كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
|
 عماد« دمعة على خد الواجب
|
عماد« دمعة على خد الواجب زوجة الشهيد: عماد مات غدراً لأنهم ترصدوه الشقيق الأصغر: لا نجرّم أحد ولكن لكل هذا حد
تغطية: مناهل حماد
ظننت و»الظن لايغني عن الحق شيئاً« وأنا بطريقي الى بيت أسرة الشهيد المقدم عماد سعد أنني سأجدهم أهدأ حزناً في اليوم الثالث لرحيله كعادة أحزان السودانيين يبكون كثيراً ويعودون إلى يقينهم سريعاً.. ولكن ما وجدته هناك في مدينة الصحافة كان حزناً مالحاً جداً يكفي أهل السودان ويزيد.. زوجة الشهيد: عماد مات غدراً حزن فاجع مرسوم على ملامح أرملة الشهيد عماد سعد السيدة سهام علي بابكر قالت لي ودموعها تقطع الحديث: عماد كان طيباً وحنيناً مع الجميع وليس معي وحدي يضع للكبار منزلتهم وللصغار محبتهم ولا أستطيع وصفه.. تزوجنا قبل ٨ سنوات في العام ٩٩٩١م بعد خطبتنا لعام كامل وعمل لعامين في الجنوب ثم الاحتياطي المركزي وانتقل للقضائية ثم رئاسة الشرطة ثم ترقى رئيساً لشرطة المهندسين وقال لي حينها: يادوب أنا حسيت أنو أنا شرطي صاح وكان مخلص لعمله ويعطيه وقتاً كبيراً لكنه بالمقابل يحرص عليّ وعلى أبنائه. كان الشهيد يتمنى وجود البنت في حياتنا ولكنه أيضاً متعلق لدرجة الوله بأبنائه ويقول لي: »ديل ما ثلاثة أسود« وأنا كنت في يوم الحادث مع أسرة أخيه في مناسبة سماية إبنه وكل الأسرة كانت هناك وتأخر لأول مرة عن لمة البيت الكبيرة بسبب ظروف العمل وأخبروني انه مصاب في الحوادث ثم أخذونا جميعاً الى البيت الكبير في الصحافة ثم ابلغوني الخبر ولم أصدق وظللت أركض ما بين الباب والشارع كأنه سيأتي وحقيقة موت عماد زي الحلم ما بتصدق وتدفقت سهام بالبكاء العميق.. وعادت للحديث معي بعد انقطاع بكائها قائله: عماد اشترى للأولاد هدايا النجاح عجلة لكل واحد قبل الامتحانات وقال لي أنا جبت الهدايا عشان يثقوا في أنفسهم وهو ما عارف انه ما حيلحق يشوفهم وهم بركبوا عجلاتهم. والآن سعد الصغير أصبح عصبي جداً ويبكي بدون سبب ويرفض وجود الناس ولا يأكل لأنه كان ينتظر والده دائماً ليطعمه بيده. ومحمد ذو الستة أعوام قلت ليه أما نمشي البيت خلاص فقال لي: نمشي البيت ليه؟ وبابا مشى الجنة خلاص ومافي البيت!!. وهم لم يفهموا حتى الآن ويبكون معنا ويصمتون أحياناً أخرى لأنهم اعتادوا وجوده رغم غيابه الطويل من البيت وهو يأخذهم معه للعمل ليكونوا قربه طول اليوم ونحمد الله على شهادته لكن فقده كان صعب جداً علينا والجميع افتقده ومات غدراً غدروا به هؤلاء الناس لأنه كان يواجههم بحكم عمله وكانوا يعرفونه تماماً واعطاهم إنذار بإخلاء المبنى خلال ٨٤ ساعة وأنا أقول للمسؤولين في الدولة ان ما حصل لزوجي يمكن أن يحصل للكثيرين غيره ان استمر الحال وأطلب منهم ان يضعوا حداً لمثل هذه الأمور حتى لا تتطور وتصبح ظاهرة خطيرة تهدد الخرطوم وتخلق الهواجس حول أمن المواطن العادي.. وتقول سهام: عماد صداقاته قوية جداً ويتعامل مع اصدقائه كالأخوة ويتفقدهم رغم انشغاله وكذلك الأسرة كان لصيقاً بوالده ويبره دوماً وتوفيت والدته قبل أعوام وهي راضية عنه وكان لدى عودته البيت يضع كل همه في رعاية الأطفال ولايهتم لراحته وكان يخاف علينا كثيراً وكانت كل تصرفاته تدل على انه زول مفارق. وقبل الوفاة بيوم ضرب لي في البيت قال لي في مشكلة في المنطقة وجاء متأخراً يوم الجمعة في الثالثة صباحاً وارتاح قليلاً وعاد بعد ذلك للقسم لانهاء الأزمة في المهندسين لكنه فجأة ضرب لي وقال لي أديني مقاسات أحذية الأولاد.. وجاء بعدها يحملها ومعها هدايا أخرى وحلويات ولم يخرج بعدها وراجع مع طارق ومحمد لأنهم كانوا داخلين الامتحان. ذهول الأطفال من رحيل الأب سعد الصغير صاحب العامين يدور حول أمه باكياً مرات وضاحكاً مرات وحائراً في أخريات ويبدو السؤال الحزين في عيونه البريئة مثله مثل أخيه الأكبر طارق الذي قال لي أنا شاطر وبطلع الأول وبابا دائماً بيذاكر معاي وبيجهز لينا كل يوم الصباح ملابس المدرسة وبيوصلنا المدرسة ويوم الإجازة يودينا لعفراء ومدينة الطفل. واشترى لينا قبل أيام الامتحانات عجلات هدايا نجاح وقال لينا أنا عارف انكم حتجوا الأوائل. شقيقة الشهيد: الزول الحنين راح!! اخلاص سعد الشقيقة الكبرى للشهيد عماد قالت عنه: عماد كان زول بشوش ولم يتعرض للمشاكل بل كان »حلالها« وعرف وسط الجميع بطول البال والرضا من والديه وأقرب الناس إليه وكان باراً بنا جميعاً ويتقطع حديثها بالبكاء وهي تقول: عماد اتخطف من بيننا.. وتواصل بعد هنيهة: عماد منذ نعومة أظافره كانت رغبته في الشرطة والعمل فيها وبمجرد تخرجه من الجامعة التحق بكلية الشرطة وعماد ناقش الماجستير قبل أيام وكان ينوي أن يدعونا »لكرامة« كبيرة للماجستير والترقية لمقدم
لكنه ما لحق!!. وتواصل اخلاص: بافتقاد عميق لأخيها عماد كان يتفقدنا واحد واحد كأنه الكبير فينا بحبنا رغم مشاغله ويستقبلنا بحفاوة في أى وقت.. وطلب مني قبل أيام أن أحضر للإقامة معهم بعد الامتحانات لأنه ينوي عمل عملية اللوز لزوجته. وكان من المفروض ان نلتقي جميعاً في (سماية ابن اخوي وافتقدناه عندما جاءت سهام زوجته بدونه وقالت انه سيلحق بنا وعندما جاءت فرقة »الكيتا« قلت لهم أكيد دا عماد زول الفرح هو الجابها وما كانت عارفه انه في ذلك الوقت كان مقتولاً وتعود إخلاص للبكاء من جديد.. وتواصل بعد فترة حديثها: انهم عرفوا متأخرين بعد أن اتصل بهم الكثيرين من الأهل والأصدقاء بعد إذاعة »الجزيرة« لخبر الحادث ولم يفكر أحد بعد ذلك في السماية ولا الفداء وبعد ذلك ذهبنا البيت الكبير وهناك وجدنا كل الناس هناك والعزاء بدأ قبل وصولنا. عاطف سعد يقول عاطف سعد الأخ الأصغر للشهيد عماد قال لي: عماد كان أخي وصديقي المقرب كنا دوماً معاً وتزوجنا في ذات اليوم وهو فكر بعد التخرج مباشرة في ولوج عالم الشرطة ولم يتأخر في واجبه يوماً واستطاع على حساب راحته الشخصية أن يوفق أيضاً على الصعيد الشخصي والعلاقات العامة والأسرية على الأخص. فلم يتأخر علينا ابداً في أى واجب وكان بالرغم انه ابعدنا في السكن اكثر من متواصل معنا جميعاً ومع البيت الكبير ويتفقد الوالد دوماً ويحرص على البر به. وقال عاطف: كل الناس الفي صيوان العزاء هم جاءوا على الأخص من أجل عماد لأنه كان حبيب الكل. ونحمد ربنا انه اصطفاه لديه شهيداً ولا نريد أن نحمل جهة مسؤولية قتله ولكن ندعو الله أن ينتهي كل شىء بموت عماد ولا تتجدد الأحداث مرة أخرى وأن ربنا يصلح احوال البلد ويكون ماحدث خاتمة المطاف لكل الأحداث الحزينة والمؤسفة. وتتجدد الأحزان برغم مرور أيام على رحيل الشهيد عماد لكن الحزن في الصحافة كان سيداً للمكان والإفتقاد داخل البيت وخارجه يبدو طازجاً حد الوجع.. والجميع بدوا لي من داخل حزنهم حائرين لماذا عماد.. وهو من يعطي القانون هيبته وخرجت من هناك بألف استفهام حزين وليس من إجابة سوى أن موت عماد دمعة على خد الواجب!.
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عماد« دمعة على خد الواجب (Re: waleed500)
|
صبي الانتباهة وليد.
الانتباهة هنا تلعب دور قزر جدا وهو إستغلال حزن هذا الاسرة وألهاب المشاعر, وفي هذا الحالة مشاعر الكره تجاه الاخرين. وهذا هي العنصرية بعينها. ومثل هذا الطريقة سوف تساعد أخرين لكي ينتقمون من كل شخص له علاقة بدارفور.
الكوز وليد. إذا كنتم تريدون مثل هذا القصص فنحن لدينا ملايين منها في جنوب السودان وأهل دارفور عندهم منها مئات الالاف منها.
فمن السهولة جدا سردها وألهاب المشاعر بها. في نهاية الامر يا صبي الطيب مصطفى بالبورد. الجبهة الاسلامية مسئولة مسئولية مباشرة في كل ما يحدث في السودان. أنتم الذين أشعلتم الحروب وأنتم الذين ظلمتم الناس. الله يرحم المقدم عماد ويرحم كل من قتل بواسطة حكومة الجبهة الاسلامية المجرمة.
دينق.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عماد« دمعة على خد الواجب (Re: Deng)
|
Quote: الانتباهة هنا تلعب دور قزر جدا وهو إستغلال حزن هذا الاسرة وألهاب المشاعر, وفي هذا الحالة مشاعر الكره تجاه الاخرين. وهذا هي العنصرية بعينها. ومثل هذا الطريقة سوف تساعد أخرين لكي ينتقمون من كل شخص له علاقة بدارفور.
الكوز وليد. إذا كنتم تريدون مثل هذا القصص فنحن لدينا ملايين منها في جنوب السودان وأهل دارفور عندهم منها مئات الالاف منها.
|
يا دينق صباح النور
يا اخى الكريم فى حادثة قرنق بكينا الرجل بالدموع ناهيك عن الكتابة
ولقد كان من اكبر الاعداء فى نظرى ولقد كان دى اضع تحتها خط
وطالما الرجل سودانى وكان بيقوم بواجبه على الاقل اترحم عليه
وكلامك ده له موضع اخر خلاف البوست ده.....
شفتا الفرق بينا وبينكم شاسع كيف........
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عماد« دمعة على خد الواجب (Re: تماضر الخنساء حمزه)
|
'إنا لله وإنا إليه راجعون'
مسكينه ربنا يصبرها علي فقدها العظيم...
أعلم تماما قسوة الفقد..واشعر بكل كلمه قالتها عن لحظة الفقد ومابعدها..
فهكذا كان حالنا عندما أعدم النظام أبناءنا..وهكذا كان الحال آم مجدي وأهله..أم علي فضل وأسرته..جرجس والتايه وراسخ..,
أأأأه علي قلوب أمهات أولاد العيلفون
و....
و.....
وهكذا هو الحال في قلوب أسر أبناء دارفور ومن نجا منهم في المعسكرات..
مسكينه هي ..فأيام الحزن ستسمر معها ومع أبناءها للأبد....
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عماد« دمعة على خد الواجب (Re: Muna Khugali)
|
'إنا لله وإنا إليه راجعون'
Quote: أعلم تماما قسوة الفقد..واشعر بكل كلمه قالتها عن لحظة الفقد ومابعدها..
فهكذا كان حالنا عندما أعدم النظام أبناءنا..وهكذا كان الحال آم مجدي وأهله..أم علي فضل وأسرته..جرجس والتايه وراسخ..,
أأأأه علي قلوب أمهات أولاد العيلفون
|
نسال الله ان يتقبل الجميع ويدخلهم مدخل صدق مع الشهداء والصديقين
يوميا بتكبرى فى نظرى استاذة منى
| |
|
|
|
|
|
|
| |
waleed500
ناذر محمد الخليفة
Deng
Muna Khugali
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست