قال المفوض العام لمفوضية العون الإنساني أحمد محمد آدم، إن المحتويات البرامجية لخطة الإستجابة الإنسانية للعام 2016م، بين حكومة السودان والأمم المتحدة، جاءت منسجمة لحد كبير مع خطط وإستراتيجيات حكومة السودان ورؤيتها لكيفية إدارة العمل الإنساني وتنسيق الاولويات، وتحديد آلياته، والفاعلين، وتحديد طرق الوصول للمستفيدين في كل مناطق السودان التي تحتاج إلي المساعدة. وأضاف في تدشين إطلاق الخطة أمس بقاعة الصداقة أن خطة الإستجابة لهذا العام تتبني خيار إستخدام معايير الهشاشة لتحديد إحتياجات الأشخاص بدلاً عن الحالة، وعليه بدلاً من الإفتراض أن جميع الاشخاص النازحين هم من المحتاجين بسبب كونهم نازحين فقد جري ترتيب للاوليات المنقذة للحياة وإجراءات حماية الاشخاص المعرضين للمخاطر حسب الأولوية وحسب الحالة، موضحاً بأن الخطة تستهدف علي وجه الخصوص أربعة ملايين وستمائة ألف شخص، من مختلف القطاعات المتأثرة بما في ذلك اللاجئين من دولة جنوب السودان ومن الدول الأخري مقارنة بـ 5.4 خلال العام 2015م، الأمر يعكس تقدم في الوضع الإنساني في السودان. وقال آدم أن هذه الخطة تجئ بمبلغ إجمالي قدره 952 مليون دولار تشمل كل القطاعات في الصحة والتعليم، والمساعدات الغذائية، والمياه وإصحاح البيئة، والحماية الإجتماعية، واللاجيئن وغيرها من القطاعات، ويشارك في تنفيذها 80 من الشركاء، 13 منظمة أممية من وكالات الامم المتحدة ومكاتبها، و37 منظمة وطنية، و30 منظمة أجنبية، مشيراً إلي إرتفاع عدد المنظمات الوطنية علي حساب المنظمات الاجنبية، وقال إن هذا الأمر يؤكد إهتمام الدولة بتعزيز قدرات المنظمات الوطنية وأن يكون لها دور كبير في تنفيذ الأنشطة الإنسانية في السودان. لافتاً إلي أن خطة هذا العام شاملة لبرامج ومشاريع هادفة تهدف إلي تعزيز وتقوية مرونة المجتمعات المتاثرة والمستهدفة مما يدعم جهود الحكومة في إيجاد الحلول المستدامة لتلك المشاريع ويستنهض عزائم المواطنين والمكونات المحلية للتصدي للحوجات الإنسانية في المستقبل، وقال أن التحول المدروس والممنهج من الإعتماد علي الإغاثة إلي مسارات الإنتعاش والتنمية هي إستراتيجية حكومية بالغة الاهمية، مثمناً تضمين كل ذلك في الخطة ، ويري أن الجهد يحتاج الي مزيد من الاستكمال والتوسع حتي ينتقل من الاغاثة إلي إعادة الاعمار والتعافي المبكر، وشدد آدم علي أن قيادة وريادة مسؤلية الدولة للعمل الانساني لهي من صميم وقيم ومبادئ العمل الدولي وهو خيار إستراتيجي لحكومة السودان علي جميع المستويات وكافة الأصعد الإتحادية والولائية والمحلية، وأضاف لا يعني ذلك عدم العمل في شراكات، بل وبكل تأكيد يدعم التنسيق مع الأمم المتحدة والفاعلين الآخرين مما يسهل التنظيم لعمليات الوصول الي جميع المحتاجين في كل مواقع السودان. وأشار إلي أن الخطة وضعت معالم واضحة وتحتاج إلي متابعة وتقييم مشترك بين حكومة السودان ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات المنفذة للتمكن من رصد كل المتغيرات التي تحدث اثناء التنفيذ، الأمر الذي يمكن من تطوير الآداء من خلال المتابعة المشتركة التي تعزز الشراكة، وتدعم في ذات الوقت تنفيذ الاعمال بما يحقق المصلحة للمجتمعات المستهدفة في المجالات المختلفة علي المستويين الإتحادي والولائي، مؤكداً علي تقديم حكومة السودان لكافة التسهيلات اللازمة والمطلوبة لتنفيذ الخطة، وقال سنعمل يد بيد مع زملائنا في الأمم المتحدة والمنظمات حتي يتحقق التنفيذ المطلوب لهذه الخطة لمصلحة المواطن السوداني، وأضاف نسعي من خلال هذه الخطة أيضاً لتعزيز منظماتنا الوطنية لأننا نعتقد أنها هي الأقرب إلي المواطنيين والأقدر علي الوصول إليهم في الوقت المناسب، والأقل تكلفة في عمليات التنفيذ، مشيراً إلي عدم وجود حواجز ثقافية ولغوية تواجهها ولا تحتاج إلي تأشيرات، الأمر الذي يدعو إلي تعزيز دور المنظمات الوطنية في الخطة، مؤكداً علي العمل معاً من اجل انسان السودان وتحقيق الخطة وأهدافها المرصودة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة