|
في ذكرى رحيل مصطفى .. اغني جذوة النار التي فيكم
|
الى روح مصطفي الطاهرة .. الى كل من يعشق ذلك الضياء .. الى الاخ بدر الدين الامير..عاطر التحايا.. الآن تعود بنا الذاكرة المتعبة الى ايام الرحيل المر، وتعيد المشهد الحزين .. رحل مصطفي وهو يعتصر الألم ابداعاً والقاً وعبقرية .. رحل مصطفي وتركنا نردد.. يعني كان لازم تفوت؟.. ايام يناير الباردة لم تمنع الحشود من التزاحم في مطار الخرطوم، والاعين الدامعة تترقب وصول جثمان الفقيد مصطفي سيد احمد المقبول .. رسم الجميع بدموع الحزن تفاصيل اللوحة المفقودة وتردد النداء الخالد.. لن تموت يا مصطفي.. من البرزخ تعال .. من شرفة الملكوت تعال .. ولكن.. نعم .. مات مصطفي .. مات مصطفي وفشلت احزاننا ودموعنا، وكل مناشدات ازهري وحميد وطبيبه في ابقائه ولو للحظة.. مات مصطفى ..ولن تجف المآقي حتى نلتقيه .. مات مصطفي بعد ان ترك لنا ارثاً ضخماً ووصايا عديدة تجبرنا على احترامه.. فلنترحم جميعاً على روحه الطاهرة وندعو الله ان يسكنه فسيح جناته وينزله مع الصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا. مرة أخرى ولكن .. هل نتوقف في محطة الاحزان والقاء اللوم على بعضنا البعض؟. فالحقيقة التي لا يمكن تجاوزها ان روح مصطفي صعدت الى بارئها.. وبقي في دواخلنا وحنايانا وقلوبنا رمزا للصمود والعزة والكبرياء والانسانية. لذا وجب علي الجميع اتخاذ خطوة تبقيه حيا ( وان بقي) يمشي بيننا .. يحدثنا يناجينا ويمدنا بالمزيد من الروائع.. خطوة تبعد ارثه الفني من التاويل والسرقات والتشويه.. هي دعوة ومناشدة لكل من احتفظ بزهرة انيقة قطفها من بستان مصطفى ان يعيدها اليه.. اعيدوا اغنيات مصطفى..وثقوا اعماله..ألفوا الكتب.. وشنفوا الاسماع بفن نادر مخبوء في دهاليز الوفاء والبخل.. الفظوا (الأنا) وامنحونا ذلك الدفء في زمن الصقيع.. هي دعوة لكل من يعشق مصطفى الانسان.. الفنان.. الاب .. روح الروح وغابات الزيتون.. دعوة لتوثيق حياة واعمال مصطفي .. لوحاته .. أشعاره .. أغنياته .. مواقفه .. صوره .. آهاته .. آلامه .. أفراحه .. أحلامه .. افكاره ..وثقوها لنعود اليها في كل الاوقات .. وليعود لها ابنائنا من بعدنا .. فإن شئتم تعالوا الآن نرقص رقصة البدء..
|
|
|
|
|
|
|
|
|