جاء في الاخبار ان السودان سوف يقبل عضوا بنادي مصدري النفط ( منظمة اوبك) وهو خبر يجب ان يسعد كل من في قلبه ذرة حب وخير لهذا الوطن وانسانه
لم تكن وزارة الطاقة وزارة كل السودانيين بل ملك فئة محددة. ولم يشعر المواطن العادي وجود البترول الا في اطار السيارات الفارهة التي يشاهدها في الطرقات لكن رغم ذلك يريد لوطنه ان يكون عليا مزدهرا.
ولكم مثال واحد على حصرية بترول السودان لفئة من الناس:
اسحاق هارون او ( ايزك شارون) مواطن سوداني ولد باحدي الولايات الطرفية. دخل المدرسة في عمر متأخر بعض الشئ الا انه توفق في دراسته الاولية والثانوية حتى دخل كلية العلوم جامعة الخرطوم – في الجامعة كان اول دفعته حتى التخرج . فوجد منحة دراسية مجانية في الولايات المتحدة – هنالك نبغ اكثر وتخصص في مجال البتروكيماويات فيها نال درجة الدكتوراة وعمل في كبرى شركات البترول لكنه كباقي ابناء عازة من بني وطني كان قلبه مع السودان. ما ان اعلن استخراج البترول السوداني لملم اطرافه و شهاداته وسافر الي السودان متسلحا بالمعرفة المتقدمة من مصادرها. في الخرطوم ظن انه يستقبل استقبال الفاتحين بوزارة الطاقة لكن لم يحدث شئ من هذا القبيل. تقدم بشهاداته وحكي قصته لكن ما كان يقوله اسحاق لم يكن مغريا لاصحاب وزارة الطاقة- فمكث بالخرطوم اكثر من ثلاثة اشهر واخيرا اخبره مسؤول كبير كبير جدا بالوزارة انهم ليسوا في حاجة اليه لكن اوضح له احد المهندسين بانه هنالك شروط جهوية عرقية اولا ثم اخرى تنظيمية ( اقل اهمية) لابد لها ان تتوفر لدي المتقدم وليست الشهادات الاكاديمية.
رجع اسحاق هارون بين مصدق ومكذب لكن تظل الحقيقة هي كذلك- بامريكا تم استقباله من قبل كبرى الشركات واصبح بها مستشارا ثم تقدم الي نيل الجنسية الامريكية رغم انه لم يفعل طيلة سنوات دراسته او عمله الا انه ادرك بان لا وطن له.
دارت الايام وتعرضت مصفاة سودانية لصعوبات كيماوية – هرول اهل وزارة الطاقة شرقا لكنهم لم يجدوا علاجا فتوجهوا غربا الي امريكا الي الشركة التي يعمل بها ذلك السوداني طالبين خبيرا في المجال المعني. بينما د. اسحاق هارون (والذي يطلق عليه ايزك شارون من قبل زملائه تطلفا) جالس في مكتبه استدعي من قبل مديره العام ليخبره بخبر السودان ثم يطلب منه التوجه الي الخرطوم وانها فرصة جيدة بالنسبة اليه وخاصة انه من اصول سودانية. في اليوم المشهود كان ثاني رجل بوزارة الطاقة السودانية واركان حربه بالمطار بصالة كبار الزوار في انتظار الخبير الامريكي . عندما نزل لم يهتم به احد لان الجميع في انتظار الخواجة ولما طال الانتظار سئل عنه الا انه اجاب بنفسه بانه هو ايزك شارون. رغم الدهشة تعرف عليه ذلك المسؤول فاراد الحديث بالعربية سائلا الم اراك يوما الا ان اسحاق هارون رد بالانجليزية فلما راي اصرار الرجل قال له اسحاق : يا سيدي كل دقيقة من زمني يكلف حكومتك دولارات انتم في حاجة اليها ارجوك قودني الي مكان اقامتي وبالانجليزية ايضا.
انجز عمله خلال اسبوعين ثم غادر
هل بترول السودان لكل السودانيين مطلقا لا انه و بالدارجي ( بترول ناس عوض الجاز)
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة