ماذا تبقى من مشاريع عامة وخاصة ليبيعها هذا النظام، بل ماذا تبقى بعد أن ذهب الجنوب وشعبه مهرا باهظ الكلفة لثمن البقاء في السلطة؟، لأن الحديث المرسل دون فعل حقيقي لوقف هدر جغرافيا وتاريخ هذا البلد الجريح لم يعد ذا جدوى، بعد أن تم بيع كل مقدرات وثروات الشعب السوداني داخل وخارج الأرض لصالح المنظومة الطفيلية الخائنة للوطن والشعب، ومحاولة بيع جامعة الخرطوم ما هي إلا عنوان جانبي في كتاب مؤامرة بيع كامل تراب الدولة السودانية بالتجزأة. فمنظومة الإسلام السياسي لا تعني لها الدول بحدودها شيئا إلا باعتبارها هدفا أوليا أو عقبة لا مناص من تدميرها وعبورها بغية تحقيق الغاية النهائية المرجو الوصول إليها، وهي مشروعها الوهمي المتمثل في دولة الخلافة الإسلامية المزعومة. إن محاولات النظام التراجع الظاهري وتضارب تصريحات وأقوال قياداته حول بيع جامعة الخرطوم ما هي إلا التطبيق العملي لسياسة التقاط الأنفاس، التي تؤكد فوق كل شك بأنه بات في أضعف حالاته، ولا يقوى على المواجهة، فعلى القوى الحية أن تواصل في نضالها ومقاومتها لهذا النظام المتهالك حتى إسقاطه، وتصفية مؤسساته الخربة، فالقضية لم تعد قضية جامعة الخرطوم أو غيرها من المرافق العامة، بل قضية وطن بكامله يحتضر، وقضية شعب لم يعد يقوى على إحتمال سياسة المزيد من البطش والتنكيل والتجويع وكتم الأنفاس. إن زواج المتعة بين المال الحرام وحاجة النظام لكسب ود قوى الأمن الباطشة تفرض عليه الاستمرار في نهج الحصول على المال بأيسر الطرق وأسرعها، فمشروع بيع جامعة الخرطوم، وما تبقى من مشاريع قومية سيتم تأجيلها مؤقتا لحين اهتبال الظرف الذي يناسب النظام لتنفيذ سياسته التدميرية بحق الوطن والتي لن يستطع التخلي عنها وإن رغب في ذلك. إن مواصلة نهج الإبادة الجماعية لا يقتصر على أهالي دارفور وجبال النوبة وجبال الإنقسنا، فللإبادة وجه آخر يتمثل في الإبادة الثقافية والمعرفية والفكرية وإفناء المؤسسات والبنى السياسية والاجتماعية للشعب السوداني، وما جامعة الخرطوم وغيرها من المؤسسات التعليمية إلا وعاءً حاملا لكل تلك القيم، فتدميرها يعني تدمير الشعب السوداني وإبادته. فعبء الدفاع عن جامعة الخرطوم لا يقع على عاتق طلبتها وعامليها وأساذتها وحدهم، بل قضية قومية تهم الشعب السوداني كله. وتأسيسا على ما سبق تؤكد الجبهة السودانية للتغيير الآتي:ـ 1ـ تثمن عاليا الملاحم البطولية التي سطرها أبناء وبنات جامعة الخرطوم للذود عن جامعتهم، وإفشال مخطط بيعها، الأمر الذي أجبر النظام على التراجع. كما نثمن عاليا دور الحركة الطلابية لتصديها المتواصل للديكتاتورية والشمولية باعتبارها رأس الرمح في تفجير الانتفاضات وقيادتها. 2ـ إطلاق سراح جميع المعتقلات والمعتقلين من طلبة جامعة الخرطوم، وجامعة الفاشر الصامدة وجامعة الإمام المهدي وغيرها من الجامعات دون قيد أو شرط. 3ـ إن النظام قد بات معزولا، وفي حالة من الضعف والهوان، وعلى القوى السياسية ممثلة في تنظيماتها المختلفة تصعيد مقاومتها لإسقاطه. 4ـ على المستثمرين الأجانب الكف عن الدخول في مغامرات شراء ممتلكات الشعب السوداني. فالأنظمة زائلة والشعوب باقية، ولن يفرض الشعب السوداني في ممتلكاته بل سيستردها بكافة الطرق. 5ـ تعلن تضامنها الكامل مع قضية طلبة جامعة الخرطوم وكل الحركة الطلابية السودانية، وتقف معهم في خندق واحد حتى إسقاط النظام وبناء دولة الديمقراطية والمساواة. المجد لشهداء الحرية والديمقراطية عاش كفاح الشعب السوداني الجبهة السودانية للتغيير 16/ أبريل/ 2016
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة