الحضور الذي طغي عليه الطابع الشبابي في الليلة السابعة لخيمة الصحفيين التي تنظمها طيبة برس بفندق ريجينسي، كان متفاعلاً بالنقاش والمداخلات في موضوع الليلة الذي حمل عنوان "السوشيال ميديا.. نعمة أم نقمة"، وقدمت الليلة الإعلامية شذي عبد العال التي استضافت كل من مدير المركز القومي للمعلومات المهندس محمد عبد الرحيم يس، بالإضافة إلي الصحفي عادل إبراهيم "كلر"، ومدير إدارة الولايات بالمركز القومي للمعلومات الأستاذ صبري محمد أحمد، والمدون والناشط مروان الكنزي، وتغنت في الليلة الفنانة آمنة حيدر التي قدمت باقة من الأغنيات للحضور المتعطش للسماع. وابتدر الحديث المهندس محمد عبد الرحيم يس بقوله إن دورهم في المركز القومي للمعلومات هو إنفاذ مشروع الحكومة الاليكترونية ليكون التعامل عبر الكمبيوتر والهواتف الذكية، ويضيف بأن الإنتقال من العمل الإليكتروني إلي الهواتف الذكية شكل واقع جديد وطرح اسئلة مهمة حول مدي جاهزيتنا لهذا الواقع، وقال نريد أن نصل من خلال هذا النقاش الي المسار الصحيح، مشيراً إلي عدد من الخدمات الإليكترونية التي أطلقت مؤخراً بالاضافة إلي البنيات التحتية لهذه الخدمات من شبكات مملوكة للقطاعين العام والخاص، وقوانيين وتشريعات، وقال إن هذا العام سيشهد تطور في التعامل بالدفع الإليكتروني بطريقة منظمة، بالإضافة إلي الدفع بالموبايل، مؤكداً علي دور الإعلام في تبصير الناس بالخدمات التي تقدم. وتحدث الصحفي عادل إبراهيم عن إستخدام السودانيين لوسائل التواصل الإجتماعي وتعاظم هذا الإستخدام في العشرة أعوام الأخيرة وتأثيره في التغيير الإجتماعي، وفي ثورات الربيع العربي، وقال نحن في السودان لسنا بمعزل عن هذا، واورد إحصائية حديثة تؤكد علي علو كعب "الميديا" الحديثة علي التقليدية، تقول بأن 33% من سكان العالم يستخدمون الإعلام الجديد، ويشير عادل إلي تراجع النشر الورقي لصالح النشر الإليكتروني، ويقول بأن الوسائط الحديثة المتمثلة في وسائل التواصل الإجتماعي علت من قيم التضامن، والنواحي الإنسانية والعدالة وإعطاءها زخماً كبيراً، لجهة ان المجال التقليدي محتكر للحكومة ويخضع للرقابة المباشرة، وخضوع تدفق الأخبار للرقابة ومزاج المعلن والمؤسسة. وقدم الأستاذ صبري محمد أحمد عرض تقديمي عن وسائل التواصل الإجتماعي ونشأتها وتطورها بالاضافة إلي إيجابياتها وسلبياتها، والتي قال عنها بأنها أصبحت منصة إنطلاق للإنسان ولأفكاره، معتبراً أن إيجابياتها أكثر من سلبياتها في تسهيل التواصل وتبادل المعلومات وإتاحة التعليم من المنزل، فيما تتمثل سلبياتها في الإدمان وتسببها في ضعف العلاقات الإجتماعية، مطالباً التعامل معها بحذر فيما يتعلق بالخصوصية وقال بأن جهات ومخابرات استفادت من هذه الوسائل. وتحدث مروان الكنزي عن شبكة سودانيون مدونون بلا حدود وأقسامها المختلفة، وأضاف بأن الشبكة قامت نسبة لتعامل العالم بصورة واسعة للانترنت، وقال الكنزي ان وسائل التواصل الإجتماعي استخدمت في الأعمال الخيرية والتطوعية التي نفذها الشباب في السنوات الماضية ولاقت ثقة كبيرة كمبادرة شارع الحوادث، ونفير، بالإضافة الي إستخدام هذه الوسائل في حملات التضامن والوقفات الاحتجاجية، فضلاً عن إستخدام الحركات الشبابية وبعض الاحزاب السياسية لها، وقال بأن الفيس بوك وفر مصداقية بين الناس خاصة في الأعمال التطوعية والخيرية. وفيما يتعلق بالاثار السلبية لوسائل التواصل الإجتماعي يقول عادل إبراهيم إنه كصحفي مهموم بالأخلاقيات إن ممارسة النشر في فترات متباعدة ترقي لتكون ظاهرة جزء منها مخالفات أخلاقية وجرائم معلوماتية، وأضاف أن الصحف بها حارس بوابة بينما الباب في وسائل التواصل الإجتماعي مفتوح علي مصراعيه، واشار الي عدد من التجاوزات مثل نشر بعض الحركات المسلحة لصور الأسري، وتعدي بعض المجموعات في الفيس بوك علي البيانات الشخصية والحياة العاطفية لبعض الاشخاص. فيما يقول الكنزي إن الفيس بوك أصبح سوق لبعض المستخدمين في عرض منتوجاتهم كطلاب الفنون الجميلة في صفحاتهم، بالاضافة إلي مجموعات أخري مثل بيع وشراء السيارات، ويري الكنزي إن قوي مدنية جديدة قامت من خلال الفيس بوك، وفتحت نوافذ واسعة لحرية الرأي والتعبير في وسائل التواصل الإجتماعية كصفحة حلايب سودانية، وقال بأن الفيس بوك سيحدث تغيير كبير في المستقبل في كافة مناحي الحياة في السودان، وحول القوانين والحماية الخاصة بوسائل التواصل الإجتماعي وغيره، تحدث صبري محمد أحمد عن قانون جرائم المعلوماتية لعام 2007م؟، وتجديده في العام 2015م، نسبة لتسارع تطور التقنية، وقال إن كثير من الجرائم التي تتم في وسائل التواصل الإجتماعية تصل لها الأجهزة المختصة في زمن وجيز، وقال بأنهم يتصدون لآلاف محاولات الاختراقات للمواقع السودانية، وأشار إلي ضعف المحتوي السوداني في الإنترنت.
الإعلامية شذي عبد العال وهي تفتح باب النقاش لمداخلات الحضور تؤكد بأن وسائل الإعلام الجديدة أصبحت أكثر ثقة من الوسائل التقليدية، ودعا الأمين العام للجمعية السودانية لحماية المستهلك د. ياسر ميرغني، في مداخلته بتجديد مبادرة "دعه يقف عندك"، وعدم نشر أي مقطع فيديو أو صورة فيها إنتهاك لخصوصية الناس أو إنتهاك للإطفال، وقال ميرغني إن مافيات السوق تستخدم الفيس بوك بوك كساحة حرب غير شريفة. واختتم الليلة المهندس محمد عبد الرحيم يس بالرد علي عدد من المداخلات، وأشاد بالنقاش الذي دار في الليلة، ووصف النقاش الذي دار بالثر وقال إنه يجعلنا علي الأقل أن ندعو للتفكير سوياً.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة