حادثة المهندسين وعقلية الانقاذ / محمد عيسى عليو (منقول)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-01-2024, 01:54 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الأول للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-02-2007, 07:18 AM

Zoal Wahid

تاريخ التسجيل: 10-06-2002
مجموع المشاركات: 5355

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حادثة المهندسين وعقلية الانقاذ / محمد عيسى عليو (منقول)

    لـم أحزن في أيامي القلائل الماضية مثلما حزنت لحادثة المهندسين التي وقعت الأسبوع الماضي، إثر المواجهة بين أفراد عسكريين من مجموعة مني والشرطة في ولاية الخرطوم. أسباب الحزن هي كثرة الدماء السودانية التي تذهب هدراً لأقل الأسباب، لاسيما بعد مجيء هذا النظام.. فمنذ عام 1989م، والبيوت تملأها الأحزان والدموع، هذا قتل في الجنوب، وهذا قتل في الشروق، وآخر قتل وسط الخرطوم، حتى إذا جاءت مشكلة الغرب فحدِّث ولا حرج.
    إن عقلية هذا النظام هي معالجة أدنى قضية بفوهة البندقية والأمثلة في ذلك لا تحصى ولا تعد منذ اعدام ضباط رمضان، إثر محاولة انقلابية لم يمت فيها شخص واحد ومع ذلك أعدم هؤلاء الضباط في دقائق معدودة وتستمر التجارب تترى، عندما قاتل قادة هذا النظام بضراوة في جنوب البلاد وإفتقدنا في تلك الحرب خيرة شبابنا وملايين الدولارات، وفي النهاية جئنا باتفاقية فصلت الجنوب وقدمته على طبق من ذهب. إذاً لماذا كل هذا الموت وهذا الدمار؟

    ثم جاءت مشكلة دارفو أخيراً حيث صعد بعض المسلحين جبل مرة وذهبنا نحن عشرة من الرجال العدول لإحدى الشخصيات الأمنية النافذة، وانتظرنا هذا الشخص أربع ساعات في مكتبه حسب الموعد، ولكنه لم يحضر إلا حوالى الساعة الخامسة مساءً، وقلنا لهذه الشخصية نطلب منكم عدم استعمال السلاح مع هؤلاء، فقط المطلوب محاصرة جبل مرة أرضاً ومساحته ليست بالكبيرة، ثم نتفاوض معهم حتى لو استمر التفاوض سنين، لأن الجماعة لهم مطالبهم والمطالب طبيعية، وهي تحسم بالتفاوض حجة واقناعا. وإذا أطلقتم رصاصة واحدة فسوف تلتهب كل المنطقة.. ولكن هذا الرجل ردَّ علينا بكل استخفاف في حديث طويل فيما معناه لا بد من الحسم العسكري وأطلق كلمات تهديدية، هذا المقام ليس مقاماً لذكرها ولكنها نفس العقلية التي حسمت معركة المهندسين.. وكأننا لا رحنا ولا جينا، ولا اتعلمنا من تجاربنا.

    إن حادثة المهندسين تؤكد أن هذا النظام ليست له المبادئ الأمنية التي تحتاط لوقوع الجريمة وأدلل بالآتي:
    1/ إن هناك جولات سبقت الجولة الأخيرة لقضية دارفور بأبوجا وصلت لست جولات، والأخيرة هي الجولة السابعة، وأن الحكومة تعلم أن هذه المفاوضات ستنتهي باتفاق يأتي بعسكريين كانوا متمردين للخرطوم. كيف يعقل أن لا توضع ترتيبات أمنية تجعل هؤلاء يسكنون بعيداً عن السكان المدنيين، ومعروف ما هي نتيجة وضع العساكر وسط المدنيين من كل التجارب السابقة.
    2/ كيف يعقل أن تسمح الدولة للسلاح الخفيف والثقيل أن يدخل العاصمة، وأعتقد أن اتفاقية الخرطوم للسلام 1997م التي وقعت مع رياك مشار وكاربينو هي التي جاءت ببدعة إدخال السلاح للمدن ومنها العاصمة، إتضح جلياً أن هناك ممارسات عسكرية حصلت أكدت أن هناك خطراً كبيراً في السماح للعسكريين بحمل السلاح في المدن.. لماذا نكررها في اتفاق أبوجا؟
    3/ إن الشخص أو القائد الذي وقَّع اتفاق سلام إذا لم يثق في النظام كيف يوقع معه اتفاقا؟ وإذا هو لم يثق في الحكومة هل هذه القوات التي جاء بها بسلاحها للخرطوم، في إمكانها أن تحميه إذا أرادت الحكومة قتله؟
    4/ حتى إذا سلمنا جدلاً أن الاتفاقية سمحت بدخول الحرس الشخصي للقائد بسلاحه إلى الخرطوم كيف يعقل أن نتركه هكذا وقد قدم من الأحراش والغابات ومعظم أفراده لم ينل تدريباً عسكرياً منضبطاً.. لماذا لم يقم لأفراد هذا الحرس كورساً محدداً لتدريبهم حتى يستطيعوا أن يواكبوا حياة المدن.
    لهذه الأسباب حزنت أيما حزن لجميع الموتى واعتبرهم جميعاً شهداء حقيقيين لأنهم ماتوا نتيجة لا مبالاة وإهمال دولتهم تماماً كالأب الذي يعطي رسن العربة لابنه غير المؤهل للقيادة ليقتل بها المارة هكذا باختصار شديد.
    لا بد لي أن أُعرج لأمر مهم جداً، وهو يتعلق بأرباب اتفاقية أبوجا من كل الأطراف إذا هم لم يستطعوا أن يعالجوا أمراً بسيطاً يتعلق بعسكريين يسكنون في عمارة تضايق منهم المواطنون سواء كذباً أم صدقاً بل تركوا الأمر حتى تزهق فيه أنفس عزيزة، كلٌّ منها لديها عائلة وأبناء وآباء وأمهات تعولها، والآن تركت دون عائل، إذا كان أمرهم هو هذا.. كيف يستطيعون معالجة مشكلة السودان وهم الآن مؤتمنون عليه؟
    واضح جداً أن عقلية الانقاذ في معالجة الهزات لم تتغير منذ عام 1989م على الرغم من التحولات الإقليمية والدولية وبروز عصور النت وتطور الصحافة الذي يمكن أن تستفيد منه الدولة، ولهذا فابشروا بمزيد من مثل هذه المعالجات الرعناء. وسوف يعيش العمره طويل.



    المصدر الصحافة 1 ابريل 2007
    http://www.alsahafa.sd/Raay_view.aspx?id=32857
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de