|
عيال دارفور والتمرد على الدولة والتمرد على التمرد!!
|
عيال دارفور والتمرد على الدولة والتمرد على التمرد!! يبدو أن ثقافة التمرد والتمرد على التمرد أصبحت من السمات المتأصلة في المجتمع الدارفوري ومجتمع الدارفوريين الأفارقة على وجه الخصوص. فما أن يعلن فريق متمرد عن نفسه إلا وتحدث فيه عدة إنقسامات كل قسم منها يعلن عن نفسه وعن برنامجه، والعجيب في الأمر أن كل برامجهم متشابهة لدرجة تجعل الناس يتساءلون لماذا الإنقسام طالما أن »الحال ياهو نفس الحال« مع الإعتذار للأستاذ الكابلي!. آخر إنشطار تم في حركة تحرير السودان، وهي حركة شديدة الإنشطار والتشظي كما لاحظ الجميع، هو إنشطار بقيادة محجوب حسين الناطق السابق بلسان مني ميناوي، واسم الفصيل المنشق هو »حركة تحرير السودان العظمى«. الحركة الانشطارية الجديدة أطلقت بيانها الأول. وكان البيان الأول بالطبع ملىء بالانتقادات والاتهامات لكل من حكومة السودان والمؤتمر الوطني ومني ميناوي شخصياً! حيث اتهم البيان حكومة الخرطوم بأنها تهدف الى معاقبة مواطني دارفور عقاباً جماعياً وإلى حرمانهم من أبسط حقوقهم في البقاء! أما بالنسبة للمؤتمر الوطني فقد اتهمه البيان بالتسلط والاحتواء والأخذ بسياسة التفوق العرقي والثقافي!!. كما وصف البيان مني ميناوي بالضعف والتخاذل وأنه وقع ضحية لاستغلال المؤتمر الوطني له وتفريغه من كل محتوى ثوري! كما وصفه بعدم المقدرة على استيعاب متطلبات المرحلة! وبعد أن أصدر سيادته بيانه الأول أعلن عن تكوين لجنة تنظيمه المركزية والتي ضمت ٧١ عضواً ذُكر منها إسمان فقط هما محجوب حسين محمد وأبوبكر شرف الدين رشيد، أما بقية الأعضاء فقد ذكروا بأسمائهم الحركية. ٧ من القادة الميدانيين، ٦ في الخرطوم و٢ أحدهما في نيالا والآخر في الجنينة!. وعندما تساءلت لماذا كل هذا الإنقسام والتشظي في حركات التمرد الدارفورية؟ جاءتني الإجابة هذه المرة على لسان الشيخ حسن عبد الله الترابي أثناء زيارة معايدة له في منزله قمت بها قبل شهرين، إذ قال لي: »أنتم الشماليين لا تحبون السلطة ولكن أهل دارفور يهيمون بها«!. وحسب هذه الإجابة من الدكتور الترابي، فيبدو أن الشاب محجوب حسين قد أخذته الغيرة من الشباب الآخر الذي وجد نفسه في غفلة من الزمن يجلس في مكتب في القصر الجمهوري رغم فقدانه لكل مميزاته الميدانية التي حملته إلى القصر الجمهوري المفترى على جمهوريته والله أعلم!! وأنا هنا أقترح للقصر الجمهوري إسماً أكثر واقعية وهو قصر الشتات.. وشتات يا فرد!. عبد الله السبّاك
|
|
|
|
|
|