفى عليه حيث انه ملماً بتاريخ السودان. نعود الى تفاصيل حفل العشاء الفاخر والكريم كان لوحة جميلة زينها الاطفال الذين جعلوها اكثر جمالاً ورونقاً وبهاء. وبعد ان تناول الجميع العشاء حيث كنت من ضمن الحضور الذى قدم اسمى ايات الشكر والتقدير والمحبة والعرفان للدكتور توم كتينا بما قام وما يقوم به تجاة اهلهم فى جبال النوبة. هناك ما وصفه بانه انسان يحمل بداخلة الانسانية وانه بطل حقاً. وهناك من فقد الكلمات التى يمكن ان يعبر ويصف بها هذا الرجل العظيم فكانت الدموع اصدق تعبير. وهناك من قال له لقد وهبت حياتك مهراً فى سبيل شعب جبال النوبة فانت تستحق كل الاحترام والتقدير. اخيراً قال الدكتور توم كتينا معقباً على ذلك شاكراً الجميع على هذه الحفاوة والكرم النبيل والتقدير الكبير الذى ألتمسه من ابناء شعب جبال النوبة ببريطانيا لهذا الاستقبال الكريم والعظيم باقامة حفل عشاء تكريما له ومضى قائلاً انه ماضى بما يقوم به فى جبال النوبة من تقديم العون الى المواطنين الابرياء المحتاجين للعون انه باقى ولم يتخلى عن النوبة مهما كانت الظروف وانه سوف يبذل قصار جهده فى خدمة شعب جبال النوبة. ولكنه يريد ان يحل السلام ربوع السودان كله حتى ينعم شعب جبال النوبة العزيز على نفسى بالسلام والرخاء والازدهار والنماء وايضا مستقبل زاهر ومشرق للاجياله القادمة انه لشعب كريم . وقبل ان ينفض الحفل الصغير المتواضع عانقنا بعضنا البعض ثم تمينا له كل التوفيق فى علمه فى جبال النوبة فى ذلك المستشفى الصغير وان يبارك الله فيه واسرته وما يقوم به من عمل انسانى من اجل اهلنا فى جبال النوبة جنوب كردفان. والله ولى التوفيق.
هذا الدكتور الأمريكي كتينا .. والعائد للتو من جبال النوبة .. لابد أن الدهشة أو بالأصح الصدمة قد قتلته عند رؤيته هؤلاء الذين راءهم في هذا المطعم الذي كما وصفه الكاتب أفخر وأرقي مطاعم لندن !! أيعقل أن يكون هؤلاء المنعمون منتفخي الجضوم والكروش هم من نفس المنطقة التي ذهب ليعالج أهلها الفقراء نحيلي الأجساد وهزيليها؟؟؟!! أيعقل أن يكون (هؤلاء) المتاجرون ب(أولئك) لا يختشون ولا يستحون؟؟!! ما بال (هؤلاء) الضاحكين المقهقهين اللاهين يزدردون طعام هذا المطعم اللندني الفاخر بنهم وشراهة غريبة .. بينما الذين يدعون أنهم أهلهم هناك رأيتهم بعيني يمضغون صفق الأشجار ليسدوا رمقهم !!
هذا الدكتور الأمريكي لم يكن يريد جزاء ولا شكراً دع عنك عشاء فاخراً في أفخر وأرقي مطاعم لندن !! لكنها كانت مناسبة أتاحت له أن يدرك نفاق هؤلاء المنعمين المتاجرين بأهلهم المساكين وقضاياهم ويقبضون ثمن ذلك دولارات وإعانات ومساكن وعشاوات في أفخر وأرقي مطاعم لندن !!
ولابد أن هذا الطبيب قد خرج ليلتها من هذا المطعم اللندني الفاخر !!يضرب كفه عجباً مما رأى (هنا) ممن يدعون أنهم من (هناك) !! ولعلها ستكون آخر عهده بهؤلاء المنافقين .. ولن ينجر مرة أخرى وراء دعاويهم الكاذبة ونفاقهم الحقير!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
سليم عبد الرحمن دكين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست