|
محمد لطيف يكذب اوكامبو
|
العدد رقم: 469 2007-03-03 والحكمة تأتي... من الصليب! اجدني غير ميال لقبول نظرية (تمخَّض الجبل فولد فأراً)... فالواقع أن بركانا قد فجر الجبل فقذف بكل أحشائه في وجه السودان...! فأحمد هارون ليس مجرد مواطن قذفت به الصدفة في وجه الأحداث، بل كان جزءاً من منظومة كاملة تدير أزمة؛ أزمة بدأت سياسية، وكان ينبغي أن تنتهي كذلك... لولا ان جهة ما أرادت غير كذلك. ودونكم ليلة التوقيع على اتفاقية ابوجا، حين ألقت الأمم المتحدة وما يسمى بالمجتمع الدولي بكل ثقله خلف الاتفاقية وأعلنت ان الحركات غير الموقعة ستعطى مهلة ثم تخضع لعقوبات صارمة... ثم حدث الانقلاب الكامل في المواقف وغدت الحركات الرافضة مرَّحباً بها مدعومة مواقفها!..
إذن السياسة هي التي تقود كل شيء الآن... لذا تجدني.. أيضا غير متعاطف مع نظرية التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية... وشبهة السياسة هنا لا تأتي من فراغ، بل مدعومة بشهادة واحدة من اكبر المنظمات الإنسانية العالمية التي ظلت تشكل وجودا مستمرا على الأرض في دارفور... فها هي اللجنة الدولية للصليب الأحمر تعلن أنها لن تكون طرفا في إجراءات المحكمة الجنائية الدولية في أي مستوى من المستويات. وغنيٌّ عن القول ان اللجنة هذه لُحْمة وسداة عملها هو الحياد...! واللجنة هذه هي وحدها التي رفضت الانصياع لتوجيهات الأمم المتحدة بالانسحاب من دارفور، فجاءت جهة ما وأطلقت النار على مقر موظفيها في كتم.. دون أن تقتل أحداً!!.. فالخطوة محسوبة: مطلوب التهديد وليس القتل!!!.
ودعاة التعاون ينتهون إلى الدعوة لاستقالة احمد هارون... ثم تتباين المواقف بعد ذلك؛ من التسليم إلى المحاكمة الداخلية. وبغضِّ النظر عن الدفوع والحجج القانونية التي يستند إليها هؤلاء وأولئك يبقى السؤال البدهي: هل يتحدث هؤلاء عن احمد هارون كحالة؟ أم يتحدثون عن مبدأ؟ وأيا كانت الإجابة، فما هي ضمانات هؤلاء عن السقف الذي يمكن ان تنتهي عنده قائمة السيد مورينو؟.. ولأن السياسة هي التي تقود كل شيء الآن فالإجابة الأقرب إلى الفطنة السليمة هي ان الموقف سيكون مفتوحا على كل الاحتمالات.
وتبقى النقطة المحورية التي استند إليها السيد مورينو، وهو يؤسس اتهاماته لأحمد هارون، اذ قال ان الخطوة المهمة والخطيرة كانت تعيين هارون مديرا لمكتب أمن دارفور... وعن هذا يقول عبدالرحيم محمد حسين الذي كان وزيرا للداخلية (هذه أول مرة اسمع فيها عن هذا المكتب!!).
تحليل سياسي: محمد لطيف
المصدر: http://www.alsudani.info/index.php?type=3&id=2147517076&bk=1
|
|
|
|
|
|
|
|
|