هل أضافت عروبتنا شيئا مفيدا لأفريقيتنا نفتخر به!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 11:29 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الأول للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-22-2007, 10:13 PM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27532

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هل أضافت عروبتنا شيئا مفيدا لأفريقيتنا نفتخر به!



    رالف نادر: ومن كان دينهم أن تٌقتل العرب

    د. عبد الله على إبراهيم
    [email protected]

    لعله مما يشرح الخاطر صدور كتاب يذكر العرب بخير جم مثل "أعمدة الحكمة السبعة عشر" (2007) للاستاذ رالف نادر ذي الأصول اللبنانية. فهذا زمان وقح أصبحت فيه العروبة ليست حتى للذم بل للتبرؤ والتتفيه والتبخيس. وهذا مما مهد دائماً للتخلص من النفر المنبوذ بالمحرقة. وزمانات العرب الوقحة عديدة. ومنها ما قال الشاعر العربي عنه:

    أبلغ ربيعة في مرو واخوتها أن يغضبوا قبل أن لا ينفع الغضب

    ما بالكم تلقحون الحرب بينكم كأن أهل الحجا عن فعلكم غيب

    وتتركون عدواً قد أظلكم ممن تأشب لا دين ولا حسب

    ليسوا إلى عرب منا فنعرفهم ولا صميم الموالي إن همو نسبوا

    قوماً يدينون ديناً ما سمعت به عن الرسول ولا جاءت به الكتب

    فمن يكن سائلي عن أصل دينهم فإن دينهم أن تقتل العرب

    وكلمة رالف هذه بحق العرب غراء وعميقة لأنها شهادة "بعض عربي" غَيَّر أمريكا فلم تعد هي بعده كما كانت قبله. وقالت عنه مجلة "أتلانتك" إنه واحد من ال 100 أمريكي أثَّروا على بلدهم تأثيراً جذرياً. ولا يعيش بيننا من هذا الرعيل النافذ سوى أربعة منهم رالف. قاد رالف المئات من جماعات المجتمع المدني منذ عقد الستينات فغيرت القوانين السائدة عن الضرائب ولوائح الطاقة الذرية وشركات التبغ ونقاء الهواء والماء وسلامة الأطعمة والتمتع بالرعاية الصحية والحقوق المدنية وأخلاقيات النيابة البرلمانية وغيرها الكثير. وسمعت في الراديو من يقول إنه لو كٌتب اسم رالف نادر على أحزمة الأمان في السيارات على نطاق العالم لكان الرجل الأشهر بلا منازع. والسبب لقول القائل هو إن رالف هو الذي فرض على شركات صنع السيارات وضع أحزمة الأمان ضمن إجراءات أخرى لسلامة الركاب.

    بركات الرجل عجيبة. واعتراف رالف في كتابه بأن بعض إنسانيته هذه عربية عجب عجاب. الله اكبر. قال رالف إنه كلما سألوه كيف تأتت لك كل هذه البركة قال إن الله رزقه بوالدين "لقطة". فهما لبنانيان. نشأ الوالد مع أمه وأخته وأخيه في قرية عرزن-أرسون الصغيرة في جبل لبنان. أما أمه فمن زحلة وهي قرية معروفة عند سفح الجبل تشرف على سهل البقاع. وأمه الرابعة من أسرة حباها الله بثمان بنات. ولم يكتف الجد بذلك بل طوى أربعة من أبناء عمه تحت جناح رحمته ورباهم وكذلك أسرهم.

    جاء والد نادر بالباخرة إلى امريكا عام 1912 وعمره 19 عاماًَ وبجيبه عشرون دولاراً. فعمل لأول مرة بمصانع السيارات في ديترويت بولاية متشغان ثم عمل بصناعة النسيج بولاية ماسيشوتس. ثم اتجه إلى ما رغب فيه دائماً وهو أن يكون له عمله التجاري الخاص. واختار كما أراد دائماً مدينة صغيرة ليعيش مع أسرته طلباً للتربية بين أناس يعرف واحدهما الآخر. وتزوج من لبنان وعاد بزوجته في 1925. نشأ رالف في مدينة لا يؤبه بها هي ونستد من أعمال ولاية كوننيكات قوامها أسر مهاجرة من كل فج أوربي: بولنديون وإيرلنديون وإيطاليون.

    من رأي رالف أن المدرسة تلقن والبيت يربي. فالأسرة تاريخياً هي القناة التي تتنزل بها المأثورات جيلاً بعد جيل. وتنهض الأسرة يتبعاتها في التكاثر والسَكن (قرآنياً) في أكثر الأحوال بغير سند من المجتمع علاوة على شبح التوتر الذي يرخي سدوله عليها خوف اضطراب المعاش وفقدان الوظيفة وساعات العمل الطويلة وانجذاب أطفالها لعوالم هي من محض خيال سوق" الرأسمالية أكبر". وقال رالف بإيجاز إن علمنا بعسر عالمنا وجفاءه يجعلنا نقول إن الأسرة هي هبة. وأضاف قائلاً إن الأصدقاء هبة في موضع آخر من الكتاب.

    يعرض رالف في كتابه لسبعة عشر مأثرة أو تقليد هي ما تعلمه من أسرته مثل الوطنية والعزلة الخلاقة والتأدب والكرم والتفكير المستقل، والتاريخ وآداب الطعام والتعود على الندرة وغيرها. فقد تنزلت عليه تلك التقاليد الحميدة من مأثور لبنان وحكمته من والديه اللذين تلقياه بدروهما في نشأتهما الباكرة بقرى البلد العربي. وقد أضفيا على هذا المورث من فطنتهما وشعورهما واستجابتهما لتغير ظروف حياتهما بالهجرة إلى الولايات المتحدة. بل وتغذى هذا الموروث من استجابة أطفالهما سلباً وإيجاباً وهما يعالجان هذه النشأة بين عالمين.

    وقد كان في المدينة فضل وقت ما يزال ليقضى الاباء والأمهات زمناً عليه القيمة. وخلال هذه اللقاءات تعبر الحكمة نزلاً وصعودا. ونعى رالف على مجتمعه الحالي تقطع الأسباب بين الوالدين والأطفال بل تقطعها بين الأطفال والطبيعة. فقد روى رالف كيف أحدقت به الطبيعة خلال طفولته من كل جانب وكيف ظل يتملى شجرها وصفقها وعشبها وطيرها وزهرها. فقد تعلق بالنجوم مثلاً فراها غاصة بالفنتازيا والرغائب والدهشة مستثيرة حساً بالروعة بإزاء لا نهائية، بل شذوذ، المجهول. ورد رالف توقيف حياته للسلامة والعافية وحماية البيئة إلى يوم الأرنب. وهو يوم طارد فيه أرنباً كان قد درج على قضم الخص بحديقة منزلهم. ولحق بالأرنب وهو يحمل حجراً قاتلاً فتوقف الأرنب باستكانة ونظر بما يشبه الاستعطاف إلى رالف المتطاول من فوقه وبيده سلاح الموت. ولم تسعف رالف غريزة العقوبة لأكثر من هذا فرمى بالحجر وانصرف.

    و يعترف رالف بأنه برغم ما تلقاه من تعليم صفوي بجامعتي ببرنستون وهارفارد فهو لربما لم يهتد إلى طرائق التفكير التي عٌرفت عنه لو لم يترب في بيته المخصوص. بل استرجع عمله في العطلات بمطعم والده الذي كان مزيجاً من موضع للأكل وناد سياسي و"تكية". وبلغت من صراحة أبيه في شأن السياسة أن قال له أحد الزبائن إنك لن تكسب مالاً "بخشمك الكتير دا". فقال: "إنني أخذت دلالة تمثال الحرية بجد وعزيمة وولاء حين مرت باخرتي بطرفه." واسترجع رالف عمله بمطعم والده في العطلات المدرسية وقال: "إنني شديد الأسف للتعليم الذي اكتسبته من شغلي وفات علي زملائي بالمدرسة. فقد كان عملي بالمطعم كورساً في الانغماس في أفكار الشغيلة ومشاعرها من زبائن أبي وقد جاءوا من كل حدب وصوب في أمريكا."

    لا يخفي رالف سعادته أن والديه كانا ممن أخذا أخذاً طيباً من موروثات عائلتيهما. فقد كانت حكم هذه العائلة من قصص جحا والأمثال العربية وبطولة صلاح الدين الأيوبي تلقى رالف وأختيه وأخاه في كل منعطف من منعطفات تربيتهم. فهي تربيهم على حسن الاستماع وحسن الاستمتاع بمباهج الدنيا من حولهم وغير ذلك. ففي باب التهذيب قال رالف إنهم خضعوا لتراث أسري عربي مميز في الأدبة. فمن أخطأ منهم "حدره" الوالد او الوالدة بنظرة ناشفة فإن لم تفعل مفعولها تبعتها ثلاث توبيخات بالعربية. الأولي "سكوت" تليها "سد خشمك (باللبناني)" والثالثة "سَكِر خشمك". فإن لم تٌجد هذه العربية الآمرة طلب الوالدان من الواحد أو الواحدة أن يتركا المائدة ويعتزل عند ماكينة الخياطة. وكانت والدة رالف لا تتنصل عن التهذيب متى شرعت فيه ولا تعقبه بإعتذار كما تفعل معظم الأمهات الأمريكيات على عهدنا هذا. فهي لا تستجهل الطفل أو تستهين بسعة حيلته. فالطفل عندها شاطر و نهاز للفرص. فمتى أعتذرت له وجد ثغرة ومضى يستنزفها مما يفسد مشروع التهذيب على المدى الطويل. بل كان من رأيها على كبرها أن الأمريكان أصبحوا يخافون بصورة متزايدة من أطفالهم خوف العمى. وهو خوف يستثمره الطفل لا محالة.

    ولم تكن أدبة آل نادر جافة عاطلة عن البلاغة. فقد صحبتها خرائد من الأمثال العربية التي توطن الطفل في مساق ثقافي كامل. فقد كان والده يقول لمن جاء بقول سخيف طلباً للفكاهة: "النكت في الكلام مثل الملح للطعام" ليرشده أن لا يتزيد. ويقول الوالد لمن يؤخر عمل اليوم إلى الغد: "عش يا حمار لغاية ما يقوم القش". ويقول في تزكية الكرم: "اليد العاطلة من الكرم هي أيدي وسخانة". وقد تأسى رالف لضعف حصيلة الأمريكي المعاصر من الأمثال بل فقره المدقع فيها. فهو لا يملك متى اخطأ طفله غير الزعيق: "توقف! قلت لك توقف" أو "بطل البتعمل فيهو دا واللا حتندم".

    وعن تعلم مهارة أن تكون في الرأس لا الذيل استفاد رالف من حكمة كانت تترى على شفتي أمه دائماً "أدر ظهرك للقطيع". فلكي تختلف عن سائر الناس وتقودهم عليك بشق طريق صعب مستقل. ومن ذلك أن أمه لم تسمح له بلبس البنطلون للمدرسة لأنه لم يبلغ العمر لذلك. وكان تلاميذ المدرسة يخاتونه بوصفه ب "البيبي" للبسه الرداء القصير. ويوماً احتج رالف قائلاً إن أمهات زملائه سمحن لهم بلبس المنطلون فلماذا هي دون الأمهات. وظن تلك الضربة القاضية. فقالت له بهدوء: " لهم أمهاتهم ولك أمك. بجانب، لماذا تخشى ان تكون مختلفاً عن سائر التلاميذ؟".

    نعى رالف قلة ما يقع لنا من هذا المأثور العائلي على زمننا هذا برغم وفرة وسائط التسجبل بالديجتل وغيره. فنحن في هذا العصر الغاص بضروب التدوين العجيبة نورث الأجيال من بعدنا حظاً اقل مما كنا نرثه من الرواية الشفاهية. ومن أسف أننا سخرنا هذه السعة في التكنولجيا لتغرقنا في سيل صور فوتغرافية وفيديوهات وسيديهات ندون بها كل حادثة دارجة عادية من أعياد الميلاد والعطلات والرحلات. ومن رأي رالف أن كل هذه مٌلهِيات طيبة ولكنها لا تكاد تغادر السطح لتنفذ إلى عمق العلائق الإنسانية.

    وتفادت أسرة نادر مع تشديدها على أعمدة الحكمة السبعة عشر توسيع الشقة بين جيلها العربي وجيلها الأمريكي. فقد تواثق الوالدان على تعلم ما لا يعرفانه عن أمريكا من ذريتهما. وذكر أن اخته أخذت تعلم امه رقصة الشارلستون. وبالمقابل غنت لها الأم أغنية شاعت عن هذه الرقصة في بيروت في العشرينات. وسمع رالف وأخوته من والدهم ما حماهم من أن ينظروا لإرث العرب بسخط. فلم تكن القحة العرقية والإثنية كثيرة في مدينتهم التي عجت باقوام آخرين لسانهم الإنجليزي أعوج مثل والديهما. وقد سمعا من حولهم من وصفهما "بسائق الجمل" تعييراً لهم على انتمائهم للعرب. ولكن الوالدين كانا لا يعيران مثل هذه القحاحة أذناً ولا يجعلا منها موضوعاً يسمم عيش الأسرة. فقد سمع رالف من والده قوله: "ما هي الهوية العرقية او الإثنية؟ هي الثقافة والمرح. هي سعة في مواجهة تبعات الحياة بمزاج اجتماعي معتدل. و فوق هذا وذاك فالهوية متعة أن يكون لك طعاماً تستقل به عن الناس. أما متى جئينا للسياسة فعلى الإثنية أن تفسح المجال لكتلة إنسانية أرحب." وبدلاً عن التفجع من جراء اختلافهم عن الآخرين قال رالف لقد اعتصمنا بمعرفتنا بقيمة تاريخنا الإثني العربي وثَمَّنا العناصر التي جاء لنا بها—الطعام والمرح".


                  

03-22-2007, 10:17 PM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52561

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل أضافت عروبتنا شيئا مفيدا لأفريقيتنا نفتخر به! (Re: Biraima M Adam)

    بريمة.

    شوو حالك, منييح؟

    دينق.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de