كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
|
 ود البسابير لجميع أنواع المسامير
|
ود البسابير لجميع أنواع المسامير
ظل صحابنا يترنم بهذه الأغنية في أول أيام وصوله(بعد الغياب.. وبعد الليالي المُره في حضن العذاب)...أضطر أخونا للعودة التي قال عنها أنها طوعية، ولكن بعض الخبثاء يتهامسون برواية مغايرة، ربع قرن أو يزيد يمر طيفها أمامه الآن، تماماً مثل استفاقة مريض من غيبوبة عميقة، نظر حوله فإذا الناس غير الناس والوجوه قد تغيرت وكذلك المباني والمعاني، لا يملك أي خطة عمل، ظل يتردد على زيارة محل أحد أصدقائه الذي لم يغترب ولكنه الآن يملك مغلق كبير لمواد البناء، وفي كل مره يجده مشغول مع الزبائن،عبر الهاتف أو مع العمال وهو ينادي يا ولد: آدم، بالله أشحن لي عمك حاج خضر(20 كمرة 5 متر، 7 طن أسمنت،سيخ 4 لينيه،2 لينيه،سلك رباط و30 جير). يا فاروق نزل الأسمنت في المخزن،علي، أمشي البنك ورد الشيك الآن، يا فلان... وبعد عدة زيارات قال له: يا أخي والله قلنا أحسن الواحد يستقر ويفتح ليه مشروع، المهم مصدر دخل، تعبنا والله من الغربة، وأمن صاحبه على الفكرة قائلاً: ما قلنا ليك من زمان، المهم لكل أجل كتاب. أنشاء الله يكون عندك رأسمال كويس!! والله مش بطال، عندك مشروع محدد؟ لا والله لكن أعتقد مجال مواد البناء. طبعاً أهم شيء الواحد يحصل موقع ممتاز. أعاد عليه صديقه السؤال مرة أخرى لكن ما قلت لي المبلغ كم؟ والله عندي حوالي(100 ألف ريال) وكان يعتقد أن هذا مبلغاً ضخماً كيف لا!! وهو حصاد كل هذه السنين طبعاً هذا غير (البوكس موديل 81). قال له ضاحكاً يا أخي هذا المبلغ والله ما يشتري ليك مسامير ومفصلات. يا أخي أنت عايش وين!!!. قال مواد بناء...قال.
زعل صحبنا وذهب مغاضباً وأعتقد أنه تم استفزازه والسخرية منه وهو حتى اللحظة لا يعلم قيمة هذا المبلغ الذي يمتلكه وهو يغير مخبأه في البيت كل ليلة من مكان لآخر. ويطمئن عليه أول شيء في الصباح. وقرر البدء فوراً في البحث دكان للإيجار وحبذا لو كان في نفس السوق بالقرب من صديقه وعندما ذهب للسماسرة وسألهم تبين له إن خلو الرجل فقط غير قيمة الإيجار في هذا السوق تزيد عن ضعف ما يملكه والإيجار الشهري يزيد عن (20) مليون جنيه وأنسحب إلى أطراف السوق وتدريجياً لأطراف المدينة وتأكد له تماماً أنه كان يحلم.
وبعد عدة شهور بدأ الرصيد يتناقص شيئا فشيئا حتى أصبح يخيل له أنه يسمع هاتفاً يناديه رصيدك منخفض! الرجاء .......في أقرب وقت ممكن). و في ظل هذا الحصار الذي يطبق على أنفاسه من جميع الاتجاهات.
ما كان منه إلا أن استأجر طبلية في المنطقة الصناعية وكتب عليها بخط جميل(ود البسابير لجميع أنواع المسامير -إدارة مصطفى محمد بشير) وأشترى مقاسات مختلفة من (الصواميل،السيور،المفكات،المسامير وما شابه ذلك) ورفع شعارالمهم الواحد يطلع حق ملاح اليوم وبكره الرزق على الله) وأصبح الآن يعرف في السوق بود البسابير الخليجي وذلك لاستخدامه لبعض المفردات الخليجية رغم محاولاته المضنية التخلص منها.
الطيب الشيخ
[email protected]
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
الطيب الشيخ
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست