|
مدن في ا لذاكرة ..بورتسودان أولا ...
|
هي ثغر السودان الباسم .. وميناؤه الرئيسي علي البحر الاحمر .. فيها ترعرعت ونشأت وهي اكثر المدن حبا الي قلبي ..لم تكن مدينة عادية بل كانت سحرا من الجمال وفيسفاء من التلاقي والتلاقح .. أثنيا هي مدنية (بجاوية ) ولكنها ضمت كل السودان ...فقد أنزوي (العرب فيها ) والعرب في تلك المدينة يطلقونه علي الهدوندوة وليس علي العرب العاربة .. فقد انزووا في (ديم عرب) قبل ان تتمدد المدينة في اواسط السبعينات الي سلالاب والوحدة بينما كانت ديم سواكن هي في معظمها مخصصة للبني عامر ..وفريق حي العرب يرمز دائما للهدندوة وهم اكثر الناس تشجيعا له ولهم لحن محبب في تشجيع ذلك الفريق عندما يرددون معا ..حي العرب سوكرتا يحيي طلب سوكرتا ... ولكنه لم يعد فريقا قبليا لقد كان اشهر رؤساؤه نوبيا من أقصي الشمال وهو الراحل المقيم ابراهيم عبده وأخي منتصر جنبلان هو الاخر متيم بذلك الفريق رغم نوبيته القحة ...بورتسودان التي عرفتها في سبعينات وثمانيات القرن الفائت تمثل السودان الواحد المتحد .. وربما اتخذ كل فريق منهم جزءا من المدينة يلوذ به .. حيث ظلت سلبونا حكرا علي الشايقية وديم كوريا مزيج من الشايقية والنوبيين الشماليين..أما الترانسيت أو حي الترانسيت الذي كان اخر أحياء تلك المدينة جنوبا حيث كانت المدينة وقتها تنتهي بالمطار القديم ( ولاادري موقع ا لمطار الجديد) ذلك الحي ضم رفاقي وصباي معا .. وفي مدرستها تعلمنا علي يد استاذة اجلاء علي ا لخطيب وعبد الفتاح وأبراهيم وطلب وعبد الرحمن وعريبي وسيد والسنجك ويوسف واخرون كثيرون كانوا هم الاخرون يمثلون السودان بنقائه وأنصهاره في بوتقه الحب الكبير ... وفيها اذكر واتذكر فريق الدينمو العريق الذي تأسس في العام 1964 وكانت الرياضة تبدأ بهم وتنتهي دائما فقد عودنا في النصف الاول من السبعينات علي كاسات الرابطة الجنوبية في ديم سواكن وهو ميدان شهد تنافسا حادا بين فرقا عريقة عندما كانت للرياضة رونقا وبهاءا.. حيث ظل التنافس بين فريقي الربيع والنسور علي أشده .. وفريق النسور هو الذي خرج كوبري وترتار الشقيقان الرائعان حيث لم تنجب ملاعب الكرة السودانية امثالهما والتحاقا فيما بعد بفريق حي العرب وقدما مستوا راقيا ...بورتسودان السبعينات تعني حديقة البلدية الزائعة الصيت واحتفالات مايو العائلية ومعارضها ...بورسودان السبعينات ..هي المطرب فاروق .. وفرقة جاز البحرية والبوليس والتنافس الفني الرائع بينهما فقد كان الصبية ينقسمون بين مشجع للاتحاد وحي العرب رياضيا وفرقة جاز البحرية والبوليس فنيا ... كانت عامرة والدنيا مازالت بخير والتوتو كورة في ركن والناس بين المسجد واركان التوتو كورة يلتقيان دون تعصب او تكفير ...ونواصل في رحلة طويلة عبر مدن كثيرة حللنا بها قسرا او طوعا ولكل مدينة ذكري خالدة في ا لقلب المعني ...
|
|
|
|
|
|
|
|
|