|
غلطة كانت غرامي بيك
|
أو تذكرين طليقتي ليلة الزفاف ، كم كان الحفل رائعا والمهرجان كبير ، النسيم يعتلي بهواء صاف نقي وكأنه يهنئنا بهذه الليلة " ليلة العمر " ، الفنان الشاب فرفور يطرب الجميع بروائعه،، العمات والخالات يرقصون الأعمام والخيلان يبشرون ، الشامتون مغتاظون . كنت بين الفينة والفينة انظر إلى دقائق ساعتي بل إلى ثوانيها متى يختم هذا الحفل حتى أخلو بك واهمس في أذن القدر شاكرا بان منحني فيك الروعة والجمال . لقد انتهى الحفل وبعدها انصرفنا إلى مراسيم " الجيرتك " العديل الزين بفال حسن وحسين ، الخالات والعمات يتغنون بالعربية ورطانة الدناقلة تدعو إلى حسن الطالع والفال الحسن بحياة زوجية سعيدة . أو تذكرين ؟! بعد أن انصرفنا محملين أمتعتنا إلى الفندق يا لها من ليلى !! بعدما خلونا في غرفة بالطابق الثالث .. حينها لونك العسجدي يضفي على الغرفة شكلا جديدا يجعله أكثر انسجاما مع "ديكورها" ، عيناك المكحلة بالسواد الحوراءات أرى فيها سجل حياتي كلها ابتداء من مهد ولادتي إلى لحظة وقوفي معك :
إن العيون التي بها حور قتلنا ثم لم يحيين قتلانا
لم أتحمل النظر إلى جسمك الفاتن و قوامك الممشوق وارتمينا إلى السرير .. أو تذكرين كيف شكا من صراخك السرير ؟ لقد كان نداء للعذارى من كل حدب وصوب بميلاد يوم جديد ... أو تذكرين كيف اخترق القضيب ؟ وتناثرت دماء عذراء في الفراش ، بشكل فقاعي رهيب ... ما أشبه تلك الليلة بيوم ختاني .. ذلكم اليوم العجيب !! لقد كان نتاج ليلتنا هذه ابنتنا الجميلة " رماز ". أو تذكرين يوم أن عاهدتني على عدم الخلاف .. لماذا التنكر بعد ذلك والجفاء ؟؟؟ نعم طليقتي كنت أعدك أن سمحت الظروف بان نحط رحالنا بأرض الأحلام " أمريكا " .. سأكسوك الذهب وأحليك بالجواهر والألماس ..هكذا ولهذا رضت والدتك بان أكون بعلا لك ، وعندما تغيرت الظروف تغيرت نحوي وأطلقت لسانها بكل نعت دنيء يوصفني .....
أزلت الحب منا وأكثرت بي الجروح كيف قد أقتلتني .. كيف هدمت الصروح الست إنسانا الست دما وروح ؟!
تبا للرأسمالية ، وتبا لأمريكا ، وتبا لكلمبوس ! تبا للفاقة والفقر ! تبا للحب والوفاء ! تبا لتلك القبلات التي بزلتها في سخاء !
أم طليقتي .. إلى متى تظل المادة هي شغلك الشاغل وأنت تدنو من الستين من العمر ؟! إلى متى تظل تنتهكين الحب ، وتضطهدين الوفاء ؟!
أما أنا :
فصامد كأوتاد الجبال وجذور الشجر برغم الهواجس والأحزان المريرة والضجر برغم إسفافي للأيام برغم اصطلاء بنار القدر أنا صامد .. صامد .. لن انحني بيد أني : لن اغني ومنذ يومي لن أثق ولن أثق في المعادن الأصيلة والدرر سأغسل كل كلام للحب قد قلته بإعصار الرياح ووابل المطر فلتقولوا مجنون أو ممسوس أو محتقر لا .. لن اغني لدنياكم لن اغني للقمر
|
|
|
|
|
|