|
بين الرمال مذبوح .. رحم الله ابوصلاح
|
... مودتي لكل من وآفانا و آلفنا في البرهة القليلة , وهي كلمات لعبيد عبد الرحمن الذي عرف بعدم احتماله وعدم تماسكه امام تلك الظاهرة المسماة بالذوق و بالجمال عموما, اذ هو يقول : انا الفي حالي ماك سائل , انا المني الفِِؤاد مضنى , انا المني الدمع سايل ! اعاني عذابي الهائل ! اخذ مني الفراق مأخذ و نال مني الهوى نائل .. غزال البر يا راحل .. حرام من بعدك الساحل ! ( وقصدي هنا كل من مروا علي البوست السابق و قبلوا شفاعة ود الرضي و ادرجوني تحت ظلها مترامي الاطراف ) , و يا بكري وهشام و الكل بدون استثناء و فرز , اقول لكم قول ابوصلاح : دام عليك الهنا و السرور .. و هو قول جاء ضمن كلماته يوم زواج صديقه و صفيه ربيع منسوب حي البيان و السيد المكي بامدرمان : ياربيع في روض الزهور .. عيش منعم طول الدهور .. ! و لان الشي بالشي يذكر , فان عمر البنا وهو مثل عبد الرحمن الريح و عبد الكريم الكابلي , اذ هم جميعا يكتبون و يلحنون و يغنون , كان قد شاهد حسناء امدرمانية اسمها نفيسة تسكن عند محطة ودارو المجاورة لمحطة السيد المكي فقال عنها كلامه ذاك : يا خلاصة حسن الغانيات في ام در .. ملكني هواك يا نفيسة الدر ! شوفتك لخاطري تسر .. و تقلب لي العسر يسر ! اقول قولي هذا بسبب ان يس قد ذهب بنا بعيدا حين اتى الينا ببكائية ابوصلاح تلك المسماة : قلبي همالوا ! وجعلها شعارا غنائيا له من الاهمية و الاثر و البعد الجمالي ما يضاهي شعار الاصلاح الزراعي في السودان ! وقيل ان ابوصلاح قد شاهد صبية جميلة من قبائل الصبحة او دويح او ما الي ذلك , مستلقية عند رمال بحر ابيض وذلك بعد ان توقفت بهم باخرة النقل النهري في محطة نيلية لما بعد القطينة , كعادته فان ابوصلاح رواصده كانت قوية و انتباهته عالية مثله كما العبادي الذي رافقه في تلك الرحلة , سمع رفيقاتها ينادون عليها يا فريع , فذهب سريعا في تأويله العاطفي - الشعري للموقف قائلا: يا فريع ياسمين .. متكي في رماله .. قولو عاشقك وين ضاعت آمالو ! رحم الله صالح عبد السيد الذي دارت عليه دوائر الجمال عند رمال بحر ابيض وهو لم يكن قد انفك بعد من نوابل حسناء حي القلعة بامدرمان التي اربكت اوزانه يوم حفلة زواج صديقه عبد الرحمن فقال عنها في صدى غناء سرور و مزيكة وهبة : حال محاسنك مين الفسرا.. يا الثريا الفوق اهل الثرا ! يا اهل الفن و الكلمة و الايقاع و اللحن , و يا عاشقي وطن جري فيه قديما (اللير/الطمبور) بين يدي الكوشيين وسلالاتهم التابعة من مستعربة السودان , ثم انتقل ذات الطمبور في سلاسة و قبول تام الي ادروب , و منقو , ثم تحور في دار قمر الي ما عرف بام كيكي فصار رمزا لوحدة ارضه و وجدان شعبه .. لكم محبتي , و اقبلوا بيعتي , و تجاوزوا عن سهواتي .. تكسبون في ذلك اجر دون شك ! يا فاروق لك الشكر , و كثير علي امر البردى هذا , وكان السيد عبد الرجمن المهدي قد قذف بعبايته الكريمة فوق سيد عبد العزيز يوم ان قال فيه قصيدته التي وصفه فيها بنيل القراب و بعاد , وقيل ان المرة الثانية يوم ان سأل ابنه السيد الصديق عن امر وفد السودان للامم المتحدة في شأن االاستقلال ,فقال الصديق ليس لدينا المال الكافي , فخلع عبايته ايضا وقال له خذ هذه بعها ! لك شكري يا عادل و وعدي بالعودة وياليتك تتمكن من سماع الفي العصر مرورو بصوت الراحل خلف الله حمد .. و يا بت طلحة : قال المتنبي في مدح علي بن منصور الحاجب وهو ممن شابهوا اولاد الشلهمة اخوالك : نلومك يا علي لغير ذنب .. و يواصل حتي يقول .. ولما جئته اعلى مكاني , و اجلسني علي السبع الشداد .. سلامي للزبير و عمر و عموم احفاد البامسيكا بطرفكم .
|
|
|
|
|
|