تداعيات في بلاد بعيدة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 07:12 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الأول للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-29-2007, 07:06 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تداعيات في بلاد بعيدة (Re: عبد الحميد البرنس)

    بعد طول قطيعة، وصلت خلالها العلاقة بين الجارتين إلى طريق اللاعودة ، قبلت فاطمة ضحى ذلك اليوم دعوة أمي لحضور حفل عيد ميلاد أختي الكبرى التاسع عشر، حيث كانت في انتظارها وهي تفتح باب الحوش الخارجي لبيتها في شرود مفاجأة أن تمحو غريمتها ما جرى هكذا ..... بكل بساطة ! .

    أجلست ْ أمي داخل الفرندة ، إلى يسار الثلاجة " كولدير " ، وعلى ذات المقعد الذي سيشهد المأساة ، ثم وقفت أمامها إلى اليسار قليلاً ، تماماً مثلما ستقف قبالته عند بداية تلك المأساة، قبل أن تحضر مقعداً ، وتجلس غير بعيد متطلعة إليها في برود وترقب ، امتصت أمي كل ذلك ، وهي تستعيد من ذهنها مقاطع من كتاب : " فنون حرب المجتمع " ، وحين لم تحرّك فاطمة ساكناً من آداب الضيافة ، بل ذهبت إلى مدى بعيد في معاودة النظر إليها من أعلى إلى أسفل وبالعكس ، تيقنت لحظتها أن " العدو " ما ينبغي له أن يفرض على المرء مكان و زمان المعركة ونوعية السلاح ، هكذا ابتسمت وهي تكسر حدة الصمت المميت قائلة بلهجة مَن أدركه ولع الخبث على كبر : " و البنت طبعاً قطعت دراستها في الجامعة، جامعة الخرطوم طبعاً، ثم جاءت لتحتفل بيننا، من العيب طبعاً أن ترانا نحن الكبار مرة أخرى هكذا، ويعلم الله وحده كم تدين لك بالمحبة والفضل في قلبها".

    ألان الصوت الذي بدا نابعاً من الأعماق وجه فاطمة الذي أعمى بصيرته وقع الزيارة المباغتة التي حالت دونه وفهم لهجة أمي التي انطوت في ظاهرها المتسامح على ما هو أسوأ والذي ظل محافظاً على قسوته لفترة ، حيث لاح طيف الابتسامة الساخر على طرف فمها الأيمن أولاً، ثم وفي لحظة واحدة نهضتا وتعانقتا وذابتا داخل الفرندة كجارتين جمعت بينهما ذكريات طفولة بعيدة، وقد ألقتا عبء ما حدث على كاهل "الشيطان الذي يفرق حتى بين المرء وزوجه "، عيناي تدمعان الآن ، لقد كان ذلك للأسف العناق الأخير لهما كجارتين قديمتين في هذه الحياة..... "وكالة رويتر المحلية"، أشاعت أن فاطمة أعلنت في نفسها حينذاك عن "قبولي للتحدي" وأنها لا تخشى على الإطلاق من الدخول في ما أسمته "مواجهة فاصلة"، مؤكدة أن جارتها "محدثة النعمة الحضارية" بهذه الدعوة "وا... أسفاه....... تحفر قبرها بيديها" .

    كانت الأقاويل تترى من كل حدب وصوب إلى آذان الحاج محمود، الذي لم يعد يدهشه شيء "في دار الغرور" كما قال "بعد كبيرة مُسيلمة الكذاب" التي اعتبرها بمثابة النذير المبكر لما يحدث في "هذه الأيام"، وعلى الرغم من أن "مصادر خاصة" رفض تسميتها أكدت له أن فاطمة عانقت جارتها فقط من باب "لا ينبح في فراشه إلا كلب"، بل وأضافت ( نفس المصادر) لاحقاً أنها جاءت إلى الحفل مرتدية فستاناً ضيقاً من المخمل وافق اسم الموضة السائدة آنذاك باسم " دموع أم كلثوم "، إلا أن الخبر الذي اتسم ببعض الطرافة كان من نصيب "وكالة رويتر المحلية"، التي أشارت إلى أنها أقبلت خلال ذلك المساء الحار بعينين لم تنفكا قبل بدء فواصل الرقص من القول يمنة ويسرة: "يا أهل المدينة .. انظروا .... ها هي..... فاطمة نفسها .... انظروا إليها.... ما أحلاها.... حضارية جداً.... تخطر في بيت غريمتها هكذا..... هكذا هكذا ".

    "وكالة رويتر المحلية" نفسها أكدت للمحافظ الذي جاء إلى حفل عيد الميلاد متأخرا بعض الشيء و الذي بدا لسبب ما حريصاً على متابعة تطورات العلاقة بين الجارتين منذ أحداث المجلس البعيد الذي شهد وقائع "هزيمة الأسرة الحضارية" أن أمي همست في أذن رئيسة تحرير مجلة " نهضة المرأة " المحلية قائلة بصوت تردد صداه بين جنبات السكون الشامل الذي ران لحظة دخول فاطمة فجأة: "هذا الفستان لا يصلح لرقصة السامبا " !.

    الحق ، "الحق أقول لكم" يا أصدقائي إنها جاءت في ذلك المساء مرتدية "رموش شادية"، لا "دموع أم كلثوم" ، فستان من الساتان الأسود اللامع أبان أدق تفاصيل جسدها اللدن المشدود حتى وهي تعبر عقدها الرابع بنحو العام ، كان بلا أكمام ، تلتف حوله خطوط فضية متباعدة ذات حواف مشرشرة ، وبينما تراءى فوق كتفيها فرو ثعالب أصفر باهت تفوح منه رائحة "النفتالين" ، بدت في ذهن الحاج محمود الغائب كما تخيل عدد من الخبثاء بالنيابة عنه مثل حورية خارجة للتو من كتاب "فضائل الجنة" ، كانت تخطر بخيلاء على أرض الفناء المرصوفة حديثاً بالأسمنت و كسار الآجر فوق حذاء أصفر ذي كعب عال أطلق عليه الحمّالون في الميناء النهري اسم " سفينة الشيطان " ،على الرغم من أنه قد اتخذ لدى الصفوة اسماً أكثر جاذبية : " أتهادى نحو أحلام قلبك الوردية " .



    يتبع
                  

العنوان الكاتب Date
تداعيات في بلاد بعيدة عبد الحميد البرنس03-27-07, 05:11 AM
  Re: تداعيات في بلاد بعيدة أبوذر بابكر03-27-07, 06:32 AM
    Re: تداعيات في بلاد بعيدة عبد الحميد البرنس03-27-07, 06:38 AM
      Re: تداعيات في بلاد بعيدة فيصل نوبي03-27-07, 07:07 AM
        Re: تداعيات في بلاد بعيدة عبد الحميد البرنس03-27-07, 07:31 AM
  Re: تداعيات في بلاد بعيدة معتصم دفع الله03-27-07, 07:36 AM
    Re: تداعيات في بلاد بعيدة عبد الحميد البرنس03-27-07, 05:55 PM
      Re: تداعيات في بلاد بعيدة osama elkhawad03-27-07, 06:41 PM
        Re: تداعيات في بلاد بعيدة عبد الحميد البرنس03-27-07, 08:21 PM
          Re: تداعيات في بلاد بعيدة Osman Musa03-27-07, 08:42 PM
            Re: تداعيات في بلاد بعيدة عبد الحميد البرنس03-28-07, 06:37 AM
              Re: تداعيات في بلاد بعيدة elham ahmed03-28-07, 04:51 PM
                Re: تداعيات في بلاد بعيدة عبد الحميد البرنس03-28-07, 06:28 PM
                  Re: تداعيات في بلاد بعيدة عبد الحميد البرنس03-29-07, 07:06 AM
  Re: تداعيات في بلاد بعيدة عبد الدائم سيد أحمد03-29-07, 09:29 AM
    Re: تداعيات في بلاد بعيدة عبد الحميد البرنس03-29-07, 06:02 PM
      Re: تداعيات في بلاد بعيدة عبد الحميد البرنس03-30-07, 07:06 AM
        Re: تداعيات في بلاد بعيدة عبد الحميد البرنس03-30-07, 08:14 AM
          Re: تداعيات في بلاد بعيدة عبد الحميد البرنس03-30-07, 04:02 PM
            Re: تداعيات في بلاد بعيدة عبد الحميد البرنس03-30-07, 07:25 PM
              Re: تداعيات في بلاد بعيدة حيدر حسن ميرغني03-31-07, 05:16 AM
                Re: تداعيات في بلاد بعيدة عبد الحميد البرنس03-31-07, 06:54 AM
                  Re: تداعيات في بلاد بعيدة ابو جهينة03-31-07, 07:03 AM
                    Re: تداعيات في بلاد بعيدة عبد الحميد البرنس03-31-07, 08:14 AM
  Re: تداعيات في بلاد بعيدة ahmad almalik03-31-07, 11:24 AM
    Re: تداعيات في بلاد بعيدة عبد الحميد البرنس03-31-07, 03:24 PM
      Re: تداعيات في بلاد بعيدة عبد الحميد البرنس04-01-07, 02:23 AM
        Re: تداعيات في بلاد بعيدة عبد الحميد البرنس04-01-07, 06:40 AM
        Re: تداعيات في بلاد بعيدة Kamal Abdu04-01-07, 07:51 AM
          Re: تداعيات في بلاد بعيدة عبد الحميد البرنس04-01-07, 03:50 PM
            Re: تداعيات في بلاد بعيدة عبد الحميد البرنس04-02-07, 02:38 AM
              Re: تداعيات في بلاد بعيدة عبد الحميد البرنس04-02-07, 07:33 PM
                Re: تداعيات في بلاد بعيدة غادة عبدالعزيز خالد04-02-07, 07:39 PM
                  Re: تداعيات في بلاد بعيدة عبد الحميد البرنس04-03-07, 08:27 AM
                    Re: تداعيات في بلاد بعيدة عبد الحميد البرنس04-03-07, 06:08 PM
                      Re: تداعيات في بلاد بعيدة عبد الحميد البرنس04-04-07, 07:34 AM
                        Re: تداعيات في بلاد بعيدة عبد الحميد البرنس04-04-07, 04:52 PM
                          Re: تداعيات في بلاد بعيدة عبد الحميد البرنس04-05-07, 06:32 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de