التحية لجموع الأطباء على امتداد وطننا المترامي والتحية للجنة الأطباء المركزية، ولتجمعات الأطباء في المهاجر المختلفة، لتماسكهم وصلابتهم ووقفتهم خلف مطالبهم العادلة، من أجل تحقيق خدمات طبية وعلاجية تليق بالإنسان، ولإنحيازهم الراسخ والمتجدد لجماهير شعبنا، ووعيهم العميق بمأساته، وكذلك لموقفهم المهني والأخلاقي أثناء فترات الإضراب. والتحية كذلك، للزميلات والزملاء الذين تعرضوا للإعتقالات والإستدعاءات المتكررة وللإستجواب، ولكل الذين تعرضوا لمختلف صنوف الضغوط، فلم يساموا أو ييأسوا ولم تنكسر شوكتهم . والتحية مقرونة بالعرفان لجماهير شعبنا لتفهمها العميق لدوافع ومسببات الإضراب وللتعاطف الشامل والتضامن الواسع مع الأطباء في معركتهم العادلة، ولابد من التحية أيضا لتنظيمات المهنيين والعاملين والمعلمين وللأحزاب السياسية ولمنظمات المجتمع المدني لمؤازرتهم لنا، وللتجاوب والتضامن، واعتبار قضية الصحة قضية مجتمعية عامة. إن إطلاق سراحنا لم يكن منة من أحد، ولا تفضلا من سلطة أو أي جهة تدعي الإنتصار الزائف بتحقيق الإفراج عنا، كما يدعي ما يسمى إتحاد الأطباء، بوق السلطة المرفوض والبعيد عن قضايا الأطباء وقضية إنهيار الخدمات الصحية، فهذا التنظيم الشائة يبحث له عن أرضية وموقع مفقود وسط الأطباء، إن ما تحقق جاء نتيجة لوقفتنا الصلبة والتضامن الواسع مع الأطباء من قبل جماهير شعبنا وتنظيماته. وبالرغم من إطلاق سراحنا فإن القوانين المقيدة للحريات والتي تم اعتقالنا بموجبها ما زالت سارية المفعول، حيث ما زال العشرات من خيرة بنات وأبناء شعبنا من السياسيين والنشطاء رهن الإعتقال والمحاسبة لا لجرم ارتكبوه وإنما لجهرهم بالحق، ولوقوفهم خلف مطالب شعبنا المشروعة في الإنعتاق والحرية والعيش الكريم، كما أن الأجهزة الأمنية والقمعية التي اعتقلتنا ما تزال تمارس أبشع الإنتهاكات في حق الشباب والنساء والطلاب العزل، وتحرمهم من أبسط حقوقهم الدستورية والإنسانية. ياتي الإفراج عنا في وقت تمر فيه بلادنا بظروف قاسية وعصيبة نسبة لإنهيار الدولة التام، وتفاقم الأزمة الاقتصادية الطاحنة، جراء إستمرار النظام في إنتهاج سياسة التحرير الاقتصادي بزيادة أسعار المحروقات والمواد الغذائية، وتحرير سعر الدولار بالنسبة لإستيراد الدواء، مما أدى إلى الإرتفاع الجنوني لأسعار الأدوية، والتي تعجز معظم شرائح المجتمع من شرائها، مما يفاقم من الوضع الصحي المنهار أصلا، وفي هذا لابد من التوجه بالتحية والتقدير لزملائنا الأطباء والصيادلة لمواقفهم الجسورة والمناهضة لإرتفاع اسعار الدواء. إن القضايا التي ناضلنا وأضربنا واعتقلنا من أجلها ما زالت ماثلة وحية تنتظر التحقيق، كما أن الإنجاز الذي تم يتطلب تحقيق مزيدا من وحدة الأطباء وتمتينها، وبهذه المناسبة فإنني أتوجه بهذا النداء إلى جميع الأطباء بمختلف توجهاتهم السياسية، ومشاربهم الفكرية، وبمختلف قطاعاتهم المهنية، ومواقعهم الأكاديمية، وبمختلف تنظيماتهم أن نستنفر كل الجهود والطاقات، ولنعمل سويا من أجل تحقيق وحدة الإرادة والهدف، تحت المظلة الجامعة لنقابة أطباء السودان بوصفها الوعاء الأوسع والشامل، منتهجين أقصى درجات الممارسة الديموقراطية وأوسع المشاركة القاعدية من أجل استعادة العمل النقابي المستقل، ومن أجل تطوير الخدمات الطبية والإرتقاء بالمهنة، ومن أجل السلام والديموقراطية، وحتى نستعيد تاريخ الأطباء الحافل بالبذل والتجرد والعطاء. عاشت وحدة وصمود الأطباء د. أحمد الشيخ نقيب الأطباء 23-11-2016
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
بيانات سودانيزاونلاين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست