موبيتيل خصخصة ام أستنزاف 500 مليون دولار حجم تحويلات أرباح شركة موبيتيل إلى الخارج!!!

Quote: اقتصادنا:ما بين الخصخصة والهيمنة ضاعت موبيتيل 500 مليون دولار هي حجم تحويلات أرباح شركة موبيتيل إلى الخارج كما أفصح بذلك محافظ بنك السودان د.صابر محمد الحسن وهو بذلك يوثق شهادة بالفشل الذريع نتيجة للسياسات القاتلة والأخطاء الفادحة التي ارتكبت في حق الوطن وهي لا تخرج في إطارها العام عن كونها فساداً منظماً أو جريمة لتحقيق مصالح شخصية وذاتية ضيقة تنشأ على أثرها وتنمو وتظهر الطبقات الطفيلية من الرأسماليين الجدد. بالطبع ليس هذا المبلغ هو كل الأرباح التي حققتها شركة موبيتيل في هذا الزمن القياسي بعد بيعها وقد كانت إحدى ركائز اقتصادنا الوطني ومؤسساته الناجحة ومن المؤكد ان الأرباح التي حققتها تزيد عن هذا المبلغ بكثير فقامت الشركة بتحويل جزء منه بينما تستخدم المتبقي في عمليات التوسعة الداخلية والتطوير. عام واحد فقط مضى على شراء (MTC) الكويتية لموبيتيل لتكسب فيه ما يزيد عن ثلث قيمة الصفقة فهل مثل هذه المؤسسة تباع؟ ان هذه الصفقة كشفت تماماً عن اعوجاج المنهج المتبع في خصخصة وبيع الشركات والمؤسسات في السودان ومن خلال اطلاعي على بعض تجارب الدول الأخرى وجدت ان في السودان تخصخص وتباع المؤسسات الرابحة والداعمة للاقتصاد بينما تخصخص في الخارج المؤسسات الخاسرة وفي السودان يشرد العاملون وأسرهم، وفي الخارج هم أول من يتم استيعابهم في المشروعات البديلة وفي السودان لا ندري إلى أين تذهب عائدات الخصخصة بينما في الخارج نجد أنها توزع بنسب بمنتهى الشفافية والافصاح ويخصص لفائض العمالة ثلثها وفي السودان تخصخص في العام الواحد قائمة طويلة من الشركات بينما لا يتعدى عدد الشركات التي يتم خصخصتها في كثير من الدول الـ (5) شركات في العام الواحد وفي السودان يتم التخلص من المؤسسات السيادية بخصخصتها وبيعها بينما يعتبر المساس بهذه المؤسسات في كثير من الدول خطاً احمر لا يمكن تجاوزه، فلماذا إذن تباع أنجح مؤسساتنا وأكثرها ربحية بدعوى التحرير؟. ان عمليات الخصخصة التي تجرى في بلادنا ترمي بصورة واضحة لتمليك مفاصل اقتصادنا الوطني للأجنبي وإعادة القبضة والهيمنة الأجنبية عليه بعد ان حررها نميري بالتأميم والمصادرة. اننا لسنا ضد الخصخصة كما ندعو بقوة لجذب المستثمرين الأجانب ولكن وفق منهج اقتصادي قويم يراعي أول ما يراعي مصلحة الوطن بعيداً عن المصالح الحزبية الضيقة وبعيداً عن الاعيب سماسرة العمولات. فالاقتصاد الأمريكي الذي يعاني من عجز في الميزان التجاري لأكثر من 30 عاماً يستمد قوته من جاذبيته للاستثمارات الأجنبية. ان هذه الأرباح كانت أولى بها خزانة الدولة التي تعاني من شح الأموال كما انها اربكت البنك المركزي حينما قال د.صابر محمد الحسن: (ان الاستثمارات الأجنبية التي دخلت البلاد واحتفى بها ظهرت بعض تحدياتها والمتمثلة في تحويل أصحابها لمبالغ مالية كبيرة ومعتبرة إلى دولهم باتت تشكل اشكالية للبنك المركزي)، وليس أدل من هذا القول على فشل سياسة الخصخصة والبيع في بلادنا بعد ان شهد شاهد من أهلها بذلك. ويبقي؛ ما بين الخصخصة الوطنية والهيمنة الأجنبية ضاعت موبيتيل والخاسر الوحيد هو السودان. عباس حسن أحمد