|
|
 يا سلام شوفو هاشم كرار كتب شنو !
|
الخرطوم.. حين لا تستبين الطمأنينة إلا في ليل النباح!
حذرنا من الرصاص الضال في الخرطوم، ذلك الذي قلنا عنه انه يمكن ان يعوي، وينبح، ويحيل الخرطوم كلها الى مدينة من سعار.
ما حدث في مدينة المهندسين الضاحية الخرطومية الجميلة السبت الماضي من نباح للرصاص الضال افزع الآمنين كاد ليوشك ان يحيل الخرطوم كلها الى عاصمة «مسعورة». بداية القصة معروفة: عناصر عسكرية لمستشار الرئيس السوداني، (المتمرد) سابقا مني اركوي مناوي، فتحوا النار على الشرطة بعد حادث امني على مواطنين فاردوا ضابطا واثنين من الرتب الدنيا.
ذلك استهتار شنيع بالامن.
هذا ما يجب ان يفهم حتى ولو كان من فتح النار، من عناصر حماية الرئيس البشير.
بقية القصة متوقعة: حشدت الشرطة، وطلبت من عناصر مناوي تسليم انفسهم، غير انهم فتحوا النار مجددا.. وكان منطقيا ان ترد الشرطة النار بالنار، وكان بدهيا ان يسيل الدم، وكان لزاما ان تفرض الشرطة ـ في النهاية ـ هيبة الامن العام!
الرصاص الذي يمكن ان ينبح، ليس هو فقط الرصاص العشوائي، غير المشروع، الذي يتخفى في جيوب، او صناديق سيارات العامة، او في البيوت، الرصاص الذي يمكن ان ينبح، هو رصاص «العائدين» ـ للاسف ـ من اجل السلام!
يا. يا للسلام، المفترى عليه.
قلنا، ونكرر: كان خطأ فادحا (وغير مفهوما تحت اي سياق) ان يدخل (العائدون) بأسلحتهم الى الخرطوم، مثل هذه العودة (المسلحة) تقول شيئا كئيبا: الثقة لا تزال معدومة بين شركاء الاتفاق.. شركاء السلام.
الشخصيات المهمة، في اي دولة، تحرسها عناصر من امن هذه الدولة. عناصر منضبطة، ومتأدبة بمفاهيم الدولة، ومفاهيم «الامن»، ومفاهيم الانصياع للقانون.
العائدون بالسلام، لا يحرسهم الرصاص، وانما تحرسهم في المقام الاول «الثقة»، ويحرسهم الالتزام بالسلام،وتحرسهم الدولة.
اذا كان هذا المفهوم صحيحا، يبقى ما ليس صحيحا، وليس مفهوما، عودة كل هذا السلاح، في قبضة العائدين بالسلام، وللسلام، وهم يدخلون الخرطوم، ويبقى «الغلط»، في ان تسمح الدولة، لمثل هؤلاء، بمثل هذه العودة، بل وتسمح لغير عناصرها المعنية، بتوفير الحماية للشخصيات المهمة، بحماية هذه الشخصيات المهمة!
اطرح سؤالا: هل كان يمكن لعنصر حماية البشير، في اي «استراحة»ان تثور، وتضرب مواطنين ابرياء، حد تسبب الاذى الجسيم، ليس بسبب إلا بسبب حادث مروري بين سيارتين، شاء القدر، ان يحدث أمام تلك الاستراحة؟
وهل كان يمكن لعناصر حماية البشير، ان تفتح النار على الشرطة، ليس بسبب الا بسبب ان الشرطة، اسرعت لتتحرى في واقعة الضرب، انطلاقا من واجباتها، صميم واجباتها؟
ما حدث استهتار شنيع..
استهتار بالقانون..
واستهتار بالسلام.
استهتار، ينبغي مواجهته بالحزم، والحسم، وعزائم فرض هيبة الدولة ، ذلك باختصار لانه لا يمكن اطفاء النيران، في مناطق النزاع، لاشعالها في مناطق اخرى، بل في «العاصمة»، التي استقبلت العائدين بالسلام، وللسلام، بما يستحقونه من حفاوة.. ومن مناصب!
انزعوا السلاح الضال.
ذلك مطلب كل مواطن، ولا استثناءات، حتى لانصار البشير.
دون هذا الطلب، بداهة: سينبح الرصاص فـــي كـــل شـــارع، وزقاق.. ومن بيـــت لبيت.. وستحيل الخرطوم كلها، الى مدينة من نباح!
|
|
 
|
|
|
|
هجو الأقرع
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست