|
Re: اختطاف طائرة سودانية أخرى (Re: جلال ناصر)
|
Quote: الحبيب نصر الدين اجد نفسى دايما متداخلا فى بوستاتك امكن بدافع الحب وزكرى الايام الجميله وامكن عشان ماتكتبه يستحق ولعل المزاج واحد وتلك الايام شمعه تضىء كل لحظه
وأنا قاعد هنا في بلاد الغربة كاتلني البرد والشوق لأمي.. والله هملتك هملة يا ود البشير.. والله الهملت البلد الزول ده دخل المطار والطياره ومسلح كيف ناس الامن ديل بس فالحين فى المظاهرات المساكين الفى الطياره ديل ذنبهم شنو
الشوق للوالده حار واسالنى انا لكن احسن غربتك من البلد الماعندها وجيع دى حايجونا ناس كتار اقولوا انتو ما سوداينين وشنو لكن ده ما السودان البنعرفو شوفو حقنا فات وين عشان نرجع نحبوا تانى
|
صديق ورفيق الأيام الجميلة جلال أنا كثير الامتنان لك وأنت تشاركني الغربة والبوستات وربما يكون ما أكتبه يعبر عنك والآخرين ولكن تبقى كيمياء المحبة وألق الايام الجميلة هما ما يجعلان بوصلة قلبك وعيونك تتجه نحو بوستاتي وأنا جد سعيد لهذا التواصل الإسفيري. مسألة الاختراق الأمني الذي حدث غير مستغربة لأن الفوضى هي ديدننا في كل أشيائنا ورجال الأمن عندنا لا يبحثون عن الجريمة بل يبحثون عن أناس توهموا بأنهم مجرمون وهذا ما يجعل تنفيذ أي جريمة ممكناً في السودان.. والغربة يا صديقي من أقسى ما يعاقب به المرء في حياته ونتمنى أن يحفظنا فيها الله ويسترنا ويرد غربتنا آمنين وأنا من على البعد أشاطرك غربتك والتي هي أشد وحشة من غربتي لأنك تعيش في بلد طيرها عجمي كما يقولون وكل أمنياتي لك بأن يكحل الله عينيك برؤية الوالدة والأهل..
أصابني الإحباط والغيظ وأنا أطالع صور المختطفين في التلفزيون وبينهم نساء كبيرات في السن وأطفال رضع، وتساءلت في نفسي ما الذي سيجنيه هذا المجرم من تعذيب مواطنين أبرياء وترويع أسرهم؟ وما الذي سيجنيه لو أن وحياً إلهياً قذف به في رمشة عين إلى فرنسا وليس عن طريق اختطاف طائرة بها ركاب من وطنه ربما كانوا سيلقون حتفهم لولا عناية الله ولطفه بعباده المساكين. هل الأنانية يمكن أن تدفع الإنسان إلى ارتكاب جريمة كهذه وهل فقه التبرير يسوّغ للمرء أن يموت الجميع من أجل أن يحقق هو غاية دنيئة كان يمكن أن يحققها بالطرق المشروعة؟ تطايرت كل هذه الأسئلة في خاطري وأنا أتخيل هلع الأطفال على آبائهم وأمهاتهم المختطفين وبكاء الأمهات وقلق الآباء على أبنائهن وبناتهن ركاب الطائرة، وتساءلت في نفسي ماذا لو كنت من ضمن هؤلاء وجرى لهم مكروه لا قدر الله، وكيف سيصبر حازم ابني الذي يظل يبكي إذا فارقته لدقائق معدودة لكي أتوضأ أو أصلي.. والله العظيم لو وضع المجرمون نفسه مكان ضحاياه وأهليهم لما ارتكب جرائمهم. وأسأل الله أن يقبض روحي في الحين إذا فكرت يوماً في ارتكاب جريمة يروح ضحيتهاإنسان بريء ناهيك عن ركاب طائرة بحالها. كلنا نفهم ونقدر أن يموت الإنسان من أجل وطنه ومواطنيه ولكننا لم نفهم أنه سيأتي يومٌ يموت فيه المواطنون من أجل مواطن. من الممكن أن يتمسك طفل بريء بطائرة من الورق أو الصفيح استجابة لرغبته الداخلية في أن يلعب ويلهو بها ولكن ليس من المعقول أن يتمسك شاب عاقل راشد بطائرة ركاب مدنية لتوصله إلى الوجهة التي يبغيها. صدقني يا جلال قد تجد أشخاص يبررون هذه الفعلة الجبانة في هذا المنبر ولا تستغرب إن وجدت بوستا بعنوان (وقعوا من أجل إطلاق سراح المناضل مختطف الطائرة السودانية) فعندنا هنا مسرح اللا معقول يؤدي فيه الممثلون أدوارهم بتكنيك عالي وأداء مبهر وما أكثر من هم على شاكلة ستراغون وفلاديمير عندنا في سودانيز أون لاين ولا تستغرب أيضاً إذا خلصوا إلى أن اختطاف طائرة مسألة حرية شخصية أو أن الركاب غلطانين. وقد وصلت إلى قناعة تامة من خلال تجربتي في الحياة أن أس البلاء في السودان هم السياسيون وأدعياء النضال، وبكل تأكيد لن يكون هذا الحادث هو الأول ولا الأخير. وفي الختام أقول حمداً لله على سلامة ركاب الطائرة وحفظهم الله من كل مكروه.
|
|
|
|
|
|
|
|
|