|
ياود شيقوق دا كلام شنو البتقولو فى فضيلى جماع دا ..
|
يا ود شيقوق شاعرنا فضيلى جماع سودانى اصيل عادم الشق والطق وانت شاهدته فى مسقط حيا وعلى الهواء مباشرة فهو خوش رجال ..والايام دى يا الطيب المنبر يشع بالحب او هناك دعوات لهذا .وانت قلت لى كب الحب وانا اخوك الصغير بسمع الكلام طوالى ..بالمناسبة يا الطيب اصغر زول فى المنبر بيان بت بكرى ابوبكر وبعدها محمد عادل العندو كل الانصار حبايب -ثم انا ثم انت ..
عفوا اخى فضيلى ان جئتك اهزا وعلى وجهى اثار الغبار ليس من وعثاء السفر ولكن اخشى ان يكون تصديقا لقوله -ص - حثوا التراب على وجوه المادحين -ولكن ما يشفع لنا فانه فى حديث اخر يقول عليه افضل الصلاة والسلام -اذا احب احدكم اخيه فليعلمه-
ما رد فضيلى دعوة داع ولا طرق بابه طارق ورجع من عنده خائبا .صدره واسع وباله طويل وعلمه غزير ..غير صخاب ولا عجول ولا ملول .دؤوب لايؤجل عمل اليوم الى غد ..لا يستعجل الرزق ومتوكل على الله ..مؤمن ان لكل غد طعامه .صبور على الاخوان يلتمس لهم العذر ولا يحاسبهم على الهفوات ويعلم ان كل انسان مقارف ذنب تارة ومجانبه ..كثير الصمت كانه لايتكلم ..واذا راق له الحديث وصفا المجلس اذا بالدر المنضود واللؤلؤ المنظوم ..حامل مسك بين جلسائه فى زمن كثر فيه نافخو الكير .فنان يرسم بالفرشاة وبالكلمات .غواص فى بحور الكلم يستخرج المعانى الكامنة فى الاصداف ..كريم بعلمه وجهده وماله كانه ريح مرسلة ..طلق المحيا منطلق الاسارير .كان الشاعر عناه حين قال ..
ان الكريم كالربيع تحبه للحسن الذى فيه ..وتهش عند لقائه ويغيب عنك فتشتيه ..لا يشتهى لصاحبه الذى لا يشتهيه ..واذا تحرق حاسدوه بكى ورق لحاسديه ..كالورد ينفخ بالشذى حتى انوف سارقيه....
وجدت يا ود شيقوق فى فضيلى ما افتقدته فى نفسى فالتصقت به ..وخير من المال اخى الطيب مودات الرجال ..اذ يروى عن ابن عباس رضى الله عنهما انه قال - القرابة قد تقطع والمعروف قد ينكر ويكفر وما رايت كتقارب القلوب - وحب فضيلى للناس اعدانى ..فانبسطت لهم بعد انقباض وحسنت ظنى بهم واخذتهم على ظواهرهم وتركت السرائر لعلام الغيوب ..ويقول الامام ابن عجيبة رضى الله عنه فى شرح حكم القطب ابن عطاء الله السكندرى قدس الله سره -خصلتان ليس دونهما شىء من الخير حسن الظن بالله وحسن الظن بعباد الله ..وخصلتان ليس فوقهما شىء من الشر سوء الظن بالله وسوء الظن بعباد الله..
رايت فضيلى يا ود شيقوق اول مرة فى طقت الفيحاء وهى تحتفل بيوبيلها الفضى ..توجهنا الى طقت ممتطين ذلك القطار العجيب وكانه قطار الهم الذى يتغشى السكة محطة محطة ود الحورى ود النيل وودسجمان وحتى الناظر وجرسه النائم وعفش الناس المشى الناهد بالكيمان ..والكتابة عن ذلك القطار هنا لايجوز لضيق الوقت والمساحة كما ان الكتابة عنه تبطل الصلاة فى المدينة وتنقض الوضوء فى القرية فلهذا نمسك فى الخوض عن الكتابة ..
دخلنا طقت يا ود شيقوق ضحوة باردة وكان فى معيتنا الشاعر الوفى الاستاذ/ فضل عثمان فضل وقد هاله ان طقت لم تعرفه فانفجر فيها .. طقت انا من بنيك فحدقى هل تعرفين ..ام غيرت منى السنين ملامحى فغدوت لما تعرفين ..هل شيب راسى وانطفات وضاءتى عافاك معرفة البنين .ام شيت انت وصار لحظك مثل لحظى لا يبين ..
اخى الكريم فضيلى جماع كلمة اخيرة لابد منها ..كما تعيش الامم والاوطان على مواردها المادية التى توفر لها اسس العيش الرغد تعيش ايضا على مواردها المعنوية والتاريخية التى تمنحها قيم الثقة بالنفس والتطلع الى المستقبل وحين تختل العلاقة بين هذين الموردين حتما يكون هناك خللا كبير يجب الوقوف عنده واصلاحه ..وكلما كان البدء بالاصلاح قريبا وجادا تكون الخسائر اقل ..الخسائر المقصودة هنا ليست من ذلك النوع الذى يمكن حسابه بالاحصاءات والحسابات والاموال وانما هى اكثر من ذلك بكثير لانها تعنى بالاجيال الجديدة ومستقبل الوطن وثقته بنفسه اقول ذلك وعينى على ما تفتقده الاجيال الجديدة من ذاكرة تاريخية كانت تسمى مدرسة طقت الثانوية ..وقبلها افتقدت كردفان شجرة الهشاب والطلح وانمحتا عن الذاكرة وما ادراك ما الهشاب وما ادراك ما الطلح ..ومن هناك قمت للجفيل ذات الهشاب الناضر الجميل ..
ولا يسعنا الا ان نقول لعن الله الكان السبب..
الموت فى الشوارع ..والعقم فى المزارع ..كل ما نحبه يموت ..الماء قيدوه فى البيوت ..والهت الجداول الجفاف ..هم التتار اقبلوا ففى المدى رعاف ..
اخانا فضيلى انت شاعر تحيا من اجل الهوى وتقتات وتفنى من اجل الحروف كلمات ..الله اطول عمرك ..
|
|
|
|
|
|
|
|
|