يتأكد لنا كل يوم تجذر سياسات نظام المؤتمر الوطني الهادفة لمعاداة وقمع المرأة السودانية وتحجيم دورها وقهرها وكسر شوكتها، إذ أدخل هذا النظام القمعي الاعتقال التعسفي للنساء في الأدب السياسي السوداني، وهذا سلوك غريب ودخيل على قيم وتقاليد وأعراف المجتمع السوداني، ناهيك عن الدين الإسلامي الذي يدعي النظام أنه أتى لتطبيق تعاليمه. فقد نظم تضام...ن نساء السودان بالتنسيق مع لجنة التضامن وأسر الشهداء في الساعة الرابعة من مساء اليوم، وقفة احتجاجية بالمحطة الوسطى بمدينة بحري، من أجل التنديد بمقتل المواطنين في مدينة الجنينة والعباسية تقلي، ورفض التلاعب بأسعار السلع الأساسية وقوت الشعب، بالإضافة لمناهضة القوانين الهادفة لتكبيل الحريات. فما كان من رباطة جهاز الأمن إلا أن قاموا بضرب الناشطات بصورة وحشية حتى سالت دماؤهن، ومن ثم اعتقال كل من " الوالدة أحلام أم الشهيد هزاع/ الأستاذة سهير سعيد/ الأستاذة سحر أحمد/ الأستاذة فائزة الصادق/ الصحفية أمل هباني/ الأستاذة سنية الكركسي والأستاذة حنان محمد نور" واقتيادهن إلى جهة غير معلومة.
إن سلطة القتل والدمار والفساد اعتادت منذ أن سطت علي السلطة بممارسة العنف والتعسف الشنيع ضد نساء بلادنا. ولم تجد وسيلة لذلك إلا وسلكتها، مثل الحروب وكافة أشكال الضغوط التي حولت منهن لمشردات ونازحات ومعتقلات سياسيات. بينما كان يتعين علي السلطة الحاكمة ان تعالج معاناة النساء بدلا عن اعتقالهن وضربهن في معركة غير متكافئة بين نساء عزل ونظام قمعي باطش، كان عليهم الالتفات لمعاناة الشعب السوداني في ظل تضخم وارتفاع غير مسبوق في أسعار الغذاء والدواء وعجز في موازنة الدولة منذ شهرها الأول. لقد انكشف الآن زيف نظام المؤتمر الوطني بتشدقه لإتاحته للحريات العامة واطلاق سراح النشطاء السياسيين وهاهو اليوم يقوم باعتقال الناشطات لأنهن يطالبن بوقف القتل ويطالبن بمحاكمات عادل لشهداء هبة سبتمبر المجيدة.
إننا في التجمع العالمي لنشطاء السودان بمواقع التواصل الاجتماعي، نطالب بالإفراج الفوري عن جميع الناشطات المعتقلات دون قيد أو شرط، ونحمل جهاز الأمن المسؤولية الكاملة جراء أي أذى يلتحق بهن، وندعو كافة المنظمات الحقوقية الوطنية والاقليمية والعالمية بالتدخل والوقوف على هذا الانتهاك الخطير، ونؤكد في ذات الوقت أننا سنظل نطالب بكافة الحقوق السياسية والمدنية للنساء، كما نؤكد أيضاً بأن اعتقال النساء المناضلات لن يزيدهن ويزيدنا إلا إصراراً في المضي قدماً في سبيل التغيير الشامل لإعادة هيكلة الدولة السودانية، والتمسك بكافة الحقوق وعلى رأسها سيادة حكم القانون والتداول السلمي للسلطة واحترام التعددية السياسية والثقافية والاجتماعية واحترام حقوق الانسان، لأنها هي المخرج الوحيد لإنهاء الحروب والحفاظ على ما تبقى من السودان.
التجمع العالمي لنشطاء السودان بمواقع التواصل الاجتماعي الخرطوم الأربعاء 3 فبراير 2016
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة