|
|
|
 Re: بورداب الرياض يحتفلون بأماندا والأبنوس-المجموعة القصصية لزميلهم الكاتب جلال الدين داود أبوج (Re: هاشم أحمد خلف الله)
|
أماندة والأبنوس:
(4) مسيو .. الفاضل
خشونة الواقع تتكيء على نعومة الخيال ونداوته .. ماذا حدث
للفاضل ليجد نفسه مستلقياً على عنقريب الحبل ذو الكراع المحنية
للداخل.. يمضغ السفة ويعقبها بدخان السجاير الرخيص .. بعد
أن كان يتقلب في دعة على السرير ذو المرتبة المائية بفندق
الشانزليه بباريس .. الكل ينادي مسيو الفاضل .. مسيو الفاضل
وهو يتحرك في بهو الفندق يوزع البقشيش في كل
مكان كسلطان زمانه ولكن .. كل شيء يتغير .. عاد من أبراجه
ليرسو بواقع يرهقه فيه قهر القترة .. لم يتبق من متع حياة
باريس إلا حزمة ذكريات أيام الترف في محالها الفخمة ونعومة
ملبسها ومأكلها .. وضحكات المهرة الجامحة (رشيدة المغربية)
رفيقته هنالك .. كان كل شيء يشي بالترف حتى كلبة رشيدة
كانت من رواد الكوافير مرة في الشهر .. كان يجتر الذكريات
تعصف بذهنه ضخامة المفارقة بين ما كان وما هو كائن الآن ..
يا لغدر الزمن .. ماذا كان يجول بخاطر رشيدة وهي تضحك في
حفل الأوبرا بصوت عال نشاذ يخجل بروتوكوليته .. حتــى
يطردا معاً من الصالة .. ليشاركها ضحكها العفوي المهستر ..
كل شيء يبعث على الفرح .. يتذكر ويتذكر (رب ذكرى قربت
من بعدا) .. ليستيقظ من خيالاته على صوت لاهث لصبي حليق
عمي الفاضل قالوا ليك تعال إتغدى، والفاضل لا زال يناجي
طيف رشيدة مبلغا إياها ما آل إليه من حال .. ولسان حاله
يردد (هل من شوفه تاني أم هي مستحيلة؟!!)
أشار للصبي بعدم رغبته في الغداء ، ووضع وجهه بين يديه
لعله يخرج من كوابيس الواقع ويعود لملاكه رشيدة لتصعد
به إلى الجبل!!!
| |
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: بورداب الرياض يحتفلون بأماندا والأبنوس-المجموعة القصصية لزميلهم الكاتب جلال الدين داود أبوج (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
(5) أماندا والأبنوس: جلال الدين داؤود أبوجهينة:
إختارها الكاتب لتكون قلب
مجموعته القصصية وعنوانا لها .. ربما لفرادتها أو
لبقائها مرتعشة على محطة الإنتظار .. فتاة خلاسية
إختطلت فيها الدماء السويسرية بالألمانية .. وخزن فيها
اليتم المبكر الشوق لحضن مفقود .. فانجذبت نحـو
أبنوس أفريقيا وأحلام حرارة خط الاستواء .. لفتاها
الذي (لوحته الشموس وعفرته المعارك) .. أفريقيا
في نظر أماندا قارة بكر احتفظت بإنسانها مترعاً
بنقاء طبيعتها الفتية و(عين شموسها القوية) ..
وصقلت وجدانه طبولها وموسيقى غاباتها.
أماندا .. لا تعرف ولا وقت لديها لأن تعرف تفاصيل
دخول الشعوب والثقافات التي إنسربت لتعيد تشكيل وجدان
فتى أحلامها الوردية في عيد الزهور .. فرماها حظها
أن تعلقت بفارس شكلته ثقافة الهوى العذري
و
(إن الشجاعة أن تموت من الظمأ
ليس الشجاعة أن تعب الماء)
لم يرو لها غليلاً وبقيت شعلة (نونتيها) متقدة ..
وهي تصعد به الجبل ليلتقي أسرتها التي سرعان ما
رحبت به وشربت نخبه الكؤوس المترعة .. في جو
من البهجة على النسق الأوروبي الذي يدعو شعرة الجلد
للإنطلاق إلا تلك التي أحكم رباطها كحال فتاها..
أماندا بقلبها الخلي مفعمة بحرارة أحلامها الصبية تزدهي
بنضارة يكللها لون شفقها وفتاها لا زال يصليها
بحالة الإرتباك اللاإرادي أمام دفق مشاعرها القوية وقد
بقيت ترتطم بجدار محافظته التي وثقتها
العهود وركزتها كوابح الذات التي تشربت التقاليد
ليظل فتاها يردد: على مهلك يا صغيرتي!!
لقد عصفت الهواجس بقلبه وهي تقبل منهمرة
لقد ذهب وترك أماندا بعيونها المعبأة بالدموع
التي لم تنهمر .. بقيت له منها هديتها الساعة
التي يدق معها قلبه كلما وضعها على أذنه في
ذكرى أماندا الفتاة الحلم المستحيل ..
ونواصل ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: بورداب الرياض يحتفلون بأماندا والأبنوس-المجموعة القصصية لزميلهم الكاتب جلال الدين داود أبوج (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
أماندا والأبنوس:
(6) - ويفيض النيل أحياناً في باريس
باريس – شارع الشانزليه – بداية الثمانينات .. حركة صاخبة ..
صبايا عربيات يدخن بشراهة وفرح مصطنع .. نفس تملؤها
الكابة وبرد الغربة فتستحضر الوطن وبيوت النمل وميـــدان
أبوجنزير.
كل شيء يبعث على الضجر .. الشقة تبدو كسجن في مصعـد
توقف بين الطوابق .. العجوز الفرنسية التي تنظف الشقة يصبح
ذنبها إعتدادها بلغتها .. واللعنات تنهمر على الزميل الذي تأخر
في إرسال المال .. كل شيء يفقد طعمه .. حتى قوس النصر
وبرج إيفل فكل البهارج والسرايات تحولت لحيطان خانقة ..
فالعبرة بالإلفة والناس:
وما حب الديار ملكن قلبي ولكن حب من سكن الديارا
في هذه العتامة المحكمة إنبجس الفرح .. أطلت كرماح الدينكا
طولاً وإستقامة .. بلون وملامح الأبنوس .. وبصوت كيف
لا يكون محبباً وقد نطق: الأخ سوداني؟
مثلما صاح نزار قباني على أطلال أسبانيا ..
أأسبانية؟
أيقظت الروح على ذرى الإلفة دفعة واحدة .. كأنها قد وجدت النيل وبحرى
وأمدرمان على قارعة ذلك الشارع .. ها هو يسير بجنبها
كأنما النيل قد جاءه هرولة .. وعادت الحياة مرة أخرى
لقوس النصر وبرج إيفل .. ودعته لتناول العشاء لتنقذ زميله
من المزيد من اللعنات .. لقد وجدا ذاتيهما ..
وهربا معاً من كل أشكال حرية شوارع باريس ليفترقا على
كلمته: أشوفك متين؟ وأصبح مقهى اللقاء الأول مربط
فرسه، وتصدق نبؤتها بترك الأمور للصدفة .. وقد كانت
هذه المرة على طائرة الخطوط الجوية السويسرية المتجهة
لواشنطون، وقد كانت تعمل مضيفة عليها .. وبدت الرحلة
قصيرة جداً ككل أزمان الفرح العابر التي لا يبقى منها
غير عبق الذكرى وإيحاءاتها الجميلة.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: بورداب الرياض يحتفلون بأماندا والأبنوس-المجموعة القصصية لزميلهم الكاتب جلال الدين داود أبوج (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
أماندا والأبنوس:
(7) - قالت لي القبطية:
ذكريات حميمة .. كتاحة عطبرة وحيشانها الواسعة .. والقبطية
مربوطة الرأس (أم سوسن) بكل ما تختزن من تناقضات
شخصيتها الآسرة .. كل شيء يسطع في الذاكرة مثل نجوم
عطبرة المتميزة.. لا سيما إفتتان (أم سوسن) بسمرتي وأنا
في الحادية عشرة من عمري .. كانت تحتويني بعطفها ..
عندما أخذتني للمستشفى .. بشرتها تشبه عروس المولد
كانت لا تطيق فراقي .. وتأتي للبحث عني فيقول لي أخي:
الحلبية حقتك جات ..
قالت لي مرة: أوعك تحب .. ولو حبيت وفشلت أوعك
تتذكرها تاني .. سامع يا سمارة؟
ظلت كلماتها مرشدي في معاركي العاطفية .. حتى قصص
حبي الصبيانية في حي السودنة والقيقر وشارع الري.
فوزية جارتنا أحببتها .. كما أحبها أثنين من أصدقائي ..
كنا نحكي لبعضنا دون ذكر للأسماء .. ولعبت هي دور
فارسة أحلام كل منا دون علم الآخر.
تركت عطبرة للخرطوم ثم الرياض فباريس تبعني خيالها في
تطواف غربتي المتواصل.
في باريس كنت أتسكع على رصيف جادة فوش الراقية ..
عندما ناداني صوت: يازول؟ .. شاب سوداني أنيق بلحية قصيرة
قصت بعناية ودعاني لشقته .. لأجد رائحة السودان تنبعث
من أركان البيت ومشغولاته اليدوية تزين الجدران .. وشاي
منعنع .. وكعك وغريبة تذكرك بالحلو مر .. أشياء أعادت
إلى ذكرى العيد في عطبرة .. شعرت بإلفة الترحاب الصادق..
ثم وجدت نفسي أمام فوزية وجهاً لوجه ويداً بيد .. كم هو صغير
هذا الكون؟! لم أعد أسمع ما يقوله زوجها .. طاف بذهني شريط
ذكرياتي معها .. وقفت مستأذناً .. طفا خيال (أم سوسن) وأنا
أقبل دعوة الحضور للعشاء بنية ألا أعود .. وريح
فوزية المزمجرة تعصف بي وتنذر بإجتياحي .. هزني شوق
لجلوسي مع أم سوسن وثرثرتها وحكمتها أوعك تحب
.. ولو حبيت وفشلت أوعك تتذكرها تاني .. سامع يا سمارة؟
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: بورداب الرياض يحتفلون بأماندا والأبنوس-المجموعة القصصية لزميلهم الكاتب جلال الدين داود أبوج (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
أماندة والأبنوس
(9) بيوت طين لا تجرفها السيول:
صبي يتمدد على عنقريب قديم في غرفة سيئة التهوية
ضيقة النوافذ .. وبجانبه أمه (زينب) سيئة الحظ قليلة
الحيلة .. ساهمة بين زوجها الذي إبتلعته الغربـــة
فقد سافر مؤملاً (عمرة وزوغة) ولم يعد وها هو عامه
الثالث ينصرم بلا خبر ولا أثر .. لا حي فيرتجى ولا ميت
ليتم إعلان هزيمة الاسرة الفقيرة على أبوب اللئام..
وصبيها المتمدد تهده الحمى ويتعالى صدره بزفير
حارق .. وبقربها على الأرض طفلتها مسجاة تلاعب
ضفائرها ودمعة على حذائها المقطوع والمدرســة
لا ترحم الفقراء .. كلب هزيل باسط زراعيه على الطوى.
باعت آخر ما تبقى من القويشات التي أبقاها زوجها بعد
أن جهز بنصفها نفسه للسفرة المشؤومة .. لم تفي لها
إلا بأجرة الطبيب ودواء واحد من القائمة التي سجلها
الطبيب على الروشتة .. وهذيان الصبي يتواصل .. ضمته
لصدرها مولولة .. جفل الكلب .. انطلقت وسط نباح
كلاب الحي والظلام وطفقت تطرق أبواب جيرانها .. المروة ..
المروة .. تجمع أهل الحي ساهمين في فقرهم وذعرها ..
تبادلوا الصبي بين أيديهم حتى هدأ فحسبته قد مات ..
تعرق جبينه .. فحملته عائدة لبيتها.
في الصباح توسلت لبابكر سيد الدكان طالبة المزيد من
الدين لإنقاذ الصبي .. صاح فيها: أنا فاتح الدكان ده سبيل!!!
ليخرجها صوت بنتها من الفجيعة: يمه أمشي المدرسة
حفيانة والله أشيل سفنجتك؟ حاصرها ذلك النوع من الضيق
الذي يُلجيء للمحاذير .. أستوقفت المدرس متسائلة عن
بيع البيت أو رهنه في حالة غياب الزوج!! أجابها بصعوبة
المسألة إن لم تكن إستحالتها .. لامس إبليس صلابة
مرتكزاتها القيمية فمسحت دمعة قهر سالت .. وعيون
طفلها تتوسل والحمى تدب من جديد فتحرك لا وعيه
بقبضة تبدو أكبر كثيراً مما يفترض فيه .. ثم أنزلقت
بتراخ لترتسم على محياه هالة إنتهاء المعاناة إلى الأبد
إحتضنت جسده البارد في ذهول وبيدها الأخرى ضمت
طفلتها التي صعقها الذعر مما يحدث .
في تلك اللحظات شعرت أنها تحررت من ربقة التوسل
لبابكر سيد الدكان، وتلاشت من وجدانها وإلى الأبد صورة
زوجها الذي ياما خفق قلبها به محدثاً بأن صباحات
الفرح ستأتي ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: بورداب الرياض يحتفلون بأماندا والأبنوس-المجموعة القصصية لزميلهم الكاتب جلال الدين داود أبوج (Re: ابو جهينة)
|
الريس أبوجهينة .. عندما كنت طفلاً كان خالي محمد
يقرأ لي أي قصة أو موضوع يعجبه .. وكنت أسمع بما تيسر
لي من إنتباه .. في أحد الأيام قرأ لي عن
سبارتاكوس ولم أكن منتبها فقد كنت أود اللحاق
بالأولاد وهم يلعبون شليل تحت قمر اربعتاشر ..
عندما انتهى لم يكن رد فعلي مناسباً لما انتهت
عليه القصة فدفعني بشدة وقال لي روح خلاص ..
حزنت للموقف .. أصبحت أحرص على أن أنتبه عند
القراءة والسماع أيضا .. هذا أمر مفيد ولكنه
يصيبك بالكآبة عندما تقرأ مأساة زينب.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: بورداب الرياض يحتفلون بأماندا والأبنوس-المجموعة القصصية لزميلهم الكاتب جلال الدين داود أبوج (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
عزيزي محمد
Quote: عندما كنت طفلاً كان خالي محمد
يقرأ لي أي قصة أو موضوع يعجبه .. وكنت أسمع بما تيسر
لي من إنتباه .. في أحد الأيام قرأ لي عن
سبارتاكوس ولم أكن منتبها فقد كنت أود اللحاق
بالأولاد وهم يلعبون شليل تحت قمر اربعتاشر ..
عندما انتهى لم يكن رد فعلي مناسباً لما انتهت
عليه القصة فدفعني بشدة وقال لي روح خلاص ..
حزنت للموقف .. أصبحت أحرص على أن أنتبه عند
القراءة والسماع أيضا .. هذا أمر مفيد ولكنه
يصيبك بالكآبة عندما تقرأ مأساة زينب. |
إبنتي الصغيرة لها ولع بالغ بالإستماع للقص التي أرويها لها شفاهة.
أحياناً أعطيها طرف خيط قصة و أقول لها أكمليها فتكملها بسرد يشطح بعيدا عن لب القصة و عن أبطالها بإستحداث أبطال آخرين .. ثم عندما تغلبها النهاية تقول لي : كمل إنت ..
هل للطفولة دور في تشكيل الروائي؟
نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: بورداب الرياض يحتفلون بأماندا والأبنوس-المجموعة القصصية لزميلهم الكاتب جلال الدين داود أبوج (Re: ابو جهينة)
|
أماندة والأبنوس
(10) قناديل محاسن:
يحلق بنا الكاتب إلى عالم تحاذره أقلام الكاتبين،
العلاقات الإنسانية والعاطفية الحامية في عوالم فاقدي
البصر، يقربنا من معاناتهم .. أشكال تعبيرهم عن
مشاعرهم، فصوت محمود يضاهي الإبصار عند محاسن
.. يأتيها مختلفاً عن جميع الأصوات الأخرى يحرك
أشجانها ويوقظ فيها ذابل الفرح .. يزلزل كيانها
(فليس بالنظر وحده يعشق الإنسان) ..
سبحان الله، ففقد البصر يطلق عقال الحواس الأخرى ..
يلهب البصيرة والشعور .. ها هي محاسن تنطلق كالرمح
عندما تجتذب أنفها رائحة خالتها خديجة القادمة من
البلد تحمل الفرح والحضن الحميم .. أنامل أم محاسن
وصوتها يبقيان محاسن كالآخرين إنتماء لجذور ثابتة
وملاذاً يمنح الشعور بالأمان ..
آذان محاسن تلتقط كلمات من حولها .. فهمت أنها
جميلة .. لم تك تعي تفاصيل ما يعنون .. ولكنها
تحس شيئاً ما .. له علاقة بالإحساس الذي يعتريها
عندما ينطلق صوت محمود فيورق وجدانها ..
الجميع يغدقون الحب على محاسن ليصبح إخوتها
أشجار بلا حفيف تجاهها .. فقط سيقان للصدام معها
حنقاً على ما تلقاه من تدليل زائد.
عندما نضجت محاسن بدأت مساحات فرحها تضيق حتى
يطل صوت محمود فتفرهد .. قالت لها أمها ذات
غفلة: بقينا ما بنشوف إبتسامتك إلا مع محمود!!
فزارها الإكتئاب .. وعصفت بذهنها ظنون العاشقين،
حتى كان ذلك اليوم .. جاء محمود بعد غيبته فوجدها
قابعة لوحدها سلم عليها .. لامس كتفها فاهتزت وربت
وتغنجت عند الطمأنينة بأن لا أحد حولهما ..
فعاجلها بقوله: جئت أدعوكم لزفافي الأسبوع المقبل!!
انطفأت جذوة الفرح .. شعرت بغربة حقيقية وشوق جارف
لحضن خالتها خديجة.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: بورداب الرياض يحتفلون بأماندا والأبنوس-المجموعة القصصية لزميلهم الكاتب جلال الدين داود أبوج (Re: ابو جهينة)
|
Quote: أحياناً أعطيها طرف خيط قصة و أقول لها أكمليها فتكملها بسرد يشطح بعيدا عن لب القصة و عن أبطالها بإستحداث أبطال آخرين .. ثم عندما تغلبها النهاية تقول لي : كمل إنت ..
هل للطفولة دور في تشكيل الروائي؟ |
الريس أبو جهينة .. تحياتي ..
عندما تقوم بنتك الصغيرة بتكملة القصة بعيدا
عن لب الموضوع .. فتأكد أن لديها شليلها مثل
حالتي مع خالي ..
أما الرد على السؤال فأرى:
لن يكون الروائي روائياً إن لم يحتفظ بالطفولة!!
فالرواية فن راق .. والفنان لن يكون فناناً
إلا إذا إندفق كما الأطفال .. أو هذا ما بدا
لي ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: بورداب الرياض يحتفلون بأماندا والأبنوس-المجموعة القصصية لزميلهم الكاتب جلال الدين داود أبوج (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
| Quote: فليس بالنظر وحده يعشق الإنسان) |
..
الجميل محمد عبدالجليل
مازلنا نتحسس نعومة الابنوس
دون روئته ونستشف السمع للاستمتاع
بعشق تلك المجموعة القصصية لكاتبنا الجميل
ابوجهينة ...
تعرف يا عبدالجليل جيتني فوق جرح في محاولتي
الاخيرة والتي رميته كدة عشان كاتبنا يعلق عليها
من غير حس ولا خبر فيها شيء من هذا أي
الاذن تعشق قبل العين احياناً هذة الفكرة سوف ترد في
المقاطع الجاية لفلنتاين وبي كدة تأكدة أني قربت
ابقي قريبة من استاذنا ابوجهينة ادعو لي بس،،
وصحيح شنو يعني عبدالفتاح دهـ لفلنتاين في انتظار
تعليقكم يا نكمل يا نقيف ،،،
اصلوا الحاجة لو ما بصمتكم فيها مابنحس بطعمه ...
لك الود عبدالجليل على هذة الاستفاضة والصولات والجولات في
مجموعة الاستاذ ابوجهينة ...
مودتي يا جميل ،،،،
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: بورداب الرياض يحتفلون بأماندا والأبنوس-المجموعة القصصية لزميلهم الكاتب جلال الدين داود أبوج (Re: خالدة البدوي)
|
الأستاذة خالدة البدوي .. تحياتي،
أكملي .. واخلقي من التعب شوطاً .. وحتى بدون
هذا ستكملي .. فلا توجد أشجار بلا حفيف إلا في قصص
الريس أبوجهينة وهو يلامس تلك الأشياء البعيدة التي يقل
إمتداد الأقلام إليها فيخلق المفارقة التي تعطي لقصصه
ذلك الإبهار .. أما في الواقع فكل الأشجار تهتز
بالريح الصرصر فيسمع لها صرير أو بالنسيم العليل
الخفيف فيكون الحفيف .. ومعلوم أنه (حرام على
البحار السكون) على قول نزار ..
وفي قناديل محاسن وفي فلنتاين ..كما في جدل
الواقع الكثير من قتلى اللسان والآذان .. وإن كان
حظ العيون أوفر في كل شيء لهذا أطلقوا عليها
(شبابيك القلب) .. فهي غير الأذن التي تلتقط وتبقى
مسمرة لا يعتري ظاهرها تغيير أو إنبهار ولا (بتغشاها
الهزيمة ..)
أما مرآة العين فإنها تعكس بجلاء ووضوح ..
لهذا شاعت سمعتها وسط أهل الهوى والشعر
والأدب .. ويبقى أبو جهينة وخالدة .. وكل من قادتهم
موهبة التعبير ليمتشقوا أقلامهم ويصوغوا تجاربهم
وقراءاتهم لتقديم أشكال إبداعية من الواقع وإليه
مستخدمين أشكال التعبير الفني لتجويد الحبك
والسبك .. وذلك أمر لا يتأتى إلا لمن منح موهبة
الكتابة وأثراها بإمعان الفكر والنظر في تجارب
الآخرين وأحداث الواقع .. ثم جوّد اللغة أداته
التي يعبر بها إلى أفئدة القراء.
فآمل أن تكتبي ويكتب أبوجهينة وصلاح شتات
وكل الزملاء الذين لديهم شيء يريدون أن يضعوه
أمام الآخرين ليستفيدوا من خبرته أو ليستمتعوا به أو
لمآربهم الأخرى .. وسوف نقرأكم وسوف نعلن دائماً
عن وجهة نظرنا ونحن نقبطكم .. والقبط أن تتمنى
أن نكون أمثالكم .. لا نكتفي بالتعليق بل نحاول أن
نكتب .. فأرمي بكتاباتك .. وليوفقك الله لتكوني
المحتفى بباكورة إنتاجه الأدبي القادم في مجموعة
بورداب الرياض
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: بورداب الرياض يحتفلون بأماندا والأبنوس-المجموعة القصصية لزميلهم الكاتب جلال الدين داود أبوج (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
أماندا والأبنوس:
(11) الشريط:
علوية شابة قروية التي تركها زوجها بعيد زواجهما
لتبتلعه الغربة .. وأصبحت تعانق شوقها البكر .. تستكتب أخاها
الأصغر لواعج قلبها دون جدوى حتى بدأت
تسيء الظن بأن رسائلها لم تك تحمل ما كانت تبثه إملاءاً
أو بلسان الحال لشقيقها الذي افترضت فيه أن يلتقط
ما يعتريها ويكتبه.
لجأت لـ/ست سعيدة التي أعارتها المسجل وسلمتها
شريط تسجيل .. ف/ست سعيدة تعرف الشوق الذي
تعانيه علوية .. رجعت تحمل المسجل والشريط
وأحكمت إغلاق الغرفة واستلقت على بطنها وبدأت
تصب جام حبها في الشريط وهي تحك رجلاً برجل:
(قدح المكب على الزناد الأجزم) .. أفرغت مكنونات
أشواقها .. ثم طلباتها البسيطة (ثياب وعطور وسجادة
ومسابح بتنور بالليل) .. دندنت بآخر الأغاني التي غزت
الساحة بعد سفر زوجها شريف .. وكان مسك ختام
الشريط:
(فاطنة سافرت لراجلا .. وكمان بتول .. ديل كلهن
ازوجن بعدي .. إشمعنا أنا دي القاعدة هني!! يا تعال
يا رسل لي أجيك يا شريف) قبلّت الشريط وغلفته
بعناية وسلمته لحاج نورالدين الذي ودعته القرية
في طريقه لأداء العمرة.
بقيت علوية تنتظر صدى صوتها وأشواقها المبعوثة
مع حاج نورالدين لزوجها يداً ليد .. وبقيت تحاسب
شريف في نفسها بحالها الذي أصبح مكشوفاً وهي
تقاوم شوقها على نار الانتظار وتلتقط
أخبار العائدين لعلها تأتيها منه بنبأ .. حتى كانت
البشارة التي نقلها شقيقها بوصول إسماعيل.. ومعه
أمانة من شريف ...
أنطلقت كالسهم لطرف القرية حيث منزل إسماعيل
استلمت شريطها .. لم تستطع إكمال احتساء كوب العصير
دلفت على منزل ست سعيدة وأخذت المسجل .. اعتذرت
لأمها عن الغداء فابتسمت أمها بخبث من جرب مكابدة
الشوق دهراً .. دخلت علوية لغرفتها وأغلقتها وجلست على
برش مهتريء وأدارت الشريط بقلب راقص فجاءها الصوت
(حبيبتي ونور عيني وشمعة ظلام غربتي ....) وحدثها
عن تحسن أوضاع عمله وفرح مخدمه بأدائه وزيادة راتبه ..
وكيف أنه استثمر هذا الرضى فطلب من مخدمه أنه يريد
أن يحضر زوجته لتقيم معه فوافق وبدأ لها في الإجراءات
حلقت علوية مع هذا الكلام الحلو واشتعلت جوانحها
وواصل شريف
(شوفي يا ناهد .. أهم حاجة أنو التوكيل
ال مع إسماعيل تسلميه لخالك سليم عشان يقوم بكل
الإجراءات !!!!!! )
طرق حاد على الباب وصوت أمها
علوية أفتحي الباب إسماعيل عاوزك!!!!! .. إعتذر لها
إسماعيل أنه أوصلها الشريط بالخطأ .. قال هذا وهو
تحت عصف التفكير بما ينتظره من مشاكل نتيجة هذا
الخطأ) بدأت علوية تردد بهستيريا لكين ده صوت شريف
.. صوت شريف ما بغباني .. صوت شريف ما بغباني ..
لم تستطع أن تكتشف تشويه الغربة لمشاعر البشر .. مسكينة علوية ..
تدثرت بحزنها .. على شوقها الذي ظلت تبثه النجوم
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
 Re: بورداب الرياض يحتفلون بأماندا والأبنوس-المجموعة القصصية لزميلهم الكاتب جلال الدين داود أبوج (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
سلام يا محمد ..
ما تقوم به عمل جميل يستحق منا الاشادة والتقدير ..
عايز أرجع لبعض تفاصيل القصص والأعمال الجميلة لأستاذنا أبو جهينة ..
نبدأ بالحوش ..
تستفزني بعض التفاصيل الصغيرة من حياتنا اليومية ومعاشنا ..
الحوش الكبير والوسيع والذي يحتوي على أشياء كثيرة نمر وتمر بنا ، أحياناً قد ننتبه لها وأحياناً نتجاهلها كتفاصيل أصبحت عادية بالنسبة لنا ولكنها تشد إنتباه من يراها لأول مره ..
ويمكن الكاتب أشار لها في روايته لها بتفصيل أدق وهذا ما يعني تآلف الأسرة وتواجدها في هذا الحوش الكبير دليل محبة وألفة لا يستطيعون الفكاك منها وهذا ما يمزنا نحن شعب السودان ..
وأذكر في زمان مضى كنت أهتم بزرع الأشجار في الحوش وأرعاها كأنها أحد أطفالي وكل يوم تتفتح زهرة تزداد سعادتي بها أو تطلع ثمرة أعجب بها كذلك ولكن مرّ علينا زمن زبلت تلك الخضرة كما نحن ولا ندري هل سيعود لنا إخضرار شبابنا أو خضرة أشجارنا ..
أعجبتي أيضاً بعض الكلمات التي وردت في قصة الحوش الكبير تزكرنا بمن غادرونا إلى دار الخلود مثل الجد والحبوبات وحكاوي الزمن الجميل ..
سأعود مره أخرى للدكان وبعض القصص ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: بورداب الرياض يحتفلون بأماندا والأبنوس-المجموعة القصصية لزميلهم الكاتب جلال الدين داود أبوج (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
5) أماندا والأبنوس: جلال الدين داؤود أبوجهينة:
إختارها الكاتب لتكون قلب
مجموعته القصصية وعنوانا لها .. ربما لفرادتها أو
لبقائها مرتعشة على محطة الإنتظار .. فتاة خلاسية
إختطلت فيها الدماء السويسرية بالألمانية .. وخزن فيها
اليتم المبكر الشوق لحضن مفقود .. فانجذبت نحـو
أبنوس أفريقيا وأحلام حرارة خط الاستواء .. لفتاها
الذي (لوحته الشموس وعفرته المعارك) .. أفريقيا
في نظر أماندا قارة بكر احتفظت بإنسانها مترعاً
بنقاء طبيعتها الفتية و(عين شموسها القوية) ..
وصقلت وجدانه طبولها وموسيقى غاباتها.
أماندا .. لا تعرف ولا وقت لديها لأن تعرف تفاصيل
دخول الشعوب والثقافات التي إنسربت لتعيد تشكيل وجدان
فتى أحلامها الوردية في عيد الزهور .. فرماها حظها
أن تعلقت بفارس شكلته ثقافة الهوى العذري
و
(إن الشجاعة أن تموت من الظمأ
ليس الشجاعة أن تعب الماء)
لم يرو لها غليلاً وبقيت شعلة (نونتيها) متقدة ..
وهي تصعد به الجبل ليلتقي أسرتها التي سرعان ما
رحبت به وشربت نخبه الكؤوس المترعة .. في جو
من البهجة على النسق الأوروبي الذي يدعو شعرة الجلد
للإنطلاق إلا تلك التي أحكم رباطها كحال فتاها..
أماندا بقلبها الخلي مفعمة بحرارة أحلامها الصبية تزدهي
بنضارة يكللها لون شفقها وفتاها لا زال يصليها
بحالة الإرتباك اللاإرادي أمام دفق مشاعرها القوية وقد
بقيت ترتطم بجدار محافظته التي وثقتها
العهود وركزتها كوابح الذات التي تشربت التقاليد
ليظل فتاها يردد: على مهلك يا صغيرتي!!
لقد عصفت الهواجس بقلبه وهي تقبل منهمرة
لقد ذهب وترك أماندا بعيونها المعبأة بالدموع
التي لم تنهمر .. بقيت له منها هديتها الساعة
التي يدق معها قلبه كلما وضعها على أذنه في
ذكرى أماندا الفتاة الحلم المستحيل ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: بورداب الرياض يحتفلون بأماندا والأبنوس-المجموعة القصصية لزميلهم الكاتب جلال الدين داود أبوج (Re: خالدة البدوي)
|
الأستاذ خالدة البدوي - تحياتي ..
لا زلت في إنتظارك والأخ صلاح شتات
لتحملا معي تقديم مجموعة أماندة
والأبنوس بعد أن قام الريس أبوجهينة
بتعبئتها بدقائق المعاني في تفاصيل
السبيل والحوش وأماندا والأبنوس
وحدثنا عن أشياء نقول تجاهها مع
شيخنا نزار:
حامل حبها ثلاثين قرنا
فوق ظهري وما هناك معين
وكنا نؤثر الصمت ونسكت حتى جاءنا
الريس بالبرش مطوي جنب الباب
والعنقريب متكول .. فعند أهلنا
مازال الموت يتقدم على الحياة
ويسكن في الوجدان وتبقى اثاره
في الحوش مدى حياة أهل الدار
تجدهم يبكون في الأعياد ويذكرون
موتاهم مع كل فرح قادم .. إنهم
قوم مسكونون بالأحزان.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: بورداب الرياض يحتفلون بأماندا والأبنوس-المجموعة القصصية لزميلهم الكاتب جلال الدين داود أبوج (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
الدكان ..
من أكثر الأشياء التي لها إرتباط بالناس هي الدكان ..
بحكم العشرة والعلاقة الإنسانية التي تربط صاحب الدكان بأهل الحي وخصوصاً إن كان من غير أهل المنطقة فمعاملته الحسنة لهم هي البضاعة الوحيدة التي يقدمها راجياً منهم شرائها بعين الرضاء والإحترام ..
أذكر ونحن صغاراً كنا كثيراً ما نذهب للدكان لأن من المراسيل الكثيرة نجني منها فائدة مادية أو معنوية كونك أنك تعمل حاجة ولها ثواب عند الأهل ..
وهناك الكثير من الطرائف التي تمر علينا ونحن صغاراً فتكون بمثابة الذكرى لنا ودعابة من من يذكرون ذلك الحادثة أو الدعابة ..
ومن الطرائف في طفل ذهب للدكان لشراء زيت بـ 25 قرش يا حليل زمن القرش وشايل معاهو جركانة كبيرة رد عليهو صاحب الدكان قال ليهو يا ولدي أنا بديك الزيت لكن بتمرقوهو من الجركانة دي كيف  ..
أعجبتني قصة الدكان عند الريس أبوجهينة وكيفية تعامله مع القصة من الناحية الإنسانية والعلاقة التي تربط صاحب الدكان بأهل الحي والريس يملك أدوات الكتابة وتطويع الحرف ليخرج لنا قصة كاملة الدسم ..
شكراً محمد عبدالجليل ..
شكراً الريس أبوجهينة ..
| |
|
|
|
|
|
|
| |
هاشم أحمد خلف الله
Mohamed Abdelgaleel
ابو جهينة
ودقاسم
خالدة البدوي
mahmed alhassan
معتصم دفع الله
إسحاق بله الأمين
الفاتح يسن
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست