في شعر تخلل الأسئلة وأسئلة تخللت الشعر بخيمة الصحفيين...
روضة الحاج وإيمان أدم، بمعية أصوات شابة في إنه صوتي أنا.
بدت الليلة السادسة لخيمة الصحفيين التي تنظمها طيبة برس بفندق ريجينسي أمس الأول، مختلفة بعض الشئ بضيوفها وحضورها الكثيف الذي تنادي للاستماع والاستمتاع بالدفق الانساني والانسكاب الروحي لاصوات نسائية وضعت بصمتها في عالم الشعر. الليلة التي حملت عنوان "إنه صوتي أنا"، وادارتها الشاعرة إيمان أدم وتقدمتها الشاعرة روضة الحاج، والشاعرات رشيدة أدم، ووداد عثمان، وسميرة البلوي، وتغنت فيها الفنانة هدي عربي، بدأ فيها الأُنس الذي ابتدرته إيمان أدم بأسئلة تخللت الشعر وشعر تخلل الاسئلة، متسائلة ما إذا كان هناك إبداع نسائي وآخر رجالي بهذه التقسيمة التي تضع خط فاصل بين الاثنين، وتري الشاعرة وداد عثمان أنه لا يوجد شعر نسائي وشعر رجالي بل هناك شعر، و أن تفريق الناس للشعر بهذا الشكل ليس بالامر المقبول، وقالت بأن الناس يشتركون في جوهر واحد، وقدمت قراءات شعرية، واعقبتها الشاعرة رشيدة أدم التي قالت بأن الكتابة نفسها انثي وقرأت قصيدة تمجد الانثي والمرأة، اما الشاعرة الشاعرة سميرة البلوي فقالت "نحن أكثر صدقاً من الرجال في الشعر". فيما تري الشاعرة روضة الحاج التي ابدت سعادتها بالليلة والحضور ان السؤال قتل بحثاً في كليات الآداب ومنتديات الشعر، وقالت انا أؤمن بأن هناك شعر نسائي وآخر رجالي بفهم ان المرأة تنظر للحياة بزاوية تخصها، وتري الحياة بعينها برؤية مخالفة للرجل، واضافت نحن نتفاعل مع الحياة بشكل يختلف عن الرجال، وزادت قائلة أبصم بالعشرة علي نص ينبئ ان كاتبته امرأة دون أن تلجأ الي تاء التأنيث، وقرأت روضة الحاج عدد من القصائد الشعرية، وطرحت إيمان أدم سؤالاً آخر عن التمييز الإيجابي للمرأة والي اي مدي يمكن ان يؤثر في الإبداع؟، وتقول رشيدة أدم ان المرأة تجاوزت ان تحتاج الي دعم وهي اقدر بأن تقف لوحدها، وهي تشكل نصف المجتمع وتلد النصف الآخر. اما سميرة البلوي فتري ان الانحياز للنص علي اساس ان الكاتبة أنثي قد يكون هذا الامر عنف، وقالت بأن النص يقيم بمقدار الجمال الذي فيه سواء كان الكاتب ذكر ام أنثي. اما روضة الحاج فتقول من المؤكد ان الشاعرة تماضر بنت عمرو السّلمية "الخنساء"، تغزلت ، لكن الراوي انتقي رثائها لاخيها صخر، واضافت بأن الخنساء مورث عليها تمييز وهي تدخل خيمة النابغة الذبياني، وتري روضة بأن المجتمع السوداني متقبل للإبداع النسائي، وان المتلقي السوداني اكثر وعياً واستضطردت قائلة بأن هذا لا يعني ان الآخر اقل وعياً، وتقول روضة بأن المجتمع السوداني لم يعرف "الحكواتي"، بشكله التقليدي، لكن عرفنا الساردة الشعبية "الحبوبة، والعمة، والخالة"، وانفتحت مخيلتنا علي الصورة التي ترسمها. اما السؤال الذي أختتمت به إيمان أدم الليلة فكان عن النقد الموضوعي، والسؤال المتكرر عن من يقف وراء هذا النص؟، وتري وداد عثمان ان التفكير عن من وراء النص يعتبر إخلال بالنص، وعندما يكون النص قوياً يكفي بأن يقطع اي خيال عن من وراء النص، وتضيف سميرة ان في المجتمع من يصرون علي معرفة من وراء النص بشكل محرج، وحكت عن قصة واجهتها حول ذات السؤال وبالحاح شديد. اما روضة الحاج فتري ان هذا السؤال ثقيل ولا يخدم النص، ولا يفيد المتلقي، ويهزم النص هزيمة بالغة بحساب بسيط هو ان الحياة نفسها مهما طالت لا تكفي لهذه الإحتمالات، وان دفتر شعر واحد يلخص تجارب لآلاف من البشر، وقالت بان الروائيات متعبات بهذا السؤال اكثر من الشاعرات لأن كل قصة تتحول الي سيرة ذاتية لصاحبتها وهو امر بالغ الحرج، واضافت بان هناك نظرية موت الكاتب التي تشير الي ان الآخرين سبقونا بقرون ضوئية، وزادت قائلة من الأولي ان يموت هذا السؤال أذا كنا نتحدث عن موت المؤلف، وتري روضة الحاج ان الشعر الغنائي يتحمل هذا التفسير وهذه القصص، لكن الشعر الفصيح يتعاطي مع فضاء غير هذا لذلك لا يصلح هذا السؤال. واختتمت الليلة بمقاطع شعرية قصيرة من قبل الشاعرات. وقالت روضة الحاج التي ابدت سعادتها بالليلة والحضور، هذه هي اول مرة اشارك القراءة الشعرية مع شاعرات في بلدي، وهذا امر مؤسف.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة