[B]من هو الجلاد .. ومن هو الضحية..؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 06:47 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الأول للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-12-2007, 08:59 AM

Mustafa Mahmoud
<aMustafa Mahmoud
تاريخ التسجيل: 05-16-2006
مجموع المشاركات: 38072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
[B]من هو الجلاد .. ومن هو الضحية..؟

    من هو الجلاد .. ومن هو الضحية..؟

    صلاح شعيب
    [email protected]

    حين قال نيلسون مانديلا إن قضية فلسطين ليست هي قضية العرب وحدهم وإنما الإنسانية كلها كان يعني جانباً أخلاقياً إن لم يكن ليمتلكه وقتذاك فمن الصعب أن يظل ثوري القرن الماضي بمنازعين قلة. هذا الموقف الأخلاقي الذي تقدمه أفريقيا الفقيرة يمكن قياسه بموقف المحافظين الجدد في أميركا والذين قرروا آن «أزمان متقاطعة» أن يدفع الشعب العراقي «كله» ثمناً باهظاً للثأر ضد المحيط الحضاري «كله» الذي اتهم بأنه المدبر الحقيقي لأحداث الحادي والعشرين من سبتمبر المشؤومة.. وإذ رأى هؤلا المتعصبون «الايفانجلوكول» في العراق نموذجاً تاريخياً للثقافة العربية والاسلامية ولذلك لا بد من المرمطة بسمعته وإهانة ترميزاته فإن ثقافة الثأر الأميركية تكون قد نضحت بما في أحشائها المكلومة والغاضبة إزاء تلك الاحداث، ولكن السؤال هو: كيف تكون هذه الثقافة فخورة بهذي الآثام القاتلة عندما يتعلَّق الامر بآلاف الابرياء الذين لم يختطفوا طائرات ويشقوا بها كبد الأبراج في نيويورك أو يخدشوا خلالها قلب البنتاغون؟

    إذاً إن في الامر لسراً، ولكن ما هو هذا السر؟ حسنا ً، إنه الخوض في ذلك الامتحان الاخلاقي الذي نجح مانديلا في تجاوزه فيما رسب فيه شريحة من واضعي إستراتيجيات البيت الابيض للقرن الواحد والعشرين.

    ونحن لسنا براء، فالحقيقة إن عملية الفشل في الاختبارات الاخلاقية شائعة، وليست وفقاً على من هم لا يشاركونا المعتقد والثقافة، وإنما هي في مواقفنا العربية والاسلامية «خصوصاً» والتي بانت حينما رأى قادة العرب التخاذل عن احترام دستور جامعتهم، أو ربما من الافضل القول حينما تآمروا على ذبح صدام حسين وعراقه من حيث لا يدرون إنهم يذبحون أنفسهم فدية للثأر الاصولي الدفين لغلاة المحافظين الجدد.

    ولكن حتى وإن قضي نحب عراق الرئيس صدام، فإن هؤلاء القادة لا يزالون عاجزين بطبيعة الحال عن إنقاذ الشعب العراقي الذي إنتهى إلى طوائف يتصيدون غفوات بعضهم البعض فيقتتلون ويستذبحون، ومالنا نذهب بعيداً فالقادة أنفسهم يجثمون من المحيط إلى الخليج في صدور شعوبهم ويحكمونهم بـ «هاي» الطريقة التي كان يحكم بها صدام العراق وربما أفظع، ولكن نتيجة صدام كانت أسرع: ضحية أو لقمة سائغة سببتها مغامرات «القاعدة» والتي إن لم يقم بإدانتها مسلم لسقط أخلاقياً.

    إن الطريقة التي تم بها عرض قبض وإعدام الرئيس العراقي الاسبق ليست إساءة فقط لثقافة الثأر الأميركية وسلطتها العراقية فهي إساءة للإنسانية عامة ولبوش شخصياً، ولا أظن أن الأخير وسدنته يفهمون كيفية إرتداد الاساءة التي حلت بصدام حسين نحوهم.

    إنهم -أي المحافظون الجدد- بغير السقوط الاخلاقي في تدمير العراق فقد نحروا ذرات الحس في عقولهم وضمائرهم حين جرحوا كبرياء «الأسير- النموذج» أمام شاشات التلفزيونات العالمية.. يأمر رمسفيلد -من على سدة التحصن في البنتاغون- الأطباء أن يبحثوا أمام الكاميرا عن القمل في رأس أسير الحرب وهو لا يقوى على شروي نقير، ويفتحون فاهه ويأمرونه بالتأوه في إشارة خبيثة، ثم يصورونه مخنوقاً أعلى الحفرة بواسطة أحد الجنود الأميركان بينما هم قد عثروا عليه تحتها، ولم يقفوا عند هذا الحد وإنما تلصصوا على حياته الخاصة في مقر إعتقاله فصوروه عارياً في إطار مسلسل المذلة المؤلم لـ «الرمز الحضاري».. أما في ما بعد فقد أرادوا بتلك المحاكمة المهزلة أن يقولوا للعالم إن الشعب العراقي وبإرادته الحرة يضع الديكتاتور في المحكمة التي حرم منها -عن طريق المقصلة- بعضا من شعبه، ولكن الرئيس السابق احترم مواقفه وظل رابط الجأش إلى أن انتهت المحاكمة التي دبر أمرها في ليل واشنطن.

    وإمعاناً في حلقات تحقير العرب خصوصاً والمسلمين عامة والانسانية وأنفسهم، قرروا إعدامه.. وعبر الاثير أمر زعيم المحافظين الجدد أن أعظم خروف سيقدمه لهؤلاء المسلمين والعرب «القتلة» في عيدهم المجيد هو رأس صدام، فقد كان.. فبينما الناس يستعدون للوقوف بعرفة واستقبال العيد بالأضاحي فقد تفاجأوا انهم أثناء ممارسة ذبح الخراف كانت ثقافة الثأر الأميركية قد نحرت «الرمز» على أيدي عراقيين «ليس من بينهم أميركياً واحداً» كما أرادت الثقافة الفخورة أن تذكرنا!

    إن الحالة العراقية التي أوجدت هذه الإهانات للعراقيين ورئيسهم وكل العرب والمسلمين لم تكن آتية من فراغ، وما حق لنا أن نعزلها عن الظروف الداخلية التي تعاني منها الأقطار العربية وعن ظروف إرتباط هذه الاقطار بتوجهات الفكر السياسي الاستراتيجي للأقطار العظمى، والتي تسعى اليوم لتحقيق ثلاثة أشياء مفصلية: (1) تأمين مجالاتها الحضارية والثقافية. (2) تعزيز مكتسباتها الرأسمالية التي أحرزتها تاريخياً أو تدعيم راهنها الاقتصادي وفي ذات الوقت المحافظة على اسواقها داخل الاقطار المستهدفة وتدمير قدراتها على النهوض الاقتصادي والتجاري والاستثماري إلا عبر قنواتها المستفيدة. (3) خلق محاور جيوبوليتيكية تتورط فيها بالضرورة النخب من داخل هذه الاقطار المستهدفة، وذلك للسيطرة على مصادر الطاقة أو الموارد الطبيعية المرتبطة بالصناعات عموماً.

    إذا نظرنا إلى الظروف الداخلية للاقطار العالمثالثية، وليس هناك قطر عربي أو إسلامي واحد يخرج من تصنيفها، لوجدنا فكرها الاصلاحي أو الاحيائي مرتبطاً بتحالفات مع الحراك العالمي الاستعماري للدرجة التي نجد أن صيرورة الاصلاح الفكري داخل هذه الاقطار هي بشكل أو آخر مقيّدة بحركة المد والجزر السياسي للدول العظمى والتي إن أرادت دعمتها وإن لم ترد عرقلتها، والحال هذه يصعب تماماً إستقلالية عوامل الاصلاح الداخلي عن المعطيات الخارجية التي تحاربه. وحتى إذا قيّض للجماعات السياسية المعارضة للسلطات في هذه البلدان العالمثالثية والمعارضة كذلك لطبيعة النظام العالمي القديم والجديد معاً أن تعمل لتحقيق وجودها لتنفيذ أسس الاصلاح بالطريقة التي تنشدها، فإن الشئ الطبيعي هو أن تقوّض في مهدها. أما إذا أرادت الدولة التوتاليتارية أو النصف شمولية أن تركز على مقاومة النظام الدولي أو مهاجمته دون أن تلتفت إلى ضعف نسيجها الوطني، كما في حالات عراق البعث وكوبا وايران وزيمبابوي وفنزويلا وبوليفيا وايران وزيمبابوي والسودان المتذبذب بين «المشي خطوات نحو التعاون مرة واتخاذ سياسات عدائية مرات» وليبيا ما قبل التخلي عن البرنامج النووي والمساومة في أمر لوكربي... إلخ، فإن مصير قادتها دائماً ما يكون أشبه بمصير المرحوم صدام حسين وبالعدم فإن مواطني هذه الدول يدفعون ثمن مغامرات هؤلاء القادة الذين هم محل شك في مشروعية قيادتهم.

    إلى ذلك.. إن سؤال الاخلاق، أو التساؤل حول أخلاقية طبيعة هذه الأنظمة العظمى ربما يبقى في جانب بلا معنى إذا كان مطروحاً من قبل النخب الفكرية والثقافية المسيطرة على الدولة العالمثالثية، وأعني النخب التي جعلت طبيعة عملها تكنوقراطية وكفى كما حال السفراء مثلاً، أو التي تهادنت في سبيل عدم إصطدامها مع السلطة خوفاً من الإحالات للسجن والافقار، أو حتى النخب التي هاجرت/هربت من لظى الديكتاتور. إن ما يعطى الأهمية للتساؤل الأخلاقي حول ما تم لصدام ونوريغا هو صدق شرعية الثوري مثل مانديلا والذي قضى عقدين من الزمان في السجن.. وعليه لا يفهم المرء كيفية أن يوثب بسؤال الأخلاق حول جريمة الولايات المتحدة في العراق من لا أخلاق له في توجيه السؤال نحو السلطة التي يخدمها أو يهادنها.. وهي أي سلطة في النظامين العربي والاسلامي؟

    وفي خاتم الأمر كانت هناك مقولة للبروفيسور رضوان السيد «إن الاسلاميين والقومجية لا يعترفون بمشروعية الكيانات القائمة وأن الوطن محتكر في ذهنهما لايديولوجيتهما فقط». إن المسألة في تقديري ليست في الاعتراف بمشروعية الآخر أو الوطن القائم على أتم وجه كما نتصوّر، فالمسألة هي في التأمل في ما إذا كان هناك اتفاق -جمعياً- حول مشروعية عمل الآخر وحول الوطن المشكل على أساس راسخ من التسامح والقبول والعدل.

    إن هذا الوطن المثال، بإختصار، غير موجود لا عربياً ولا اسلامياً، فالموجود هو سلطة تفترض انها تدير وطناً أولاً، ثم إنها ثانياً تفترض وجود معيارية لهذه المشروعية بآدابها ونواميسها وفلسفتها هي فحسب، ولذلك من الصعب تحميل الاسلامجية أو القوميين «المأساة» دون سائر تيارات المجتمع الاخرى، أو المجتمع ككل.

    على انه لو قاربنا جزئياً ما قال به السيد رضوان السيد بدولة العراق إبان تولية المهيب الركن صدام حسين يتمظهر لنا إنها إنبنت على مشروعية التأسيس بالقوة والاستمرار بالقمع وإننا في أثناء النظر لتفاصيل المتحقق من هذا النوع من المشروعية بتعمق يكون -بعدها- من غير المجدي الحديث عن إدانتها فقط دون إرجاع نموذج دولة صدام وغير صدام إلى مشروعية القوة والقمع التي أبدع فيها المشروع التاريخي للدولة القطرية العربية. إذ لحظنا فيه كيف انه ينتفي تماماً وجود المشروعية الحقيقية للشورى أو ولاية الفقيه أو الديمقراطية.

    إن مشروعية دولة صدام المنقضي نحبها كانت فخورة بالثأر أيضاً من أعداء محتملين للمشروعية البعثية التي تنهض وحدها بتمثيل الأمة العراقية والعربية، فكان الضحية «شراذمة» -كما قد تصف لنا مديرية الامن وقتها- من شيوعيين وإسلاميين وليبراليين وحتى آل البيت السلطوي، والغريب هو انه كيف تأتى للمحافظيين الجدد وصف السلطة البعثية بالسنية، فما كنا نعرفه أن سلطة البعث لم تكن طائفية في ثأرها غير الاخلاقي ضد خصومها.. إنها فقط كانت تستهدف جيوباً معارضة تريد أن تبدو في صورة الآخر بالنسبة لطرح البعث العربي الاشتراكي.

    لكل هذا فإن فلسطين مانديلا المتخيَّلة في ذهنه لم تكن لتتحقق بكبت الإجماع القطري مع مغازلته في نفس الوقت قومياً بصواريخ الاسكوت، المغازلة التي أكدت فيما بعد العجز النفسي للمحافظين الجدد في مراعاة حتى الاخلاق في الدستور الأميركي الذي خطه توماس جيفرسون وتضمن ضرورة عدم إختلاف الاخلاق مع الخلق المختلف حتى لا يكون هناك جلادون أشداء على المكر وضحايا ضعفاء بالملايين.

    نقلا عن الصحافة
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de