|
Re: فضاء اللغة المرنة.. وفنتازيا البناء البلاغي...بقلم: عبدالرحمن شنقب (Re: munswor almophtah)
|
تضـــاريس
مدينة
بشرى الفاضل
بمنجلها تستعين على الفقر بالجز
والشجن الساكن
وفي الأفق أيامها الكالحات
ولا حب في عمرها الداكن
وموعودة بالمجاعات
تترى
وراء ضجيج الخُطب
وموعودة بالنوى والتعب
كما دودة القز
بعد الحرير
أطاحوا بجثتها في اللهب
وزغرد ثوب الحرير على جسد فاتن
لمن جمعوا كل هذا الذهب
ومن رامه في ظلام المناجم
أدمى بسكتة قلبه
ثم ذاق النصب
بمنجلها تستعين على الفقر بالجز
والشجن الساكن
يسمونها ـ وهي قرية عمرـ مدينة
تقوم فتمشي
على جسد واهن
كأن شرايينها وهي تحصد
أسلاك غبن
فتسري مع الدم أوجاعها
وينام الغضب
حياة فلاة
وعصر عجب
بمنجلها
والنبات استفز
تحفز
طارت رؤوس
وظل القصب
وخمسون سنبلة حظها
من حقول الحياة
تبيت الطوى نصف عام
وتقتات أيام تقتات
سنبلة
أو فتات
ويأتونها بعشاء الموات
وبالرحمتات
وتنضح آهتها بالسكينة
وعنق لقطتها مشرئب
كعنق بنات المدينة
وما من قرينة
بمنجلها تستعين على الموت
بالغوص في أمنها الخائف
ولا جسم في عودها الراجف
ولا حسم في شكها الدائم
ولا فطر في ليلها الصائم
وموعودة بالمجاعات
تترى
وراء بريق الذهب
وموعودة بالنوى والتعب
وراء الطحين الذي من وراء دقيق الخطب
بشرى الفاضل
الخرطوم 1991م أطبع هذه الصفحة العودة الى الصفحة الرئيسية
|
|
|
|
|
|